غزوة المونديال: يا عيب الشوم يا عرب

نعلم أنكم فاشلون ومنحطون وساقطون وفاشلون بكل شيء. لقد كنتم مسخرة على الدوام وأعجوبة من أعاجيب الدهر ومهازل الزمان في إدارة شؤون بلدانكم والتسلط على هذه الدول والشعوب
المنكوبة البائسة المكتوية بنيران حكامكم والتي تحولت إلى مجرد أطلال وخرائب تنعق فيها البوم والغربان وتصفر الرياح وبعد أن كنتم قد تربعتم بلا منازع أو منافس على عروش البؤس والدكتاتورية والفقر والجوع والاضطهاد والعشائرية والقبلية والتمييز العنصري والجوع والإفقار وصارت أوطانكم مقابر جماعية لشعوبها وسجوناً كبيرة تسومون فيها البشر الذل والمهانة والقهر وأصبحت هذه البلدان طاردة لأبنائها حيث تفر وتهرب من تحت نيركم وبسطاركم بقوارب الموت وتحت جنح الظلام أفواجاً وبالملايين وتقصد ديار “اليهود والنصارى والمشركين والكفار”، والعياذ بحدد وهبل وعشتار، هرباً من ديار التقوى والورع والإيمان حيث لا يـُظلم أحد وتجد عند “النجاشي” و”قيصر” و”هرقل” وملك الروم” من العدالة والمساواة والترحيب والتواضع والدِعة والاحترام ما لا، ولا يمكن أن تراه عند الخليفة “الأمين المؤتمن” ووفي أحضان “أمير المؤمنين” وتحت راية الوالي “إمام المسلمين” وتحت عباءة “خادم الحرمين” وحينما تحتمي بـ”ظل الله” وتتوسل لـ”المرشد” وترفع الصوت و”معتصماه” وترفع بالدعاء للحاكم الظالم الفاجر القاتل الفاجر البطران المختال العاهر اللص الحرامي المستبد زعيم عصابة اللصوص الكبار وحامي حمى المافيات المنصرف عن شؤون رعيته بإدارة مواخير الفساد وحماية المحظيين والمحظيات وحيتان النهب العام والمنتشي بالاستماع لمعلقات الغرام وقصائد المديح من المرتزقة والغلمان وقهرمانات القصر وبقية الطابور من الخصيان..


لقد كنتم في السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والاجتماع والصناعة والتجارة عناوين عريضة للفشل ومضرب الأمثال في السقوط والانحطاط والانحدار تتوارثون البلاد والعباد كالماشية في مزارع خاصة وتديرونها بذات العقلية القبلية والعشائرية والعائلية والأنانية المزاجية النرجسية الكيدية تحرككم النوازع والأحقاد وتستبد بكم الثارات وتسيطر عليكم الهواجس والأوهام وتحتل عقولكم الظنون ووساوس البقاء وتنظرون لها كإقطاعات خاصة موروثة ترفعون فيها الجهلة والجواسيس والقتلة واللصوص والسماسرة وتضطهدون وتطاردون الشرفاء والوطنين والأحرار والأدمغة والعباقرة وتهجـّرون العقول النيـّرة المتفتحة وتجوّعون العلماء والخبراء وتحاربون التكنوقراط…
واليوم، وبعد غزوة المونديال “المباركة”، حيث فشلت فرق سموه وسعادته وسماحته وسيادته من “الساجدين” والراكعين في تحقيق أي انتصار، وكانت تدخل أرض الملعب فقط كديكور لتتلقى الإهانات والصفعات بالجملة كما الأهداف، وتصبح مادة للسخرية والتندر والإضحاك، كما هو عهدكم الدائم في السياسة والإعلام والاقتصاد وإدارة البلاد، حيث فشلتم في تحقيق أي اختراق يذكر، فليس من المعقول، ولم يكن من المتوقع أبداً أن من يحتل المراكز الأخيرة في السياسة والعلوم والفنون والتعليم سيجد نفسه بالمقدمة أو يحلم مجرد حلم بأن يكون له مكان وموقع في عالم الكبار في الرياضة أو في أي مجال إبداعي آخر…فهذه واحدة من الأوهام الكبيرة التي تعيشونها عندما تفكـّرون للحظة بموازاة أو مساواة أنفسكم مع الشعوب المتحضرة والراقية حيث المعايير القيمية التراكمية الدقيقة التي تحكم كل مناح الحياة وحيث ينعدم الظلم والتمييز والاضطهاد وتزول الفروقات بين أبناء الشعب الواحدة حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات وهو ما رفع تلك الشعوب لهذه المستويات التي توقع بكم الخسائر المنكرة المزلزلة والمجلجلة في كل مناحي الحياة وتجعل منكم مسخرة جماعية ومضحكة للرأي العام.
يبدو الصراع والصدام الثقافي والحضاري حتمياً، كما قال هنتينغتون، وكانت ساحات المونديال أحد أوجهه، صراع لا بد منه، وهو في النهاية، وبرأينا المتواضع صراع “معايير” وقيم، معايير قائمة تطبق هنا، ومعايير قائمة تطبّق هناك، وسيحسم هذا الصراع لصالح المعايير والقيم العظيمة والإنسانية والحقوقية النبيلة العادلة وستهزم المعايير والقيم القبلية الفاشية البدائية العشائرية والعائلية والنفعية والبربرية والهمجية والعنصرية والوحشية والتخلف..
إن الخروج الجماعي والمذل لعرب المونديال هو في النهاية استكمال وتحصيل حاصل لخروجهم وسقوطهم في بقية المجالات، خروج وهزيمة لثقافة، بالدرجة الأولى، ولطريقة حياة وأسلوب ونمط إدارة ولمعايير منحطة وناقصة وساقطة أكل عليها الدهر وشرب فقدت صلاحيتها ولم تعد قابلة للحياة..
وكم كنت أشعر بالقلق والخوف والوجل وأدعو لهبل وحدد وبعل وعشتار ألا يتأهل فريق الساجدين والقبيسيات السوري للمونديال لأن مصيره في نيدان الرياضة لن يكون إلا كمصير أقرانه في ميادين السياسة والتعليم والصناعة والتجارة والاقتصاد وإدارة شؤون الرعية والعباد حيث الفشل على كافة الأصعدة والسقوط والانحطاط والمهزلة الكبرى والانهيار التام، وحيت تضع دولة ما طبيباً بيطرياً مشرفاً على المناهج والتعليم وتهيئة الأجيال، فاعلم تماماً أنها لا تنظر لشعبها إلا كقطيع من البهائم و”السايمة” والبقر والحيوانات وعندما تتخرج هذه القطعان وتنخرط في مجالات
الحياة فلن تتصرف إلا كالدواب والوحوش بالغابات.
وللعباقرة والفهمانين “خص نص” خاصة: الحضارة هي رزمة وحزمة قيمية ومعيارية واحدة ومتكاملة

About نضال نعيسة

السيرة الذاتية الاسم عايش بلا أمان تاريخ ومكان الولادة: في غرة حقب الظلام العربي الطويل، في الأراضي الواقعة بين المحيط والخليج. المهنة بلا عمل ولا أمل ولا آفاق الجنسية مجرد من الجنسية ومحروم من الحقوق المدنية الهوايات: المشاغبة واللعب بأعصاب الأنظمة والجري وراء اللقمة المخزية من مكان لمكان الحالة الاجتماعية عاشق متيم ومرتبط بهذه الأرض الطيبة منذ الأزل وله 300 مليون من الأبناء والأحفاد موزعين على 22 سجناً. السكن الحالي : زنزانة منفردة- سجن الشعب العربي الكبير اللغات التي يتقنها: الفولتيرية والتنويرية والخطاب الإنساني النبيل. الشهادات والمؤهلات: خريج إصلاحيات الأمن العربية حيث أوفد إلى هناك عدة مرات. لديه "شهادات" كثيرة على العهر العربي، ويتمتع بدماغ "تنح"، ولسان طويل وسليط والعياذ بالله. ويحمل أيضاً شهادات سوء سلوك ضد الأنظمة بدرجة شرف، موقعة من جميع أجهزة المخابرات العربية ومصدّقة من الجامعة العربية. شهادات فقر حال وتعتير وتطعيم ولقاح ناجح ضد الفساد. وعدة شهادات طرد من الخدمة من مؤسسات الفساد والبغي والدعارة الثقافية العربية. خبرة واسعة بالمعتقلات العربية، ومعرفة تامة بأماكنها. من أصحاب "السوابق" الفكرية والجنح الثقافية، وارتكب عدة جرائم طعن بشرف الأنظمة، وممنوع من دخول جميع إمارات الظلام في المنظومة البدوية، حتى جيبوتي، وجمهورية أرض الصومال، لارتكابه جناية التشهير المتعمد بمنظومة الدمار والإذلال والإفقار الشامل. يعاني منذ ولادته من فقر مزمن، وعسر هضم لأي كلام، وداء عضال ومشكلة دماغية مستفحلة في رفض تقبل الأساطير والخرافات والترهات وخزعبلات وزعبرات العربان. سيء الظن بالأنظمة البدوية ومتوجس من برامجها اللا إنسانية وطموحاتها الإمبريالية البدوية الخالدة. مسجل خطر في معظم سجلات "الأجهزة" إياها، ومعروف من قبل معظم جنرالات الأمن العرب، ووزراء داخلية الجامعة العربية الأبرار. شارك سابقاً بعدة محاولات انقلابية فاشلة ضد الأفكار البالية- وعضو في منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان. خضع لعدة دورات تدريبية فاشلة لغسل الدماغ والتطهير الثقافي في وزارات التربية والثقافة العربية، وتخرج منها بدرجة سيء جدا و"مغضوب عليه" ومن الضالين. حاز على وسام البرغل، بعد أن فشل في الحصول على وسام "الأرز" تبع 14 آذار. ونال ميدالية الاعتقال التعسفي تقديراً لمؤلفاته وآرائه، وأوقف عدة مرات على ذمة قضايا فكرية "فاضحة" للأنظمة. مرشح حالياً للاعتقال والسجن والنفي والإبعاد ولعن "السنسفيل" والمسح بالوحل والتراب في أي لحظة. وجهت له عدة مرات تهم مفارقة الجماعة، والخروج على الطاعة وفكر القطيع. حائز، وبعد كد وجد، وكل الحمد والشكر لله، على عدة فتاوي تكفيرية ونال عشرات التهديدات بالقتل والموت من أرقى وأكبر المؤسسات التكفيرية البدوية في الشرق الأوسط السفيه، واستلم جائزة الدولة "التهديدية" أكثر من مرة.. محكوم بالنفي والإبعاد المؤبد من إعلام التجهيل الشامل والتطهير الثقافي الذي يملكه أصحاب الجلالة والسمو والمعالي والفخامة والقداسة والنيافة والعظمة والأبهة والمهابة والخواجات واللوردات وبياعي الكلام. عديم الخبرة في اختصاصات اللف والتزلف والدوران و"الكولكة" والنصب والاحتيال، ولا يملك أية خبرات أو شهادات في هذا المجال. المهام والمسؤوليات والأعمال التي قام بها: واعظ لهذه الشعوب المنكوبة، وناقد لحياتها، وعامل مياوم على تنقية شوائبها الفكرية، وفرّاش للأمنيات والأحلام. جراح اختصاصي من جامعة فولتير للتشريح الدماغي وتنظير وتشخيص الخلايا التالفة والمعطوبة والمسرطنة بالفيروسات البدوية الفتاكة، وزرع خلايا جديدة بدلاً عنها. مصاب بشذوذ فكري واضح، وعلى عكس منظومته البدوية، ألا وهو التطلع الدائم للأمام والعيش في المستقل وعدم النظر والتطلع "للخلف والوراء". البلدان التي زارها واطلع عليها: جهنم الحمراء، وراح أكثر من مرة ستين ألف داهية، وشاهد بأم عينيه نجوم الظهر آلاف المرات، ويلف ويدور بشكل منتظم بهذه المتاهة العربية الواسعة. مثل أمته الخالدة بلا تاريخ "مشرف"، وبلا حاضر، ولا مستقبل، وكل الحمد والشكر لله. العنوان الدائم للاتصال: إمارات القهر والعهر والفقر المسماة دولاً العربية، شارع السيرك العربي الكبير، نفق الظلام الطويل، أول عصفورية على اليد اليمين.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.