قصة و حكمة من زياد الصوفي..2-1

الجزء الثاني :

الحلقة ( ١ ) :

القصة:

رح تابع اليوم السلسلة اللي بديت فيها بالحديث عن قصص عائلة الاسد و شبيحتهون و أعوانهون .. بالجزء الأول حاولت ركّز بشكل كامل على قصص هالعيلة اللي كتار اتعاطو معها بايجابية و قدرت تعمل شوية تغيير عند البعض اللي ما كان دريان باللي عم يصير خارج مدينتو ، و البعض و أغلبهون من الشبيحة و من ثرثرية الثورة نكرو حدوثها، مع العلم إنهون متأكدين من حقيقة القصص ، و لو ببعض الاحيان ما شافوها بعينهون…

البعض اتهمني أنو عم قدّم الحكايات بصيغة شاهد عيان، هالشي اللي بحب وضحو من هلأ و ببداية متابعتي نشر هالقصص .. انا ما شفت كل القصص ، حضرت البعض بعيني، و اسمعت جزء كبير منها، اتأكدت منها باسلوبي قبل نشرها..

حكينا كتير بالجزء الاول عن فواز الاسد وتشبيحو ، ما رح قول انو اكتفيت بالحديث عنّو ، لأنو قصصو ما بتخلص، بس رح حاول خفف بهالجزء و احكي عن أسديين أعتى بالاجرام من فواز نفسو، عالرغم من عدم ظهورهون بالشارع كتير.

فقنا بيوم من الايام باللادقية على ظاهرة صوتية جديدة اسمها هارون الاسد..

شخص ما كنا بحياتنا سمعانين فيه، اللي كنّا منعرفو بس إنو هارون بيكون أخوهون الصغير لهلال و لهائل الاسد..

عكل جسر ، و عكل قرنة باللادقية ، و عكل حيط نقرا عبارة ” اهرب يا ولد ، هارون بالبلد ” ..

سنة كاملة و شبيحة هارون عم يسّوقو لهالاسم ، بدون ما اهل اللادقية يعرفو عنو شي، و لا حتى يعرفو هالخلقة النسّة، لحد ما اجا اليوم اللي اسمعنا عنّو أول حكاية و شفناها بعيننا..

من عادة شباب و صبايا اللادقية من عشرين سنة، التمشاية بشارع بغداد.. هالشارع اللي ما كان في غيرو شارع مشوار بهالمدينة، قبل ما تطلع ظاهرة شارع الاميركان، و هجرة المتمشورين بمن فيهون انا من كل المناطق على هالحارة..

يوسف و رفيقو ، شباب مراهقين من مشروع الصليبة، اخدو الخرجية من اهاليهون و نزلو عالتمشاية بهداك اليوم..

شباب و صبايا معبايين الطريق، و التطبيق شغّال من كل النواحي.. بيوقف يوسف و رفيقو عند بنك الدم عم يفصفصو بزر و يتفرجو عالناس اللي رايحة و اللي جاية، و على باب شعبة المدينة الأولى بتوقف تلات سيارات مرسيدس مفيمة و مليانة بالشبيحة،..

و على مرأى من حراس الشعبة البعثيين و المخبرين ، بينزل شب متل الفدان مكسورة ايدو و مجبصنة و حاملها على كتفو…

لا حدا عرف مين هاد، و لا حدا فهم ليش هالسيارات وقفت و نزلو منها هالشبيحة و عراسهون هالفدان اللي مكسورة ايدو…

الشارع مليان، و حرس شعبة المدينة استنفروا على محارسهون، و قدّام ميات الشباب و الصبايا ، بيقرّب هالمخلوق الكاسر ايدو، و بايدو التانية حامل روسية…

بيسحبو ليوسف بشكل عشوائي من بين كل الناس، و بيحطّو بين رجليه، و بيصير يضربو عراسو بجبصينة ايدو، لحد ما فقد الوعي ، و اتكسرت شقفة من الجبصينة على راسو…

الناس هربت ..

الحراس دخلو جوّا محارسهون..

الشبيحة رفعو سلاحهون بالعالي و صارو يقوصو احتفالا بالظهور الاول لمعلمهون..

بيرفع مكسور الايد روسيتو بالسما و بيصرخ:

سني كاملي و نحنا نقلكن اهرب يا ولد ، هارون بالبلد ، و ما صدقتو..عرفتو يا عرصات مين هارون هلق؟؟

باتدور السيارات و بيطلعو الشبيحة مع معلمهون بفتلة ولادة جديدة لشبيح جديد بالبلد ، و يوسف بياخدوه عالمشفى الوطني، و بعد بوس الايادي و الرجلين بيبقبلو يدخلوه اسعاف بعد ما سمعو بالمشفى إنو اللي ضاربو هارون الاسد…

اسبوع كامل و يوسف فاقد الوعي، لحد ما الله كتبلو عمر جديد ، و اليوم اسم الله عليه ماسك بارودتو عالجبل عم يصرخ :

اهرب يا اسد ، فاق من الغيبة الولد.

الحكمة:

اول ظهور لهارون كان بأيد مكسورة..

الظهور الأخير عن قريب، مدفون بشي جورة..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.