يظهر التفاوت الكبير في عسكرة سوريا شمالا وجنوبا ويزيد او يقلل من اهمية هنا او هناك، هو انضباط الحدود جنوبا وانفلاتها شمالا. ويسرع الكثير من المحللين لتبني نظرية أن الجنوب حالة استثنائية مضبوطة بدقة من قبل المخابرات الأردنية والأميركية وسلامة وامان الحدود الإسرائيلية السورية منذ عام 1973 وحتى الساعة مما ابعد خطر وجود وسيطرة التنظيمات المتطرفة كما يحلو للبعض تسميتها. مع ظهور شوائب مُفتعلة ك “مجزرة عرنة”. بينما نرى فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري مزيج متنافر.
بينما اتساع المساحة الجغرافية التي يشغلها الجيش الحر في مختلف مدن الشمال والوسط السوري وانفتاحه على خط حدودي طويل مع تركيا يجعل من مسألة السيطرة والتحكم أمراً عسيراً، هذا بالإضافة إلى وفرة الموارد التي يوفرها الشريط الحدودي الطويل وازدهار ظاهرة التهريب شرقا وشمالا.
وهنا نتذكر زيارة امير الغساسنة غـاريوس بن النعمان لمدينة أم الجمال الأثرية قادما من البرازيل ولأول مرة؛ للاطلاع على المدينة ميدانيا وتقديم دعم تنموي للمدينة وتنشيطها سياحي وجاءت هذه الزيارة بدعوة شخصية من رئيس بلدية ام الجمال حسن الرحيبة للامير غاريوس.
والأمير بن النعمان هو حفيد ملك الغساسنة جبلة بن الأيهم، وهو أحد الملوك الذين أسسوا مملكتهم في الأردن وجنوب سوريا حيث استقروا، ليمتد حكمهم من عام 220 للميلاد في عهد جفنة بن عمرو، وينتهي في عهد جفنة بن الأيهم عام 638 للميلاد.
وهنا نتذكر ما كتبه الأب ألبير أبونا عن مملكة الغساسنة العربية المسيحية في كتابه “تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية” : “استوطن العرب البلاد السورية منذ القرن الثاني الميلادي. فقد شدتهم إليها الأراضي السورية الخصبة. فأنشأوا امارات في حمص وتدمر والبتراء وفي لبنان وجنوبي الشام وفي أرض حوران. ولم يلبثوا طويلا حتى تمثلوا لغة السوريين وحضاراتهم وعباداتهم. فان اسماءهم واسماء آلهتهم هي في الغالب آرامية. وكانوا يستخدمون اللغة الآرامية في مراسلاتهم الدبلوماسية، بالإضافة إلى لغتهم العربية. والأبنية الأثرية التي شيدوها في تدمر والبتراء تعتبر من أجل منتجات الفن السوري.” .
والغساسنة كما يرجعهم المؤرخون حسب البير ابونا من أنساب بني غسان وهم قبيلة قديمة من عرب الجنوب وكان يرئسها سابقا شخص يدعى عمرو مُزيقياء ابن عامر ماء السماء. وقيل أنه غادر البلاد اليمنية في أواخر القرن الثالث الميلادي، واستوطن أرض حوران والبلقاء. ويظهر من رواية الأخباريين أن الغساسنة أخذوا الحكم بالقوة من أيدي عرب كانوا يحكمون هذه المنطقة قبلهم يدعون “الضجاعمة” وهم من سليح التي تعود إلى قبيلة قضاعة.
أما “مؤسس دولة الغساسنة فيُدعى جفنة بن عمرو. لذا فقد دُعي الغساسنة أيضاً بني جفنة. وقد اختلف مؤرخو العرب على عدد الملوك الذين حكموا هذه الدولة العربية. فبينما يرى أبو الفداء في تاريخه أنهم واحد وثلاثون، ويجعلهم حمزة الأصفهاني اثنين وثلاثين، يرى المسعودي وابن قتيبة أنهم ليسوا سوى أحد عشر. وهذا دليل على ما يشمل أسرة بني جفنة من الغموض. لذا فإن لائحة الملوك التي نعطيها هنا ليست سوى تقريبية، وكذلك تواريخ حكم كل منهم.”.
هذا وقد استقر الغساسنة في النواحي الجنوبية الشرقية من دمشق الشام. وقبل غروب القرن الخامس الميلادي، دارت في المنطقة أحداث سياسية أدخلت الغساسنة ضمن دائرة النفوذ البيزنطي. كما اعترف الروم بالدور الهام الذي يستطيع الغساسنة القيام به بصفتهم حُماة الحدود. منذ عهد الامبراطور انسطاس (491 – 518)، وفي مطلع القرن السادس، أخذ هذا الدور يبرز بوضوح. وأول ملك للغساسنيين وأعظمهم شأناً هو الحارث ابن جبلة ( 528 – 569) الملقب بالحارث الأكبر أو الحارث الأعرج (الحارث او الفالح = غيورغي).
ويقال أنه منذ مطلع حكمه حارب المنذر الثالث ملك الحيرة وانتصر عليه في نيسان سنة 528 وعلى أثر هذا الانتصار، أقر له الامبراطور جوستنيانوس الأول (527 – 565) بالزعامة على العرب القاطنين في بلاد الروم، ومنحه لقب “البطريق”. وهو من ألقاب الشرف الفخمة لدى الروم، ولم يكن يُمنح إلا لعدد قليل من الخاصة. وكذلك الأمر منحه جوستنيانوس لقب “فيلاركس”، أي رئيس القوم وزعيمه. فكان الحارث بذلك أول رجل من الغساسنة يُمنح اللقبين اللذين انتقلا منه إلى أبنائه فيما بعد. إلا أن المنذر الثالث الحيري استعاد قوته وغزا سوريا سنة 529 وعاث فيها فساداً، حتى بلغ في هجومه على بلاد الشام أسوار مدينة أنطاكيا. ولكنه تراجع بسرعة خاطفة حينما سمع بمجيء قوات كبيرة من جيش الروم. أما الحارث الغساني فقضى أكثر أيام ملكه يحارب في سبيل بيزنطة ويدأب على خدمة غاياتها. وقد تم له الاشتراك معها في قمع ثورة السامريين قبل سنة 530. إلا أن تصرف الحارث في الحرب التي نشبت سنة 541 بين الفرس والروم أثار شكوك الروم في إخلاصه لهم، إذ تخلى عنهم ولم يقم بعمل يُذكر في هذه الحرب التي كانت بقيادة بيلساريوس البيزنطي. وتذكره الآية الكريمة تلك المرحلة: «غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون» لتعكس صراعا كان سائدا خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين بين الدولة البيزنطية التي كانت العرب تطلق عليها لفظ «الروم»، وبين الفرس، فهذه كانت سنة العلاقة بين هاتين الإمبراطوريتين الكبيرتين؛ فالأولى كانت وريثة الدولة الرومانية العظيمة بعدما نقل الإمبراطور قسطنطين العاصمة إلى إسطنبول، وقد تبادل الطرفان الانتصارات، ولكن أحدا لم يستطع القضاء على الآخر. وبحلول مطلع القرن السادس الميلادي بدأت بلاد فارس تتفوق تدريجيا على الدولة البيزنطية، وكانت منطقة أرمينيا والأناضول أحد المسارح المهمة التي دارت عليها رحى هذه الحرب. وعندما بدأت دولة بيزنطة تستعد لتلقي الهزائم ظهر قائد مغوار ذو عبقرية فذة في تاريخ الحروب والصراعات وهو القائد بيليساريوس
Belisarius.
كانت الجدالات اللاهوتية تستهوي الحارث الأكبر، وبه تحولت المسيحية الشرقية القديمة إلى المونوفيزية. وبينما كان الامبراطور جوستنيانوس الأول يدعم الخلقيدونيين، كان الحارث، بمؤازرة الامبراطورة ثيودورة، يحمي المونوفيزيين الذين كانوا يتعرضون لشتى أنواع الاضطهاد من الروم في سوريا. وحينما ذهب الحارث إلى القسطنطينة سنة 563 لمقابلة الامبراطور، اغتنم فرصة وجوده في العاصمة لكي يلتمس مطراناً لمنطقته. ونال بأن يقوم ثيودوسيوس بطريرك الاسكندرية الذي كان بإقامة جبرية في العاصمة البيزنطية، برسامة مطرانين هما يعقوب البرادعي وثيودوروس العربي. وقد حصل يعقوب البرادعي على الرها كمركز أسقفي، مع سلطة واسعة على سوريا والديار العربية. أما سلطة ثيودوروس، فكانت تمتد إلى الديار الغربية وفلسطين، ومركزها في الحيرة من حيث المبدأ. إلا أنه كان في الواقع أسقفاً متجولا. وكان لهذين الأسقفين تأثير كبير، ولا سيما نشاط يعقوب البرادعي الذي أصبح العامل الأكبر في نشر المونوفيزية ودعمها والدفاع عنها، حتى سمي المونوفيزيون “باليعاقبة” نسبة إلى يعقوب البرادعي. وهكذا فقد أصبح الحارث، طوال حُكمه المديد الذي انتهى سنة 569، محامياً للمذهب المونوفيزي، وبفضله استطاع هذا المذهب أن يجتاز العواصف الهوجاء التي ثارت عليه في القرن السادس.
ويتابع البير ابونا “الغريب هو أننا، في القرنين السادس والسابع اللذين يمثلان ازدهار الشعر العربي القديم، لا نجد أي اسم من القبائل المستوطنة في سوريا. ولهذا كان الغساسنة، حينما يريدون إحياء أعيادهم والاحتفاظ بأثرهم على العالم العربي، يستدعون من القبائل الأخرى ومن اعماق نجد والحجاز، شعراء مثل أمرئ القيس الكندي أو مثل الأعشى والنابغة وحسّان. ذلك لأن تمثيل الغساسنة للحضارة السورية قد أضعف تمكنهم من اللغة، فأصبحوا غرباء بالنسبة إلى لغتهم القديمة. فلم يكونوا يتكلمون إلا لغة عربية ركيكة تمتزج فيها التعابير السورية الآرامية.”.
ومع زوال دولة الغساسنة، كانت الصحراء السورية وما بين النهرين خاضعة لحكم البيزنطيين والفرس. وكانت كل من الامبراطوريتين قد منحت أهمية كبيرة ودوراً هاماً للقبائل اللخمية والغسانية في حماية حدودهما. وحينما توارت هذه التنظيمات العريبة القوية، لن يبق ثمة ما يعوض عن دورها، وأضحت الصحراء من جديد غير خاضعة لمفهوم سلطة واحدة، وتصدعت الحدود، وتعدد الأمراء على القبائل المختلفة، وتحولت مملكة الحيرة إلى محافظة فارسية فيها تتأجج نيران ثورة خفية على الفرس، وانفتح الطريق لآخر غزو من الغزوات الفارسية الذي قضى على ما بقي من المقاومة في الصحراء، وواصل زحفه نحو الغرب، حتى بلغ بيت المقدس سنة 614، في عهد كسرى الثاني. وحينما انسحب المدّ الفارسي، عادت القبائل العربية سيدة مناطقها تحت راية المذهبين النسطوري والمونوفيزي.
ولن نبالغ إذا قلنا أن السياسة البيزنطية تجاه الغساسنة والعرب المسيحيين عامة سوريا وفلسطين والبلاد العربية كلها كانت أحد الأسباب التي ساهمت في تسهيل المهمة أمام الإسلام. إذ أن هذه السياسة الخرقاء أنمت عند العرب البغض لمسيحية أرثوذكسية تمثلت لهم بقضية الامبراطور، وجعلتهم يتمسكون بشدة، نتيجة للاضطهاد والتعسف، بمونوفيزية مماحكة وجامدة لم توفر قوة لمقاومة فعالة وكافية أمام حركة ذات طابع قومي، كما لم يكن بوسعها الاعتماد على مساعدة من الخارج.
ولكن المهم في الأمر بأنه مع بداية القرن الخامس الميلادي وفي مدينة إزرع في حوران، في الجزء الجنوبي من سوريا وهي اليوم مركز إداري لمنطقة إزرع التابعة لمحافظة درعا. وهي من المدن الكنعانية التي أقيمت فوق أنقاض موقع يعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث.
ارتبطت إزرع القديمة بـبصرى الشام بطريق رومانية مرصوفة بالحجارة البازلتية، مارة شماليها متجهة نحة الغرب، حيث تتفرع هناك إلى فرعين يصلان إزرع ببلدات حوران الغربية ولاسيما ببلدتي إنخل والحارة الحالية. وقد تعاقبت على مدينة إزرع حضارات مختلفة، شأنها في ذلك شأن بقية مدن الجزء الجنوبي من بلاد الشام لموقعها الجغرافي، فهي صلة وصل بين مصر القديمة وحضارات بلاد الرافدين وشمالي سورية، ولقد تركت كل حضارة بصماتها الواضحة في المدينة المذكورة وفي الخرب المدفونة تحت الأنقاض حولها. وقد عاصرت إزرع الحضارات الكنعانية، والآرامية، والبيزنطية، والعربية الإسلامية وتأثرت بها. فإزرع القديمة تؤلف تلة من الأنقاض تقوم عليها اليوم المباني السكنية، إلى جانب ما تبقى من أبنية قديمة.
ومن المعالم التاريخية الأثرية الهامة كانت كنيسة القديس مارجرجس والتي تعدّ من أهم المعالم التي ما زالت قائمة في مدينة إزرع. وقد كانت في الأساس معبداً وثنياً لعبادة الأصنام ثم حوِّل إلى كنيسة مسيحية في عهد البيزنطيين، وتنفرد هذه الكنيسة عن غيرها من الكنائس بشكلها المثمن مما يؤكد أنها بناء معبد قديم أصلاً ولعله يعود إلى الحضارة العربية النبطية.
نذكر ما نُقش على عتبة فوق باب كنيسة مار جرجس الشمالي في اذرع، حيث نقرأ حجرا منقوشا كتب عليه بـاللاتينية ما معناه: “صار بيتاً لله المكان الذي كان كهفاً للشياطين، وحيث كانت تستقر الظلمة أشرق نور الخلاص، وحيث كانت تقدم الذبائح للأصنام صارت تقدمها صفوف من الملائكة، وحيث كان يستنزل غضب الله صار يستنزل رضاه، رجل مهم يحب السيد المسيح وجيه في قومه اسمه يوحنا بن ذيو موسى قدّم للإزرعيين من ملكيته الخاصة هذا البناء العجيب على اسم القديس الشهيد جلورجيوس اللابس الظفر، الذي ظهر علانية لا في الرؤيا بل عياناً في وضح النهار سنة 410م”.
وقد استمر المنهج التنظيمي والعمراني التقليدي في المدينة خلال عهد الولاية حتى نهاية العهد الكنسي وعهد الأسقفية نسبياً، ولكن ثمة عوامل استجدت وأدت إلى تغيير أو تعديل أو حذف بعض المظاهر العمرانية والتنظيمية، أما على حساب المنهج التنظيمي والعمراني للأبنية أو المخطط العام للمدن أو للوظائف الأساسية التي أنشئت تلك الأبنية من أجلها ومن هذه العوامل:
آ – انقلاب وتحول المفاهيم الثقافية والعقائدية في المنطقة وعلى مستوى الإمبراطورية، وإنهاء كامل المظاهر والمعتقدات الوثنية وحلول الديانة النصرانية الجديدة، ولذلك تحولت وظائف الأبنية وخاصة ذات الوظائف التي لا تتناسب مع هذه العقيدة إلى مناهج جديدة. ومن هذه الأبنية على سبيل المثال كافة المسارح الدائرية (الأنفتياتر) والنصف دائرية والمعابد ودور العبادة وغيرها.
ب – الكوارث الطبيعية أو الهجمات الخارجية التي لحقت بالمنطقة ومعظم مدنها أيضاً، لذلك أدت هذه الكوارث والهجمات إما إلى طمس معالم العديد من الأبنية القديمة، أو تصدّعها وانهيارها كلياً أو جزئياً، ولذلك أعيد استعمال عناصرها في الأبنية الجديدة بمظاهر ومخططات أخرى تختلف عن السابقة، وأحياناً باستخدام أو المحافظة على تأسيسات الأبنية القديمة.
ومن هنا نجد أن التنظيم الجديد للأبنية لم يعد يستند على المحاور القديمة لا بالنسبة إلى المخطط العام للمدن ولا للأبنية الأخرى، وهذا الأمر كان بمثابة الأرضية الأساسية للمدن المسيحية والإسلامية سواءً في المنطقة أو في كامل سورية.
ومن هذا المنطلق فيعتبر بناء كنيسة الخضر في مدينة ازرع جزء من هذا الأبنية الكنسية والأثرية وذو أهميةٍ كبيرةٍ ليس في جنوب سورية (حوران) أو بلاد الشام فحسب بل في جميع أنحاء العالم، والسبب في ذلك مخططها المعماري المرتكز على المنهج المثمن والمندمج داخل مربع واحد مع أربعة صدور نصف دائرية وُزعت في الزوايا الأربع، وكذلك المنهج الهندسي المترابط بعقود وأقواس وأروقة ارتكزت على ثمانية ركائز وقباب، إضافةً إلى الأجنحة الجانبية المسقوفة بعوارض من بلاط حجري بحيث تكون كل بلاطة من حجر واحد ترتكز على سلسلة أكتاف (أو أطناف) بارزة من كل جهة وكذلك النظام البنائي والمعمارية الذي يتقدمه صدر الكنيسة بشكله المنحني وقبته الجملونية. ومنها انتقل فن العمارة السوري القارسي ليصبح نموذجا جديدا لكنيسة بيزنطة “ايا صوفيا” ومن ثم انتقل هذا الطراز في روسيا ويتجسد في نموذج كنيسة “المسيح المخلص” في منتصف موسكو بالقرب من جدران الكريملين. وفيها تنضح فن العمارة منذ عهد الغساسنة وحتى الساعة.
وجاء البناء ليؤكد على ممارسة العبادة المسيحية الكاثوليكية في هذه المدينة وهذا البناء، ولهذا السبب تم بناء الكنيسة في مدينة ازرع كباقي الأبنية الكنسية التي تعد بالمئات في حوران أو ما تعرف باسم منطقة الحوض البازلتي، ولم يكن هذا البناء هو البناء الكنسي الوحيد في المدينة، بل بنيت فيها العديد من الكنائس الأقدم في المنطقة مثل كنيسة القديسة هيلين في نفس المدينة.
وكُتب حول أصل التسمية:
سُميت الكنيسة باسم القديس مار جرجس أو الخضر عليه السلام والذي سُمّي عند الإغريق باسم بليريفون. المشهور ببطولاته التي وصلت بمستوى بطولات آخيل وحسب ما ذكر في الروايات المتواترة أن القديس مار جرجس كان من الرجال المتصوفين والمستغرقين دائماً في التأمل الفلسفي والعقائدي، وقد غاب فترة طويلة من الزمن ثم عاد للوجود بصورة القديس يوحنا، وتعتبر هذه القصة حسب الرواية أيضاً أنها حقيقية وليست من نسج الخيال، وفي هذا المكان تم دفن رفات القديس بعد أن تحول من مبنى كمعبد وثني إلى بناء كنسي مسيحي.
والجدير بالذكر إن تسمية الكنائس بأسماء القديسين في المنطقة كانت عادة متواترة في القرنين الخامس والسادس ومنها على سبيل المثال كنيسة القديسين سيرجيوس وباخوس وليونثيوس في مدينة بصرى، وكنيسة القديس ثيودور وبازيليك القديس مار جرجس في مدينة جرش، وكنيسة يوحنا المعمدان في مدينة دمشق، وكذلك كنائس القديسين بطرس وبولس في العديد من كنائس المنطقة.