سينتصر من يملك حد أدنى من الواقعية السياسية التي تقر بان أميركا سيدة العالم دون شريك

lamaalatasi2يصرح رئيس الوزراء الجزائري ان اربع دول يجب إرضائها ان كنا نود السلام في اي بلد في منطقتنا و هم أميركا و تحت يدها دول ثلاث هم : فرنسا اسرائيل السعودية .. و يسرد بواقعية كيف تمت مواجهة السنوات السود في الجزائر و كيف بارضاء تلك الدول انتصرت الجزائر على الحرب الأهلية و على العنف الممنهج ..
و لكن آنذاك توفرت شروط لارضاء الثلاثي (اسرائيل فرنسا السعودية). حاليا لم تعلمنا أميركا عن الشروط و ما ان كان هناك شروط جديدة غيرها او أطراف اخرى غير الثلاثة…ثم لا بد من الإشارة الى ان هناك أزمة حقيقية تضعنا بها أميركا اذ هي في الواقع لم تحدد لنا مع اي طرف داخلي تود التفاوض النظام ام الاخوان ام السلفيين ام غيرهم من المعارضات.. حيث انه في الواقع السوري يبدو ان الادارة الأميركية لم تحسم امرها فيما بينها باتجاه ما ، و هذا الاتفاق الداخلي مهم لكي تصالح الأطراف السورية فيما بينها فارضة عليها طرف مميز يعد الحليف الأميركي المدلل (هذا ما أثبته لنا تاريخ أميركا مع ديمقراطيات العالم الثالث تفرض و تميز دائما حليف ) او ربما هي لم تجد بعد ضرورة لتصالح تلك الأطراف جديا ..ان المشكلة الحقيقية تكمن بعدم توافق الادارة الأميركية على حل حازم يوقف شلالات الدماء و الدمار .. فكان اوباما محتار و بان كيمون قلق و ما بين الحيرة و القلق تشرد ملايين السوريون و قتل مئات الآلاف و دمرت سوريا .. نضيف لهذا انه لا توجد قيادة واحدة في سوريا حكيمة رشيدة تبحث عن محاورة الأميركان بعمق و جدية و موضوعية واضعة المصلحة السورية العليا فوق مصالحها الفئوية الضيقة و فوق ذاتها.. تلك القيادة المنشودة لو وجدت تقف أمام الأميركان و تقول بحسم كما قال بوتفليقه نريد إنهاء العنف باي ثمن ما هي شروطكم و ترضخ لتلك الشروط مهما كانت ..
العنفوان و الكرامة هم في الوضع السوري شيء لا معنى له و ترف مقرف و وهم كبير خصوصا عندما يكون وجود سوريا و الانتماء لها في خطر .. لم ينتصر الأسد و لم ينتصر احد و سينتصر من يكون قادر بشجاعة ان يتنازل لسوريا عن كل شيء مقابل وحدتها و أمنها و سلامتها، سينتصر من يملك حد أدنى من الواقعية تلك الواقعية السياسية التي تقر بان اسرائيل جزء من أميركا و بان أميركا سيدة العالم دون شريك ممكن و بانه حتى الصين لا قوة لاقتصادها قط ان لم يشتري منها الأميركان منتجاتها و كذلك روسيا بحاجة لاميركا و من هنا اولوية البدء بإقناع القيادة الأميركية باتخاذ قرار لإنهاء الحروب بات ملح..
اما عن امالنا و احلامنا بالديمقراطية و بالحريات فتعالوا اولا نقنع شعبنا بها بأولويتها .. تعالوا نربيه على اللاعنف و ليباشر السوري المتوسط الانسان العادي بالكف عن اعتقاد ان الله يسمح بضرب زوجته و ابنته و اخته او ان الله يبيح القتل و ظلم الضعيف … بعدما تتوقف جرائم الشرف في عقول السوريين مثلا حينها يصبح المواطن السوري أهل للاختيار و الديمقراطية حاليا هناك جزء كبير يعتبر معاق عن الديمقراطية و لا قيمة لقراره في وضعه الراهن بل هو عبئ على العالم حيث حتى في لجوئه يثير حوادث العنف و القتل و الترهيب و الارهاب الفردي .. و اكبر دليل ما تعلنه الصحف عن جرائم فردية يرتكبها اللاجئين السوريون الذين هربوا على حد قولهم من اجل إقامة بلد ديمقراطي فليجيبونا ما هي مؤهلاتهم الديمقراطية

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.