على سيرة التعفيش …

Bassam Yousef
 أحد أصدقائي قرر انو يعاين على أرض الواقع حقيقة التعفيش، فطلب مرافقة قريب له ينوي الزواج ويريد أن يشتري العفش من عند أحد المعفشين المعروفين، وافق قريبه على اصطحابه بعد تحذير شديد الوضوح:
– أكل خرا مابدي ..تعملي معارضة وشرف ووطنية، بدي اشتري معفش ان عجبك ولا ماعجبك لذلك مابتفتح تمك ولا بحرف واذا بتصور صورة وحدة قسما بالله لقلو للمعفش انك معارض وخليه يعفش روحك.
رضخ صديقي لطلب قريبه، وركب السيارة برفقته وتوجهوا من اللاذقية الى بيت قريب من جبلة على الطريق القديم الواصل بين جبلة واللاذقية.
بالبيت بيلاقوا ختيارة عمرها فوق التسعين قاعدة قدام البيت، بيسلموا عليها، وبعد لحظات بتطلع امرأة من البيت بيخبروها شو بدهن، فبتقلهن انو زوجها نزل ع جبلة ورح تحكي معو يجي ..بتجبلهن كراسي وبيقعدو جنب الختيارة وبيبلش صديقي ابو معلاق حديث معها.
الختيارة مترملة من زمان، ماضل ببيت الضيعة اللي كانت عايشة فيه غيرها، ولانها صارت ختيارة كتير وبدها من يدير بالو عليها، قام ابنها المتطوع مع ميليشيا اللص الشهير “أيمن جابر” نزلها لعندو ع بيتو.
بتفيق هالختيارة الصبح وبتتعكز على عكازتها وبتطلع تقعد تحت شجرة قدام البيت. بيسألها صديقي:
– هلق ياستي بتعرفي ابنك من وين ميجيب هالغراض..؟.
– ياعين ستك والله ميروحوا يقاتلوا اليهود … وبس يهربوا اليهود من قدامهن بيحملوا هالغراض وبيجيبوهن.
– مين قلك ميقاتلوا اليهود..؟.
– والله مرة سألتهن … لهالشباب اللي بيكونو مع ابني..ولك يا ابني هنتو مين متقاتلو ؟؟. قالولي يا ستي منقاتل الخنيزير اليهود.
– ستي انت بتضلي تقعدي هون تحت هالشجرة ..؟.
– والله بنبسط بالقعدة هون بشوف الطريق وهالسيارات ريحة جيي وبسلي حالي… بضوج كتير اذا ضليت قيعدي بالغرفة لحالي، شحاري بالضيعه كان عندي جيجات وكان عندي تلات عنزات كنت تسلى معهن ..هلق.. قيعدي لحالي، قال حطلي ابني تلفزيون بالغرفة ..والله ماحبيتو .
– يعني بتشوفيهن للشباب اللي ميقاتلوا اليهود لما بيجيبوا الغراض ؟.
– اي والله ياعيني كل كام يوم بيجو لعنا مع ابني، ومرات بشوفهن لما بيمروا ع الطريق، والله كل ماشفت هالشباب – عين عيني هنن – راجعين بهالسيارات المعباية برادات وغسالات وصوفايات بقول الله يرحم ترابك يابو باسيل …ويطول عمرو لابنك ..
– ياستي كيف شفتي غراض هاليهود كيّسات ..؟.
الله يقطعهن لها اليهود قرد متلنا متلهن .. صوفاياتهن متل صوفاياتنا وبراداتهن متل براداتنا وكراسيهن متل كراسينا وعلى شو شايفين حالهن علينا؟؟.
وهاك اليوم كان ابن ابني ميفتش بصوفاية جابها بيو من عند اليهود شاف فيها مصحف … هلق اليهود بيآمنوا بالله متلنا وبالمصحف ؟؟.
– شفتي مصحف ..؟.
– اي والله … بحضي انا آبعرف بقرا بس شحاري أبعرف المصحف ..؟.
– ياستي كتير بيجيب ابنك غراض من عند اليهود ..؟.
والله يا ابني عبا البات غراض، والله ابقى فيني متحرك بغرفتي ..صارت معباية غراض… قلتلو ولك يا ابني ابقى فيني متحرك بالغرفة قلي طولي بالك وا يامو … كام يوم بس.
– ما مينباعوا معو يعني..؟.
– والله كل يوم بيجونا شراية .. متل حضرتكن… وقف تخبرك ابن ابني متل القرد بيضل يفتش بالغراض والله شاف شي عشر خمسميات علها صور حافظ الاسد الله يرحمو … قرد هني كمان بيحطو صورة حافظ ع مصرياتهن ؟؟
– اي ياستي اليهود كتير بيحبوه لحافظ الاسد …بس هدول مو خمسميات هدول الوحدة منهن ألف .
– والله آبعرف بس قرد إذا بيحبوه للرئيس ..شحاري لاش ميقاتلونا لكن..
– والله ياستي قال بدهن ياخدو التمثال تبع الرئيس اللي باللاذقية بالشيخ ضاهر … منعطيهن ياه..؟.
– أيلي ..لا والله أمنعطيهن ياه … قرد منعطيهن رئيسنا؟؟.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.