عربيتنا وعاميتنا في الميزان الأرامي

في المراحل الإبتدائية كنا نتسال ونسأل المدرسيين عن اللغة العامية ومن أين جائت هذه اللغة ولما لا نتحدث الفصحى كما هي المناهج الدراسية ولماذا كل هذا الإختلاف بين الفصحى و اللغة المحكية فيكون الجواب نتيجة الاحتلال التركي ” على أيامي كانت المناهج السورية تسميه الفتح ” الذي دام 400 سنة دخلت مفردات تركيه الى لغتنا الفصحى وشوهت لغتنا واصبحنا نتحدث العامية لكن هل هذه هي الحقيقة؟ وهل هذه المفردات واساليب نطقها غريبة عن مجتمعنا وجائت مع الغازي ؟
في الحقيقة هذه القناعات التي تم ترسيخها في عقليتنا كانت نتيجة للمد القومي العربي والذي حاول جاهداً أن يطمس كل الحضارات القديمة في المنطقة ويختصرها بالعروبة فأﻃﻠﻘﻮﺍ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ كافة الشعوب القديمة التي سكنت المنطقة ﻭﺟﻌﻠﻮا لغتهم ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ هي ﺃﻡ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ وام الأبجديات ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ الأراميين و ﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ حتى الهكسوس في اوقات ما صنفوهم ضمن العرب .
حتى انه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ؟ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ الأبجدية العربية .. ؟ فكانت اجابة بعضهم : ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ طبعاً لقدسيتها عند المسلمين.
فنجد ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ يقول : ﻻﺃﻋﻠﻢ ﻷﻥ ﻏﺮﻭﺭﻩ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ . ﻓﺎﺧﺘﺮﻉ ﻗﺼﺔ طريفة ﻟﻮﻻﺩﺓ ﺃﺑﺠﺪ ﻫﻮّﺯ ﻓﻘﺎﻝ : ‏( ﺇﻥ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﻫﻢ ﺃﻧﺎﺱ ﻫﻠﻜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺟﺎﺩ ‏( ﺃﺑﺠﺪ ‏) ﻭﺣﺎﻃﻲ ‏( ﺣﻄّﻲ ‏) ﻭﻫﻮﺍﺯ ‏( ﻫﻮّﺯ ‏) ﻭﻛﻠﻤﺎﻥ ‏( ﻛﻠﻤﻦ ‏) ….. ﺍﻟﺦ ﻭﻫﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ , ﻭﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﻥ ﺧﻠّﻒ ﺃﺭﺑﻊ ﺑﻨﺎﺕ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺷﺎﻋﺮﺓ , ﺭﺛﺖ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﺑﻘﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﺔ.
وبالعودة للغات والكتابة وتطورها من خلال نظرة سريعة لمنطقتنا نجد أن اللغات القديمة عند المصريين و السومريين والاشوريين والأكاديين والحثيين ﻭﺍﻻّﻣﻮﺭيين ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ هي لغات متطورة لكن كتابتهم بقية معقدة لم ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ، حيث كانت لغتهم ﺗﻀﻢ ﺍّﻻﻑ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ لا يفهمها إلا ﻓﺌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﺔ ﻭﺳﺪﻧﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﻭﻛﻬﻨﺘﻬﺎ.
وفجأة ومن بين الرموز والنقوش جائت الابجدية ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ – ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ كأقدم ابجدية خلصت العالم من الاف الرموز والنقوش وانتقل العالم من الكتابة الرمزية الى الكتابه الابجدية كانت فكرة الأبجدية بسيطة تعتمد على 22 كلمة معينة تشمل كافة الحروف المنطوقة أخذوا الحرف الأول من كل كلمة ورسمو هذا الحرف بما يشبه معناه كما في الصورة.
-ﺃﻟﻒ ﺃﻭ ﺃﻭﻟﻒ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭ ( أ)
-ﺑﻴﺖ ﺃﻭ ﺑﻴْﺖ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ب)
-ﮔﻤﻞ ﺃﻭ ﺟْﻜُﻤﻞ ﺃﻭ ﺟﻐﻤﻞ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻞ (ﺝ )
-ﺩﺍﻟﻴﺚ ﺃﻭ ﺩْﻵﺕ ﺃﻭ ﺩﻟﺖ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﻗﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ (د)
-ﻫﻲ ﺃﻭ ﻫﻴﻪ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ (ﻫـ)
– ﻭﺍﻭ ﺃﻭ ﻭﻭ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺪﺏ (ﻭ)
-ﺯﻳﻦ ﺃﻭ ﺯﻳّﻴﻦ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ (ﺯ)
-ﺣﻴﻂ ﺃﻱ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎج (ﺡ)
-ﻃﻴﺖ ﺃﻭ ﻃﺎﺀ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ (ﻁ)
– ﻳﻮﺩ ﺃﻱ ﺍﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ (ﻱ)
– ﻛﺎﻑ ﺃﻭ ﻛﻮﻑ ﺃﻱ ﻛﻒ ﺍﻟﻴﺪ (ﻙ)
-ﻻﻣﺪ ﺃﻭ ﻟَﻤَﺪْ ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻤّﺎﺩ ﻣﺴّﺎﺱ ﺍﻟﺒﻘﺮ (ﻝ)
– ﻣﻴﻢ ﻭﺗﻠﻔﻆ ﻣِﻴَﻢْ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻢ ﺃﻱ ﺍﻟﺒﺤﺮ (ﻡ)
-ﻧﻮﻥ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﻮﺕ ( ﻥ)
– ﺳﺎﻣﻚ ﺃﻭ ﺳﻤﻜْﺦْ ﻭﻟﻔﻈﻬﺎ ﺻﻌﺐ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﻤﻚ
(ﺱ)
– ﻋﻴﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ (ﻉ)
– ﭘﻲ / ﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﺻﺢ ﭘْﻔِﻲ ﺃﻭ ﺑﻔﺎﻩ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺎﻩ ﺃﻱ ﺍﻟﻔﻢ (ﻑ)
– ﺻﺎﺩﻩ ﻭﺍﻷﺻﺢ ﺗْﺼﺎﺩِﻩْ ﺃﻱ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ (ﺹ)
– ﻗﻮﻑ ﺃﻭ ﻗﺎﻑ ﻭﺗﻌﻨﻲ ﻗﺼﺒﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ (ﻕ)
– ﺭﻳﺶ ﻭﺗﻠﻔﻆ ﺭﺃﺱ ﺃﻭ ﺭﻭﺵ ﺃﻱ ﺍﻟﺮﺃﺱ (ﺭ)
-ﺷﻴﻦ ﺃﻱ ﻗﻮﺱ ﺍﻟﻨﺸﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ (ﺵ)
– ﺗﺎﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻊ ﻭﻫﻲ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﺘﺎﺀ
أما من ناحية تسمية الفينيقيين فهم ذاتهم الكنعانيين حيث ‏ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎّ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺤّﺎﺭﺓ ﺭﻭّﺍﺩ ﺗﺎﺟﺮﻭﺍ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﺑﺎﻷﺭﺟﻮﺍﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ فينيقس ويعتقد ان الأرامية هي تطور للغة الكنعانية للتطابق الكبير بينهما ويعتقد البعض أن الكنعانيين هم من الأراميين ممن سكنو الساحل.
ﺻﺎﻏﺖ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﻴﻦ باشتقاق ابجدية دينامييكية منمقة من الأبجدية الكنعانية الفينيقية أبجدية لها ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ،كما ﺻﺎﻍ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﻮﻥ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺔ كانت هذه اللغة شديدة المرونة تتطور بتطور الزمن .
كما ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ , ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻛﻠﻪ .
كانت اللهجات الأرامية تنقسم الى شرقية وغربية بعد،انتشار المسيحية تطورت اللغة الارامية الى اللغة السريانية لانجد،الفرق الكبير بينهما الا في التسمية فيعتقد أن التسمية كانت تميزيية لا أكثر بين الوثنيين والمسيحيين .‏
لقد ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺄﻣﻬﺎ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ حتى الحكم الاسلامي.
أما بالنسبة للغة العربية هي الأخيرة تعد، إحدى التطورات المنطقية للغة الأرامية فحسب إعتقادي العربية التي نتحدث بها هي احدى اللهجات الأرامية ، فقد نشأت اللغة العربية في وسط، أرامي في المنطقة الجنوب غربية من الفرات وكما اسلفنا في بحث سابق فالعروبة حالة مكانية ل عروبي اي غربي الفرات و ﻻﺷﻚ فيه ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﺧﺬﻭ ﺧﻄﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺮﺍﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻨﺒﻄﻲ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻲ , كمان ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻹﺳﻄﺮﻧﺠﻴﻠﻲ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻘﺮآن ﺩﻭﻥ ﺗﻨﻘﻴﻂ ﻃﺒﻌﺎّ ﻭﺳﻤﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﺍﻹﺳﻄﺮﻧﺠﻴﻠﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ .
اذاً الأبجدية الارﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺑﺠﺪﺗﻴﻨﺎ العربية ﺣﺘﻰ ﺍلأن ﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪﺍّ ﻭﻫﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ 22 ﺣﺮﻓﺎّ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﺴﻬﻞ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﻫﻲ ‏( ﺃﺑﺠﺪ ﻫﻮّﺯ ﺣﻄّﻲ ﻛﻠﻤﻦ , ﺳﻌﻔﺺ , ﻗﺮﺷﺖ ‏) كما كانت هذه الأحرف تقترن ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ حسب حساب الجمل المعروف .
وبالنسبة للتنقيط أو التعجيم ﻟﻤﻬﻢ من الثابت ﺃﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺪﺅﻟﻲ ﻣﻨﺸﺊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ , ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭﻝ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﻤﻪ – ﻛﺘﺒﻪ – ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻧﺴﺞ ﻓﻲ ﺗﺒﻮﻳﺒﻪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﺒﺪﻋﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎﻭﺗﻨﻘﻴﻄﻬﺎ ﺍﻗﺘﺒﺎﺳﺎّ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ الجملة ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺮﻫﺎﻭﻱ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺻﺎﻏﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ , ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﺒﻞ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ.
اذاً كان نصر العربية وانتشاراها بانتصار الدين الإسلامي لأنها لغة القرآن وكان ذلك بعد الحكم العربي لسورية والعراق حيث تم تعريب الدواوين على يد عبد الملك بن مروان الذي حول المعاملات الرسمية للدولة العربية الاسلامية من السريانية الى العربية لكن هذا التعريب القسري ادى لخق لهجة جديدة مانزال نعيشها حتى يومنا و هي اللهجة العامية والتي هي عبارة عن خليط بين العربية والسريانية وأصبحت هي لغة التعاملات اليومية في حياتنا وبقيت اللغة العربية الفصحة او القرآنية هي لغة المعاملات الرسمية والتعليمية والفكرية لانها لغة الدين والدولة. ومن الشواهد والاثار للارامية في لغتنا العامية يمكن ملاحظة مايلي :
1-ﺗﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮّﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺜﻞ : مْليح , ﻗْﺼﻴﺮ , ﻃْﻮﻳﻞ , ﻛْﺒﻴﺮ .. ﺍﻟﺦ
2 – ﻗﻠﺐ ﻣﻴﻢ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ : ﺃﺑﻮﻛﻦ , ﺃﻣﻜﻦ , ﺑﻴﺘﻬﻦ , ﻛﺮﻣﻬﻦ … ﺍﻟﺦ
3 – ﺇﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻣﺜﻞ : قاْ , نامْ , باعْ . راحْ …
4 – ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻭﺍﻭ ﻭﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍّﺧﺮ ﺍﻹﺳﻢ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻗﺮﻯ ﺣﻠﺒﻮﻥ , ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ – ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻮﻥ , ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .. ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ : ﺯﻳﺪﻭﻥ ﺗﺼﻐﻴﺮ ﺯﻳﺪ , ﻭﺧﻠﺪﻭﻥ ﺗﺼﻐﻴﺮ ﺧﺎﻟﺪ ، صغيرون تصغير صغير ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
5 – ﺍّﻻﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭ ﺑﺘﺤﻮﻳﺮ ﺑﺴﻴﻂ ﻣﺜﻞ : ﺑﻴﺚ = ﺑﻴﺖ , ﻗﺮﻳﺜﻮ = ﻗﺮﻳﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻔﺮ = ﻗﺮﻳﺔ , ﻣﺪﻳﻨﺘﻮ = ﻣﺪﻳﻨﺔ , ﺳﻜّﺮ = ﺃﻏﻠﻖ , ﺷﻮﺏ ﺃﻱ ﺣﺮ , ﻏﺸﻴﻢ , ﻏﻮﺷﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ .. ﻭﻓﻼﻥ ﻏﺸﻴﻢ ﺗﻌﻨﻲ ﺟﺴﻢ ﺑﻼ ﻋﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺣﺠﺮ ﻏﺸﻴﻢ ..
6 – ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻟﻒ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻹﺳﻢ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻣﺜﻞ : ﺻﻴﺪﻧﺎﻳﺎ ﻭﺗﻌﻨﻲ ‏( ﺍﻟﺼﻴّﺎﺩﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ‏) ﻭﺩﺍﺭﻳّﺎ ﻭﺗﻌﻨﻲ ‏( ﺍﻟﻤﺬﺭّﻭﻥ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺼﻠﻮﻥ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺒﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺩﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻻّﻟﺔ ‏)
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻮﻥ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺃﻳﻀﺎّ ﻣﺜﻞ : ﺟﺒّﻌﺬﻳﻦ ﻭﺗﻌﻨﻲ ‏( ﺍﻟﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ‏) ﻭﺑﻘّﻴﻦ ﻭﺗﻌﻨﻲ ‏( ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻘﺼﺐ ‏) ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻗﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺩﻣﺸﻖ.
ﻭفي الختام مجموعة من الأسئلة :
– لما لا يعترف هوؤلاء المتعصبون بأن اللغة العربية والأبجدية العربية هي ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻻّﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ؟
– لماذا لا يعترفون أن العامية هي خليط بين العربية والارامية اللغة الاصلية للسكان وليست وليدة احتلال دام 400 سنة شوه فصحانا المزعومة؟

منقول

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.