قناة السويس عبر التاريخ .. تبين الفراعنه حافريها منذ عام 1850 قبل الميلاد وانها في عهد عمر بن الخطاب كانت تسمى قناة أمير المؤمنين
لم يأت فرديناند دي ليسيبس بشيء جديد حين حفر قناة السويس لأن هذا المشروع كان قائماً منذ أيام الفراعنه وتكامل عدة مرات على مر الزمان لكن القناة كانت تندثر بسبب الترسبات التي تسد مجراها
بلغت الإمبراطوريه الفارسيه أقصى إتساع لها في عهد داريوس الأول الذي جلس على العرش عام 522 قبل الميلاد حيث امتدت إمبراطوريته بعرض 4000 كيلومتر تبدأ من نهر السند في شبه القاره الهنديه شرقاً الى بنغازي في ليبيا غرباً , ومن بحر العرب جنوباً حتى القوقاز ومقدونيا شمالاً , وتبلغ مساحتها 5 مليون كيلومتر مربع يعيش عليها 10 مليون مواطن
عندما بسط داريوس الأول سلطته على مصر أراد توسيع تجارة شمال افريقيا مع الخليج العربي , ولهذا قرر إحياء مشروع فرعوني قديم يعود الى عهد الفرعون سنوسرت الثالث في العام 1850 قبل الميلاد ثم إندثرت بمرور الوقت
جاء الفرعون سيتْي الأول الى الحكم خلفاً لأبيه رمسيس الأول فأعاد حفر القناة في حدود العام 1300 قبل الميلاد لكنها إندثرت ايضاً
في العام 600 قبل الميلاد . الفرعون نوخا كان قد أحيا المشروع وحفر نصف القناة ثم توقف عن العمل لأسباب عسكريه , وبعده بحوالي 100 عام يأتي داريوس الأول لإحياء المشروع الذي تم بعد عدة سنوات , تم عندها غرس 5 ألواح حجريه كبيره منقوش عليها إسم داريوس الأول وعظمة إنجازه , 4 من هذه الألواح باقية حتى اليوم
مجرى قناة السويس التي حفرها داريوس الأول كان يصل البحر الأحمر بالبحيرات المره عبر دلتا نهر النيل واستمرت القناة بالعمل حتى القرن الثامن بعد الميلاد ثم أغلقت لأسباب عسكريه مما أدى الى إندثارها
عندما فتح الإسكندر الأكبر مصر عام 332 قبل الميلاد كان همه نقل سفنه الحربية من ميناء الإسكندرية وميناء أبي قير بالبحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر الدلتا والبحيرات المرة فشرع في توسيع وتطوير قناة السويس , كما بدأ بتنفيذ مشروع قناة ثانيه سماها ( قناة الشمال ) إلا أن المشروعين توقفا بسبب وفاته
في القرن الثالث قبل الميلاد قام بطليموس الثاني باستكمال هذه القناة وأصبحت ممتدة من النيل حتى السويس , ولكن البيزنطيين أهملوها فطمرتها الرمال
عام 177 قبل الميلاد كانت مصر تحت الحكم الروماني في عهد الإمبراطور تراجان تم إصلاح القناة وفتح فرع جديد لها يبدأ من القاهره وينتهي في محافظة الشرقيه ثم يتصل بالفرع الموصل الى البحيرات المره , استمر العمل بهذه القناة 300 عام ثم إمتلآت بالرمال وأصبحت غير صالحه للإستعمال
عندما حكم المسلمون مصر في عهد عمر بن الخطاب منذ عام 640 ميلاديه . بنى الوالي عمرو بن العاص مدينة الفسطاط جنوب القاهره وجعلها عاصمة لحكمه ولكي يربطها بالجزيرة العربيه حفر لها قناة مائيه تمتد من الفسطاط الى مدينة السويس على البحر الأحمر . أطلق على هذه القناة تسمية ( قناة أمير المؤمنين ) التي هي في الحقيقه ترميم وإصلاح للقناة القديمة وليس أكثر , تم إنجازه عام 642 ميلاديه
استمرت هذه القناة بالعمل حوالي 150 عام حتى ثار أهل مكة والمدينه على حكم الخليفه العباسي أبو جعفر المنصور الذي أراد أن يمنع عنهم أية إعانة قادمة من مصر فأمر بردم القناة وإقفالها عند مدينة السويس
في بداية القرن 16 إكتشف فاسكو ديغاما طريق رأس الرجاء الصالح للربط بين أوربا وآسيا فتضرر اقتصاد مصر المملوكيه وتجارة جنوه ونابولي والبندقيه لهذا قدم أمراء ايطاليون الى مصر وعرضوا على السلطان الغوري حاكم مصر حفر قناة السويس لكن المشروع لم يتم
عام 1517 إقترح الفيلسوف الألماني لايبيتز على الملك لويس الرابع عشر مشروع شامل لغزو مصر وإستعمارها وكان حفر قناة السويس واحد من بنود المشروع . لويس الرابع عشر كان يحلم بالإستحواذ على أرضي في اوربا ولم تهمه مصر فنام المشروع
بعد فشل حملة نابليون على مصر وعودته الى فرنسا أرسل دبلوماسياً يدعى ماثيو دي ليسبس الى مصر سرعان ما ربطته علاقه قويه مع محمد علي باشا بسبب كون والدة محمد علي كانت سيده فرنسيه , ولهذا عرض على ليسبس العمل كمعلم ومربي لإبنه لتنشئته نشأة فرنسية خالصه
بعد وفاة ماتيو دي ليسبس جاء إبنه فرديناند الى مصر وعرض على الوالي سعيد باشا مشروع قناة السويس فوافق الوالي على الفور وبدأ التنفيذ . بوصولنا الى عام 1869 كانت القناة قد افتتحت من جديد