هناك مثل مصري يقول (( اللي عندو قرش محيرو .. يشتري بيه حمام ويطيرو )) وهذا المثل ينطبق تماما على عرب البترودولار الذين تجمعت بيدهم كميات هائلة من الورق الذي طبعته الخزائن الأمريكية على شكل ( بنكنوت ) من العملة الدولارية التي هي قيمة إفتراضية لشيء غير موجود أصلا .. ويتم التعامل به ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية دولة قائمة .. أما في حالة إذا ضرب إعصار أو سونامي سواحل الولايات المتحدة الأمريكية .. فإن عرب البترودولار سيغرقون وهم قاعدون في ديارهم .
رغم كل ما تدعيه إحصائيات الإمارات العربية المتحدة من أن سكان الإمارات قد بلغ 5 مليون نسمة هذا العام .. إلا أن الحقيقة هي أن هذا العدد يتضمن المقيمين أيضا وليس سكان البلاد الأصليين وحدهم , بينما عدد السكان الحقيقي للبلاد لم يزل يتراوح بين 800 الى 900 ألف مواطن ولنفترض أن عددهم مليون نسمة .
فإذا علمنا أن دبي وهي الإمارة الأفقر بين بقية الإمارات بحكم قرب نفاذ مخزونها الإحتياطي من النفط , تبلغ إستثماراتها في الخارج ما قيمته ترليون دولار .. والترليون هو ( مليون مليون ) يصير في حسابنا أن دبي وحدها يمكن أن تقابل كل مواطن في هذه الدولة بمليون دولار من رأس مال إستثماراتها في الخارج .. وليس من مقدار الربح المتحصل لها من هذه الأموال .
فإذا أضفنا ما تملكه أبو ظبي والعين والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين وراس الخيمة , لأصبح ما يقابل المواطن الأماراتي الواحد عشرات الملايين من الدولارات في خزينة بلده .
مع هذا فإن آخر الأخبار الواردة من الإمارات تقول أنه قد غادر إمارة دبي حوالي 400 ألف موظف وعامل وقد ترك المئات منهم سياراتهم في موقف المطار الى غير رجعة خاصة وأن عليها أقساط طويلة الأجل وبعضهم لم يدفع حتى المقدم المالي لهذه السيارات .
وقد تقدمت دبي بطلب للحصول على قروض من قطر وأبو ظبي والرياض لكن طلبها رفض . الديون التي على دبي بلغت 18 مليار دولار فقط , وعدم قدرتها على التسديد خفض من تصنيفها المالي من الدرجة ( أي ماينس ) الى الدرجة ( سي ماينس ) أي إنها تحتاج الى كفالة طرف ثالث عند تقديمها على طلب لأي قرض جديد .
في حين أن حوالي مليون وافد ينتظرون نهاية العام الدراسي لأبنائهم .. إستعدادا للمغادرة , أما نسبة الحجز على الفنادق فقد تدنت لتصل الى 20% عما كانت عليه , أما أسعار الأسهم فقد تدنت بنسبة 78% . كل هذا عن دبي .
أما إمارة أبو ظبي فقد كانت تملك إستثمارات خارجية قيمتها ترليون دولار . خلال الأشهر الأخيرة من الأزمة المالية العالمية خسرت منها ( نصف ترليون ) دولار أي ما قيمته ( 500 ألف مليون دولار ) فقط .
من بقية عرب البترودولار … لا نعرف شيئا عن الخسارة التي تعرضت لها خزائن الكويت ( سويسرا العرب ) التي يبلغ عدد سكانها 923 ألف نسمة فقط . ولا خزائن السعوديه التي تدعي أن عدد سكانها هو 25 مليون نسمه بينما عددهم الحقيقي هو 12 مليون فقط + 7 مليون امريكي على شكل خبراء ومدربين وعوائلهم .
لن يكون الكلام من عندي , ولكن سأترجم لكم هذا الخبر القصير من مجلة الإيكونومست عن آخر العبقريات التي تفتقت عنها عقول العرب البترودولاريين .
عنوان المقال : (( العربيه السعوديه تشتري المزرعة لتطعم مواطنيها بكلفة أقل ))
بينما تجمع خزائن العربية السعودية ثروة الكبرى , يبدو المواطن العادي هو الأكثر إنشغالا بأسعار الغذاء المتصاعدة , مما دعى حكومة المملكة الى إقرار إتجاه جديد في سياستها الإستثمارية الخارجية بأن تقوم حكومة المملكة بشراء حقول ومزارع في أفقر أرجاء الأرض .
يتسارع التضخم في العربية السعودية بوتائر مضاعفة هي الأعلى منذ ثلاثة عقود . في ديسمبر الماضي حذر أحد رجال الدين المسؤولين من أن التضخم سيؤدي الى أزمات قد تقود الى المشاكل الإجتماعية والجريمة حين سيصبح فقراء السعودية أكثر فقرا مع هذه الأسعار الآخذة بالتصاعد بشكل شامل حيث إرتفاع أسعار الغذاء فيها هو الأعلى .
يحتاج السعوديون الى إستيراد الغذاء بشكل متزايد . فلعدة عقود كانت الحكومة السعودية تدفع من أجل دعم الزراعة التي تنتج قمحا هو الأكثر تكلفة في العالم بسبب الطبيعة الصحراوية للبلد الذي عليه إضافة الى ذلك أن يقوم بإستيراد الرز .
وعليه فقد قررت الحكومة أنها ومع النمو السكاني السريع وتصاعد الحاجة الى المنشآت الصناعية فإنها لن تتمكن من إضاعة مياه التحلية الثمينة لري حقول القمح التي لن تعطي غلتها قبل عام 2016 .
بدلا عن ذلك الحلم الزراعي الصحراوي الذي يبدو باهتا أما البدائل الموجودة في خارج البلد , قررت الحكومة مؤخرا دراسة طرق أخرى لدعم أمنها الغذائي وذلك بتأسيس شركات جديدة تقوم بشراء الحقول والمزارع ومصائد الأسماك خارج البلد .
السعوديون يفكرون بالشراء في تايلند البلد المصدر الأكبر في العالم لمادة الرز , لأن أسعار الرز وبشكل خاص تتصاعد سريعا , لأن العديد من الدول المنتجة والمصدرة للرز أصبحت تصعب التصدير بسبب قلقها حول حاجة سكانها أنفسهم لهذه المادة , مما دعى تايلند بالتحديد الى طرح فكرة تأسيس منظمة للدول المصدرة للرز على غرار منظمة الأوبك للدول المصدرة للنفط .
مستثمرون من كل مكان في الخليج , وبضمنهم قطريون وظبيانيون يجوبون العالم الآن لشراء أراض مهملة في أنحاء العالم , بالأخص في الباكستان والسودان .
أما الليبيون وبقية العرب فإنهم يبحثون عن هذه الأراضي في أوكرانيا . الكويتيون توجهوا الى ماينمار وكمبوديا ولاؤس .
لكن على العرب أن ينتبهوا الى أن نواتج الحقول والمزارع السودانية لها تاريخ طويل مع الفشل , وأن برنامج الأمم المتحدة للغذاء يطعم ما بين 5 الى 6 ملايين سوداني الآن , بعد ان أصبح السودانيون غير قادرين على إنتاج ما يكفيهم .
إذا تملك السعوديون مزارع في الخارج فسيكونون أكثر ثقة في تجهيزاتهم الغذائية , ويحققون أرباحا مالية ضخمة , وستتمكن المملكة أيضا من تجهيز هذه الأراضي بأسمدة رخيصة تنتج بدعم من سعر الغاز السعودي .
لكن المستثمرون السعوديون قد يستاؤون من شراء أراضي مهملة في بلدان فقيرة , بينما يفرض عليهم الحد من إحتكار أنتاج سلعتهم الخاصة : النفط . )) إنتهى الخبر .
لاحظوا أن الخبر يحذر العرب من إستثمار أموالهم في السودان التي يمكن لها لوحدها أن تكون سلة الغذاء العربي بكامل إحتياجاته .
وعلينا أن نسأل هل تعرف حكوماتنا العربية شيئا عن ما يسمى ( تنمية بشرية ) ؟
عندما يسحب نفط الأرض ويباع ( بلاش ) الى ماما أمريكا , وما يتبقى من أموال هذا النفط نأخذها ونشتري بها أراضي حول العالم , نستصلحها بدل إستصلاح أراضينا . ونشغل أيدي أبنائها بدل تشغيل أبنائنا .. ومن غير المتوقع لهذه المشاريع النجاح .. لكن المتوقع أن الآخرين حالما سيستحوذون على أموالنا .. فسيقولون لنا : مع السلامة .
وعلى فرض أن هذا المشروع قد نجح جزافا … هل هناك تصور ماذا سيعمل العربي بعد ثلاثة او أربعة عقود من الزمن وهو لا يفرق كثيرا عن أي ( تنبل ) ؟ ماذا سيعمل والزراعة هي أول أبواب التنمية البشرية ؟
وبعون الله وحفظه .. لنفترض أن العالم بعد خمسين أو سبعين سنة سيبدأ بإستعمال الطاقة الشمسية كمصدر ( نظيف ومتوفر ) للطاقة , ويقل أو ينعدم الطلب على النفط .. عندها كيف سيكون الحال ؟
الأرض العربية هي أرض الآباء والأجداد .. وليست بيتا للإيجار نسكنه اليوم ونغادره غدا , فإتقوا الله فينا يا حكامنا وفكروا قليلا فيما هو أبعد من أطراف أنوفكم , أنفقوا أموالكم على التنمية البشرية وتعلم الإكتفاء الذاتي , كل حاكم عربي متربع عرشا على شعب تعداده ( أنفار ) بمقاييس الشعوب , ومع هذا فسياسته ( الحكيمة ) توجه بشراء أراضي في دول أخرى من أجل إطعام هؤلاء الأنفار ؟
عجبي على حكومة الصين وتعداد سكانها مليار و300 مليون كيف لا تذهب لشراء المريخ من أجل إطعام هذا العدد الهائل , وتحية إكبار الى الهند صاحبة المليار نسمة , وبنغلاديش صاحبة نصف مليار نسمة وباكستان التي تعداد سكانها يزيد على سكان كل الوطن العربي .. كيف تطعم هذه الحكومات شعوبها !!!؟؟
ولكن صدق المثل الذي قال … اللي عندو قرش محيرو .. يشتري حمام ويطيرو .ميسون البياتي – مفكر حر؟