قصة خرقة وثق عليها معتقلون جرائم الأسد بالدم والصدأ

واشنطن – منى الشقاقي‬
متحف #الهولوكوست بواشنطن والذي يعنى بتوثيق المحرقة النازية وتثقيف الناس بمأساتها يركز أنظاره الآن على عملية إبادة جماعية حية، لا زالت مستمرة على الأراضي السورية، وتحتها، في سجون النظام التي يقبع معتقلوها تحت الأرض.‬
معرض “سوريا: رجاء لا تنسونا” الذي سيفتتح الأسبوع المقبل يحكي قصة أكثر من 100ألف سوري #معتقل في #سجون_النظام السرية من خلال قصة رجل واحد هو المعتقل السابق #منصور_عمري والذي هرب خمس قطع قماش حملت أسماء 82 معتقلا -كان هو من ضمنهم- في سجون مخابرات #النظام_السوري ما بين عام 2012 و 2013.
قطع القماش التي بهت حبرها هي تركيز المعرض. عمري كان يعمل في مركز يعني بتوثيق أسماء معتقلي النظام السوري بعد التظاهرات التي بدأت عام 2011، ولكنه تحول من شخص يجمع الأسماء، إلى معتقل بنفسه، وفي الصدد يقول منصور عمري “لأنني كنت أعمل على توثيق الأسماء كان لدي هاجس بعد الاعتقال بأنني يجب أن استمر في التوثيق”.
توصل هو و4 معتقلين آخرين إلى قرار بتوثيق الأسماء عبر قطع من القماش، ولكن لم تكن بحوزة المعتقلين أقلام أو حبر أو أدوات تساعدهم على ذلك. “حاولنا استخدام العصير ولكن الكتابة كانت تتلاشى.. جربنا أكثر من نوع من السوائل وكنا سنيأس، ومن ثم أخذ أحد الاشخاص كيسا ودخل إلى الحمام وخرج ومعه سائل أحمر”.
السائل كان الدم الذي عصره المعتقل من لثته الملتهبة، خليط من الدم والصدأ أصبح حبرهم “كتبنا الأسماء وصرنا نتساءل، كيف سنهرب القماش؟ وكانت مخاطرة، قمنا بدس القطع في الكم والقبة ووضعنا القميص على جنب وقررنا أن أول من يخرج سيلبسه”، يسرد عمري. ‬
بعد 20 يوما من خياطة قطع القماش في دسائس القميص، تم استدعاء عمري، والذي ارتدى القميص قائلا “لم أكن أعلم، هل سيكون هناك تفتيش للملابس أم لا؟”. وبعد 6 أيام انتقل فيها عمري إلى معتقل آخر، تم الإفراج عنه وهرب إلى تركيا وأخيرا إلى السويد حيث يسكن حاليا.‬

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.