قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 39

القصة:

بسجن تدمر ممنوع يكون معك مصاري داخل السجن، على عكس سجون المخابرات.. هونيك ما عندهون مشكلة يكون معك مليون دولار جوا لأنو بيعرفو أنو كلها رح تروح الهون..

عسبيل المثال: في سجن فرع التحقيق العسكري كانت باكيت الحمرا القصيرة اشتريها ب 500 ليرة، و تشعيل كل سيجارة بيكلفك 50 ليرة مجرد دقيت الباب عالسجان ليشعلك وحدة..

عادة كانو المساجين يتبادلو السيجارة الشاعلة بيناتهون ليشعلو سيغارتهون..

بسجن تدمر مو هيك.. كلشي موجود جوا و التجار منتشرين بالساحات، و طريقة البيع و الشرا كانت تصير بالمقايضة..أنا مرة اشتريت أربع كروزات دخان مقابل بيجامة رياضة اجتني بأحد الزيارات..

بعد شهري الأول هونيك باتذكر هالحادثة.. بالليل بينفتح باب الزنزانة و السجان بينادي على اسمي:

زياد الصوفي..

موجود..

جيب كل أغراضك و طلاع.. إخلاء سبيل..

من نظرة الشباب اللي حوالي و من همس اللي صوبي عم يقول لا حول الله، عرفت أنو ناظرني مصيبة..

بحمول كل أغراضي بسلم عالشباب و بمشي مع الشرطي..

الدنيا شباط و الجو برا كان تلج من كتر مو برد، و أنا كل شوي وقع شي من أغراضي عالأرض و الشرطي يسب علي كل ما وطي لشيلهون..

منوصل على مكتب قلم السجن بالساحة الرئيسية.. المساعد المناوب قاعد ورا مكتبو، و شلة عساكر قاعدين عم يشربو متة و ريحة البيض المقلي معباية الغرفة..

بيقلي المساعد: حط كل أغراضك هون، و تعا معي رئيس السجن بدو ياك..

حسبي الله و نعم الوكيل قلت على هالليلة..

قطعنا الساحة الرئيسية و منوصل على باب مكتب رئيس السجن على يمين الباب الرئيسي..

عقيد قاعد ورا مكتبو، شواربو بدون مبالغة بيوقف نسر عليهون..و مادد رجليه على كرسي عم يتفرج عالتلفزيون..

هنت يا صوفي باين عليك ابن عالم و ناس، و أنا رح سهلك عيشتك هون..

أنا ساكت عم أسمع ..

بتجي بتقعد بالقلم كل النهار بتساعد الشباب بشغلهون، بالجداول ، بالبريد، و آخر الليل بيرجعوك عزنزانتك لتنام و هيك كل يوم..شو رأيك؟؟؟

بعدني كنت ناطر منو كلمة بس..

بس بدي منك تخبر الأستاذ نادر محاميك يحاكيني..

80 ألف ليرة كانت كلفة قعدتي كل يوم بمكتب القلم عم استلم البريد و سجلو عالجداول..الله جعلو يصرفهون على سرطان ولادو..

الحكمة:

قائد مسيرة التغيير و الإصلاح، فسادكون و عهركون بتاخدو من صغركون لقاح..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.