هو: عباس محمود إبراهيم العقاد، ولم يكن يتوقع أحدٌ من الذين رأوه ولم يبلغ الحلم، أن هذا الطفل سيكون أكثر أهل “أسوان” والقاهرة والوطن العربي جمالاً في رجولته وفحولته التي سببت له كثيراً مِن الإعاقات الفكرية، كان الذين بحثوا عنه في “عرس” أحد أقربائه في أسوان، يقولون عنه أنه مخبول ومجنون، إذ كيف يترك “العرس” والفرحة مع الصبيان، إلى مكانٍ منزوي ومنطوي على نفسه، قال العقاد في ذلك اليوم: كادوا أن يتهموني – ولما- بالجنون، ولولا أنهم أرادوا أن يفرحوا لقالوها فعلاً( )*.
وهذه أول حادثةٍ طفولية تخبرنا عن انطوائية العقاد التي أعطته إحساساً مع تراكم الأيام أنه عظيم ومختلف عن الأطفال العاديين، وكان عدم ميله إلى العبث الرخيص يعطيه إحساساً أنه إنسان مختلف عن المستهترين وغير منجذب إليهم وهذا أيضاً أورثه كثيراً من أمور الاعتداد بالنفس التي تظهر كثيراً في كتابه “أنا” وربما أن انتشار الكوليرا – الموت الأسود – في أسوان أيام طفولته، قد ساعده كثيراً على حب الانطوائية على نفسه ورسخها في ذهنه منذ نعومة إظفاره وحتى في شيخوخته التي بلغت من العمر (75عاماً) عاشها جميعاً في وحدة وعزلة حتى وافته المنية. وقد علمته ودربتهُ الكوليرا على الاعتزال والانطوائية.
وكل الذين شاهدوه في مقابلته التلفزيونية مع المذيعة المصرية الشهيرة “أماني ناشد” ظنوه واقفاً وهو جالس على كرسي، وذلك من طول قامته، وجسمه النحيل على عادة أجسام المفكرين الذين لا يأكلون الطعام بقدر ما يأكلون الكُتب، وكان شاربه الكثيف الذي يغطي شفته العليا يعطي انطباعاً عنه أنه وقور وخجول ويكره العنف، وكانت سماحة وجهه النحيل وجبهته المشرقة تعطي انطباعا عنه أنه: يكره القتل والتصفيات الجسدية ويميل إلى فتح قنوات حوار مع الأطراف المتضادة، ويظهر هذا أكثر من غضبه على جمال الدين الأفغاني لأنه أوعز بقتل الشاه الإيراني( ) وكانت لأنامله الطويلة، علاقة بالفن والأدب وحب الموسيقى على عادة أصحاب هذه الأنامل التي تظهر كل تفاصيل جسمه وأن كل شيء فيه طويل ومرتفع مثل أنفه الذي يعلو شاربه ليدل على اعتدادٍ بالنفس وطول صبرٍ وبال.
وكان مغموراً منذ صغره بالخروج على المألوف وكان لا يقرئ كتب المدرسة المقررة في المنهاج السنوي بقدر ما يقرئ المجلات والكتب غير المقررة، وقد ترك آخر مرحلة دراسية سنة (1903م) وقد بلغ وقتها من العمر (14 عاماً) لأنه لم يكن بأسوان مدرسة ثانوية فالتحق بعد (4 أعوام) بمدرسة (التلغراف 1907( )).وهذا يدل على أن له طفولة غير عادية مثله في ذلك مثل كل العباقرة.
وما زالت الصورة التي رسمها له الفنان المصري – صلاح الدين طاهر، تتصدر دواوينه الشعرية، ويظهر بها بذقن بارز، مما يدل على طول تأمله وحيرته وصراعه بين الشك واليقين. وقدرة صوتية قوية في إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة.
قال عنه مصطفى أمين، في كتابه (الـ 200 فكرة) من أنه لم يتزوج طوال حياته وقد أحرق أهله وصيته بعد وفاته ، التي أوصى بها مِن ميراثه لفتاة مصرية كانت قد تركتها أمها كوصية منها إلى العقاد كرد جميل على معاملتها الحسنة له في أيام عسره إذ أن المنزل الذي كان يقطن به العقاد – في شارع السلطان سليم رقم13( )- تعود ملكيته أصلاً إلى والدة هذه الفتاة، التي انتحرت بعد وفاته وبعد حرق وصية الفيلسوف، وقال مصطفى أمين: قال الناس بعد وفاته أنها أبنته وفي ذلك أقوال. لا نستطيع إثباتها، ولربما أنها حيلة من الفتاة.
وسئل يوماً في مقابلةٍ تلفزيونية، ما أحبُ كتبك أو أحب كتاب إلى نفسك؟
فقال:
“صدق من قال مؤلفات الكاتب ذريته وصدق من قال: أحب أبنائي الصغير حتى يكبر والغائب حتى يحضر، والمريض حتى يشفى، وشأن الكاتب في حبه لمؤلفاته هو كشأن الأب في حبه لولده”( ).
وهذا يدل على أن ذرية العقاد هي :كتبه ومؤلفاته، وكل معجبٍ به هو ولده وبدون تعليق على الموضوع، عاش العقاد راهباً من رهبان الأدب وسادناً من سدنة القلم، وهو كما قال أفلاطون عن نفسه، حين سئل كيف وصلت إلى هذه المكانة العلمية والشهرة، قال: لأني أفنيت في عمري من الزيت ا كثر مما أفنيت من الشراب. وفعلاً هذا ما يدل على العقاد من خلال جسمه النحيل وكان عاطفياً جداً وودوداً وسمحاً ويفضل البيت الواحد من الشعر على الرواية، لأنها لا تقول الرواية ما يقوله الشعر في بيت واحد، وقالوا عنه أنه بهذا يفضل المنظوم على المنثور والدائرة على المربع، والشعر أقرب إليه وإلى عاطفته ووجدانه( ) من أي شيء آخر ، وحبه للمنظوم على المنثور يدل على حبه للوحدة وتجمعها وعدم بعثرتها.
لم يكن العقاد في بداية حياته عدواً للمرأة ولم يكن سلفياً ولكنه أصبح عدواً للمرأة حين أصبح سلفياً، وإن السبب الذي جعله عدواً للمرأة لربما هو بسبب اعتداءه بنفسه كثيراً ولإحساسه – كما تقول نعمات فؤاد – بتفوقه وعصاميته.
“كل صفات الجمال أقرب إلى الأنثى وكل صفات الجلال أقرب إلى الذكر”( ).
وبهذا تريد أن تقول نعمات، أن المرأة معرفة بالطبيعة وأن الرجل معرف بتفوقه على الطبيعة، وبهذا قد لا يكون العقاد في بواكير النهضة عدواً للمرأة بقدر ما كان لديه إحساس بتفوقه العبقري على ضربات الجمال التي يتصدى لها الرجل من كل جانب، من الحاجب الهلالي والشفتين إلى طول القامة ورقة الأنامل وضعف العضلات ولينها وسحر المظهر وعمق الجوهر، إذ أن العقاد كان يحس بعظمته بسبب توحده أيضاً وتفرده الذي أعطاه إيماناً أيضاً بصلابة الرأي وبفحولته وقد تلقى الفيلسوف المسكين كثيراً من الصدمات الأنثوية وتجارب عاطفية محبطة وانتكاسات في الحب، مرةً من “مي زيادة” ومرةً من “هنومة خليل” أو كما يقال عنها أنها النجمة المصرية القديرة، مديحه يسري”. وبهذا يكون العقاد مخالفاً لقوله: وراء كل رجل عظيم امرأة وهذا ما جعله مستهتراً بالمرأة.
كان في بداية حياته محباً للمرأة ومحباً للحياة وكان على اعتقادي محباً للمرأة لأنه أصلاً محبٌ للحياة، وهذا يظهر حين سئل يوماً عن إحساسه وهو يدخل عامه الستين، كيف هو إحساسك”
قال: أحببت الحياة في شبابي كامرأة فاتنةٍ تغريني بزينتها، واليوم أحبها كزوجةٍ تعرف عيوبي وأعرف عيوبها.
وقال يوماً:
أحلى الأيام هي الشباب لأن الشباب هو الحب أما الشيخوخة فإنها تقيم ألف سد وسد بين كل ما يشتهيه الإنسان( ).
وكان يقول العقاد في أيام شبابه: “لا أدري لماذا يحق للرجل أربع زوجات ولا تطمع المرأة في ربع رجل”( ).
كان العقاد معتداً بنفسه وعصاميته، مما جعله مؤمن بالفرد وهذا الأمر جعله يكتب أيضاً سلسلة العبقريات التي ترى أن التغيير في التحولات الاجتماعية ناتج أصلاً عن إرادة الأفراد، وليس للطبقات العامة والمسحوقة. أي دور ، حتى وإن وجدنا في مقالاته شيئاً عن دور الجماعة فإن هذا لا يلغي رأينا به، من أنه اهتم بالفرد سواء بعبقرياته أو بالشخصيات وهذا ناتج أصلاً عن تجربته الطويلة ونجاحه الفردي المنقطع النظير.
ولد العقاد بعد فشل ثورة عرابي 1882م وكان قادة الثورة يُطاردون في كل مكان ، ووجد نفسه في وضع نضالي، وشهد العقاد حزب الأمة عقب حادثة دنشواي ورحيل كرومر 1907م ووفاة قاسم أمين في نفس العام وكان هذا الحزب متشجعاً للتعاون مع أوروبا وأنشأ (الجريدة) التي حررها أحمد لطفي السيد، وشهد انفصال جماعة من حزب الوفد 1922م ونجح في انتخابات 1930 كنائبٍ في البرلمان دون أن تكلفه حملته الانتخابية 11 جنيهاً في الوقت الذي صرف فيه الباشوات مئات الجنيهات لكي يحفلوا بالفوز وكتب في تلك الفترة قصة للسينما( ) وأغنيات للقصة إلا أنها لم تحفل بنجاحٍ لسببٍ مهم وهو أن العقاد شخصية انطوائية غير منخرط بحياة الناس إذ أن الكتابة في هذه الأمور هي بحاجة لإنسان يعيش حياة الناس مثل: بديع خيري، بيرم التونسي وأحمد رامي ولأن الكتابة السينمائية والشعبية تحتاج إلى فنان مبدع يقوم بتوزيع ذاته، لكي يتقمص حياة شخصيات متعددة، يعاني ما تعانيه، فقد فشل العقاد في ذلك لأنه شخصية منظومة في الشعر وغير منثورة، ومتجمعة في (الأنا الأعلى) وغير موزعة إلا على نطاق ضيق فشل كفنان شعبي ونجح كفيلسوف عظيم أحرق دمه كشمعةٍ تحترق لتنير للآخرين الطريق، وعاش رجل فكر وراهب صومعةٍ، جعل في عصر النهضة للأدب قداسة، ومن يدخل منزله يخلع حذاءه على بابه من هيبة ما يرى من كتب وعلم ووقار، عاف بعد مرحلة الشباب العمل النضالي والفكري والشاهد على ذلك قصيدةً لهُ تصور الملل والاكتئاب من القراءة والكتب:
وهذه قصيدة، من قصائد العقاد تصور تشاؤمه من وضع الثقافة والمثقفين:
يا كتبي أشكو ولا أغضــبُ ما أنت من يسمع أو يُعِتــــب
يا كتبي أورثتني حســـرة هيهات لا تنسى ولا تذهــــب
يا كتبي ألبست جلدي الضنى لم يغن عن جلدك ألمـــــذهَبُ
كم ليلةٍ سوداء قضيـــتها سهران حتى أدبر الكوكـــــب
كأنني المح تحت الدجـــى جماجم الموتى بدت تخــــطب
والناس إما غارق في الكرى أو غارق في كأسه يشـــــربُ
أو عاشق وافاه معشـــوقه فنال من دنياه ما يرغــــــبُ
أو سادر يحلم في ليلــــه بيومه الماضي وما يعقـــــبُ
ينتفع المرء بما يقتنــــي وأنت لا جدوى ولا مـــــأربُ
إلا الأحاديث وألا المُـنى وخبرة صاحبها متعـــــــبُ
إذا أراني النور قبحاً فيــا حُسنَ الذي يضمره الغيـــــهب
يا كتبي أين ترى المنــتأى عن اسرٍ أرواحك والمهـــــرب
أنفقت منى ما يضن الــورى به على الله ولم يذنبــــــــوا
من ضوء عيني ومن صحتي سدى ومن وقتي وما اكســـــب
ومن شباب فيك ضيعتـــه فما أنا إلا الفتى الأشيب
لو كنت كالجبار في نقمتــي لكان في النار لها معطــــــبُ
في ذمة الطرس وفي حفظـَه عمري تقضي شطره الا طـــيب
لا رحم الرحمن فيمن مضـى من علَّم العالم أن يكتبـــــــوا
يوم كان للثقافة جلال وبهاء كان رفيقاً للمفكر الكبير سلامة موسى، ولكنه تركه وحيداً واتجه إلى الكتابة السلفية لتحقيق أرباح مالية يستطيع أن يعيش منها بسهولة ويسر، ولم يصحب في زمانه الباشوات والارستقراطيين حتى وإن كانت أحزابهم شعبية، لأن بداخله عظمة أكبر من عظمة القصور والسرايا وحين اختلف العقاد مع حكومة توفيق نسيم التي كان يؤيدها الوفد، حاول الوفد إسقاط العقاد عن طريق إغلاق الصحف والمجلات التي يكتب بها ونجح الوفد وحوصر الفيلسوف في مصدر رزقه وخصوصاً بعد إغلاق “روز اليوسف” فتشرد العظيم وتعرض للإهانة لولا تدخل المحامي: فتحي رضوان الذي دبر له صفقة بيع لكتابه” “سعد زغلول” وقدرة الصفقة الأدبية بـ100 جنيه مع صاحب المكتبة التجارية “مصطفى محمد” وهو الأمر الذي جعله بعد ذلك يبتعد عن القضايا الفكرية ويتجه إلى سلسلة العبقريات وقال في ذلك رجاء النقاش “كانت العبقريات هي الحل الوحيد الذي أخرج العقاد من أزمته.. وكان مستواها عالمي..( )
كان العقاد مفكراً عظيماً يوم عاب على أحمد شوقي قوله:
قبر الوزير تحية وسلاماً
الحلم والمعروف فيك أقاما
وهي قصيدة في رثاء بطرس غالي، فقال العقاد في وقتها:
“إن شوقي غير صادق لأنه لا يبكي الوزير بل يبكي القصر”( ).
وهذا نقد بناء وعظيم لا يصدر إلا عن ناقدٍ له خبرته في علم الاجتماع، وكان مفكراً عظيماً يوم قال: على كل امرأة أن تتعلم كيف تنقش اسم قاسم أمين على منديلها( ) يوم كان قاسم أمين قد كتب عن تحرير المرأة كأول عربي. وهذا دليل أنه لم يكن عدواً للمرأة في شبابه
وكثيرون هم الذين كانت تغيظهم ثقافة العقاد، وفي المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه “أماني ناشد” وبترتيب من “أنيس منصور” وبعد المقابلة كتبت الصحف المصرية أن العقاد سيتقاضى 200 جنيه ووضعت الصحف علامة استفهام بعد الخبر مما أغضب العقاد، فاتصل بالأستاذ أنيس منصور معاتباً وقائلاً:
ما هذا يا مولاني أتستكثرون على رجل مثل العقاد أن يقبض 200 جنيه، وقد قرئ 60.000 ستون ألف كتاب وكتب ستون كتاباً، أتستكثرون عليه 200 جنيه، و (وحده … مفعوصه مثل نجاة) تحصل على مثل هذا المبلغ في عشرة دقائق( ). ولم تقرئ كتاباً واحداً.
إن البلد الذي يستكثر على العقاد مثل هذا المبلغ لهو بلد تافه؟ ومما يؤسف له أن المشروع النهضوي خسر العقاد وعمالقة عصره حين بدأ المد الأخير للحياة النقدية يجتاح حياة الناس، زارته آخر امرأة لبنانية هي وزوجها فقالت عنه: إنه عظيم وفيلسوف ومثقف ولكن هذا لا يعني شيئاً بالنسبة لمهندسة زراعية أو حتى شغالة أو غسالة في مجتمعنا، لقد ترك كتاب النهضة بصماتٍ واضحةٍ في حياتنا دون أن نقدم لهم جميلاً أو عرفاناً في الوقت الذي مسحت به أشرطة فيديو عليها تسجيلات طه حسين والعقاد وسلامة موسى، ليسجل عليها أغنيات عظيمة !! لفلاسفة الزمن السعيد، وقال يوماً، لرجل أراد أن يشتري منه كتباً وقد تأخر عن موعده: يلعن أبو الكتب على أبو ……الخ. علشان فلوسك تتأخر علينا”
ناظر سلامه موسى، في الجامعة المصرية بتنسيق من الشاعر الإنكليزي “كبلنج” وفاز على سلامه موسى بـ 228 صوتاً مقابل 132 صوتاً حصل عليها سلامة موسى، وكان الموضوع متعلق أصلاً بـ “الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقي”( ) ويتبين من ذلك أن العقاد كان يخوض في مسائل فكرية ضخمةٍ وعالقةٍ، ولكن ظروف الحياة بدلت الفيلسوف بسبب إفلاسه من السماسرة وتجار الورق والأفكار وحين أراد سلامة موسى أن يغيظ الملك فؤاد كتب يوم زار برناردشو القاهرة قائلاً: لو كان هذا الرجل طليقاً لوجد برناردشو من يستقبله باسم الأدب المصري كله ولكنه سجين وقد أطلق سراحه بعد 9 شهور( ) من زيارة برنادشو أو أقل وعلى رأي برناردشو القائل: الحياة تسوي بين الناس ولكن الموت وحده يبرز المتفوقين”.
وعلى هذا المبدأ أظهر موت العقاد كل جمالياته واعترف له خصومة قبل أصدقاءه من أنه فيلسوف عظيم، وكاد أن يكون – بنظري – شيوعياً عظيماً أو ماركسياً عربياً وعالمياً، إلا أن تقديسه للفرد حال بينه وبين الاشتراكية التي تلغي الفرد وتركز على الجماعة حالت فردية العقاد بينه وبين المرأة والوظيفة والماركسية، وصفه المفكر العربي الكبير (الطيب تيزيني)( ) من أنه تلفيقي وليس توفيقياً بين الإسلام وبين باقي المذاهب ، وأسدلت الستارة عليه سنة 1964م بعد أكثر من خمسين عاماً عاشها كصالح في ثمود، فارس القلم الذي كتب من دمه حبراً ومن عرقه نضالاً كل ما قدمه له أقرباؤه أنهم أحرقوا وصيته بعد مماته، على ذمة مصطفى أمين.