لا اشد عداوة بين رجال الامن والثقافة

ترى هل هناك علاقة بين دائرة بلدية، وهي دائرة خدمات، وبين جهاز الشرطة او الجيش وهو جهاز امني مهمته المحافظة على الامن والاستقرار.

لانريد ان نقارن بلديات العوراق العظيم مع بلديات العالم الاخر ومنها بلدان الكفار، فالاولى تعتقد ان مهمتها تنظيف وكنس الشوارع وتبليط ما خرب منها بينما تقوم الثانية بدور قلما نجده في بلد عربي،فهي معنية بالثقافة والفنون اذ تنظم معارض نصف سنوية للكتاب وتقيم حفلات التكريم للمبدعين في منطقتها وتنظم المعارض الفنية وتستضيف الفنانين والمفكرين من كل العالم،انها بايجاز مؤسسة خدمية ثقافية بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى.

سيضحك القوم حين يقرأوا ذلك ولعلهم يقولون انك بطران ياأخ خلينا على كنس الشوارع افضل.

لماذا هذا التركيز على الجانب الثقافي فقط؟.

في محافظة ميسان تم الاعتداء امس على دار ثقافية بعد ان اقتحم رجال الشرطة مبنى الدار بحجة عدم دفع الايجار.

امر مضحك مو؟؟.

لم نكن نعلم ان الشرطة حريصة على مراقبة دفع الايجارات من قبل المواطنين بانتظام ولم نكن نعلم انها وظيفة للشرطة جديدة بعد ان ادارت ظهرها لمايسمى بالارهاب واصحاب القتل المجاني.

الانكى من ذلك،حلوة الانكى، ان الاوامر صدرت للاقتحام من قبل البلدية

فهل من مستح بعد ذلك من هذا الاجراء؟.

لانعتقد ان المسعولين في بلدية العمارة يملكون ابسط قواعد الذوق والتعامل الانساني خصوصا مع دائرة تهتم بالشؤون الثقافية.

الاميون واجهزة الامن فقط هم الذين يكرهون الثقافة بل ويكرهون كل من يتحدث بلغة عربية سليمة.

وهذا القول ينطبق على اي مسعول بدون استثناء في بلدية العمارة.

لماذا؟.

الامر ببساطة ان مدير البلدية جاء الى هذا المنصب اما عن طريق المحاصصة او العشيرة او “واسطة” معتبرة في المنطقة الصفراء أو سكسوكة مع مسبحة أم”99″ حبة.

وهو بالتالي لايعرف شيئا عن دور البلديات لانه لايؤمن الا بمبدا القوة ورؤية الاخرية يقدمون ولاء الطاعة له. ولاشك انه ديكتاتوري صغير يطمح ان يكون كبيرا في ظل هذه الفوضى ليصبح وزيرا للبلديات ذات يوم.

اتحدى مدير البلدية اياه ان يرد بحجة قوية على هذا الاتهام واذا لم يحدث فاعتقد ان المثقفين في ميسان لن يسكتوا على ذلك.

لقد مارست قوة الشرطة اياها اقذر انواع التعسف حين هدد الضابط المسعول برمي اثاث البيت الثقافي الذي يضم اجهزة ومعدات و سجلات ومطبوعات ثقافية وموجودات الى الشارع مالم يتم الاخلاء الفوري للمبنى

لماذا أخي؟.

لأنهم لم يجددوا عقد ايجار البناية التي تعود لمديرية بلدية العمارة.

حسنا أخي مدير بلدية العمارة.. لنفرض ان هؤلاء الكسالى لم يجددوا العقد فهل تستعين بالشرطة ام ترسل لهم رسالة رقيقة ومهذبة وغاية بالذوق وتطلب منهم تجديد العقد خلال مدة محددة؟ اليس هذا هو الاصول؟.

واذا تحججت بان المبنى عليه”كص” لتنفيذ شارع دجلة فان تلك الحجة مردودة عليك لأن المشروع الغي من ألاساس ووقعت نقابة الفنانين عقد ايجار المبنى اياه معكم.

هل هذا يعني وجود “شي جوه العباية”.

يالله هي بقت عليك.

فاصل وسخ: في كربلاء نصبت شاشتين عملاقتين بكلفة 300 مليون دينار والغرض منها هو تقديم العروض الرياضية واعلام المواطنين بالمشاريع المنجزة او التي قيد الأنجاز.

ولكن…

ياخسارة فقد ضاعت هذه الملايين لأن هاتين الشاشتين عاطلة عن العمل منذ سنيتن.

وبالقرب من احداها نقطة تفتيش خاصة بمنتسبي وزارة الداخلية قرب المكتبة المركزية في مركز المدينة القديمة وقد وجد العاملون فيها ان افضل طريقة للتخلص من مياه المجاري رميها وسط الشارع العام.

طريقة عصرية في بلد عصري يشرف على ادارته رجال عصريون. تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.