اسمع صوت ابي يقول لأمي في رفضه لمن تقدموا لبناته قبل الكلية او اثناءها (ماكو زواج قبل الكلية، يخلصون جامعة أول، ماتحميها غير شهادتها).
قضيت اليوم اقرأ عن رائدات النهضة النسوية العراقية في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي ، مئات الأسامي، مسيحيات ومسلمات، عربيات وكرديات، في كل نواحي الحياة من الطب الى الحقوق الفن الادب الصحافة التعليم والآثار، مؤسِسات للهلال الاحمر العراقي، رئيسات صحف محلية.
رباب الكاظمي، رفيعة الخطيب ، نظلة الحكيم، مائدة الحيدري ، زكية قصيرة، نزهت غنام، كن من الاوائل في ثلاثينات القرن العشرين ممن تم ارسالهن في بعثات خارج العراق.
وعشرات غيرهن ممن ذهبن للدراسة على نفقتهن الخاصة في الجامعة الامريكية ببيروت، والى امريكا وانكلترا مطلع القرن الماضي، بنات غير متزوجات اطلقتهن عوائلهن للدراسة بالخارج ولسان حال آبائهن يَقُول( اكتشفي العالم ، تحميكِ ثقتك) .
اما الوزارات فكانت نزيهة الدليمي اول وزيرة بتاريخ العراق والوطن العربي والشرق الاوسط 1959، ثم د. سعاد خليل ابراهيم وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة 1968.
ونزيهة الدليمي لم تكن فقط اول وزيرة بتاريخ المنطقة ولكنها ساهمت في تشريع قانون الاحوال المدنية العراقي ، الذي بقيَ يُعَد ارقى قانون مدني بالمنطقة.
ذاك نتاج مجتمع عراقي كان وريثا حقيقيا لحضارة علمانية عمرها 8000 سنة.
قانون الاحوال المدنية ، شرعته حكومة عبد الكريم قاسم في الخمسينات ولم تمسه بأي تغير كل الانقلابات التي تعاقبت بعده بل اضافوا له مايعزز محتواه الحامي لتنوع المجتمع العراقي والمحافظ على هوية البلد العلمانيه ، لم يكن قانونا دينيا ولا قوميا ولا مذهبياً ، بل مدنياً للجميع وفوق الجميع ، عقد الزواج العراقي واحد ، وإن كان يأتي سيد أو قاضي لعقد القران في البيت او مراسيم تتم في كنيسة فذلك لم يكن اكثر من فلكلور وتراث جميل ، لعقد زواج أبد أن تم بالمحكمة، مدني واحد للكل.
ثم أمُر على سطور انعام كجه جي في روايتها الاخيرة وهي تصف مظاهرات العراقيين ضد معاهدة بورتسموث ، وطالبات الثانوية الشرقية منطلقات بالمظاهرة تتقدمهم مديرتهم حاملة علم العراق يلتحقون بهم الشباب من طلاب الاعدادية المركزية والغربية في باب المعظم ، يحملون على اكتافهم صحفية مشهورة تهتف ضد المعاهدة في طرف المظاهرة ويرد عليها الجواهري المحمول هو الآخر على الاكتاف في الطرف الاخر ، رسم بالكلمات للوحة اسطورية لشعب صعب لم ينم يوماً على عار..؟
واتساءل مَن سَلَط علينا اسوأ مافينا ؟
اليوم برلمان الاخوان المسلمين بشقيهم الدعوجي والاخواني يصدر قانون يبيح زواج طفلة الـ9 سنوات . وتدافع عنه عضوه من اعضاء برلمان الفضيحة، تقول:
( تستطيع البنت الـ9 سنوات ان تتحمل كافة اعباء الحياة الزوجية علينا كنواب ان لانحرم بناتنا من هذا الحق).
ماهي الحقوق ياهذه وما هي الحرية ؟
اخلعي عباءتك اولاً ثم تكلمي عن الحرية ومسؤولية الحرية ، انت السائرة مع القطيع ، المسكونة بالاعتقاد بانك مجرد عورة هاجسك بالحياة ان تتستري على عورتك بغطاء .
عزيزتي الدلاّلة، لاشيء يشبه مافعلتموه بالعراق سوى الغزو المغولي ، إن كان الدفاع عن صدام حسين صعباً جدا، فالدفاع عنكم مستحيل .
تعليق الشيخ السندي
هل هذه الدلالة المعتوهة عضوة أم قضيب بالبرلمان …؟
لتزوج بناتها بهذه إن كانت صادقة مع بقية الشراميط الذين في البرلمان الذين إبتلى العراق بعفن عقلهم ، سلام ؟