يعتبر كتاب “إدارة التوحش” من أدبيات “تنظيم القاعدة” الاستراتيجية المتقدمة عن كتاب ” معالم الطريق” لسيد قطب فقيه الاخوان المسلمين, وقد اعتمدته التنظيمات الجهادية التي انبثقت عن “القاعدة ” مثل “داعش” وغيرها, ونظرا لاهميته فقد قامت كلية “ويست بوينت” الأميركية بترجمته إلى الإنكيلزية لتوزعه على المسؤولين في الإدارة الأميركية، والاستخبارات.
وبحسب الكتاب ينقسم الجهاد الاسلامي لثلاثة مراحل: الأولى، مرحلة ” شوكة النكاية والإنهاك” وفيها يتم ضرب اقتصاد البلد كما يحدث في سوريا ومصر والعراق وليبيا, واضعاف الجيوش الوطنية وتقويض الامن, والثانية، “إدارة التوحش” وفيها يتم قتل وترويع الامنين باكبر قدر ممكن من الهمجية وقطع الرؤوس والحرق والرجم والرمي من شاهق والصلب … لادخال الرعب في نفوس المواطنين الامنة, لكي يتمنوا ان تحكمهم الدولة الاسلامية للخلاص من الوضع المزري اللذين اوجدوهم به، اما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة التمكين، وبها تتم قيام الدولة الإسلامية, ويعتمدون في تأصيلهم على ان هذه المراحل الثلاثة هو ما حصل بالضبط بدولة الرسول الاولى والتي يحلمون بالوصول اليها.
تكفر ادبيات القاعدة الانظمة العربية وتعتبرها عميلة للغرب لانها تتبنى الفكر القومي العربي ليحل مكان الدين الإسلامي، ليصبح الإخاء العربي عوضا عن الأخوة بالايمان, وتعتبر ان أميركا دولة مأزومة لأنها امتداد لحضارة أوروبا , التي يتفشى بها التفكك لأسري، وزيادة نسبة الانتحار، والمخدرات، والفاحشة والرذيلة , وحددت الاهداف التالية للتنظيمها:
القيام بعمليات عسكرية ضد المصالح الاميركية لتمريغ انفها بالتراب وبعث الثقة في نفوس المسلمين، واستدراج الجيوش الفربية إلى المنطقة, لاغراقها في مستنقع الاستنزاف البطئ التي يمكنهم التحكم به زمانيا ومكانيا, لهذا السبب انتقلت “القاعدة” من السودان إلى “دولة طالبان” في “افغانستان” لأنها “الدولة الإسلامية” القريبة لهم وبايع ” اسامة بن لادن” أميرها الملا “محمد عمر”, ثم قامت بعد ذلك بتفجير سفارتيْ أميركا في نيروبي ودار السلام في أغسطس/آب 1998، وبتفجيرات نيويورك في سبتمبر/أيلول 2001، وبعد ان انهكت اميركا القاعدة عسكريا تولدت داعش لتسير على نفس نهج ادارة التوحش.