قلم رصاص

lhassanelkiriنظم: ألفونسينا سطورني*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

بعشرة سنتات اشتريته من الزاوية
و باعه لي ملاك متخلع في مشيته؛
عندما أبريه كنت أضعه جانبا
تصورته كما لو كان مدفعا صغيرا و قويا.
***
أطلق اللغم الذي كان يفجر الأفكار
و مرة أخرى كسر الملاك الحزين رأسه.
خرجت رفقته فأدناه من ذاكرتي
وجه نحاسي حاد. و أنا شاردة
***
ألقيت به في الحقيبة بين المحارم، الرسائل،
الأزهار الذابلة، أنابيب الأصباغ،
التذاكر، القصاصات و الحلويات.
***
كنت ذاهبة إلى حيث لا أدري، و بعنف
كانت تدهسني أية عربة، و أنا
أتقدم ناقرة حقيبتي بقنبلتها الداخلية.

*القصيدة في الأصل الإسباني:

Un lápiz
Por diez centavos lo compré en la esquina
y vendiómelo un ángel desgarbado;
cuando a sacarle punta lo ponía
lo vi como un cañón pequeño y fuerte.
Saltó la mina que estallaba ideas
y otra vez despuntólo el ángel triste.
Salí con él y un rostro de alto bronce
lo arrió de mi memoria. Distraída

lo eché en el bolso entre pañuelos, cartas,
resecas flores, tubos colorantes,
billetes, papeletas y turrones.

Iba hacia no sé dónde y con violencia
me alzó cualquier vehículo, y golpeando
iba mi bolso con su bomba adentro.

*شاعرة وكاتبة مسرحية أرجنتينية من أصل سويسري- إيطالي، وُلدت في سالا كابرياسكا في سويسرا في 20 مايو عام 1892. كانت واحدة من أهم الشعراء في أمريكا اللاتينية في حركة ما بعد الحداثة. تعكس حياة سطورني الشخصية صورة للتحيز الموجه ضد النساء المتميزات والثائرات على الأعراف والتقاليد البالية. تميزت أعمالها في بادئ الأمر بنوع من الرومانسية والخنوع، إلى أن تحول هذا لاحقًا إلى شراسة وسخرية في كتاباتها الأخيرة. وبدورها، تعبر سطورني عن التناقض بين رغبتها في مواجهة هادفة مع الجنس الآخر، ووعيها في نفس الوقت باستحالة حدوث ذلك. تُعد مسرحية “سيد العالم” تكرارًا لموضوع واحدة من أفضل قصائد ألفونسينا، ألا وهو موضوع ازدواجية الأخلاق، وتعتبر في الوقت ذاته علامة فارقة في تاريخ الفن النسائي في المجتمع الأرجنتيني. وقد عُرضت لأول مرة في 10 مارس عام 1927 على مسرح ثربانتس في بوينوس أيرس. ولاقت هجومًا شديدًا من النقاد، الذين لم يوجهوا نقدهم لعيوبها التقنية بل إلى موضوعها النسوي.
وُلدت عام 1892 لعائلة سويسرية إيطالية فقيرة، هاجرت إلى الأرجنتين، حيث تعرضت أعمال أسرتها التجارية إلى الفشل، مما أرغمهم إلى الهجرة إلى روساريو في الأرجنتين عام 1907. كانت طفلة انفعالية حساسة سريعة الدموع، تعتقد أنها بشعة. عملت كنادلة في العاشرة من العمر، وفي الثالثة عشرة انخرطت في فرقة مسرحية وجابت أنحاء البلاد، حيث احتكت بالأدب الحديث، وحيث كتبت مسرحيتها الأولى “قلب شجاع”. عملت سطورني في مصنع للنسيج، بعد وفاة والدها. بعد المرحلة المسرحية، تابعت ألفونسينا دراساتها في دار المعلمين وقررت أن تكرس وقتها لتعليم المعوقين عقليًا. كما بدأت تكتب في مجلات أدبية، بحيث نشرت أول دواوينها الشعرية عندما كانت في الثامنة عشرة عام 1916. بعدها وفي سن العشرين، ولدت ابنها، أليخاندرو، مجهول الأب في بوينوس آيرس. وقد أصبحت امرأة مشهورة تقرأ الشعر في الأحياء الفقيرة في بلدها الأرجنتين. عملت كأمينة للصندوق في محلات تجارية قبل أن تُصبح بعد ذلك أستاذة في مدرسة اللغات الحية عام 1935ببوينوس آيرس. وتابعت كتابتها في المجلات؛ وصدر كتابها الأول “قلق شجرة الورد”، عام 1916 بعد صعوبات كبيرة في العثور على ناشر.
وعقب عودتها من رحلتها الثانية لأوروبا، اكتشف الأطباء أنها كانت مريضة بسرطان الثدي. وفي ليلة 25 أكتوبر 1938، خرجت من منزلها وانتحرت غرقًا في مار ديل بلاتا في الأرجنتين، بعد أن تركت قصيدة مكتوبة بلون أحمر على ورق أزرق تحت عنوان “سأخلد للنوم الأبدي”. وكان ذلك، قبل عامين من انتحار حبيبها الأول أوراثيو كيروجا. (نقلا عن ويكيبيديا).
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

About لحسن الكيري

** كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.