استكمالا للمقالة التي طرحتها قبل يومين و التي تتناول كيف ان الحكام اللذين توالوا على حكم العراق ابادونا ليس جسديا فحسب بل تاريخيا أيضاً عن طريق تزوير التاريخ و نسب كل العلوم و الفنون و الآداب لهم . اليوم وصلني من الاستاذ المهندس و الباحث و الكاتب في التاريخ و الحضاره موفق نيسكو مشكورا معلومات عن اهم كنائس الموصل التي مع الوقت تم تحويلها الى جوامع اما عن طريق الاغتصاب المباشر او عن طريق المساومة و الابتزاز مقابل الجزيه لان عدد كبير من الناس كانوا غير قادرين على دفع الجزية فيتم أخذ كنيستهم او محصولهم الزراعي او ماشيتهم ، عندما تكلم الاستاذ موفق عن هذا الموضوع كونه عمل في اكساء و ترميم عدد كبير من هذه المساجد بالحجر و الحلان فانه شاهد شواهد كثيرة تشهد لأصل المكان بل حتى قبور مطارنه و ملافنه في هذه المساجد و مع ذلك فانه واجه عدد كبير من الانتقادات اعتقادا من البعض انه يبالغ في طرحه ، لكن و بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي الى الموصل و قيامه بتفجير عدد من المساجد القديمة ظهر تحت هذه المساجد اثباتات و باللغة السريانية الآرامية على انها كانت كنائس و اديرة عامرة ، و إليكم بعض من هذه المساجد و المعروفة لجميع سكان الموصل :
١.كنيسة مار زينا
كانت تسمى كنيسة الصليب او كنيسة التشريعيين و التي اصبحت جامع الخلال و تقع في منطقة القلعة سوق النجاريين.
٢. كنيسة مار تيودورس
وهي من الكنائس المندثرة ، و كانت تقع قرب باب العراق او باب تكريت و قد انشأ فوقها جامع الجويجاني و هدم هذا الجامع عند فتح شارع فاروق و عند الهدم و جدوا في احدى جدرانه حجرا يحمل كتابه سريانية
٣. كنيسة الاربعين شهيد
تحولت هذه الكنيسة اليوم الى الجامع الكبير و هو الان بين شارع الفاروق القديم و منطقة السرجخانة و يعتقد بعض المؤرخين ان الجامع بني على ارض كانت سابقا كنيسة القديس بولس و هذا الجامع يضم منارة الحدباء المعروفة بتحديها بمرور الزمن .
٤. دير النبي يوني (مار يونان )
حاليا اصبح جامع النبي يونس و يقع جهة تل قوينجو و يعرف أيضاً بتل التوبة ، و هو في الجهة الشرقية من الموصل نينوى القديمة ، و قد عمر هذا الجامع عدة مرات آخرها التغليف بالحجلان المرمر و بنيت منارته الحديثة ، و يذكر ان عمال الحفر عثروا في عملهم احدى المرات عندما كانوا يزيلون الجبس لإعادة الطلاء بطلاء جديد على كتابات سريانية مطلية بالجبس .
٥. كنيسة مار ابراهيم هي الان جامع الامام ابراهيم
٦. كنيسة مار يوحنا هي الان جامع يحيى القاسم .
٧. كنيسة مار غريغورس هي الان جامع المتعافي .
٨. كنيسة مار يوحنا الديلمي هي الان جامع الشطية تم تفجيره مؤخراً .
٩. كنيسة و دير مار دانيال هو الان مسجد النبي دانيال .
١٠. كنيسة مار شموني هي الان جامع ام التسعة .
١١. كنيسة ايشو عداد هي الان جامع عيسى دادا.
١٢. كنيسة مار سبريشوع هي الان جامع المصطفى .
١٣. كنيسة مار منصور هي الان جامع الشيخ منصور .
١٤. كنيسة الانجيليين الاربعة هي الان جامع الرابعية .
هذا البحث هو محاولة لاثبات ان التاريخ يعيد نفسه باستمرار و هذه المعلومات الغرض منها إظهار ان عملية قطع جذورنا لم تبدأ قبل فترة قصيرة او بسبب الحروب مع ان الحروب و النكبات التي مر بها البلد اثرت تاثيرا كبيرا علينا ، لكن سياسة الحكام العنصرية على مر التاريخ و منذ اكثر من الف و أربعمائة عام كان لها الدور الاكبر في تطهيرنا عرقيا و محو تاريخنا المجيد