قوانين في ادراج حسنة ملص

محمد الرديني

مازال اولاد الملحة يتساءلون رغم انهم لم يجدوا اجوبة للاسئلة السابقة ولكنهم وبدافع غريزي اوحت لهم بها مقهاهم العتيدة التي اعتادوا ارتيادها منذ تخرجهم من الجامعة قبل سنوات،ظلوا يسألون ، ويسألون ، وكما قال احدهم في السؤال نعمة واي نعمة.
ترى لماذا تم تأجيل مناقشة قانون البنى التحتية لأكثر مرة؟ رغم ان دولة رئيس الوزراء طالب البرطمان لمناقشته في زيارته الاخيرة للقبة اياها.
قيل والعهدة على القائل ان مجلس الوزراء قد رصد مليارات الدولارات، لاأحد يعرف الرقم، ولكنه يبدو رقما خياليا، مما جعل لعاب معظم اعضاء البرطمان يسيل، وقيل ايضا ان بعض زوجات البرطمانيين حين سمعن بالخبر تغيرت اخلاقهن نحو ازواجهن بحيث صار الغزل ل”ابو موزة” فما ان يدخل الزوج حفظه الله الى البيت والتعب باد على وجهه من شدة النقاشات التي دخل فيها تحت قبة البرطمان حتى تسارع الزوجة الى استقباله عند عتبة الباب مع بوسة على الخد وتكون اسرع منه في الدخول الى غرفة النوم لتساعده في تغيير ملابسه فهناك البيجاما الفرنسية المكوية عند “مكوجي” المنطقة الخضراء وهو بالمناسبة ايطالي الجنسية تم استيراده خصيصا لكوي بيجامات نوم القوم رجالا ونساءا واطفالا.
في تلك الاثناء يكون التلفزيون مقفلا لتجد الزوجة كلمات الحنان كل الحنان والرقة كل الرقة لتسأل الزوج العتيد عن أي قناة يريد ان يشاهد وتقول له ايضا لدينا حوالي 1000 قناة فأختر يا حبيبي القناة التي تريدها حتى ينزاح تعبك وسأعد لك العشاء الذي تحب.
كل ذلك والزوج البرطماني غاطس في صمته فهو يفكر في كيفية الحصول على حصته من كعكة البنى التحتية.
مقابل قانون البنى التحتية نجد ان قانون تقاعد البرطمانيين صدر خلال 24 ساعة وبالتصويت الكامل وفي ذلك اليوم حضر جميع الاعضاء حتى المدعو اياد علاوي.
واعقب صدور هذا القانون قانونا آخر صدر خلال 48 ساعة والذي يتعلق بصرف جوازات دبلوماسية لجميع الاعضاء وزوجاتهم واطفالهم ومن ضمنهم الاطفال الرضع.
مقابل هذا مازال تعديل قانون التقاعد تحت الادراج ومازالت مواد البطاقة التموينية لاتحوي الا على الشاي “المعفن” والتمن الذي لا لون له.
يقال ان بعض البرطمانيين صرحوا بهمس الى معارفهم بانهم ينأون بانفسهم عن مناقشة قانون المجاري خصوصا وهم الاعلون ولايمكن ابدا ان ينزلوا الى مستوى مناقشة طفح المجاري في بعقوبة والقرنه والصليخ وشرق الدورة والكاظمية المبتلاة بعميد شرطة ترك الامن على الغارب و”جلب” بالسافرات ليمنعهن من دخول المدينة وكأن السفور اصبح ابن عم القاعدة.
ولا يدري اولاد الملحة كيف يتحمس هؤلاء البرطمانيين لمشروع قانون يتعلق فقط بالعلاقات العربية والدولية دون ان يلتفت اعضاؤه الى مايريد هذا الشعب الغلبان فعلا.
بالمناسبة هل هو فعلا شعب غلبان؟.
اذا كان كذلك فاولاد الملحة يعتقدون ان بعضهم يستأهل اكثر من ذلك اذ جعل ركضة طويريج هي البديل عن كل تفاصيل حياته بل وجعل حياته رهنا بيد بعض اصحاب العمائم الذين نجحوا في تسييره اينما يريدون.
ولكن بعض هؤلاء الاولاد يجدون ان هذا الكلام فيه كثير من القسوة فاعضاء البرطمان يمسكون السفينة والشراع وقد اطلقوا سراح “ازلامهم” وافخاذ قبائلهم لينجحوا في كتم صوت كل من يريد ان يقول لا.
فاصل طوباوي: اتضح ،كما قيل في الروايات، ان اصرار اعضاء البرطمان لعدم الذهاب لأداء الحج هذه السنة بسبب خوفهم من استغلال فرصة غيابهم “المكوي” من مكة من قبل البعض ويستولوا على رصيد وخزانة البنى التحتية.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.