مضى عليهم الاف السنين وهم يعيشون في تلك البقعة الجنوبية لبلاد ما بين النهرين ، عند البصرة وذي قار و ميسان وحتى بغداد .عراقيون منسّيون من ذوي البشرة السوداء ، أو ما يطلق عليهم في بلاد العرب ( العبيد ) ، هؤلاء البشر من جيء بهم عنوة كرقيق واسرى حرب او غنائم لاستعبادهم ، واخرون جاؤا بقصد الابحار والتجارة ونصرة الدين .
جميعهم من اصل واحد وهو.. ارض افريقيا ..ومنها الى ارض جنوب بلاد النهرين ..التي فتحت اذرعها لهم فاحتضنتهم وآوتهم .. فكانوا اوفياءً ومخلصين لها .. لم يبرحوها رغم تسلط وقساوة اسيادهم من سلاطين وملوك وامراء ورؤساء والمتاجرين بهم ..
ولكن التاريخ الاليم يذكرنا بماضيهم .. والحاضر المر يشهد واقعهم .. والمستقبل المجهول ينتظرهم ..
الجذور
تتحدث بعض الاساطير التي جاء بها التاريخ ، بان الملك الكوشي النمرود عبر بجيشه من وراء مياه اثيوبيا في شرق افريقيا الى بلاد مابين النهرين ليؤسس اقدم الحضارات في العالم ، وتروي الاساطير العبرية في سفر التكوين ، بان النمرود كان من الصيّادين الجبابرة ، لايقوى عليه احد ، وبنفس الوقت كان مشهورا في بناء المدن الكبيرة ، وساد حكمه على اقاليم بلاد الرافدين وشمالها لتصل الى اصقاع الدنيا وبلاد فارس .
ويتفق الكثير من المؤرخين بان النمرود كان اسود البشرة ، وان جيشه كان من الافارقة ، وهذه النظرية استندت الى الموجودات والالواح الاثارية والتي عثر من بينها على دلائل بوجود جنس بشري من اصل افريقي استوطن تلك المناطق من بلاد الرافدين ، ولاعتقاد البعض من الاثاريين على ضوء ماعثر لمنحوتات تعود لفترة حكم النمرود (2200 ــ 2154 ق.م ) وكانت تجسد الملك او احد اولاده واحفاده ، وهي مصنوعة من الصلصال الاسود ، وللمتابع يمكن ان يلاحظ ذلك من خلال المعروض في المتاحف العالمية بل وحتى الوطنية، بتجسيد الشخصية الاسطورية النمرود بشعررأس ولحية يشكل لولبي صوفي ، وكذلك ملامح الوجه الافريقي.
قد تتملكنا الدهشة حين نعلم ان اصحاب البشرة السوداء في العراق عبارة عن هجين لثلاث مجموعات بشرية من شعوب القارة الافريقية والتي استوطنت بلاد الرافدين، وان بعض السومريين والعيلاميين هم من اصحاب البشرة سوداء .
وتدل عدد من التحف الاثارية بنقوش ورسومات تظهر شخصيات سومرية وعيلامية بملامح افريقية ، بالرغم من اعتقاد الكثير من المؤرخين بان السومريين هم اقوام سامية ، ومع ذلك يطلق عليهم ( شعب الرأس الاسود ) ، وهي المجموعة الاولى.
اما المجموعة الثانية ، وهم من العساكر العيلاميين الاشداء الذين خاضوا حربا مع الاشوريين( 693 ق.م ) بقيادة الملك سنحاريب ، وقتل الملك العيلامي في هذه الحرب ( كودرو ناهنوت ) ، واسر اعداد كبيرة من العيلاميين وجلبهم الى مملكة اشور كعبيد وخدم في قصور المملكة واقاليمها ، وكان غالبيتهم من اصول افريقية .
كان الاشوريون ، والنوبيون ( حوض النيل ـ مناطق جنوب مصر والسودان ـ) القوتين العظيمتين على سطح الارض ، وكانت الحرب الطويلة والشرسة التي حدثت بينهما وامتدت مابين عام 700 ـــ 600 ق.م لمحاولة السيطرة على مناطق البحر الابيض المتوسط واخضاعها لسيطرة كل منهما . وعندما اجتاح الاشوريون بلاد الشام في ذلك الوقت ، كان النوبيون قد تحالفوا مع يهود اورشليم الذين كانوا لايمتلكون القوة لمجابهة الجيش الاشوري ، لذا ارسل النوبيون بجيشا لحماية اليهود ، واذا بالاشوريين يغزون مصر ودفعوا بجيوش النوبيين المتقهقرة الى المناطق الجنوبية من مصر ، وجلبوا معهم الاسرى الى مملكة اشور وغنائم الحرب .
وبمرور الازمان ، فان اصحاب البشرة السوداء العبيد، فرّوا تباعا من قبضة اسيادهم في الممالك والاقاليم في الشمال والوسط بسبب الظلم والاضطهاد والعبودية ، ومنهم من هرب الى اماكن نائية بعيدة عن حدود الممالك ، وبعضهم كان يبحث عن اناس من جلدته، وبالنتيجة كانت ارض البصرة والخليج هي الوطن الجديد لكل هؤلاء .
والمجموعة الثالثة ،من الذين تم القبض عليهم وجلبهم من شرق وغرب افريقيا وبيعهم كعبيد في العراق والمناطق العربية لفترة العصر الاسلامي.
على مدى قرون ( 600 ــ1500 م ) كان العرب غير قادرين وليسوا راغبين اصلا على غزو بلاد النوبة ,, مملكة كوش ,, ( السودان حاليا ــ واطلق العرب عليها هذه التسمية لبشرة شعبها السوداء ,, تصغيرا واحتقارا ,, ) ومع ذلك ، كانت قوافل التجارة والرعي تتقاطر مصحوبة بالمواشي والابل من بلاد العرب الى داخل اراضي النوبة ، وكان بنوا كعب ، وهم من القبائل العربية القديمة والكبيرة ، أصلها من نجد وتنتسب إلى كعب بن ربيعة من العدنانية وانتشرت في العراق وإيران وقطر وعمان ومناطق كثيرة في الخليج وأفريقيا ، وإن بنى كعب في غالبيتهم رجال حرب فرحلوا واستقروا في المناطق التي اجتاحها المسلمون ، وكان رجالهم يرافقون القوافل التجارية لحمايتها وبنفس الوقت الحصول على غنائم في حال نشوب قتال في المناطق التي تمر بها القافلة .
ومن خلال التواجد الكثيف للعرب في اجزاء من بلاد النوبة ، اخذوا بشن غارات على بعض القبائل الضعيفة في القتال ليسهل الحصول على اكبر عدد من الرجال والنساء من الشباب والشابات لاختطافهم وترحليهم الى ارض الجزيرة العربية لبيعهم كعبيد ، وبذلك ازدهرت تجارة الرقيق لتشمل اراض واسعة من ساحل شرق وكذلك وسط/ غرب افريقيا . ونالت ارض الرافدين اعداد كبيرة منهم للعمل كعبيد وبدون اجر بالزراعة وتربية المواشي على امتداد نهري دجلة والفرات تحت راية دولتي الخلافة الاسلامية الاموية والعباسية .
هناك مجاميع اخرى من اصحاب البشرة السوداء يختلفون بملامحهم عن اهل بلاد النوبة الذين استقروا في جنوب بلاد النهرين والجزيرة العربية ، وهم ضحايا العبودية والاتجار والعمل القسري ، وهؤلاء القوم جيء بأغلبهم قسرا من شرق تنزانيا ، وبالتحديد من منطقة
(زنجنيا Zanjnia )
والعرب يسمونها ( زنجبار) وعلى ضوء ذلك لقب ذوو البشرة السوداء بالزنج او الزنوج . كان استقرار هؤلاء القادمين من ارض افريقيا في جنوب العراق وبالاخص مدينة البصرة وضواحيها. عمل معظمهم في الزراعة وتربية الحيوانات ، والغوص في البحار لصيد اللؤلؤ والمرجان، واخرون القيام بالاعمال الصعبة والشاقة .
وهناك قسم اخر من مغاربي قرطبة وغرناطة ، والذي أبحر العديد منهم في سفن افريقية قديمة يطلق عليها ( الدهوـ وهو مركب شراعي بطراز عربي ) الى العراق في فترة الخلافة الاسلامية ، كبحارة وتجار ومهاجرين او حجاج واستقروا في المناطق الجنوبية من العراق ودول الخليج وايران ، وقرروا البقاء في تلك الدول من باب المساواة واقامة العدل في دولة الخلافة بين صفوف المسلمين يغض النظر عن لونهم وعرقهم ونسبهم ، ولكن الشاعرالعربي صفي الدين الحلي كان له رأي اخرحين قال .. (ما كل ما يتمناه المرء يدركه،،،، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) .
ثورة الزنج (869−-;-883 م)
كانت ارض وادي الرافدين قد شهدت كما البلاد الأخرى في العالم القديم، تجارة الرقّ على نطاق واسع. فبغداد كانت عاصمة الخلافة العباسيّة على مدى خمسة قرون. وكانت تجارة الرقيق آنذاك، في إحدى أبرز فترات ازدهارها. وكان العبيد والإماء من مختلف الأعراق، يُساقون إلى ارضها ليتمّ بيعهم في أسواق النخاسة. وتشكّل ثورة صاحب الزنج (869−-;-883 م) مثالاً تاريخيّاً لانتشار ظاهرة الرقّ آنذاك وشدّة العنصريّة والظلم بحقهم. فهي انطلقت من البصرة لتضمّ مئات الألاف من العبيد وتكتسح بلاداً شاسعة. وقد امتدّت لتبلغ مكّة حيث سرق العبيد الحجر الأسود من الكعبة، كرمز لقيم أسيادهم التي أباحت تجارة الرقيق. لكن، تمّ القضاء عليهم أخيراً، فقُتِل الآلاف وشرّد العديد منهم ورجعوا عبيداً مجدداً كما كانوا.
فسر بعض الكتّاب لثورة الزنج ، بانها حدثت بالتحريض السياسي وفي واقعها كانت ثورة وانتفاضة على الظلم ، وثورة الزنج اول انتفاضة للزنج في العالم . والمدونات التاريخية العربية اساءت لهم كثيرا عندما اسمتهم ، الزنج ، العبيد ، الحبش ، الحبوش ،الاحباش ،النبط ، والمماليك .
الذين عالجوا موضوع ثورة الزنج في التاريخ العربي كثيرون منهم جرجي زيدان، بطرس البستاني ، فيليب حتي ، فيصل السامر ،عبد العزيز الدوري ..وغيرهم .
كثيرون من المستشرقين كتبوا عن ثورة الزنج بتجرد موضوعي ومنهم على الاخص (نولدكه). اما المؤرخون القدامى المعاصرون للحدث الذين سجلوا وقائع ثورة الزنج فهم الطبري والمسعودي والجاحظ والذي قيل عنه انه كان من اصحاب البشرة السوداء ، وله كتاب الذي يشيد فيه بمنجزات الرجل الاسود ( فضل السودان على البيضان).
في القرن الثالث الهجري كانت الدولة العباسية في اعلى قوتها وكانت تجارة العبيد في اوج عزها، كانت عصابات ممتهنه تغير على اوطان السود في البلدان الافريقية وخاصة السودان (بلاد النوبة )، ويأسرون الرجال والنساء ليبيعونهم في اسواق النخاسة.
وكانت تجارتهم تدر ذهبا ، فانتشر الزنج في الحقول كعمال بلا اجر وكانوا يشدونهم بالسلاسل ، ويسوقونهم مشيا على الاقدام ، حفاة عراة ، يضربونهم بالسياط في قوافل الى البصرة جنوب الرافدين وغيرها من الاقطار والامصار. وكانت هذه التجارة تشكل حجما كبيرا لمداخيل العصابات القائمة في ذاك الزمان.
قامت ثورة الزنج زمن العباسيين على ارض السواد وهي من لواحق البصرة بين غابات النخيل في (جيكور)، قرية الشاعر بدر شاكر السياب وحيث تمتد غابات النخيل حتى (ابي الخصيب) ثم (الفاو) .
كانت (جيكور) تسمى في التاريخ (المختارة) العاصمة التي قامت بها ثورة الزنج بقيادة (علي بن محمد ) ,,صاحب الزنج ,, حتى المؤرخين المعاصرين للانتفاضة كانوا يسمون قائدهم بصاحب الزنج وليس رئيس الزنج، الكلمة كانت دائرة غير مناسبة لان الزنجي لا يمكن ان يكون رئيسا بل مملوكا او عبدا في التاريخ .
بيد ان بعض المؤرخين يذكرون بان ,, علي بن محمد ,, لم يكن زنجيا ، وانه كان شاعراً وعالماً، يمارس تعليم الخط والنحو والفلك ثم سجن لانه كان قريبا من الخليفة المنتصر بالله الذي سممه الجندرمة الأتراك ، ثم حدث تمرد من فرقة (الجند الشاكرية) في بغداد، شارك فيه العامة، فاقتحموا السجون فأطلقوا سراحه ، كما ان المؤرخين من السُنة ، يقولون بانه فارسي الاصل من خراسان ، والطرف الاخر من الشيعة ، يدعون بانه علوي ونسبه يعود الى علي بن ابي طالب ، ولانعرف من نصدق ..؟
ومن رؤسائهم ايضا سليمان بن جامع مولى بني حنظلة ، وآخرون قاموا ضد الدولة العباسية في عهد الخليفة المعتمد واخيه الموفق بسبب الظلم الذي كان قائما نحوهم. قاموا بانتفاضات ومعارك طحنت جنوب السواد لعشرين عاما دوخت الدولة العباسية ، كما فجرت انتفاضات بمناطق اخرى متخذة منطلقات فكرية وسياسية مختلفة وخاصة ثورات الهاشميين، فقد ثارت الكوفة وطبرستان وامتدت الى جرجان ثم ثارت الري وثارت قزوين.
وكان الزنج يتولون اشق الاعمال في البصرة الملئى بالرقيق ، يعملون في الاراضي السباخ ( اراضي غير خصبة للزراعة ) ويجمعون الملح ويقومون بالعمل الشاق في ظروف قاسية غير انسانية، تحت اشراف وكلاء غلاظ قساة، لحساب ملاك الأرض من أشراف العرب ودهاقنة الفرس وكان بعضهم من فقراء العرب الذين يسمونهم (الفراتين).
ثورة قام بها الزنج من اجل ازالة التفرقة العرقية واللونية التي كانت سائدة آنذاك ولا يمكن اعتبارها سياسية وان كان قد اشترك فيها الموالي الفرس ، وانصار آل البيت ، وكان العباسيون في أوج تدهورهم بتحكم العسكر المغول ، فاصبح قائد الجيش هو الخليفة وعندما حاول الخليفة المعتمد الهروب من سامراء الى مصر، ألقوا القبض عليه وأعادوه الى قصر الخلافة سجينا ، حتى قيل فيه شعراً .
خليفة في قفص ،،،، بين وصيف وبغا
يقول ما قالا له ،،،، كما تقول الببــغا
يدّعي سيد أمير علي ، في كتابه مختصر تاريخ العرب ، ,,أن صاحب الزنج أباح لأتباعه أرذل أنواع الخلاعة والفجور فاسمي صاحب الزنج بالخبيث,, ( النفاق والكذب على التاريخ) ، ويقول متبجحا أن صاحب الزنج انضم تحت لوائه العبيد من مختلف أنحاء البلاد فقوي بهم ساعده وأعلن نفسه سيدا على كلدة والأحواز.
وذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ، ان صاحب الزنج قتل 300 ألف ، والبعض الاخر يضع 500 الف شخص في يوم واحد بالبصرة !!!، وهذا امر غير معقول ، ففي عصره لم تكن هناك اسلحة دمار شامل حتى يتم ابادة هكذا عدد من البشر في يوم واحد ..!!!، ويضيف قائلا انه دخل البصرة وأحرقها وقتل أهلها كما روى الطبري. فأتاه مواليهم وبذلوا له على كل عبد خمسة دنانير ليسلم إليه عبده فبطح أصحابهم وأمر كل من عنده من العبيد، فضربوا مواليهم أو وكلائهم وكل سيد من الاسياد ، خمسمائة سوط ثم أطلقهم.
ومع ذلك لا يخلو التاريخ من إنصاف، حيث صُنفت في شأن اصحاب البشرة السوداء ودورهم الحضاري بعدة كتب منها (تنوير الغبش في فضل السُّودان والحبش) لابن الجوزي ، و (الطراز المنقوش في محاسن الحُبوش) لمحمد عبد الباقي البُخاري وغيرها.
قيل ان الجاحظ البصري كان اسودا وهو ما رواه ابن اخته (كان جد الجاحظ أسود) كما ورد في (تاريخ بغداد)، وتجده معترفاً عندما صَنف رسالته (فضل السودان على البيضان). ويغلب على الظن أن فيلسوف المعتزلة أبا الهذيل العلاف البصري كان من ذلك الأصل، لِما جاء (لولا هذا الزنجي لخطبنا بالإلحاد على المنابر وكان شديد السُّمرة) كما ورد في (فضل الاعتزال).
وظهر منهم المغنون من أهل البَصرْة بالذات لا خارجها. عمرو بن بحر الجاحظ، الذي أخذوا يشتمونه من على منابر صلاة الجمعة على أنه عميل الدولة البيزنطية، وبأنه أحد مروجي الفلسفة اليونانية ضد الإسلام!.
التاريخ ملئ بل ملطخ بالعار والشنار، مشحون باخبار الرق ، فمن العبيد السود من كان يخصونه ليكون حارسا في اجنحة الحريم ، خاصة قصور الخلفاء ، ويروى انه كان في قصور الرشيد 400 جارية منهن من كن راقصات ومنهن من كن يحسن الغناء ، وكان يخدمهن عبيد سود مخصيين منهم من كان يتجسس عليهن او يحرسهن ، وكان العبيد ممن يتولون سحب المروحة الكبيرة على سقف سجادة الخليفة المتكيء عليها لتهويته.
منهم من كان يقدم صحون الطعام المذهبة ، ومنهم في الواقع المماليك البيض هم من اسرى الحروب التي تشن على بيزنطة ، والعبد الابيض كان يسمى المملوك. وفي مصر ظهرت سلطنة المماليك وهم من سلالات الجنود الذين حكموا مصر أكثر من قرنين ونصف القرن كانوا من المماليك الاتراك المسبيين ومن العبيد الذين بيعوا في اسواق النخاسة المخصيين ككافور الاخشيدي في الدولة الاخشيدبة في مصر كان عبدا مخصيا وصل الحكم بحكمته.
مدحه المتنبي ثم هجاه بقوله :
وكم بمصر من المضحكات ،،،، لكنه ضــــــــحك كالبكا
بها نبطي من اهل السواد ،،،، يدرس انساب اهل الفلا
وايضا:
من علم الاسود المخصي مكرمة ،،،، اجداده الغر ام ابائه الصيد؟؟
ومن الروايات عن المسبيات اللواتي بعن في اسواق النخاسه واقتحمن التاريخ (شجرة الدر) الفائقة الجمال ، من مسبيات بلاد الشركس التي بيعت للسلطان في سوق للنخاسة، فتزوجها وجعلها ذات سلطة فقتلته ، ثم تزوجت اربع ضباط جعلتهم سلاطين ثم قتلتهم الواحد بعد الآخر.
وفي بلوغها سن اليأس وعلاها الشيب تزوجت ضابطا شابا لم تستطع تلبية حاجاته الجنسية فاختارت له عددا من الزوجات الشابات المسبيات.
وفي يوم من الايام مللن من تدخل (شجرة الدر) المستمر، وفي ساعة اجتمعت الضرات فاوسعنها ضربا بالقباقيب حتى ماتت فانتهت قصة حياتها الدرامية المليئة بالدس والقتل والتآمر والحب الكاذب.
كان الجندرمة العثمانين يغيرون على القرى المسيحية في البلقان ليسرقوا اقوى الاطفال منهم ويأخذونه الى الاستانة ليدربوه حتى يصبح جنديا متمرسا في الجيش الانكشاري، لذا كان الآباء في البلقان القريبة من العثمانيين يفقؤون عينا من اطفالهم كي لا يسلبهم العثمانيون ، لذا فالسبي والاختطاف في زمننا هذا ليس بالجديد بل مورس منذ عهود بعيدة .
من رؤساء هذه العصابات دهقن افريقي عندما حج حمل معه كميات كبيرة من الذهب وزعها في طريقه الى مكة. وعندما كان الزنج يصلون البصرة خاصة كمركز لبيع العبيد كان يساء معاملاتهم حيث يوضعون في اسواق نخاسة العبيد للبيع.
لهذا كانوا ناقمين ليس على مالكيهم فقط بل بالدرجة الاولى على اولئك القساة الذين كانوا يمسكون بالسياط ، ويضربون الزنج العاملين في الحقول، يضربونهم دون رحمة، كانوا ناقمين على الولاة المرسلين من الخليفة الذين كانوا من العسكر الذين لم يعرفوا غير الشراسة والقتل.
يرى (حسن الأمين) ,, بأن ترف أهل البصرة آنذاك كان أحد أسباب هذه الثورة ، إذ كان كل غني من البصريين يمتلك العشرات من الزنوج والزنجيات وكان عمل أولئك الزنوج اضفاء الفخفخة لمستعبديهم الذين يحملون السيوف المذهبة راكبين الخيول والعبيد يمشون على جانبي عربات سادتهم,,.
استولى الزنج في تمردهم على البحرين والبصرة والأبلة والأحواز والقادسية وواسط والنعمانية وجرجرايا ورامهرمز والبطيحة وخوزستان وعبادان وأغلب سواد العراق.
كانت ثورة الزنج أطول الثورات ضد العباسيين وأخطرها.
وكانت نهايتهم في حملة قادها لؤلؤ غلام ابن طولون، خان سيده والتحق بالموفق الخليفة العباسي، في حصار عاصمتهم (المختارة) .
استمرت (ثورة الزنج) وانمحت سطوتهم عام (883 م).. ثورة الزنج استمرت 20 عاماً ..وقيل عنهم في عزهم ، اقتسموا الدنيا.
الاقلية السوداء العراقية في القرن العشرين وما بعد
كانت كل عائلة من العوائل الثرية في العهد العثماني تشتري أسرة من العبيد ، لاغراض الخدمات المنزلية من تنظيف وطبخ ، وغيرها ، وكانوا يعيشون في الطابق الارضي من المنزل قرب المطبخ، لان البيك والخوانم واولادهم كانوا يعيشون في الطابق العلوي ، وفيه الشناشيل والمماشي المطلة على الطابق الارضي. كان ذلك انذاك ارثا من العهد العثماني وما قبله منذ ثورة الزنج.
كان الاغنياء من اهل البصرة يتبجحون بثرائهم عندما كانت عرباتهم تمر في الطرق التي كان يحيط بها رهط من العبيد والذين يمشون سيرا على الاقدام، وكان عدد العبيد عند الاغنياء عرضا لمقدار ثرائهم من خلال عدد العربات التي يجرها العبيد.
بعد قيام الدولة العراقية ، والغاء الرّق بمرسوم ملكي من الملك فيصل الاول سنة 1924، كانت النساء من مجتمع السود يشتغلن في خدمات البيوت وبأجور يومية ، اما الرجال فكانوا يعملون بمجالات الزراعة والبناء وبعض الاعمال الشاقة والمرهقة ، ما عدا بقية باقية من الأسر المستعبدة ،ظلت هكذا حتى بعد صدور المرسوم الملكي ، وبالأخص الذين كانوا تحت قيود الاستعباد في بيوت الكبار من مجتمع البصرة كآل النقيب وباش عيان والخضيري والسعدون. .ويقال ان احد احفاد او ابناء السيد طالب التقيب كان قد تزوج من امرأة سوداء او ربما ضاجعها وقضى منها وطرا فانجبت اولادا سود البشرات ، وكان واحدا منهم يعمل محاميا آنذاك. وكانت في منطقة البصرة القديمة محلة تعرف بمحلة العبيد ، لغالبية القاطنين فيها من ذوي وذوات البشرة السوداء.
وكان نظام العبيد سائدا لدى شيوخ الكويت والسعودية الفقيرتان آنذاك قبيل النفط ، وكان الرجال منهم يشتغلون في مضاف الشيوخ ،والنساء السوداوات كن يعملن في بيوتهم .
الواقع ان الكثير منهم اندمجوا مع الآخرين بعد سقوط الملكية في العراق ، وآخرون هاجروا الى الكويت والسعودية والبحرين بعد اكتشاف النفط ، ولا يعلم ان نالوا الجنسية الكويتية او السعودية ام لا ؟ رغم انهم يتحدثون العربية بلهجة اهل الكويت القريبة من لهجة الزبير خاصة بعد هجر الزبيريون الزبير ولم تعد زبير الماضي والذي دفعهم للفرار بعد الذي حدث في العراق اثر تسلم السلطة في العراق الرئيس الراحل عبد السلام عارف عام 1963.
حركة العراقيين الحرة
تأسست حركة العراقيين الحرة في تموز/يوليو2007 لمعالجة قضايا التمييز ضد العراقيين السود. وكان زعيمها الناشط المدني جلال ذياب الذي اغتيل عندما كان يقود سيارته في أحد شوارع البصرة وفي تقاطع مروري تصدى له مسلحون مجهولون ووجه أحدهم سلاحه فأطلق رصاصة منه استقرت في جسد زعيم السود، ففارق الحياة بالحال يوم 26 نيسان/ابريل 2013.
وقبل أن يفارق جلال الحياة بوقت قصير كان يدلي بتصريح صحافي عن حالة السود في العراق، وكان دائم المطالبة بوقف إنكار حقوقهم ويطالب بإتاحة الفرصة لهم في المشاركة في المفاصل السياسية والثقافية في البلاد.
وقد اتهمت أحزاب منافسة وأطراف إقليمية بهذا الاغتيال. فالحركة كانت متأثرة بالحركة المدنية الأميركية المناهضة للعنصرية تجاه السود، وقد احتفلت بفوز الرئيس الأميركي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية. كذلك، كان ذياب قد علّق صوراً لكل من أوباما ومارتن لوثر كينغ في المراكز والمدارس المرتبطة بالحركة. وقد يكون ذلك كله قد أثار حفيظة جهات سياسية ودينية معادية للحكومة الأميركية، في حين أعلن عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية انزعاجه من تحركات هذه الحركة وقد وصف مطالبها بالمبالغات والمزايدات السياسية.
وقال الناشط الراحل حينها “العراقيون السود يعانون من الاحتقار وطالما سمعنا أوصافاً تنعتهم بالعبيد ولذلك ما زال طويلاً أمامنا ليتقلد شبابنا مناصب عليا، لكننا كسرنا حاجز الخوف الذي ابتلع السود وحققنا الكثير”.
ترشح ذياب للانتخابات النيابية عن حركة العراقيين الحرة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 20 نيسان/ ابريل 2013. وكانت حركته متحالفة مع كتلة صالح المطلك، وهو مسلم سني وأحد النواب الثلاثة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
على الرغم من نجاح حملته الانتخابية، قال في مؤتمر صحفي قبل اغتياله بفترة وجيزة، ” بان معركة الحملة الانتخابية صعبة جدا. ولكن مجرد ان نلمس حقيقة أن العراقيين من ذوي البشرة السوداء يساهمون بتلك الانتخابات ويدلون باصواتهم لمرشح عنهم يمكن اعتباره إنجازا كبيرا ومهما وخطوة اولى للتغلب على التمييز”.
ولكن جلال ذياب لم يشهد ذلك العرس الانتخابي الذي كان يحلم به بعد ان غُدر به وبمشروعه الانساني .
بعد فرز نتائج الانتخابات وفوز الحليف صالح المطلك ، أدار ظهره وكتلته لمن تحالف معه ، ونكث بوعوده واتفاقه مع الحركة الحرة وزعيمها الراحل جلال ذياب ، بعد ان نال اصوات اتباع الحركة ومجتمع السود ، ولم يحصلوا السود على شيء سوى الخيبة وخسارة زعيمهم .
لقد حــــاول الناشط والسياسي البصري جلال ذياب (1963 ــ 2013) بعد 2003، إجراء تغيير في الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي بين مجتمع السود، وذلك من خلال الحصـول على الاعتراف بهم كأقليـــة بين الأقليات الأخــــرى وتثبيت حقوقها المـــدنية والسياسية. والتجأ ذياب من أجل ذلك إلى الأوساط الدولية، الأميركية والأوروبية، فاصطدم بجدار محلي سميك يصـــعب اختراقه.
واستطاع تأسيس «حركة العراقيين الأحــرار» عام 2007، وبــناء علاقات دولية واسعة من أجـــل الحصول علـــى الاعتـــراف بالأقلية السوداء في العراق، إنما تـــم اغتياله بتاريخ 26 نيسان/ ابريل 2013 داخل مدينته وأصبح مشروع حلم الحصول على هوية الأقلية حلماً مؤجلاً جداً.
وتطمح الأقليّة السوداء في العراق إلى تلبية مطالب مشروعة، منها: الاعتراف بوجودها وحقوقها قانونياً، والاعتذار الرسمي عن التاريخ الطويل من التمييز والعنصرية ضدّهم، وتشريع قوانين واضحة وصريحة تمنع وتجرّم أي شكل من أشكال الاضطهاد تجاههم، وكذلك معاملتهم بشكل مختلف في الحقل العام، وتضمين المناهج الدراسية ما يثقّف المجتمع ويدعوه إلى احترام كل الأعراق والألوان والطوائف، بالإضافة إلى إفساح المجال أمامهم في التمثيل الرسمي في المجالس المحلية والبرلمان وجميع هيئات الحكومة، وأيضاً تسليط الضوء عليهم إعلامياً وإتاحة الفرصة لهم لتقديم وجهات نظرهم في الإعلام الرسمي .
فوز باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة الامريكية
ذكرت القناة التلفزيونية الامريكية
CNN
في 2008 ، (ان انتخاب اوباما كانت هزة كبرى للسود العراقيين )، لهذا قال الأمين العام لحركة العراقيين الحرة الراحل جلال ذياب، (إنه في تتبع كل تفاصيل الحملة الانتخابية لأوباما، وأنه ألهمهم سياسياً وشخصياً، ذلك أن له أيضاً جذوره الإفريقية. ويأمل العراقيون من أصول إفريقية أن يكون في هذا نقطة تحول ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل وفي العراق أيضاً).
ويستذكر جلال قوله لأبناء جلدته: (قلنا لشعبنا أن أوباما سيفوز إن شاء الله، وقد فاز، وفوزه انتصارا لكل السود في العالم.. سنجعل منه نموذجاً نقتدي به.. حتى النساء الطاعنات في السن كن يتضرعن لله ليفوز.”).
واضاف التلفزيون (مهما كانت وظائفهم وحرفهم، فإن وجوههم ولون بشرتهم يجعلهم مختلفين عمن يحيط بهم، والأدهى من ذلك أنه يطلق عليهم اسم “العبيد” وتاريخياً “الزنج”، غير أن العراقيين ذوي البشرة السمراء يأملون أن يتغير هذا الواقع، وخصوصاً مع انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، الذي سيدخل إلى البيت الأبيض كأول رئيس أمريكي من أصول إفريقية).
عندما أعلن عن فوز أوباما بالانتخابات، في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 احتفل العراقيون في البصرة من ذوي البشرة السوداء عقب الإعلان عن فوزه. وتقدر حركة العراقيين الحرة عدد السود في العراق بنحو المليونين (رقم ربما مبالغ فيه) من إجمالي عدد سكان العراق البالغ عددهم حوالي 28 مليوناً. كما وزع سود العراق قطعا من الكعك والحلوى في شوارع المدينة يوم تنصيب أوباما كرئيس للولايات المتحدة الأميركية… في انتظار ظهور “أوباما آخر” على المشهد السياسي العراقي ينبع من وسط سود العراق.
يقول رقيب مشاة البحرية الامريكية وليام كولنز: قمنا بتسيير دوريات عسكرية حول منطقة الزبير في محافظة البصرة بعد اربعة اشهر من دخول القوات البحرية الامريكية الى البصرة من عام 2003 , واضاف كولنز: لا احد يعرف في كتيبتنا بوجود مجتمع عربي عراقي من اصل افريقي في العراق وبالأخص البصرة ، ولاحتى الامريكيين من اصل افريقي يعلمون بذلك . وأردف قائلا: فيما لو اني ارتديت الزي العربي المحلي ، وتجولت سيرا على الاقدام في شوارع وأزقة مدينة الزبير او في اي من أحياء البصرة، فمن المؤكد لا أحد سيتعرّف علي كأجنبي ابدا ، وباعتباري امريكي من أصل أفريقي ، وسأشعر بأمان اكبر من ارتداء البدلة العسكرية بالخوذة والسترة المضادة للرصاص ..!
يصف مراسل وكالة ( أنتر بريس سيرفس ) للأنباء كارلوس زوروتوزا الوضع في مدينة الزبير بالمزري ، بان هناك اكثر من 300.000 شخص من ذوي و ذوات اليشرة السوداء ، يقطنون في مساحات الصغيرة من المباني المتداعية من الطوب اللبن ، ومفتقرة الى ابسط الخدمات ، وتتكدس اكثر من عائلة لأشغال مساحة صغيرة والتي لايمكن حتى الحيوان ان يعيش فيها ..
والملاحظ ، ان من المستحيل العثور على زيجات مختلطة بين السود والبيض في المجتمع العراقي الا ما ندر ، وان حصل هذا ، فالظهور العلني ، يتطلب من الزوجة ارتداء النقاب لاخفاء هويتها اذا كانت ليست ببشرة سوداء ، وزوجها من ذوي البشرة السوداء ، تفاديا للانتقام من عائلة او اقارب الزوجة في حالة الزواج الذي يرفضه اهل الزوجة عادة، او من الاحراج الذي قد يصيبهما ، لنظرة المجتمع السلبية تجاه هكذا زيجات الغير مألوفة.
المواطنة والحقوق
ذوو البشرة السوداء دائما في الجزء الادنى من السلم الاجتماعي والوطني، بيد ان الدستور العراقي لم يقر التمييز العنصري
باعتباره سببا مباشرا لمعاناتهم الاجتماعية والاقتصادية، لأنهم ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا وقبليا متميزين عن اقرانهم الذين يختلفون عنهم بلون البشرة . وعلى سبيل المثال لا للحصر ، في قضاء الزبير بمحافظة البصرة ،مجتمع السود يشكل 70 في المئة من اجمالي سكانها، بحيث لايوجد من بينهم في قوات الشرطة أو المجلس البلدي!!! فكيف بباقي قطاعات الدولة الرئيسية والمهمة ؟؟؟.وانهم يعانون دائما من سوء أحوال المعيشة، والبطالة، وانعدام المساواة الاجتماعية والتمييز .
واكثر اسباب المشاكل هو الفساد وضعف القوانين في البلاد، الأمر الذي يتطلب رشاوى في مقابل وظيفة بادنى مستوى ، والاقصاء العلني لدورهم في المجتمع .
حجبت مشاركتهم السياسيّة في البلد بشكل كبير قبل وبعد 2003، بحيث لم يشغل أي منهم منصب وزير، أو يُنتخب نائباً في البرلمان الوطني أو في مجالس المحافظات، أو يعيَّن مديراً عاماً وما شابهه. وذلك على الرغم من أن عددهم يقرب مليون ونصف مليون نسمة، بحسب ما ذكره نائب رئيس “حركة العراقيين الحرّة” صلاح رخيص سلمان أو مليونَين بحسب تصريح لأمين عام الحركة عبد الحسين عبد الرزاق. وقد رشّح هؤلاء أشخاصاً عدّة وفي أكثر من مرّة في انتخابات مجلس محافظة البصرة، لكنهم لم يفوزوا حتى بمقعد واحد.
ان محنتهم كبيرة لعدم انتمائهم إلى أي عشيرة او قبيلة إضافة إلى كثرة الإشارة إليهم بتعبيرات ساخرة (نسبة الى استخدام البعض لحد الان كلمة زنجي او عبد). ويعتبر ذوو البشرة السوداء أقلية. ويوجد حوالي 300 ألف منهم على الأقل في محافظة البصرة بالرغم من عدم وجود أي إحصائيات دقيقة تؤكد هذه الأرقام وبالتالي ان يتم التعامل معهم مثل بقية الأقليات في العراق التي يحمي الدستور العراقي حقوقها.
ارتباط الفرد العراقي الاسود بالعشيرة والقبيلة ارتباط هامشي وليس جذريا ، ويتمثل بعلاقة الخادم بالسيد او الخادم بالمخدوم الى درجة ان هذا الانسان الاسود لايسمح له بالجلوس في مقدمة او وسط الديوان العشائري، وكان يقام عليه حد القيمومة وبذلك تسلب ارادته ويفقد قدرته على اتخاذ القرارات الشخصية، ومن حيث يعمل بما لايقل عن 18 ساعة في اليوم ويمنح أجرا لايسد رمقه ،وفوق كل هذا وبنهاية كل يوم كان عليه الحضور الى الديوان العشائري لخدمة شيخ العشيرة ،ومن يتخلف عن الحضور يعاقب بقسوة من قبل شيخ العشيرة او من ينوب عنه,
وهذه الصورة التي يشهد عليها التاريخ أثقلت عقلية وافكار هؤلاء الناس في الوقت الحاضر وجعلت منهم ضعفاء لايقوون على شيء.
وعلى مستوى التعليم كان لايسمح للسود بتعلم القراءة والكتابة ، ولغاية عام 1924م كان المواطن الاسود يؤشر في سجله للاحوال المدنية في حقل لون البشرة كلمة ,, عبد ,, وليس سوداء او سمراء ! ولم يتم قبول سود العراق في المدارس الحكومية إلا في سنة 1960.
هذا ماحصل بالسابق ماذا عن الآن؟ لحد الآن كلمة العبيد تقترن بالانسان الأسود ومهما بلغ مستواه الثقافي والتعليمي ، ومازال المواطن الاسود يواجه صعوبة في الحياة حتى لدى محاولته الزواج بمن يختار، وبذلك بقي مهمشا ، وهناك أسر وعوائل ذات نفس الاصول تقطن في مناطق الارياف ، الى الان لايسمح لها بزراعة النخيل ، لان المعتقدات العشائرية تعطي الحق للمزارعين باستملاك جزء من الارض عند زراعتها للنخيل ، والعبد او الاسود لا يحق له بالاستملاك عند الاعراف والقوانين العشائرية . وحتى عهد قريب كان لايسمح للسود بالسكن بالقرب من بيوت شيوخ العشائر حيث هناك نزل خاص يسمى بـ”نزل العبيد” وحتى عند حدوث فيضانات لايسمح لهم بمغادرته ابدا الا بأوامر من الشيخ نفسه .
هذا الكلام عندما كانت البصرة تشهدُ فيضانات ، لكنها الان تعاني من الجفاف منذ عدة سنوات بمعنى الآخر هناك فارق كبير بين الماضي والحاضر! ليس هناك فرق كبير بين الماضي والحاضر بالنسبة الى السود بدليل ان احدى الاسر التي تنتمي الى شريحة السود قامت في سنة 2012 بالسكن في قطعة ارض خالية من اية مزروعات ، وحاولت هذه الاسرة استصلاح الارض وزراعة أشجار النخيل فيها لكن صاحب الارض رفض ذلك بشدة وهذا مايبرر استيطان بعض الاسر,, للمقابر,, بعد ان منعت من السكن في البساتين والاراضي الزراعية ..
السود عادة يقطنون في الأحياء الفقيرة، وبيوتهم آيلة للسقوط، ويعملون في الخدمات الشاقة التي ترهقهم وليس لهم مراكز مرموقة وسط المجتمع العراقي. وتعيش عدة عائلات منهم تحت سقف واحد. ظروفهم مأساوية والفقر المدقع يحيط بهم من كل جوانبهم. والأجور التي يتقاضونها لا تكاد تسد رمق المعيشة، قصصهم وحياتهم غريبة ويسودهم التخلف دون رعاية أو يد عون تمتد إليهم لتنتشلهم من واقعهم المرير الذي يعيشون فيه.
ألوان المعاناة
يقول (شاب عراقي اسود البشرة) إن: “العراقيين السود يعيشون حياة العبودية على الرغم من انخراطهم في كل قطاعات المجتمع، بينما لا يوجد قانون يمنحنا حقوق المواطنة، وبينما تقول الحكومة إنها لا تميز ضدنا وإننا كلنا عراقيون فإن هؤلاء الذين يتعرضون للتمييز بشكل يومي يعرفون غير ذلك”.
هذا الشاب يشتكي من التمييز ضده في بيئة العمل ، توجه إلى المدرسة التي يدرس بها طفله بعدما أمر المدرس أن يجلس الولد الصغير في مؤخرة قاعة الدرس، واصفا إياه بـ”العبد الصغير”.
ويسترسل بالحديث والغضب يكسو ملامحه: “عندما أبلغني ولدي بما حدث له اشتعلت غضبا وذهبت إلى المدرسة للمطالبة بحقوقه”.
لكن شيئا لم يحدث، فتوجه الأب إلى محام فرفض بحجة أنه “لا يوجد قانون يجرم مثل هذه الممارسات”، عندها أدرك الأب أن حقوق المواطنة في العراق الجديد ليست بالسرعة التي جاءت بها احزاب السلطة.
وبينما يعاني الأطفال السود من التمييز في المدارس العراقية في مستهل الألفية الثالثة، فإن الزواج المختلط لازال ينظر له بعين الاحتقار لدى الكثيرين في ذلك المجتمع المحلي.
ولدى احد المزارعين في قضاء الزبير تجربة شخصية في هذه الحلقة من مسلسل المعاناة الذي تشهده البصرة كل يوم، يرويها قائلا: “وقعت في حب فتاة بيضاء، فأرسلها أهلها للعيش عند أقارب لها في بغداد وهددوني بالقتل”.
ويمضي ليقول إنه يعلم أن هناك أناسا طيبين من حوله، لكن الأغلبية تنظر إليه كما لو أنه “حامل لمرض معد والاقتراب منه سيكون خطرا كبيرا”.
وحتى يتحقق العدل والمساواة وعدم التمييز سيظل ذلك المزارع الاسود ينزف نفسيا جراء الإصابة بالتمييز في البلد المبتلى بالحروب: “أنا بشر مثل أي عراقي آخر ولون جلدي لا يجعلني مختلفا عنهم عندما أفكر أو أتصرف.. أحب وأصلي وأعمل.. هذا اللون يبالغ فيه بعض البيض من ذوي القلوب السوداء” !!.
رجل وامرأة من ذوي البشرة السوداء في العقد الخامس من العمر، تزوجا عند رجل دين في قضاء الزبير التي يسكنها عدد كبير من السود في البصرة قبل أكثر من ثلاثين عاماً وبقيا على ذلك العقد الشفهي على رغم إنجابهما خمسة أولاد.
كبر الأولاد وتزوج الابن البكر وله ولدان، إنما لا أحد في العائلة لديه الأوراق الثبوتية مثل هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية حتى عام 2012.
لم يذهب خلال الفترة التي سبقت هذا التاريخ أحد من العائلة إلى المدرسة وبقي أفرادها ضمن مساحات اجتماعية لا تتجاوز الأزقة وفضاءات البيوت الضيقة وورشات أعمال يدوية.
ليست هذه القصة استثنائية وغريبة عن السكان السود فــــي البصـــرة وضواحيها، فهناك الكثير مثل هذه الـحـــالات التي بدأت منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية أخيراً تبحث عن إيجاد حلول لها، وتهتـــم بالنتائج السلبية المترتبة مثل الفقر والعنف والتهــميش وفق رئيس (جمعية أنصار الحرية) صلاح رُخَيض، وهي منظمة مدنية من أجل بناء القدرات الذاتـــية فــي مــجتمع العراقيين السود بمحافظة البصرة في مجـــالات الخــــياطة والحاسوب ومحو الأُمية، وذلك من أجل الحصول على فرص العمل ونشر الوعي الاجتـــماعي والمدني والتنمية البشرية بين الشباب.
يحاول ماجد عبد الله، غض الطرف عن ما يعانيه من سخرية من زملائه في العمل، كلمات ظهر مرحا ساخرا في العلن وازدراء مبطنا لبشرته السوداء، ويقول ماجد، وهو شاب ثلاثيني، من أهالي محافظة البصرة جنوبي العراق، ان “أصحاب البشرة السوداء على الرغم من عدم تعرضهم لمضايقات أو تهديدات، الا انهم يعانون من نظرة الآخرين التي تنم عن احتقار وسخرية، نظرة المجتمع وتقييم الشخص على أساس لون بشرته هو ما يزعجنا حقا، فزواج أسود ببيضاء أو العكس يعتبر مستحيلا، في حين تربطنا مع البيض علاقات اجتماعية قد تمتد لقرون من الزمن”.
وأضاف ، ان “المجتمع يرفضنا بشكل او بأخر فصاحب البشرة السوداء لا يمكن ان يتسنم منصب حكومي رفيع، والأصدقاء يرفضوننا بشكل مبطن ودائماً ما نسمع كلمات كـ(العبد، الزنجي، الإفريقي) لا يعدوننا أبناء وطن ولدنا وعاش أجدادنا فيه”.
وتابع القول “نشعر بالإهانة والظلم، وعلى مدى عقود، يعين “الأسمر” وزيراً أو في منصب رفيع في المؤسسات الحكومية، وصار عرفاً نقوم بأعمال مضنية”.
وهو ليس الوحيد الذي يعاني من هذا الأمر، فالشابة “تحرير” ، وهي فتاة (26 عاماً)، ارتبطت بعلاقة مع زميل لها في الدراسة، الا أنها فوجئت برفض أهل حبيبها ارتباطهما بسبب اللون الذي دمر قصة حب امتدت لأربعة أعوام بعد ان رفض أهل الشاب زواجهما بحجة انها ذات بشرة سوداء .
سيدة مسنّة ومقعدة سوداء ، تقول ؛ قدمت اوراق معاملتي الى المجلس البلدي في المدينة التي تقطنها للحصول على راتب الضمان الاجتماعي ، الى الان وقد مضى اكثر من عام بدون اية استجابة من المجلس البلدي لترويج المعاملة .
سيدة سوداء اخرى، قالت : زوج ابنتي عاطل عن العمل ، وعندما اراد ان يتطوع في سلك الشرطة ، طلبوا منه مبلغ 300 دولار كرشوة مقابل قبوله ، وعندما اقترض المبلغ وسلمه الى الشخص الذي طلب منه المبلغ ، رد عليه بعد مدة طويلة من المماطلة والمراوغة والتسويف ، وبمحاولة التملص من زوج ابنتي ، بقوله له : “لم تحصل الموافقة على تعيينك لانك أسود ، وسلك الشرطة لايقبل السود في تشكيلاته ، وان المبلغ الذي اخذته منك اعطيته الى احد ضباط الشرطة وهو صاحب القرار ولم يردّه لي ” . وأردفت هذه السيدة بقولها: (امريكا تلك الدولة الكبيرة والقوية والغنية ، نصّبوا أسودا رئيسا عليهم ليحكمهم !!، ونحن في العراق الدولة الصغيرة وشعبها فقير وجوعان وحروب دامية ترفض ان يكون لديها شرطي أسود؟!!! .. يا للمفارقة العجيبة والغريبة .. ) .
سيدة اخرى لها معاناتها من ظروف المعيشة القاسية ، تعمل طوال اليوم ببيع الخبز في الاسواق ، وفي بعض الاحيان تعمل في خدمة المنازل مقابل اجور شحيحة لاتسد رمقها، ورمق صغارها. اطفالها لم يحصلوا على بطاقة الأحوال المدنية الى الان ، وترغب ان تدخل اولادها المدارس لكن عقبة الاوراق الرسمية هي السبب في ممانعة المدارس بتسجيلهم ، وكلما تقدم طلبا للحصول على تلك البطاقات تجابه بالرفض دون معرفة السبب .
وتتميز المناطق التي يسكنها السود في الجنوب العراقي بالتهميش الاقتصادي والتعليمي، والسياسي بطبيعة الحال. على رغم التعليم الإلزامي في العراق.
ولم يبالِ نظام صدام حسين بالسكان السود في البصرة والمحافظات الاخرى ، إنما صنع من واقع الأمية بينهم حضوراً دائماً لهم على مسارح الغناء والرقص الشعبي والفضاءات العامة، ذاك أن القادة البعثيين لم يحتاجوا خلال حكمهم إلى الكلام بقدر احتياجهم إلى حضور جسد يخدره صوت الطبل. لقد مارسوا السياسة وفق مثل شعبي طالما سمع بين أهل البصرة، ((على حسّ الطبل هزّن يا رجليَّ)).
ليست هناك إحصاءات دقيقة لسكان البصرة من ذوي البشرة السوداء الذين يتوزعون بين البصرة والزبير وأبي الخصيب ومناطق أخرى، هناك من يقول إنهم يشكلون (5 إلى 6 في المئة) من سكان العراق، في حين يقول آخرون إن النسبة لا تتجاوز (2 إلى 3 في المئة)، أي بين 350 ألف إلى 400 ألف شخص حسب الناشطين والأكاديميين .
ولكن في ظل الافتقار إلى إحصاءات دقيقة بسبب الأمية واعتماد العقود الشفهية للزواج بعيداً من المحاكم المدنية وعدم تسجيل الأطفال في المدارس، تبقى هذه النسبة السكانية محل شك الكثير من الهيئات والمنظمات المهتمة بشؤونهم وحقوقهم المدنية في العراق.
تتعرض الاقلية السوداء في العراق إلى أنواع كثيرة من التمييز العنصري، والنوع الأكثر شيوعاً كما يشير الناشطون، هو تهميشهم في المؤسسات الحكومية، في المحاكم، ومؤسسات الأمن الداخلي والمؤسسات التعليمية والصحية. وقد لا يستغرب المرء ذلك كثيراً، فنسبة الأمية عالية بينهم وتتجاوز 25 في المئة وفق الناشط صلاح رخَيص.
هناك ممارسات أخرى من التمييز العنصري بسبب لون البشرة، حيث يلاحظ كثيراً أن يقال للإنسان الأسود بـ ,,العبد,, على رغم منع العبودية في الدستور العراقي منذ عام 1924 ، او ,, الخال ,, و ,, أبو سمره ,, وقد شاع حتى بين الافراد السود أنفسهم أن يقال ,,أبو العبد,,.
النشاطات الاجتماعية
لسكان البصرة والمحافظات الاخرى من العراقيين السود ، طقوس واحتفالات فنية خاصة بهم ورثوها تاريخياً منذ وجودهم في العراق ، مثل طقس (الزيران) إذ يتميز بالرقص والغناء ، يمارسونه في هذه الأيام في أماكن خاصة بعيدة عن عيون العامة، ذلك بسبب منعه من قبل السلطات العراقية. ولم يتردد بعض الأصوليين بالاعتداء على الفرق الفنية الخاصة بهم، ويتذكر البصريون حادث الاعتداء الأبرز عام 2006، إذ رميت قنبلة يدوية على سيارة كانت تقل فرقة فنية للفتيات وقتلن جميعاً وكان عددهن ثمانية من الشابات في ذلك الحادث.
هناك طقوس وعادات لدى ذوي البشرة السوداء لا يستطيعون التخلي عنها، سيما جلسات الطرب والغناء التي أخذت شهرتها، منها الهيوة والخشابة والسامري، وبالرغم من مقارعة الآلات الحديثة للآلات القديمة إلا أن هذه القديمة ما زال حضورها قائما ولا يستطيعون التخلي عنها في أفراحهم ومناسباتهم رغم اندثارها في أغلب مناطق العراق، وأصبحت طي الكتمان، وليس بمقدور هؤلاء الفنانين تأدية أغانيهم بسبب الخوف والتهديد من قبل الجماعات المسلحة، والتي تمنع مثل هذه التجمعات الفنية .
وتتنوع الفنون لديهم منها ، فنون السمدا ، والوقندو، والشرياصة، والفنون البحرية التي هي الحداد ، وفن البحر ، وفن البحر العميق . وخصوصا فن الايقاع والذي يجيده اصحاب البشرة السوداء دون سواهم .
ومحافظة البصرة جنوب العراق هي غنية بالارث الفني والثروة النفطية ، وكلاهما خسارة لم ينعم بهما لا اليصرة و لا اهلها .
هناك مفارقة غريبة في ما خص ذوي البشرة السوداء ، تتمثل بحضور ملحوظ لهم في مجال الرياضة، وقد حصل لاعبون ولاعبات منهم على جوائز محلية ودولية في جميع المجالات الرياضية، كما يلحظ حضورهم في مجالات فنية مثل الرقص والموسيقى الشعبية حيث تتوزع ورشات لصناعة الآلات الموسيقية وأماكن إقامة الاحتفالات .
يشكو رئيس جمعية التراث للثقافة والفنون ,, إبراهيم الرشيد,, من ضيق المجال الفني في البصرة والعراق في شكل عام، ولم يعد هناك فضاء حرّ لعمل الفرق الموسيقية والفنون الشعبية وتنمية القدرات الفنية والثقافية، ليس بين شباب المجتمع الأسود فحسب، بل بين جميع الشباب في المجتمع البصري.
كما يشكو صاحب محل للآلات الموسيقية وإقامة الحفلات، من قلة الحفلات في المدينة بسبب ازدياد ظاهرة التدين وإغلاق الكثير من صالات العروض والاحتفالات والنوادي الاجتماعية، وحتى شراء الآلات الموسيقية الشعبية التي كانت تميز الحياة البصرية سابقاً، تراجع ولم يعد هناك من يهتم بما نصنعه، كما يقول صاحب المحل.
على رغم أن الاقلية السوداء في البصرة لهم حضور واضح سكانياً وتاريخياً، إلا أنهم يفتقرون إلى حضور ملحوظ في المؤسسات التعليمية، وفي شكل خاص في الجامعات والمعاهد حيث القلة الشديدة لعدد الطلاب في معهد الفنون الجميلة في المدينة، وهو من المعاهد العشرة القديمة في العراق.
وفي مقهى الأدباء في مركز المدينة يلاحظ الشاعر,, أكرم الأمير,, غياب أعضاء المجتمع الأسود حتى في الأدب والصحافة باستثناء أسماء معدودة. ويقول احد الناشطين، ,, إن الحكم الجديد في العراق ينتقم من السود بحجة أنهم كانوا مع نظام صدام حسين,, ولكن كما يشير الناشط ذاته كان السود لهم نشاطات واسعة على المسارح وفي الحفلات وواجهات الدعاية السياسية في عهد السابق، فيما هم كانوا الضحايا اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
ما يثير انتباه المتابعين وناشطي المجتمع المدني بين المناطق التي يسكنها السود في هذه المحافظات الجنوبية هو انتشار العنف الأسري وازدياد نسبة الطلاق في الأسر السوداء. ويرجع الناشط صلاح رُخَيص سبب ذلك في مقابلة معه نشرتها صحيفة الحياة ؛ إلى الأمية من جانب والفقر والبطالة من جانب آخر. ويشير رُخَيص في السياق ذاته إلى مشكلة كبيرة تواجه السود في المناطق التي يسكنونها وهي مشكلة السكن والبناء (العشوائي) قائلاً: ,,هناك عدد كبير من العائلات مهددة بالطرد من بيوت البناء العشوائي ، وتفتقر إلى الموافقات وإجازة البناء والأوراق الرسمية,, . ولا يرجع رُخَيص جميع الأسباب المتعلقة بتهميش ذوي البشرة السوداء في الجنوب العراقي إلى شكل واحد من التمييز العنصري ، ويشير إلى ضعف تاريخي في شخصية الفرد الاسود قائلاً: ((يخاف الانسان الأسود الوجود في المحاكم ودوائر الحكومة، بل إنه خائف من مواجهة العالم حوله)) !.
نصت المادة (14) ــ الباب الثاني من الدستور العراقي :
“العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي”.
المادة (15):
” لكل فردٍ الحق في الحياة والأمن والحرية، ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق أو تقييدها إلا وفقاً للقانون، وبناءً على قرارٍ صادرٍ من جهةٍ قضائيةٍ مختصة “.
المادة (16):
” تكافؤ الفرص حقٌ مكفولٌ لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك “.
وأخيرا لايتفق الجميع بان هؤلاء الناس يواجهون التمييز منذ اليوم الذي تم جلب أسلافهم من افريقيا الى هذه البلاد البعيدة عن ديارهم لبناء القنوات وتحويل المستنقعات والاراضي البور الى حقول ومزارع … وليس بسبب ايمانهم… بل بسبب لون بشرتهم … على عكس المسيحيين والازيديين والصابئة واليهود في العراق.
وإنهم لا يتمتعون بالاعتراف كأقلية عراقية التي لا تزال تقوم على أسس دينية … لكنهم يطمحون الاعتراف بهم كأقلية وطنية … وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنحهم حصة المشاركة في مجلس بلدي وليس في البرلمان على أقل تقدير … ولكن الطريق يبدو غير معبد وأن لا نهاية له ..
برقية سربها موقع ويكيليكس في سبتمبر2011 ، رامون نغرون ، المدير الاقليمي للسفارة الامريكية في البصرة ، موجهة الى الخارجية الامريكية وذكرت أن ” مجتمع السود في العراق يعاني على نحو غير متناسب تحت وطأة التمييز القائم للنظام السياسي للحكومة، وانه حتما سيكون لديهم وبسهولة ما يكفي من الأصوات للفوز بمقعد واحد في البرلمان ، واخر بمثله في مجلس محافظة البصرة على الاقل ، لكن مباديء الحكومة والنظام السياسي يقفان بقوة ضد هذا التوجه “!!…
(( النهاية ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البروفسور جي . اف . سكوت اليوت ــ الأنسان القديم وصاحب الحضارات الاولى ــ دمفرايزــ اسكتلندا ــ1925.
بروز وليامز ــ فقدان الفراعنة لبلاد النوبة ـ مجلة الحضارة الافريقية ــ 1990.
اندريه باروت ــ سومر فجر الفنون ــ جامعة اوكلاهوما ــ 1961 .
وليم جيلاني كوب ـــ العراقيون السود المخفيّون ــ أستاذ التاريخ في كلية سبيلمان ـ اتلانتا ــ جورجيا ــ 2003 .
جيرمي ات . ال ــ الالهة والشياطين والرموز في بلاد ما بين النهرين ــ جامعة تكساس ــ 1992 .
جرجي زيدان ـ تاريخ التمدن الاسلامي ـ القاهرة ـ 1906 .
الطبري ـ تاريخ الامم والملوك ـ مطبعة الاستقامة ـ القاهرة ـ 1939 .
ابن كثير ـ البداية والنهاية في التاريخ ـ مطبعة السعادة ـ مصر ـ 1932.
صحيفة لوس انجلوس تايمز ــ آن . م . سايمونز ــ العودة الى افريقيا من العراق ــ 17 كانون الثاني/ يناير2004 .
كويكودي ــ رحلة الى اسفل الذاكرة ــ أكرا ـ غانا ـ 2007 .
راس جو ــ ماهو مستقبل الشعب الاسود في العراق ؟ وماذا سيكون ؟ ــ 2014
جيدي يوكيا ــ العراقيون السود ــ سلسلة مقالات منشورة في صحيفة روستا لايفواير في 21 اذار/مارس2009 ــ كيب تاون ــ جنوب افريقيا .
توما شماني ــ عضو اتحاد المؤرخين العرب ــ شخبطة على الحائط ــ تورونتو ـ كندا ـ 2009 .
كارلوس زورتوزو ــ عندما تكن أسودا في العراق ــ مقالة نشرت عن وكالة انتر بريس سيرفس للانباء ــ 12 تشرين/ اكتوبر2011 .
صحيفة لوس انجلوس تايمز ـ تقرير تينا سوسمان ـ باراك أوباما أمل الفوز للعراقيين السود ـ 14 اب/ اغسطس 2008.
أيما ايستوود ــ حقوق المواطن الاسود ــ مجموعة حقوق الاقليات الدولية ــ نشرة دولية ــ مايس/ 2013 .
علي المعموري ــ عنصريّة وتمييز ضدّ الأفارقة السود في العراق ــ المونيتور ــ العراق 2013 .
زنوج العراق .. مرارة العبودية والاحتلال ــ مقالة منشورة في صحيفة الشرق الاوسط في 30 سبتمبر/ايلول 2009 .
لا احصل على حقوقي بسبب لون بشرتي ـ من برنامج حقوق الانسان في العراق ــ اذاعة صوت العراق الحر في 6 ابريل/ نبسان 2009 .
الموقع الالكتروني لرابطة المرأة العراقية ـ أسوة بالمحاصصات القائمة في العراق ـ نيسان/ ابريل 2013 .
أصحاب البشرة السمراء في البصرة يعانون تمييزاً عنصرياً في كل العهود ــ مقالة منشورة في صحيفة الحياة اللندنية ــ في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 .
تقرير المركز العراقي للصحافة الأستقصائية ــ ديسمبر/ 2014 .