أنا حزين جدا على هذا العالم البائس, هذا العالم الذي أكثر من نصفه لا يعرف يسوع ولا الديانة المسيحية حق المعرفة, كنت أعمى وبمعرفته حق المعرفة أبصرت, كنت حزينا والآن سعيدا, كنت فقيرا وأصبحت بالمسيح غنيا.. أنا حزين على هذا العالم الذي لن يخلص لا بشطارته ولا بذكائه من حزنه وألمه واكتئابه وسيبقى فقيرا إلى الأبد لأنه لا يعرف المسيح, كل الصناعات وكل المخترعات التي يخترعها الإنسان لا يمكن أن تحقق له سعادته المرجوة فما معنى أن تملك كل شيء وقلبك خالي من يسوع؟, لا يمكن أن يكون الإنسان سعيدا بمجرد أنه يملك المال أو يملك أحدث الصناعات والمخترعات, في بيتك أنت أحدث جهاز موبايل وأمام بيتك تقف أغلى سيارة في العالم وتسكن في بيت لا يملك مثله إلا الملوك والقياصرة وذكاءك حاد جدا وتملك أساليب في الشطارة لا يملكها غيرك,ولكن أنا متأكد أنك لن تكون سعيدا بها, فالمال يتعب صاحبه وهو مشغول به طوال النهار وخائف عليه من أن ينفذ أو أن يضيع منه ويخشى صاحب المال من أن يصحو وقد أفلس البنك الذي يخبئ فيه ماله, والذكاء لا يسعد صاحبه فهو يجلب له الأعداء والحساد من كل مكان حتى من الأماكن التي لا يصل إليها إلا الضوء.
أنا حزين على هذا العالم كله, أنا حزين على مصيره الذي لا يعرفه, هؤلاء الناس لا يعرفون مصيرهم ولا يعرفون أن كل الآلام التي تحيط بهم من كل الجوانب لا يمكن أن تشفيهم منها لا أموالهم ولا مدخراتهم من الذهب والفضة, ولو اجتمعت حولك كل الكنوز وكل وسائل الترفيه فإنك حتما ستبقى ناقصا ما دام قلبك لا تفيض منه رائحة دم المسيح.. أنا كئيب على هذا العالم الذي لا يعرف يسوع ولم يصادفه في الطريق أو في الأحلام ولا حتى مرة واحدة في حياته, أنا حزين على هذا العالم الذي لا يعرف الراحة أبدا ولن تحقق له انتصاراته الراحة التي يطمح إليها, أنا حزين على هذا العالم الذي في كل معركة يخوضها يعتقد بأنه سيعيش سعيدا من خلال انتصاراته وامتلاكه للمال وللجاه وللسلطان, هذا العالم الذي يُخيب نفسه في كل مرة, هذا العالم الذي يؤذي نفسه في كل معركة يدخلها مع السعادة, كئيب على هذا العالم الذي يجهل الحقيقة, حزين عليه لأنه لم يعرف السعادة, حزين عليه لأنه لا يروج لإلهه الحق, حزين على هذا العالم الذي يظلم نفسه, هذا العالم كئيب وحزين وفي كل مرة يحزن أكثر من أي وقتٍ مضى..أنا حزين على هذا العالم الذي لن تشفيه من أمراضه تقنياته واختراعاته, فمهما بلغنا من العلم ومن التقدم الطبي والغذائي فلن تستطيع كل هذه الوسائل أن تشفينا مما نعاني منه, أنا حزين على هذا العالم الذي لن يخلصه من حزنه إلا يسوع ولن يشفيه من مرضه إلا من جاء للمرضى وللمثقلين بالأحمال وبالأحزان وبالأوجاع, أنا حزين على هذا العالم الذي لا يعرف يسوع ولم يلحظه في قلبه طرفة عين ولم بلمس قلبه ولم يداوِ جراحه, هذا العالم الذي لا يعرف يسوع كيف به أن يعيش سعيدا وينام قرير العين!! كيف بهذا الإنسان الذي يمر يسوع من أمام عينيه ولا يلحظ وجوده ولا يشاهد مروره!!.
أنا تمر عليّ بعض الأيام ولا أجد فيها ثمن الخبز ولكني سعيد جدا بوجود يسوع في حياتي, هو يسعدني وهو يفرحني وهو يهون عليّ كل الصعاب, هو ظهر في حياتي عن دون أكثرية الناس اختارني واخترته بمحض إرادتي, ومنذ عرفته وأنا سعيد بدون مال وبدون جاه أو سلطان وأنا متأكد بأن أصحاب الألوف والملايين ليسوا سعداء مثلي, فأنا لم يسعدنِ لا المال ولا الذهب ولا الفضة, أنا سعيد فقط بوجود يسوع في حياتي, لا أملك جهاز موبايل حديث وفي بيتي جهاز التلفاز معطل والنت ليلة الأمس كان عن بيتي مفصول رغم ذلك يسوع لم يكن مفصولا عني, نمت سعيدا والذي في بيته نت نام تعيسا, السعادة والراحة ليست في الأشياء الأخرى إنها الإحساس الذي يفيض بالمحبة من خلال عشق الحياة وحب الناس الذين أساءوا لنا والذين لم يسيئوا لنا, أنا حزين على هذا العالم الذي يملك كل شيء ولا يملك قلب يسوع, حزين على هذا العالم الذي لا يعرف للراحة معنى ولا للديمومة بقاء, هذا العالم كئيب لأنه ليل نهار يدين في الناس ويتخذ من نفسه إلها يحاسبهم ولذلك أغلبية الناس تعساء جدا في حياتهم لأنهم لا يعرفون بأن يسوع لا يدين الناس وهم يدينونه, وأنا لا أدين أحدا لأنني عرفت يسوع, لا أدين لكي لا أدان, لا أظلم لكي لا أُظلم, لا أقتل لكي لا أُقتل, لا أُعذب أحدا لكي لا يعذبني أحد.
أنا حزين جدا على خاصة يسوع أنفسهم, لأنه جاء إليهم قبل أن يجيئ إليّ ومع ذلك عرفته أنا أكثر منهم, وهو لم ينكر معرفته لي, أعطاني الإحساس بالسعادة وهذا شيء لا يقدر بثمن فهنالك من ينفق بالآلاف وبالملايين لكي يكون سعيدا ومع ذلك كل مدخراته لا تعطيه الإحساس بالسعادة, أنا حزين على هذا العالم الذي لا يعيش حياته كما أعيشها أنا, مجرد لحظات قبل النوم أتوجه فيها بقلبي إلى يسوع وما هي إلا طرفة عين حتى أغط في كومة من السعادة الهادئة, كل الأدوية النفسية التي صنعها البشر جربتها ولم أستطع النوم بهدوء إلا بعد أن دخل يسوع في حياتي كلها, ومن هذا المنطلق أنا حزين على هذا العالم الذي لم يدخل يسوع في حياته, لم يدخل أبدا في بيجامة نومه ولا في صحن طعامه, لم يستنشق أنفاسه عبر الأثير, لم يشاركه يوما وسادة نومه, ولا حتى فنجان قهوته, هذا العالم بائس جدا.
خير الكلام .. بعد التحية والسلام ؟
١: لقد قالها السيد المسيح بفمه الكريم ( ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) فأنا معك حزين على أولائك الذين يخسرون حياتهم وأخرتهم بالمجان إما بسبب جهلهم أو بسبب حماقاتهم ، فهل من متعضيين أو مبصرين؟
٢: إن من يروجون للشرور باسم الله والدين والشريعة لابد وأن يستفيقو ولكن بعد فوات الاوان ؟
٣: يقول نيتشه في كتابه هكذا تكلم زرادشت (ما أسوأ الحقيقة التي تنشد بالدم ، لان الدم يسمم أنقى الحقائق )؟