إبنة الرئيس الأمريكي ترامب ومستشارته لشؤون الرئاسه تملك معمل لصناعة الأحذيه يحمل إسمها ( إيفانكا ترامب ) فتحت هذا المعمل في الصين لرخص العماله الصينيه المستقرة على أرضها , ورغم هذا الرخص هناك تقارير صادمه بثتها وكالات انباء كثيره من بينها الأسوشيتد برس عن إختراقات مهينه لحقوق الإنسان في هذا المعمل , إهانات لفظيه بالكلمات وإهانات جسديه للعمال بضربهم على رؤوسهم بكعوب الأحذيه النسائيه العاليه حتى ينبثق منها الدم بغزاره , وأجور أقل من المعدل المعترف به قانوناً لمستوى الأجور , وإجبار على توقيع إيصالات بتسلم مبالغ كبيره من المال كمنح ومكافآت تتيح لمالكة المعمل التهرب الضريبي , وإخراس العمال عن المطالبه بحقوقهم أو التحدث الى لجان نقابيه وذلك بتهديدهم بإطلاق النار عليهم وقتلهم في حالتي ترك العمل .. أو تقديم شكوى . هذا عن إيفانكا
عن والد إيفانكا .. الذي وعد المواطنين الأمريكان بعلو صوته ب : جوبز .. جوبز .. جوبز
كما وعد بنقل مركز العمل العالمي من الصين الى امريكا متهماً الصينيين بأنهم يسرقون فرص عمل المواطنين الأمريكان عبر وسائل كثيره أهمها التلاعب بالأسعار , فهو في حقيقة الأمر لا يكترث للمواطن الأمريكي إلا بمقدار كونه صوتاً في الإنتخابات , أما عدا ذلك فالمواطن الى الجحيم
نعود الى فضيحة معمل أحذية إيفانكا ترامب وتداعياتها التي أجبرت إيفانكا على سحب معملها من الصين .. فهل تعتقدون أن قانون ترامب الأب سيطبق على مصلحة ترامب الإبنه , فيتم نقل معملها من الصين الى الولايات المتحده لتوفير عدة مئات من فرص العمل لمواطنين أمريكيين ؟
بالطبع لا .. السيده إيفانكا نقلت معملها الى أديس أبابا عاصمة أثيوبيا ( بحثاً عن عماله برخص التراب ) في الصين كانت تشغل العامل 18 ساعه في اليوم وتدفع له أجوراً مقدارها دولار واحد للساعه . في أثيوبيا ستدفع أجوراً مقدارها 20 سنت في الساعه , ال 18 دولار يومياً التي كانت تدفعها الى عامل صيني واحد .. ستدفعها في أثيوبيا الى 5 عمال .. وحين تتشدق وتقول بأن الحذاء إيفانكا ترامب يضاهي بجودته الحذاء الإيطالي .. فلكم أن تقدروا كم ستجمع من أرباح وهذا ليس مهم .. المهم هو أين فرصة عمل المواطن الأمريكي التي ( تبرمك ) بها السيد الوالد ؟ اذا لم تطبقوا القوانين على أنفسكم فكيف ستجبرون الناس على تطبيقها في بلد يدّعي الديمقراطيه ؟؟
ومازلنا في افريقيا .. سأحدثكم عن عالم أحذية ثاني وقع هنا . خلال القرن التاسع عشر تدافعت كل دول أوربا الى إحتلال أجزاء من افريقيا . إندفع الإمبراطور البلجيكي ليوبولد الثاني فإحتل الضفه الشرقيه من الأرض الواقعه على نهر الكونغو وأسس عليها ( الكونغو كينشاسا ) فيما إحتل الجيش الفرنسي الضفه الغربيه الواقعه على النهر وأسس عليها ( الكونغو برازافيل ) بعد نهاية الحرب العالميه الثانيه قامت الولايات المتحده الأمريكيه بحرب شرسه في الكونغو كينشاسا وأجبرت البلجيك على الخروج منها لتتحول الى مستعمرة امريكيه
الكونغو برازافيل كان وضعها مختلفاً . عندما احتل هتلر باريس , نزل الجيش الأمريكي في اوربا لتحرير باريس . شارل ديغول كان ضابط مشاة عمل بمعية رئاسة الجيش الأمريكي كقائد لحرب العصابات التي يشنها الفرنسيون ضد الألمان وكانت تربطه مع الأمريكان علاقات وثيقه . بعد نهاية الحرب عينوه رئيساً لجمهورية فرنسا فإنسحب لهم من جميع مستعمرات فرنسا حول العالم تحت مسمى ( منح المستعمرات إستقلالها ) في الحقيقه هو تسليم يد ليد ( من مستعمر سابق الى مستعمر لاحق ) كل ما بحوزته من أرض وبشر .. الكونغو برازافيل كانت واحده من هذه الدول
ومازلنا في عالم أحذيه .. أثناء وجود الفرنسيين في الكونغو برازافيل زار البلاد رجل فرنسي يدعى ( المسيو سيمون ) فلاحظ أن جميع سكان الكونغو برازافيل يمشون حفاة تماماً , أقدامهم عارية تماماً وتلامس الأرض .. لا تدري كيف تبادر الى ذهنه أنه اذا فتح معملاً لصناعة الأحذيه في هذا البلد فإنه سيجمع ثروة طائله في غضون وقت قصير
حين عاد الى فرنسا بدأ يبحث عن شريك يساعده على تنفيذ هذا المشروع , ولكن ياللخيبه
جميع من يعرفهم قالوا له (( هؤلاء الناس معتادون على السير حفاة ولن تتمكن من إقناعهم بشراء أحذيتك ولهذا سيفشل المشروع )) لم يفكر واحد منهم أن هذا المعمل يمكن أن يصنّع في مكان .. ويبيع في مكان آخر .. جميعهم كانوا يفكرون أن الأحذيه يجب أن تباع عند باب المعمل الذي يصنعها , ولهذا أضاعوا على صاحبهم فرصة من ذهب , عندما نفكر بإيجابيه فكل المردودات إيجابيه , وعندما نفكر في النجاح سننجح , وحين تعتمد على شخص سلبي فإنه سيخذلك كما خذل نفسه من قبل
أثيوبيا اليوم أهم مركز عالمي لصناعة الأحذيه , البلد يملك العماله فقط .. رؤوس الأموال أجنبيه , وأصحاب العمل أجانب , الأحذيه لن يرتديها الأثيوبيون .. بل ستصدر الى جميع دول العالم وتباع بمليارات الدولارات . تراب الدولارات للأثيوبيين .. رغم هذا ففرصة ضئيله للعمل أفضل من لاشيء . وأصحاب رؤوس الأموال مثل إيفانكا وغيرها ستتنامى ملياراتهم على حساب جهد الفقراء .. من قال أن العولمه هي ليست وجه من وجوه العبوديه !!؟؟