قصة و حكمة من زياد الصوفي..99

الحلقة التاسعة و التسعين..

القصة:

المواطن السوري بتطلع روحو قبل ما يقدر يشتري بيت.. بيضطر يسافر و يتغرب و يقضي نص عمرو و هوة عم ينفلح عليه لحد ما يقدر يشتري غرفة و صالون ليتزوج و يعمل عيلة..

و هالبيت بعد عمر طويل بيتورث للأبناء اللي بيدخلو بدوامة تانية من البحث لما حكاية الزواج بتجي على راسهون..

و يا ما شباب متل الورد شفتهون عزابة من ورا قضية تأمين بيت الزوجية..

ولاد بيت الأسد ما عندهون هالهاجس و لا بيفكرو فيه..

بيكبرو و قصورهون جاهزة على دم و كتاف هالشعب المعتر…

قصة اليوم بتحكيلكون كيف عيلة الأسد بتعمل بيوتها..

كمال اسماعيل الأسد، و برحلة بحثو عن بيوت ليستر فيها أولادو، أخد الطريق الأسرع و الأسهل..

بيمتلك الطابق الأول و التاني و القبو من بناية بالمشروع الأول باللادقية، بناية مؤلفة من كم طابق و بيسكنها تشكيلة من المجتمع اللادقاني الغريب..

لحتى تكتمل الصورة، كان لازملو يشتري الطابق الأرضي ليكون عندو تلات طوابق متتالية يفتحهون على بعض..

المشكلة كانت، أنو الطابق الأرضي كان مملوك لأحمد أبو موسى أمين عام منظمة الطلائع، شخص مقيم بالشام بأغلب أوقاتو و بالكاد كان يجي على بيت اللادقية..

و مع ذلك رفض عرض كمال الأسد ببيع هالبيت بهالبناية..

الرفض أكيد كلمة غير مفهومة بالمنطق الأسدي، فبعت عمال على الطابق الأول بفترة وجود الرفيق احمد و ضل يزعجو بتعمد لحتى قرر يبيعو البيت و باقل بكتير من سعر السوق..

لما اكتمل البلوك هون، قرر كمال الأسد يجيب شركة ديكور من الشام و بيروت لحتى يفتحولو التلات طوابق على بعضها و يعمول فيلا كبيرة بهالبناية..

البناية عمرها بهداك الوقت 30 سنة، و من ضمن المقترحات اللي قدمها على شركة الديكور، أنو يشيل عامود اعتبرو غير ضروري من الصالون..

لما الشوام قالولو: بس يا استاذ إذا شلنا هالعامود البناية كلها رح توقع..

ولك هنت وإياه، شو بيفهمكن بالهندسة، شيلو هالعامود و اتركو الباقي علي..

هربو الشركتين لما شافو أنو الموضوع خطير و ما بدهون كل هالحكاية، و تركو كمال الأسد يستعين ببعض العمال للتكسير و للتوسيع..

من عوايد أهل اللادقية لما باتصير هزة أرضية، بيتصلو ببعضهون و بيحكو فيها.. يومها بالليل لما أهل هالبناية شالو تلفوناتهون و صارو يتصلو بالأهل و الأصدقاء لحتى يحكو بالهزة الأرضية اللي صارت، اتفاجأو أنو ما حدا حس فيها بالبلد غير سكان هالبناية..

بيت حميشو الساكنين بالطابق الأخير و بنص الليل عم يركضو عالدرج ببيجاماتهون و يصرخو للجيران: و لك يا جيران فيقو البناية عم توقع..

نزلو الجيران عالمدخل بتياب نومهون و أسمنت البناية عم يهر على راسهون و واقفين فاتحين تمهون مستغربين اللي عم يشوفوه و كيف كل شقا عمرهون و ذكرياتهون عم توقع قدام عيونهون..

بهاللحظات بيوصل كمال الأسد من سكرتو، و عم يحكي عالتلفون و معجوء على أساس: ولك ما تاكلو هم ما تاكلو هم، سيارات الدعم جاية فورا لتصلح البناية..كلها يومين تلاتة و بترجعو كلياتكن عبيوتكن..

نمير مخلوف المقيم بالطابق التالت بيوصل هوة التاني من سهرتو و بيشوف مرتو بالشارع مع الجيران عم ياخدو محاضرة التطمين من الأستاذ كمال، و بيجن جنونو: ولك مين مفكر حالك هنت حتى تهد البناية؟؟

و بيعلقو المخلوف و الأسد و بتوصل صواتهون لآخر الدنيا و بلشو يتشابكو بأيديهون لحد ما خلصوهون الجيران..

اللي جنن نمير مخلوف، كمية الآثار الهائلة المنهوبة و اللي معروضة بصالون بيتو لا أكتر و لا أقل..

بتنقطع الكهربا و المي عن البناية و بلحظة مخيفة و على عيون سكانها و أهاليها بتوقع متل ما هية و بتصير أرض و سما..

ما ضل قيادة حكيمة بالبلد ما شرفت على موقع الحادث، و لا ضل خبير بلدية ما إجا ليعاين موقع البناية، و الكل سرا قدمو نصيحة لأهالي البناية يجمعوا حالهون و ينزلو بكرة عند المحافظ..

هالمكسين المحافظ قاعد متل القط اللي قاتلو صاحبو قدام الأهالي اللي طار كل رزقهون و ما قادر حتى يحكيهون كلمة وحدة..

بيجي الفرج للمحافظ لما بيرن تلفونو و بيطلع كمال عالخط التاني عم يطلب منو يبعت الأهالي كلهون لعندو عالمكتب..

شاءت الأقدار يا أخوان، أنو البناية توقع و أنا كون السبب بهالشي، رح عوضكن كلكن عن خساراتكن، مو منشان شي، فدوة لولادي اللي كانو رح يسكنو بهالبيت بعد يومين..

و بالفعل كل الأهالي بيقبلو العرض، و بيقبلو بالسعر المنخفض اللي قبلو احمد أبو موسى ببداية القصة، و وقعو على عقود بيع مؤرخة قبل تاريخ سقوط البناية ليحمي حالو من أي ملاحقة قانونية بالمستقبل..

وحدو نمير مخلوف رفض التوقيع، لمعرفتو أنو الموضوع وصل لحافظ الأسد و اجت الأوامر لكمال أنو يسكر الموضوع بدون دوشة، و بالفعل عوضوه لنمير بمبالغ هائلة بعد ما اجتمع مع كمال و حافظ بالشام و قررو يسكرو الموضوع..

بنتو لبهجت سعد عضو مجلس الشعب عن الأقلية المرشدية، كانت عم اتحضر البكالوريا و خسرت سنتها و لتاريخ اليوم و أهلها عم يعالجوها نفسيا..

دكتور من بيت الخير مقيم بباريس، كان باعت كل أجهزة المستشفى اللي ناوي يفتحها باللادقية و حاططها ببيتو الفاضي، اختفو بليلة الهزة اللي ما فيها ضو قمر..

كمال الأسد رفع دعوة على بلدية اللادقية، بحجة أنو الحصيرة تحت البناية كانت غير نظامية، و تم تعويضو ب 150 مليون ليرة، عوض فيهون المبالغ اللي دفعها تمن للبيوت اللي اتهدمت، و تمن 30 سنة ذكريات لأهالي هالبناية..

الحكمة:

رزق كل البشر على رب الكون..

و رزق بيت الأسد من الشعب اللي بهالعيلة ملعون

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.