عندما تسقط تلك القضية, لن يبق للحكومات مبرر لتستغلكم وتسرق لقمة أطفالكم!

Suha Arafat poses with her daughter Zahw

Suha Arafat poses with her daughter Zahw

عندما وقفت من على منبر الجزيرة، وصحت على الملأ، ولأول مرّة في التاريخ العربي والإسلامي: الإسلام هو المشكلة، جاءت الإحصائية في نهاية الحوار على لسان السيد فيصل القاسم، ووجهه يشرق فرحا: ١٠٪ معك والتسعون الباقية ضدك، ماذا تقولين؟
رددت بكل برودة أعصاب: نتائج رائعة لم أكن أتوقعها على الإطلاق! ١٠٪ معي، هذا رائع ويفائلني بالمستقبل! وها أنا اليوم أملك جيشا يصعب على أحد أن يحصيه!
لكنني اكتشفت لاحقا أن موضوع النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أكثر حساسية حتى من الإقتراب من الإسلام!
عندما قابلني السيد عمامة المذيع في إذاعة شام إف إم ترك لي الحرية أن أتكلم عن الإسلام ولم يقاطعني مرّة، ولكن عندما جرني للحديث عن اسرائيل، لم أكد أفتح فمي بكلمة حتى ألغى المقابلة!
لا يهم، يجب أن أتمسك بالقلة القليلة التي تقف إلى جانبي بخصوص تلك القضية، وأبدأ معركة أخرى على غرار المعركة التي قدتها ضد التعاليم الإسلامية الإرهابية….
الردود على بوست البارحة تفائلني جدا….
إنها قضية أغرقتنا وعلى مدى ٦٦ سنة في بحور من الدماء…
قال عنها يوما الشاعر السوري الكبير نزار قباني: كانت فلسطين لكم دجاجة من بيضها الثمين تأكلون….
ألم يحن الوقت أن نعترف بعجزنا عن حل تلك القضية، وضرورة تجاوزها رحمة بأجيالنا القادمة؟؟
للفلسطينين قيادة، وهي دون غيرها ملزمة بحل قضاياهم..
أقول لكل إنسان سوري، مصري، اردني، عراقي، لبناني، وهلما جرا، لن تقوم لوطنك قائمة مادمتم مصرين على إلقاء اسرائيل في البحر!
عندما تسقط تلك القضية من حسابات حكوماتكم لن يبقى لتلك الحكومات مبرر أن تستغلكم وتسرق لقمة أطفالكم ودوائهم!
افيقوا والتزموا بما يمليه عليكم مستقبل الأجيال القادمة من شعبكم…
لقد دفعت أجيالنا الثمن باهظا، وحان الوقت أن نقف في وجه تلك الدجاجة التي باضت لحكامنا ذهبا حتى تمكلنوا من خنقنا واستنزاف طاقاتنا…
صدقوني لو فعلتم، أول المستفيدين سيكون الشعب الفلسطيني نفسه..
لقد بدأت رسالتي تلك، وأعدكم بأنني سأكمل الطريق غير آبهة بنقيق الضفادع من حولي…

أصدقائي:
لكل من مرّ على صفحتي وترك تعليقا يبشر بالخير، أنحني احتراما واجلالا..
وأخص بالذكر السياسي المخضرم السيد أكثم نعيسه، الذي فاجئني مروره، وفاجئتني أكثر شجاعته في الطرح…
لكم جميعا محبتي

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.