قراءة لما يجري في المنطقة بعد غزوات الدواعش

** قراءة لما يجري في المنطقة … بعد غزوات الدواعش **tersiandonkey

باديء ذي بدء سؤال مهم ، هل مايجري في المنطقة وخاصة في مثلث برمودا (تركيا ، سورية ، العراق ) لصالح الكورد أم ضدهم ؟

قناعتي الشخصية وأنا إنسان معتاد على قراءة مابين السطور وعلى ضوء قراءتي للتأريخ أستطيع أن أقول بكل ثقة نعم رغم بعض المرارات والألم وللأسباب التالية ؟

١: اليقضة الكوردية الشاملة في الداخل والخارج وفي كافة المجالات ، وخاصة الوعي الديني والسياسي حيث لم يعد بإمكان ملا أو شيخ أو فقيه أن يضحك على ذقون وعقول الأغلبية دون حسيب أو رقيب ، أو حاكم يسير شعبه على هواه غير السذج والمنتفعين ؟

٢: حجم الأهوال والمعاناة التي لقيها الكورد على مر العصور من الفرس والترك والغزاة العرب المسلمين ، الكورد الذين لم يشفع لهم حتى إسلامهم رغم دفاع الكثيرين المستميت عنه وعنهم وبشهادة كتب التاريخ ، ودفاعهم هذا الذي صار لعنة ونقمة عليهم وليس نعمة ؟

٣: تحرر الكثير من الشعوب من طغاتهم ومستعمريهم ، وهذا التحرر لم يعد اليوم منة من أحد بل هو حق تقرره تلك الشعوب سواء في البقاء أو في الانفصال كجنوب السودان وأسكتلندا في حاضرنا المعاصر ؟

٤: وجود جالية كوردية كبيرة في بلاد المهجر والذين في غالبيتهم يعكسون طيبتهم وأخلاقهم فيها، وهذه الصفات تؤتي اليوم ثمارها بتعاطف العديد من الدول معهم في نيل حقوقهم بعد غدر الغادرين من الفرس والترك والغزاة العرب المسلمين ، مقتدين بنبيهم بأن الكورد قوم من الجن ( حديث غير شريف ) ؟

لنأتي لدول المنطقة ودورها الاستعماري المشبوه ؟

** لنأتي أولا إلى إيران ..؟
رغم بعدها بعض الشيء عن مثلث الموت هذا إلا أن تأثيرها وتدخلها واضح لكل ذي بصر وبصيرة وإن كان الكثير منه جري من تحت الطاولة ، فمعضلتها الرئيسية ( النووي) فكل الوقائع تقول أن الغرب قد إحتواها رغم أنفها وهى مكره لان عمر ثورتها الافتراضي قد أنتهى ، وخروجها من مستنقع الاسد رابحة شيء من المستحيل ، ولو شاء الغرب تركيعها فهى أبسط من تركيع الكثير من دول الربيع العربي وتدرك إيران ذالك جيدا وللأسباب التالية ؟

أولا : حجم الغضب في الداخل الإيراني المكبوت والمتراكم ، هذا الغضب الذي رافق ثورات الربيع العربي خاصة ، ورأينا كيف النظام إمتصه بذكاء وخبث في لعبة الانتخابات الاخيرة بفوز ممثل التيار الإصلاحي روحاني الذي لم يكن إنتخابه إلا ذر الرماد في عيون الثوريين والعالم ، بدليل لم يرى الشعب الإيراني والعالم المتمدن من روحاني غير المزيد من حالات القهر والإذلال والسجن والإعدامات ؟

ثانيا: بحكم وجود العديد من القوميات فيها والتي لاتقل نفوسا عَنْ الفرس ( كالآذر والبلوش والعرب والكورد) والبعض منها يقع بجوار محيط ملتهب سواء في الشرق باكستان أو الغرب العراق ؟

ثالثا: قوة المعارضة سواء كانت اليسارين أو العلمانيين أو القوة الاسلامية المعتدلة ، وخاصة التي هى في الخارج والتي لا ترضى عن الكثير من سلوك الملالي وخاصة ( ألإصلاحيين الحقيقيين ) ؟

رابعا: السلوك العنصري والشوفيني الذي إتخذته ثورة الملالي منذ اليوم الاول لانطلاقتها على الصعيدين الداخلي والخارجي وهو واضح للعيان في العراق وسورية واليمن ولبنان وغيرها من البلدان وبحرية شبه مطلقة ، وما تدخلها السافر فيها سياسيا وماديا وعسكريا وإعلاميا دون حسيب أو رقيب إلا دليل على وجود حلف خفي بينها وبين الغرب وخاصة الشيطان الأكبر من تحت الطاولة لإستمرار الفوضى الخلاقة في المنطقة وليس أخرها ترك قطان داعش خاصة لإجهاض الثورة السورية وبالاستيلاء على شمال العراق لغاية في نفس يعقوب (لتدمير مدن أهل السنة ماديا ومعنويا وحضاريا) وقطعان الحوثيين اليوم في اليمن التعيس ؟

خامسا: إستمرار توسعها شرقا وغربا في خظم ضروف لاتحزر نتائجها ( بعد ظهور الدواعش وبهذه القوة والملكة ) خاصة في سوريا والعراق لهو نذير شؤم لها قبل غيرها وهى بذالك تسعى لحتفها برجليها كما يقول المثل لإنقلاب السحر على الساحر لو تمادت أكثر في برنامجها النووي ؟

** لنأتي لدور تركيا …؟
ان سياسة أردوغان الاخوانية الواضحة في المنطقة ، هذه السياسة الرعناء ستكون وبالا عليه وعلى تركيا الحديثة خاصة بعد صدامه من جديد مع قوى المعارضة وخاصة الكوردية والتي ينظر اليها القاصي والداني اليوم بعين الرضا والاحترام ، وفي المقابل تذمر الغرب من سلوكه الغير مسؤول تجاه كوباني بمنعه المقاتلين الكورد من نجدة إخوانهم فيها ، والأنكى من ذالك إنكشاف دعمه للإرهابيين الدواعش وغيرهم بطريقة وأخرى ( صفقة الرهائن) والغرب ليس بغافل عما يجري في مخيلة أرودغان خاصة بعد إفتضاح نواياه الخبيثة في المنطقة بإستخدامه الدين (ورقة الاخوان) وبالتعاون مع قطر لتحقيق مشروعه الطوراني ؟

فبعد الرخاء الذي عم تركيا لسنوات يكفيها اليوم بضع تفجيرات دامية في أنقرة وإسطنبول ( وخاصة في المناطق السياحية ) وتنسيبها للقاعدة أو للمجهول ، ومن ثم إيحاء الدول الغربية لمواطنيها بعدم السفر لتركيا لخطورة الأوضاع فيها حتى نرى السياحة فيها قد ترنحت وبدأت رؤوس الأموال بالخروج منها ؟

فكيف سيكون ألأمر لو قرر حزب العمال الكردستاني إعادة نشاطه العسكري في خظم مايجري في المنطقة ولا ننسى تذمر العلويين حيث لايستهان بعددهم ، فهل سيوجه إليهم كلابه من ألإرهابيين (الدواعش والإسلاميين الطورانيين) كما رأينا في مظاهرات الكورد الدامية الاخيرة ، خاصة بعد إنكشاف خديعة أردوغان لهم ورهانه على الدواعش في كسر شوكة وإرادة الكورد في ملحمة كوباني ومفاوضاته العقيمة معهم دون تقديم أية تنازلات ، والأقبح من ذالك إستمرار سجنه لقائدهم عبدألله أوجلان ؟
والأخطر من كل هذا تذمر قادة المؤسسة العسكرية الكبار من الجيش والشرطة والقضاة من سلوكه المعيب والمشين واللامسؤول بحقهم ، وما ألاصطدام الأخير بينه وبين حزب العمال الكردستاني ( قصف طائراته أخيرا لمواقع حزب العمال الكوردستاني في منطقة هكاري) إلا القشة التي ستقصم ظهر أردوغان بعد يأسه وخذلانه من صمود الكورد في ملحمة كوباني ، وليس بمستبعد من نقل المعركة الى الداخل التركي بصورة أو بأخرى ، وهذا الحدث مرهون بمدى تعاون الكورد مع الغرب ؟

لنأتي الى الوضع في سوريا ..؟
فالدلائل تشير أن غاية الغرب من كل هذه المعمعة هى ضرب أكثر من عصفور بحجر ، ألاول إنهاك النظام السوري وإعادته الى حضنه مرغما ، إذ ليس بمستبعد تعاون الاسد مع الغرب بطريقة وأخرى وطلاقه لإيران وحزب ألله ، خاصة وهو الان في موقف لايحسد عليه وهو مدرك لو إستمر الحال لن تكون نهايته بأفضل من نهاية صدام أو القذافي ولن تشفع له لا إيران ولا روسيا بعد إفلاسه من كل شيء ، والثاني جعل سوريا مقبرة للإرهابيين بكافة فصائل ببطاقة ون وي تكت ( أي داخل غير خارج ) ؟

** أما بالنسبة للعراق …؟
فإننا لازلنا فنرى نفس الوجوه العفنة والكالحة العميلة والتي إنقلبت على الأمريكان بالامس بإيعاز من إيران وأجبرتهم على الخروج منه بالصورة التي رأيناها حيث صيروهم محتلين بعد أن كانو لهم منفذين ومحررين ، وخروجهم هذا سواء كان ذكاء منهم أم لا فهاهم اليوم يعودون للعراق ومن أوسع أبوابه وبفضل نفس تلك الوجوه الكالحة التي أخرجتهم صاغرين ومتسولين بعد فلم الدواعش الذي لن ينتهي حتى بنهايتهم ؟

فالدواعش اليوم غدو كمسار جحا في جحور ونعوش حكامنا ومسؤولينا ( وما تقوم به دول الخليج وعلى رأسها السعودية ليس من باب صحوة الضمير بل لإدراكها جيدا أن الخطر سيداهمهاإن عاجلا أو أجلا والمسألة مسألة وقت ليس إلا (فالدواعش اليوم مطلوبون للعدالة الدولية وسيفعلون من الأجرام قدر ما يستطيعون ) ؟

واخيرا..؟
بالنسبة للكورد تقول القراءات أنهم خير من يعتمد عليهم في المنطقة لأسباب ذكرناهاوهم مجبرين وليسوا مخيرين، خاصة أكراد سورية وتركيا التي لم تزل تماطل في قضية السلام مع حزب العمال الكردستاني بقيادة المناضل أوجلان رغم صبر الأكراد الطويل ، إلا أن هذا الصبر قد أخذ في النفاذ والتلاشي بعد غدر أردوغان لهم من جديد من خلال دعمه الخفي والعلني للداعش ومن ثم إغلاق حدودها بوجه الثوار الأكراد الذين هبوا لنجدة إخوانهم في كوباني ، لابل الأسوأ هو إلقاء القبض على الكثيرين منهم ومن ثم تعامله الدامي مع المتظاهرين الكورد والذي أدى الى مقتل أكثر من 31 متظاهرا في سابقة خطيرة جدا وهى الذي كان بالامس يلوم مصر على رعونتها في فض إعتصام رابعة بالقوة ، والسؤال هل حلال على تركيا فعل ماتريد وحرام علَى الآخرين ؟

و كون تركيا عضوا في حلف إلناتو فهذا لن يشفع لها خاصة بعد مواقفها المتعندة ومن ثم لعبها المكشوف هى وقطر مع الداعش وكأن الغرب غافل عنهما ، والحلف اليوم قادر على الاستغناء عن تركيا إذا ما قرر الكورد تعويضه عن قواعده فيها ، وهنا تكون قد جنت على نفسها تركيا كما جنت من قبل على نفسها براقش وصارت للغرب لهم عدوا بدل الصديق وهو ما سيجري إن عاجلا أو أحلا ، وهى تدرك حجم الخطورة المحدقة بها لو قرر الغرب أعطاء الثوار الكورد الضوء الأخضر عسكريا ، كيف ومعارضة الداخل التركي بالمرصاد لزلات وأخطاءأردوغان ؟

ومسك الختام بعض الأقوال …؟
١ :لايصح إلا الصح وهو قول المناضل عبدألله أوجلان (على أمة الكورد اليوم التهيء للقتال في كل مكان وهذا قدرنا وقبل فوات ألأوان ) وأنا أقول حيث لاينفع بعدها البكاء والعويل على اللبن المسكوب ولوم الأزمان ؟

٢ : يقول السيد المسيح ( كل مملكة تنقسم على ذاتها … تهلك ) لذا بكل أسف لن يكسر الكورد ويذلهم إلا السياسيين والجحوش ) ؟

٣: يقول الفيلسوف العظيم سقراط ( راحة الحكماء في وجود الحق ، وراحة السفهاء في وجود الباطل ، ومن لا يميز بين الخير والشر ألحقوه بالبهائم ) سلام ؟

سرسبيندار السندي
عاشق الحقيقة والحق والحرية
Oct / 17 / 2014

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.