قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 46

القصة:

حتى النسر هجر العملة السورية من رخصها

مبارح قريت على صفحة أحد الأصدقاء أنو فواز الأسد ( أبو جيمي) أنو المدعو واشش عالأخير و ما عاد بقا يتذكر شي ..

هالبوست ذكرني بقصة وقعت أحداثها بمشفى الجامعة الأميركية في بيروت و نقلها إلي واحد من مرافقين فواز..

نزل فواز و جماعتو على قهوة العصافيري متل كل يوم ليشبحو عالبشر و يلعبو دق ورق..

اثناء دخول فواز، بيرتطم بباب القهوة و بيجي ليوقع..

الله الله يا أبو جميل صرلك شي؟؟

لا أفي شي أفي شيء..

بيسحبو الكراسي عالطاولة المخصصة الهون ، بيجي ليقعد أبو جميل بيروح على طولو بيوقع عالأرض.. بيركضو جماعتو: خير خير يا أبو جميل؟؟

أفي شي أفي شي..

بيبدا لعب الورق، و الشباب بانتظار أبو جميل ليشلح ورقتو.. بدل ما يلعب سبات بيلعب بستون، و بدل الدينار صار يلعب كوبا..

الشباب افتكروه سكران.. تعبان شي يا أبو جميل؟؟

أفي شي أفي شي..

ضليت هالحالة لآخر الليل و أبو جميل ما عم يقدر يشوف كل القعدة..

بالأخير و بعد المكابرة: يا شباب أنا ما عم شوف شي… قولولو للغاغا ( صاحب القهوة ) يقوي الضو..

الشباب بيكتشفو أنو أبو جميل مضروبين عيونو و بالكاد عم يشوف قدامو.. و ألو شهور بهالحالة بيكابر و ما حكيان لحدا أنو ما عم يشوف شي، أنو هوة أكبر من هالشي بكتير..

بلا طول سيرة.. بيحجزولو موعد بمشفى الجامعة الأميركية ببيروت و بيجي موعد العملية..

16 سيارة مرافقة بموكب الدكتور فيها 45 شخص عالأقل و أخوه منذر على رأس موكب تاني من 10 سيارات..

السويت المخصص لأبو جميل مليان محبين بانتظار تحضيرو للعملية، كوريدورات المستشفى مليانة شبيحة، اللي عم يدخن و اللي عم ياكول، و اللي عم ينضف سلاحو..

بتدخول ممرضة بين هالحشود لتغطيه أبرة مهدىء قبل ما يدخل على غرفة العمليات..

بيناديلو لدحروج و هوة على تختو:

يا انسة، عطيه هالابرة لهالفدان خليني شوف شو بدو يصير فيه..

بيكشف دحروج عن قفاه و بياخود ابرة المهدئ ليطمنو لمعلمو أنو الأمور بخير و ما تاكول هم، إجراء ضروري و ما حدا ناوي يغتالك..

بيدخل غرفة العمليات أبو جميل.. بيجي بهالاثناء مدير المشفى بياخدو لمنذر على جنب:

إذا سمحت استاذ ، بعرف أنو المريض غالي عليكون متل ما هوة غالي علينا، بس إذا في مجال هالشباب يطلعو برا المشفى و يقعدو إذا بيحبو بالحديقة برا..

اجتمعو الشباب برا، و على ذمة الراوي، اللي عم يعمل تحتو ورا الشجرة، و اللي عم يبول عمشتل الورد، و شلة تانية مادين البروستد عالدرج و عم يكبو العضم عالأرض..

يعني بالمختصر، قلبوها للمشفى بايكة حمير..

بيجي الليل ، بيفرشو الشباب برا بالجنينة و بينامو، كل واحد حاطط سلاحو تحت راسو بانتظار الدخان الأبيض يطلع من المشفى أنو أبو جميل نفد و العملية نجحت و هالفدان بخير..

ليلتين على هالحالة..

بتالت نهار.. بيطل أبو جميل من شباك غرفتو المطلة عالحديقة، و بيلوح بأيدو لجمهورو و بيبدا ضرب الرصاص..

الراوي حلفلي يمين أنو بيروت كلها فاقت على صوت المهرجان اللي صار بباحة المشفى..

المهم بيرجع أبو جميل عاللادقية، ليكمل مسيرة تشبيحو، بانتظار فترة النقاهة اللي عملها بباريس مصطحب معو كم كلب كمان لهونيك، و هيدي حكاية تانية من باريس بحكيلكون ياها بعدين..

الحكمة: الخالد قال بزمانو: شعب واحد ببلدين..بقا اتحملو وسخنا و عمى هالعينتين..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.