قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 58

القصة:

ابن عم المجرم بشار الاسد وشبيحته

قرب الصيف يخلص، و الناس ضبت عفشاتها.. المغترب اللي أخد الطيارة راجع عبلدو، و الحلبي اللي حط عيلتو بالباص و رجع فيها على حلب، و اللادقاني البسيط اللي فلس و خلصو مصرياتو و صار وقت الرجعة للواقع، و اللادقاني المعنطز اللي أنهى واجب شوفة الحال و إجا وقت الثبات الشتوي اللادقاني..

أول أيلول بأوائل التسعينيات، منتجع الشاطىء الأزرق، كان عم يصفر إلا من كم عيلة بعدهون هونيك و كم شب لسا ما شبع تطبيق و فواز و كلابو مصرين يحلبوها لآخر لحظة..

بهداك اليوم..

قاعد أنا و شباب صحابي عالشط عم نلعب ورق، و فواز قاعد مقابيل الشاليه على كرسيتو و قدامو ما لذ و طاب من الفواكه..

شوفة الملل كانت مرسومة على وجهو، و بالمناسبة بهيك لحظات فواز ما بيطمن أبدا لأنو احتمال ارتكابو لحماقة تشبيحية بيزيد لما بيكون ضجران..

ما بيكسر هدوء الشط إلا صوتو عم ينادي لكلابو المنتشرين بالطول و بالعرض..

خمس دقايق اجتماع، و بتنرسم على وجه فواز علامات الترقب و السعادة..

بيركضو هالفدادين و بيبلشو يحفرو جورة بنص الشط..

ست فدادين عم يحفرو و يشيلو بهالرمل و كل الموجود يومها شايفهون بس ما عرفانين شو الغاية من هالجورة..

اقعدنا نتحزر أنا و الشباب أنو شو الموضوع بس ما طلع معنا شي أبدا، و الكل بانتظار لحظة انتهاء الحفر لنفهم شو ناظرنا!!!

جورة هائلة بتنحفر و بتتغطى بالنهاية بأوراق النخيل المرمية تحت الشجر..

و بيركضو هالفدادين عند أبو جميل: مشي الحال معلم, الجورة صارت جاهزة..

عيني ربكن عيني، اقعدو بقا نتضحك..

بيعيطلو لجيمي ابنو و بيحطو على حضنو و بيقعدو بيراقبو هالجورة.. و يراقبو مين أول ضحية رح توقع فيها ..

كل الموجودين كانو دريانين و عارفين بوجود هالجورة.. فالكل لما كانو يمرو من صوبها كانو يتجنبوها..

خمس دقايق، عشر دقايق، ربع ساعة.. ما حدا وقع و رسم الضحكة على وجه جميل و أبو جميل..

ما تضحك علي يا بييي!!! هي كلو ما حدا وقع..

بلش يضجر كتير أبو جميل أنو كل عذاب النطرة راح عالفاضي..

الله يلعنو لأبوكن ما أجحشكن.. هيكي خليتو كل الناس تشوفكن هنتو و ما تحفرو، ايه مين بقا بدو يوقع فيها لهالجورة يا بقر!!!

قومو ولك فدادين و اتمشو على هالشط و بتعتبرو حالكن ابتعرفو أنو هون في جورة و بتوقعو فيها واحد ورا التاني..

رجعت انرسمت ابتسامة الرضى على وجه جيمي، و كل مين عالشط كان ناطر يتفرج عفدادين البقر اللي رح يوقعو بالجورة..

دحروج أول الواصلين.. عمل حالو أنو عم يحكي عاللاسلكلي و هوة ما دريان و هوب بيوقع بالجورة..

ضحكة فواز وصلت لجبلة يومها: شايف ولك جيمي ما أجحشو دحروج!!

بيلحقو أبو الغضب، وراه المغيروني ، و الكل واحد ورا التاني عم يوقع بهالجورة و جيمي الصغير ميت من الضحك و فواز : ولك شو هالجحاش المرافقين هودي..

بتخلص الحفلة، و بيطلب أبو جميل يغطوها لهالجورة مرة تانية بورق النخيل..

ما حدا كان عرفان شوفي براسو كمان..

بيصرخلو صوت لشب اسمو مدين كان مراقب عالشط.

معك عشر دقايق تعبيها لهالجورة مي ولك مدين.. خود هالسطل و بلش، و يا ويلك إذا أبتعبيها…

يا شحارو يحط المي من هون ، الرمل تبلعها من هون..

بيقوم أبو جميل بعد عشر دقايق ليشوف وين وصل مدين.. بيشوف هالجورة مافيها إلا شوية مي..

اطمروه لهالكلب و اتركولو راسو فوق الرمل..

شوي و كان مدين مطمور بهالجورة ما مبين منو إلا راسو..

بيحملو لجيمي قدام كل العالم و قدام صحابو المراقبين لمدين و بيقلو لابنو:

يللا ولك جيمي بول على راسو..

بينزل المايوه هالولد و بيشخ على راسو لمدين، و ضحكات فواز و المرافقة طالعة منها ريحة البول أكتر من بولة جيمي نفسو..

الحكمة:

لا تزعل يا مدين و تنقهر.. فأكبر راس بسوريا الدولة، معرض لينهان بنفس البولة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.