يدور كلام كثير الآن حول ما يسمى مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا، السنيور دي ميستورا. خلاصة الجدل، من جميع الفرقاء، هو الشك في جدواها. إذا سئلت رأيي، فأنا أيضا لا أعتقد أن المبعوث الدولي يملك شيئا من مقوّمات الوساطة، وبالتالي، النجاح. والمشكلة أننا لسنا في بداية النزاع، كما أيام وساطة كوفي أنان، ولا في وسطه، كما أيام الأخضر الإبراهيمي، ولا نحن طبعا في نهاياته.
أي أن المسألة تتطلب أكثر من وساطة على حلب وأكثر من أمنيات وتمنيات للأمين العام، وأكثر من كفاءة رجل محايد لا يملك قوة تمثيلية سياسية مثلما كان يملك الجزائري الأخضر الإبراهيمي، كممثل لدولة ذات وزن قومي، ولدول الجامعة في شكل عام.
البدء من حلب، مهزلة. ليس في سوريا كلها نقطة واحدة غير مشتعلة. دمشق مزنرة بالهجمات. الرقة مدمرة. حدود سوريا مع العراق ولبنان والأردن بلا سلطة مركزية. «داعش» تتراجع أو تتجمد ولكن بفعل القوة الأميركية والتحالف، أي خصوم دمشق، فهل سوف يجيرون أي تقدم عليها إلى النظام وروسيا وإيران؟
لا، بل سوف ننتقل إلى مرحلة أخرى من الصراع. وسوف يتشدد الحالم بالانتصار والآمل بالصمود. وتاليا سوف يمضي الجميع في دفع الثمن، خصوصا 20 مليون سوري دون استثناء، وكل على قدر حصته. مجموع لا يطاق.
الحل الوحيد في سوريا، مهما كان صعبا، هو مؤتمر دولي، لا جنيف واحد، ولا اثنان، ولا أربعون. مؤتمر دولي يتفق على طبيعة الحل ويكون قادرا على فرضه، وليس على توصل الأفرقاء، والبحث عن رجال المعارضة بين غازي عنتاب وإسطنبول وباريس ولندن.
السيد دي ميستورا مليء بالنوايا الطيبة وخال من كل الكفاءات المطلوبة في هذه الحال. رجل أرستقراطي، أديب في حرب شرسة. تذكِّرني مهمته بيوم قررت الجامعة (جامعتنا) تكليف وزير خارجية البحرين آنذاك، الشيخ محمد بن مبارك، إبلاغ صدام حسين أن عليه مغادرة العراق. من الناحية النظرية، لم يكن بالإمكان العثور على رجل أكثر أدبا لنقل مثل هذه الرسالة الخطرة. من الناحية العملية، يحجم الشيخ محمد عن تبليغ حاجب مكتبه بأنه بلغ سن التقاعد.
الوسيط الوحيد الذي كان قادرا على إبلاغ الرسائل إلى النظام والمعارضة كان الأخضر الإبراهيمي، العائد من خبرة أفغانستان ولبنان. ولذلك، اضطهده الجميع ودق له الإعلام العربي الدفوف من دون معرفة شيء عن حقيقة عمله.
وعندما مشى، قال لنا ما لم يحب أحد سماعه، أو تصديقه، وهو أننا أمام صومال آخر. وفرصتنا الأخيرة ليست دي ميستورا، بل مؤتمر دولي حقيقي تدخله موسكو من دون عظة بوتين، وأميركا من دون سياسات أوباما التجريبية.
نقلا عن الشرق الاوسط
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** كيف بلع نظام الملالي … الطعم ألإسرائيلي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد … على عقول ألمسلمين **بقلم سرسبيندار السندي
- المسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحيةبقلم صباح ابراهيم
- استقصاء تأثيرات الميثولوجيا الآشورية على ثقافة الأقوام والشعوب والأمم الأخرى.. رأس السنة الأشورية (اكيتو)بقلم مفكر حر
- من يوميات إمرأة حلبجيةبقلم مفكر حر
- اسطورة الإسراء والمعراجبقلم صباح ابراهيم
- الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”بقلم طلال عبدالله الخوري
- ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **بقلم سرسبيندار السندي
- فيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارعبقلم مفكر حر
- ** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **بقلم سرسبيندار السندي
- النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10بقلم علي الكاش
- المجزرة الأخيرة
أحدث التعليقات
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **