الرابح والخاسر من أنتخاب عون

michalaonطلال عبدالله الخوري 31\10\2018 © مفكر حر

لكي نعرف الرابحون والخاسرون من انتخاب ميشيل عون رئيسا توافقيا للبنان, يجب ان نعرف من كان يعطل انتخاب رئيس للبنان بالدرجة الأولى؟ طبعا وكما اعتدنا في كل مقالاتنا نحن نعتمد في تحليلنا على ان اي صراع في اي نقطة من العالم هو بالنهاية صراع بالوكالة بين اطراف تدعمهم اميركا ومخابراتها السي اي ايه ضد اطراف تدعمهم روسيا ومخابراتها الكي جي بي, فالذي كان يعارض انتخاب ريئس للبنان هو موسكو عن طريق حلفائها في ايران والنظام السوري, وظلوا قابضين على هذه الورقة حتى استطاعت الدبلوماسية الاميركية ان تضغط على النظام الايراني وتنتزع منه تسوية بشأن لبنان افضت الى انتخاب عون رئيساً مع تكليف حصراً سعد الحريري بتشكيل الوزارة.. اذا هذا انتصار صريح للشعب اللبناني والشعب السوري قاطبة بموالاته ومعارضيه أولا .. وانتصار للدبلوماسية الأميركية التي استطاعت ان تفرض هذه التسوية على النظام الايراني وتنتزع من الدب الروسي بوتين هذه الورقة التفاوضية التي كان يتلاعب بها من خلال اذرعه في النظام السوري والايراني.

ماذا عن حزب الله؟ استطاعت ايران ولوبيات الاقليات في الدول العربية بان يقنعوا اميركا والغرب والمجتمع الدولي بأن الأقليات في خطر في البلدان الاسلامية, ودليلهم على ذلك هو ما حدث لليزيديين والمسيحيين والشيعة والاكراد في العراق وسوريا! وخاصة الحوادث التي تم توثيقها عند قيام الجيران من السنة في العراق تحت سلطة داعش, بذبح جيرانهم من اليزيديين والمسيحيين وسبي بناتهم تحت زغاريد النساء وزفوهم الى السبي مع رش الرز عليهم فرحا,.. وطبعا هذا لايستطع احد ان ينكره ويقول بان من قاموا به هم اقلية لا يمثلون المسلمين, لأن من قام بهذه الافعال الشينة والتي تعتبر من أكبر الكبائر بالنسبة للمجتمع الدولي هم الجيران الذين كانوا يزورونهم ويأكلون معهم ويعملون معهم ويدرسون معهم ويحتفلون بالاعياد معهم, ومن جهة ثانية ان كل ما قاموا به موثق بتراثهم الاسلامي ويدرس بمدارسهم وجامعاتهم ويحصلون به على شهادات الدكتوراة .. اي ان التهمة ثابتة عمليا وكتابيا.. الان, من جهة ثانية فان حزب الله وايران قدموا التعهدات الموثوقة بأن سلاح حزب الله هو فقط لحماية الاقليات من خطر جيرانهم, لكي لا يعاد ما حصل بالعراق مع الاقليات اليزيدية والمسيحية, وان هذا السلاح لن يرفع قط بوجه اسرائيل او الغرب قط , وهذا ما اكد عليه جون كيري في احدى تصريحاته بان سلاح حزب الله لن يرفع ضد الغرب او اسرائيل .. وبنتيجة هذا اصبح لدى المجتمع الدولي قناعة بأن حزب الله مشروع ناجح لحماية الاقليات وسيتم تكرار تجربته بكل تأكيد مع الأقليات في العراق والسعودية وايران وسورية ومصر وفي كل بلد فيه اقليات يمكن تتعرض للخطر من قبل جيرانهم… اي استطاعوا ان يقنعوا الغرب بان تجربة حزب الله هي ناجحة وضرورية ويجب ان تحتذى بعد ان كانت منظمة ارهابية.

من هنا نستنتج بأن على زعماء العالم الاسلامي بأن يعملوا جاهدين وعلى مدى عشرات السنين من الأن لكي يغيروا وجهة النظر السيئة عنهم عند المجتمع الدولي (ملاحظة هامة: هذا ليس رأي الكاتب وانما رأي المجتمع الدولي ولا يتفق معه الكاتب), ولن ينفعهم الصراخ بنظرية المؤامرة… فالتهمة ثابتة لدى المجتمع الدولي, والطريق لهذا معروف, وقد قامت به جميع الديانات الاخرى, وهو فصل الدين عن الدولة وتبني الدولة المدنية.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to الرابح والخاسر من أنتخاب عون

  1. mounzer says:

    هل تعلم أن مقالك تافه ولا يقارب الموضوعية بشئ وتحليلك أتفه من أن يطرحه فكر حر ،ومهما غيرت من أقنعتك فإنك لن تستطيع أن تخرج من عباءتك الوهابية الطائفية وأي واجهة جميلة تضيفها إلى وجهك لن تمنع رائحتك العفنة من التعبير عنك…
    وللعلم فقط فإن العماد ميشيل عون قائد مقاوم بعكس ما حاولت أن توحي للقارئ بأن أمريكا من فرضه… !!!!!
    أما كلامك عن حزب الله فأعتقد أنك أصغر من أن تناقش مثل هذه الهامة الكبيرة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.