الارهابي الطائر 2

photoالارهابي الطائـــر 1

الارهابي الطائر (2) 

تلقيت في بداية التسعينات دعوة من القنصل التجاري الامريكي لحضور معرض ميغا للأغذية في شيكاغو حيث كنت أعمل مديرا تجاريا لشركة عملاقة في هذا المجال وتم الترتيب مع ادارة الشركه ان اصطحب معي سكرتير القسم وكان شابا مصريا
قمنا بتسجيل الاسماء لدى ادارة المعرض وفقا لدعوة القنصل التجاري الامريكي و اكملنا اجراءات الحجز بالطائرة والفندق وتعبئة استمارة طلب الحصول على التأشيرة وتم تحديد موعد للمقابلة بالقنصلية
كانت مقابلتي من اقصر المقابلات فبعد ان دفعت الرسوم استلم منى موظف التأشيرات الامريكي كل الاوراق وغاب لبضعة دقائق وعاد وهو يبتسم قائلا : أنا اسف لا يمكننا منحك تأشيرة دخول الى امريكا قلت له مستغربا : هل هنالك سبب ؟ هل اوراقي غير مكتملة ؟ …. اجاب : لا اوراقك كاملة ولكن اعتذر عن ابداء الاسباب
قلت لقد استلمت مني منذ دقائق 189 دولار هل هذه هي تكلفة دقائق من البحث لتعود لي بهذا الخبر ؟
قال لا هذا هو القانون هذا المبلغ لا يعاد اقرأ اللوحه التي بالحائط قلت له شكرا لقد اعفيتموني من مشقة السفر
عدة الى المكتب لاكتشف ان السكرتير المصري قد تم منحه تأشيرة دخول لأمريكا ولكن المسكين اصيب بالإحباط لان الرحلة الغيت طالما لم احصل انا على التأشيرة
بعد عدة ايام قام القنصل التجاري بزيارة شركتنا و سألني : هل اتممت اجراءات السفر؟ قلت له : بالطبع لا فالقنصلية رفضت منحي تأشيرة لزيارة امريكا بينما منحت التأشيرة لسكرتيري استغرب القنصل و سألني : ما هي جنسيتك قلت له : سوري وقال : و جنسية السكرتير قلت له : مصري ضحك القنصل وقال :هذا طبيعي هنالك فارق زمني بينكم وبين المصريين 12 سنة قلت لم افهم لماذا 12 سنة قال من تاريخ توقيع كامب ديفيد الى الان قلت له ضاحكا : انا سأذهب لعمل تجاري ولن اتوقف بالبيت الابيض او كامب ديفيد لتوقيع اي معاهدة قال القنصل : حسنا ارجو منك غدا ان تمر على مكتبي صباحا
في الصباح مررت على مكتبه زودني بخطاب مقفل وطلب مني ان لا افتحه وان اتقدم مره اخرى لإدارة الفيزا بالقنصلية الامريكية
لم اكذب خبر فعلا راجعت قسم التأشيرات وقدمت المغلف المغلق دخل الموظف الى غرفة خلفية وعاد بعد عشرة دقائق يطلب الجواز وبقية الاوراق قائلا : سنمنحك تأشيرة لمدة 3 اشهر و لمرة واحدة وحصرا الى شيكاغو
قلت له حسنا لا احتاج لأكثر من ذلك
السؤال الذي بقي يحيرني الى الان ما علاقتنا نحن الشعوب بمعاهدات الحكومات ؟
وكيف لدولة كأمريكا ان يكون تقييمها للبشر وفقا للجنسياتهم ؟
اليست هذه هي العنصريه بأبشع صورها ؟ ام انه كتب علينا نحن السوريين ان نعاني جور الداخل و استضراط الخارج معا

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.