قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 47

القصة:

جوني تقلا شب حلبي تعبو عليه أهلو و كنيستو لحتى كبروه و ربوه ترباية حتى يرفعو راسهون فيه..

كل الشتا و هوة عم يدرس، و بالصيف يطلع على دير ما جرجس بمارماريتا مع الكشاف المسيحي بحلب..

ولد كل الناس كانت تتطلع فيه و يقولو الله يبارك البطن اللي حملك من كتر مو أخلاقو عالية..

كل ما حدا سألو : شو بدك اتصير يا جوني بس تكبر، يقلهون بدي صير مهندس..

و بالفعل هالولد كبر و صار شب و دخل كلية الهندسة المدنية بجامعة حلب..

رفقاتو يحلفو باسمو، أساتذتو بالجامعة تحلف بحياتو من كتر أخلاقو و تفوقو و شطارتو..

خمس سنين مرو متل نوم العينين، و جوني بكل سنة هوة الأول على دفعتو، ليوم التخرج بيحصل على شهادة تقدير و منحة من الدولة على فرنسا للاختصاص بالهندسة التطبيقية..

جوني بيركض بباريس لحتى ينهي الدكتوراه و يرجع عبلدو رافع راسو و رأس أهلو و كنيستو فيه بشهادة دكتوراه مع رتبة شرف..

من سوء حظو، تم تعيينو بكلية الهندسة جامعة اللادقية.. كلية الهندسة باللادقية لمين ما بيعرف كانت مبنى التربية حاليا قبل ما يتم نقلها لجامعة تشرين..

هاد الحكي بأوائل التمانينات.. و البلد كلها كانت عم تمر بمرحلة من التشبيح و العنف و فرض السيطرة اثناء و بعد ثورة الإخوان المسلمين بحماة..

بيوم و هوة جاية على اللادقية، ركب بالقطار المتوجه من حلب لللادقية، و بنص الرحلة بيحصل الانفجار الشهير بالقطار و بيموت اللي مات بالطبع العصابات المسلحة التي تروع المواطنين الأمنين هنن ورا هالتفجير، مع فارق أنو ما كان فيه يومها الزميل نزار و لا قناة الدنيا و لا حتى الفلاشة السحرية..

الدكتور المهندس جوني، الله اتطلع بوجهو و نفد من موت محقق لولا رضى رب العالمين عليه و دعوات أمو..

بيمر اسبوعين على هالحادثة و بيتعافى الدكتور نفسيا، و بيخلص من جولات التحقيق بأفرع المخابرات لاستكمال المشهد السينمائي المخابراتي للتفجير..

بيقرر الدكتور يرجع عاللادقية، عالجامعة اللي كاد يدفع حياتو منشانها..

و اثناء المحاضرة، بيسمع تشويش و شوشرة من المقاعد الخلفية..

بيلتفت بيشوف شب قاعد بالمقعد الخلفي عم يعيط على رفقاتو و ضحكو واصل لآخر الدنيا..

بكل دماثة و معرفة أنو هوة بوكر الشبيحة باللادقية بيقلو: إذا سمحت اسكوت و خلي رفقاتك يعرفو يركزو..

ايه التهي هنت بمحاضرتك…

كلمة تانية، و رح اضطر طالعك برا المحاضرة و ما بقا تحضر صفي كل السنة..

ولك ابتعرف مين أنا ، بينط بأربعتو هالشب و الشر بعيونو.. و بيركض باتجاهو و هوة عم يصرخ: ولك أنا كامل مخلوف، إذا ابتعرف مين أنا ، أنا جاية عرفك عن حالي..

لولا رحمة الله و هالمناضلين من اتحاد الطلبة و البعثيين لكان الدكتور جوني اشتهى الموت بتفجير القطار و راح شهيد، و لا كان مات عايدين شبيح و راح عقولة حافظ الأسد لما كآنو يشكولو على عيلتو باللادقية يقول: ولاد خليهون يتسلو..

طبعا.. انكسرت إرادتو للدكتور، و رجع يعطي المحاضرة، و كامل مخلوف رجع على مقعدو و ابتسامة الانتصار على وجهو و اتخرج بعد خمس سنين بامتياز و أتعين مباشرة مدير عام لمؤسسة الألمنيوم في سوريا..

الحكمة:

بيكبروك و بيعلموك و بيفرحو فيك يا دكتور، بيمرمط بشرفك الأرض شبيح كلب من الدعتور..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.