Que personne ne trouve l’énergie de se supprimer s’il ne tourne pas contre lui-même un souhait de mort à l’égard d’une autre personne présente dans son histoire.
Sigmund Freud
***
نكاد نعتبر اليوم الذي لا خبر فيه عن الدم و القتل، يوما أسطوريّا و ربّما لا يعاد مرّة أخرى.
ربّما كان التاريخ الآن ، برعاية “أمريكعالمية أطلسيّة” و بتواطؤ إخواني-وهابي انبطاحي غير مشروط ، يحاول أن يكتب نفسه من جديد ليضيف رقعا جديدة و يمحو أخرى باسم الديمقراطيّة و حقوق الإنسان . ربّما فشل إلى حدّ الآن في بعض الأماكن ولكن مازال في أوج إصراره .وسيلته في ذلك ترصّد أفراد مخصوصين يحملون سمات و حالات نفسيّة مستعدة للمرور إلى الفعل
Le passage à l’acte :
ارتكاب القتل و الجريمة .
إنسانيا و أخلاقيّا، تظلّ الجريمة جريمة و يظلّ القتل قتلا سواء كان ذلك باسم الدين أو تحت وطأة الضغوط النفسية الفرديّة الحادّة.
تجربة القتل تظلّ نفسها، تجربة مشتركة بين مرتكبيها : بين الإرهابي (اغتيال، ذبح ،تفجير…) و القاتل المجرم ( استعمار، إبادة ، إزهاق أرواح …).
لا يسمح لنا المجال للكلام عن كلّ هذه النقاط مجتمعة في مقال واحد .
مبدئيا سيحاول هذا النصّ البحث في سيكولوجيّة القاتل و البحث في تكوين نمط سلوكي عام ، رغم استحالة ذلك منهجيا ، يتحرّك في إطاره القاتل .
***
جريمة القتل هي ما يؤرق المجتمعات الإنسانية لا لفظاعتها فحسب ، بل لكونها تدفع الفرد إلى مواجهة حقيقة طالما أرعبته وحاول نسيانها و تجاهلها: حتميّة الموت .يخبرنا سيغموند فرويد (النمسا ،1856/1939) في كتاباته أنّه لا يوجد عند الإنسان غريزة الاعتقاد بالموت و كلّ إنسان يعتقد في لاوعيه بخلوده . موت الآخر يعتبر حادثة خارجة لا تعنينا و منفصلة عنّا . هذه الإستراتيجية اللاّواعيّة يحملها الإنسان منذ طور “البدائية” إلى يومنا هذا ” إننا في إدراكنا نركن الموت على الرّف و نزيله “.
جريمة القتل هي تذكير لما يحاول الإنسان تجاهله: حتميّة و ضرورة موته. لهذا السبب يُرعب الإنسان رؤية الآخر مقتولا بعد كلّ جريمة.
بكثير من الهلع و الرعب يطرح الانسان السؤال: ما الذي يدفع البعض (القاتل إرهابيا أو مجرما) إلى التخلّي عن إنسانيته و الولوج إلى القتل و الدم ّ بإصرار و دم بارد في أغلب الأحيان ؟
لا يمكن إيجاد أجوبة عامّة و شاملة ترسم النمط
Profil
النفسي و السلوكي للقاتل و تحدّد الأسباب الواعية و اللاّواعية التي تدفعه في لحظة ما و مكان للمرور إلى الفعل
Le passage à l’acte .
كلّ جريمة لديها سياقها النفسي و الاجتماعي الخاصّ و لكلّ قاتل دوافعه ومنطقه النفسي الخاصّ .
جريمة القتل هي مجموع متغيّرات نفسيّة و اجتماعيّة و ثقافيّة ، وبيولوجيّة أيضا عند بعض الباحثين مثل سيزار لامبروزو (ايطاليا ، 1835/1909) .
عن الجريمة و القتل …
تعرّف الجريمة بكونها مخالفة للقانون من خلال أركان ترتكز عليها : الركن القانوني (ذكر الجريمة و تجريمها و تحديد عقوبتها المناسبة) ، الركن المادي (العمل و الاعتداء المادي المحسوس و هو الجانب الموضوعي للجريمة ) ، الركن المعنوي ( الجانب الذاتي للجريمة و هو توجه الفاعل للارتكاب الجريمة بكامل إرادته و قواه العقليّة ) .
الاّ أنّ القوانين و التشريعات القضائية تعتمد في إثبات جريمة القتل على نيّة الفاعل . لذلك قسّمت القتل إلى القتل العمد ، و القتل غير العمد و قتل الخطأ .
(في هذا النصّ نقصد بالقاتل هو مرتكب جريمة القتل العمد )
1. الأسطورة الدينيّة و الأسطورة الأخلاقيّة : جريمة القتل الأولى …
في النصوص الدينيّة المقدّسة كانت جريمة القتل مرافقة لبدايات الخلق و التكوين الإنساني الأوّل ، بل أبعد من ذلك كانت فعلا مؤسّسا لتتشكّل منه و من خلاله كافة القيم الأخلاقيّة و القواعد الاجتماعيّة الإنسانية.
قتل “قابيل” لـ”هابيل ” و قتل ” الأب الأوّل للعشيرة ” ، كما وردت في النص الديني و الأسطوري هما جريمتي القتل الإنساني الأوّل. أصرّت، الأسطورة و خصوصا الدين ، إلى تبرير القتل الأوّل و إيضاح مضمونه و معناه الباطن . القتل كان يحمل معنى “إرشادي” و يملك هدفا غايته التأسيس لمعايير أخلاقيّة و اجتماعيّة-تنظيميّة أكثر منه فعل قتل إجرامي في الظاهر: تنظيم العلاقات الإنسانية داخل العشيرة ، إقامة قوانين (منع و حظر) ، تحديد الممارسات المقبولة و المرفوضة داخل المجموعة ، إنشاء معايير أخلاقية ملزمة للفرد المنتمي، تكوين العادات و السلوكيات الاجتماعيّة الخاصّة بكل قبيلة أو عشيرة …
(لا نعلم لماذا واصلت الأسطورة الدينيّة ،على عكس الأسطورة التاريخيّة ، الاحتفال بجريمة القتل و مواصلة دفاعها عن جرائم قابيل الصحراء العربيّة المسلم و الدفاع عن جرائمه المتواصلة ؟)
2.المدرسة الوضعيّة : الرجل المجرم (سيزار لمبروزو ،1887)…
الأطروحة الرئيسيّة التي دعمتها نتائج أبحاث لمبروزو هي كون فعل الجريمة يرجع الى الاندفاع الخلقي (الخلقي بالمعنى البيولوجي ) الذي يحمله الأفراد مند و لادتهم و يغذيهم فيما بعد و في أطوار عمريّة لاحقة إلى ارتكاب الجريمة .
و ذهب لمبروزو في أبحاثه أبعد من ذلك حيث قدّم من خلال كتابه الرجل المجرم ، الذي أعاد معالجة نظريته في خمس نسخ جرّاء النقد الموجّه لنظريته ، تقسيما لأنواع المجرمين و فئاتهم: مجرم بالولادة ، مجرم بالتعوّد ، مجرم بالجنون ، مجرم بالفرصة/الصدفة ، مجرم بالعاطفة ، المجرم السياسي ، المجرم السيكوباتي.
كما أشار الى أنّ المجرم هو أشبه خُلقا و خلقة إلى النمط البدائي المتوحّش. فالمجرم عموما عند لمبروزو هو مجرم بالوراثة منذ ولادته. واستنادا على أبحاث مخبريّة تشريحيّة لجماجم مجرمين موتى و أحياء قدّم لمبروزو قائمة تضمّ 21 صفة جسديّة معتبرا أنّ من يحمل 5 من الصفات الجسديّة الـ21 ، يخضع للنمط الإجرامي التام و اذا توفّرت ثلاث صفات يمكن اعتباره من النمط الإجرامي الناقص و في حال وجود صفتين و أقلّ فهو بذلك ليس بالخطير
نورد في هذا الجدول اضطرارا ، لنفهم منطق و وجهة نظرلمبروزو ، كامل قائمة الـ21 سمة جسديّة التي وضعها :
طول أو قصر غير اعتيادي | رأس صغير و وجه كبير | جبهة صغيرة و منحدرة |
خطّ شعر متراجع | بثور في الجبهة و الوجه | وجه وعر او عميق التجاويف |
آذان كبيرة ناتئة | ضربات على الرأس و بالأخصّ في المنطقة المهلكة الواقعة فوق الأذن اليسرى | ضربات في مؤخرة الرأس وحول الأذن |
عظام جبهة عالية | حواجب غزيرة تميل للالتقاء فوق الأنف | محاجر واسعة و عيون غائرة |
انف شبيه بالمنقار، أو أنف مسطّح | خطّ فكّ حاد | شفاه ممتلئة ، مع كون الشفة العليا انحف |
أسنان قواطع كبيرة، و أسنان غير اعتياديّة | ذقن صغير أو نحيف | أكتاف منحدرة مع صدر واسع |
اذرع طويلة | أصابع مستدقّة او فطسة | و شم على الجسد |
أغلب الانتقادات التي وجهت لنظرية لمبروزو هي اعتماده على الجوانب البيولوجيّة الخلقيّة و الوراثيّة الصرفة في تحديد المجرم و تجاهله لأثر عامل التربية و التنشئة الاجتماعيّة و الثقافة في تكوين الفرد و إمكانية صدّه عن ارتكاب الجريمة و منعه من القتل .
3.النظريّات السلوكيّة…
لخصت أغلب نتائج أبحاثها للإشارة إلى عامل مهمّ: فاعليّة تأثير المحيط الذي يعيش فيه الفرد في اكتساب سلوكه. بمعنى
أنّ سلوك الجريمة هو عادة مكتسب و منقول من المحيط و من يشاركوننا فيه من الأفراد. حسب كاترين بلاتيي (2010) المحيط الذي يستمدّ منه المجرم مادّته السلوكيّة هو محيط قائم على مفهوم التنازغ و التصارع وما يصاحبهما من مشاعر مؤجّجة على العدوان و العنف و القتل .كا أشارت نفس الباحثة في موضع اخر من كتابها الى أنّ الظاهرة الإجرامية يمكن أن تنتج كأثر لاختلال العلاقات الاجتماعيّة بفعل خلل السلطة و سيطرة جماعة على جماعة و استخدام القانون لتسيطر جماعة على أخرى خدمة لمصالحها .يصبح السلوك الإجرامي من هذه الزاوية نتيجة مباشرة لتأثير “توترات” المحيط على الفرد و اضطراب الجانب العلائقي بينه و بين بقيّة الأفراد تضاف إلى هذه الحالة سلطة قمعيّة تتحكّم فيها المصالح الذاتية او الحزبيّة .
4.المقاربة الطبّ-نفسيّة …
سنعتمد في توضيح هذه المقاربة على مقال علمي لمجموعة من الأطبّاء النفسانيين بعنوان
” Criminologie et psychiatrie” (2002)
. حيث حاول الباحثين من خلال منهج عيادي
(Clinique)
رصد المؤشرات النفسيّة التي يمكن ان تنبأ/تتوقّع
(Prédicteurs)
مسبقا الى فرضيّة توافر ظروف نفسيّة بعينها تقود الفرد و تحوله الى مجرم القاتل :
1.4. أثناء الطفولة : محيط عائلي قاس و مفكّك ، عنف الوالدين و التعرّض لصدمات نفسيّة
Traumatismes
، فقد مبكّر لأحد الأبوين ، تربية “باردة” لامبالية و فشل دراسي ، ميولات وهوس إشعال الحرائق
(Tendances incendiaires)
، تعذيب حيوانات
2.4. السوابق الجنحيّة المبكّرة : الانحراف العدواني المبكّر ، تعدّد التجاوزات خصوصا منها الخطرة ، التعرض لأحكام جنائية جرّاء ارتكاب عنف بدني أو جنسي
3.4.المتّصلة بالجانب الذهني
Mental
:غياب النضج النفسي و المعرفي و الأخلاقي المعياري ، خطاب عدواني ، صعوبة في التعامل والتواصل مع الآخر، سلوكيات إدمان و ميل إلى السلوكيات السيكوباتيّة ، مزاج انفعالي حاد و عنيف ، سلوكيات انفعالية غير متوقّعة
Imprévisible
، فقدان السيطرة ، غياب أحاسيس التعاطف و الشفقة ، هوامات
Fantasmes
عدوانية جنسية و هوس بالنار و الحرائق.
4.4.نمط الحياة و التصرّفات الاجتماعيّة : عدم تأقلم مع العالم المحيط ، بطالة ، دعارة ، إدمان ، حمل أسلحة ،قيادة (درّاجات ،سيارات…) بطريقة متهوّرة و خطرة ، نقد متواصل للمجتمع ، الانتماء لمجموعات منحرفة و إجرامية
5.4.مؤشرات في علاقة بالضحيّة المفترض : القرب الجغرافي و العاطفي مع الضحيّة ، معرفة تامّة بالضحيّة ، التهديدات الكلاميّة و توعّدات العقاب و القتل
6.4.الرعاية النفسيّة و عمليات التأهيل و الإحاطة النفسيّة : فشل متكرّر لعملّيات إعادة التأهيل و الإدماج الاجتماعي و النفسي ، غياب برامج حياتيّة و تطلّعات مستقبليّة ، نظرة سلبية و رافضة لأيّ تدخّل علاجي طبّي أو نفسي ، غياب متكرّر عن حصص العلاج وإعادة التأهيل ، رفض التدخّل العلاجي بأنواعه ، حالة من توتر مع الإطار الطبّي و النفسي المعالج…
7.4.مؤشرات ما قبل القيام بالجريمة : وضعية نفسيّة متأزمة ، حالة ضغط
Stress و قلق Anxiété ،
بوادر الولوج إلى حالة اكتئاب
Dépression ،
أفكار متعلّقة بالانتحار و الموت ، الإفراط في استهلاك الكحول و المواد المخدّرة ، رغبة ملحّة في إيذاء النفس و الآخر
(Sadomasochisme)
، إعداد تصوّرات و مخطّطات للقيام بالعنق و ارتكاب الجريمة.
يمكن لنا ممّا تقدّم أن نفهم عموما الأسباب و الحيثيات التي يمكن ،على سبيل المثال ، أن تدفع بالبعض إلى ركوب الشاحنات لدهس العشرات من الأبرياء.
سواء كان الأمر متعلّقا بجريمة دينيّة إرهابية أو جريمة قتل متعمّدة تدعمها أسباب و معطيات نفسيّة اجتماعيّة فالعمليّة في الحالتين تظلّ قتلا و ما الفرق بينهما في تصوّري إلا أن المجرم الديني يعتبر في جريمته بطولة ما في حين أن القاتل المجرم ينطلق من تصوّر “إحباطي” و عاجز عن مواجهة واقعه و كلّ ماضيه المضطرب .
التجنيد الإرهابي في تقديري يمرّ من خلال رصد هؤلاء الأشخاص المخصوصين و من خلال تطويع الخطاب الديني يمكن فقط إرجاء لحظة القيام بالجريمة لوقت آخر معلوم و مبرمج سلفا كالمناسبات دينيّة المتزامنة لغزوات دينيّة إسلامية قديمة. التجنيد الإرهابي من خلال الخطاب الديني سيرجأ كما المسكّنات حدوث الجريمة ليقرّر فيما بعد زمانها و مكانها .
قراءة أخرى للجريمة…
رغم ما جاء من عمق و دقّة في النظريات المفسّرة للسلوك الإجرامي.فلربّما كان الأمر أقلّ تعقيدا و أسهل فهما حين نأخذ في الحسبان ما يلي : الجريمة هي سلوك يتمثّل في القيام بفعل يعاقب عليه القانون . السلوك بالرجوع إلى تعريف كورت لوين ( ألمانيا ، 1890/1947) هو مجموع المكونات الشخصيّة النفسيّة
Composantes de la personnalité))
في تفاعلها المباشر و الثنائي مع الوضع الراهن أو الظرف أو وضعيّة ما
(Contexte) .
نقدّم المعادلة التاليّة: السلوك = مكوّنات الشخصيّة
X
وضعيّة ما.
في اعتقادنا أنّه و إن كانت مكوّنات الشخصيّة قد تعرضّت لرضّات و صدمات نفسيّة دفعتها لتصبح حاملة لميول عدوانيّة إجرامية كالقتل العمد فذلك لا يعني مرورها مباشرة إلى ارتكاب فعل الجريمة و القتل
criminel Le passage à l’acte
. فالظرف أو الوضعيّة التي يوجد فيها المجرم هو ما سيحدّد ارتكابه القتل من عدمه. توافر مثلا وضعيات معيّنة ، ظروف نفسيّة أو خارجيّة تؤجج في المجرم ما قبل القتل المرور إلى فعل القتل نفسه .
ربّما كانت المتعة بالمفهوم الفرويدي – اللاكاني بما هي تحصيل ما فوق اللّذّة التي تريد موتها في نهاية الأمر ، متعة الجسد في نزوته مع الموت ورغبته فيه ، لا تكون في أوج “اشتعالها” إلاّ حين يكون هناك ظرف ما
Contexte
يزيد في تأجيجها لتدفع بالمجرم إلى تحقيق متعته من خلال القتل.
نجازف أيضا بالقول أن أهم مكوّنات هذا “الظرف ما ” هو ضرورة توافر ثلاثة أزمنة معا ( فتحي بن سلامة ،2015 )
، حينما يكون القتل وحشيّا.الثانية ، إظهار القدرة على كسر و تجاوز كلّ القوانين و الممنوعات . الثالثة، تشريك الأفراد، كمشاهدين، لحفل جريمة القتل أو الدهس…
لن نكون متحاملين أن أشرنا أنّ الخطاب الديني هو أمهر من أستطاع التحكّم و التلاعب كيفما و أينما شاء بالجزء الثاني من المعادلة (السلوك = مكونات الشخصيّة X وضعيّة ما ) ليقيم حفلات قتل جماعيّة مستمدّة من وحي تاريخ صحرائنا العربيّة القاحلة و العاشقة للدّم .
السؤال المأزق …
لماذا أصبح بعض الشباب العربي، بين ثورة و ضحاها، “مجرما” و “قاتلا” ؟
المراجع
سيزار لمبروز
الإنسان المجرم نسخة الكترونيّة باللّغة الفرنسيّة
Les classiques des sciences sociales . .النسخة الرابعة ، 1887.
مريم المفرج (مقال)
مدخل الى علم نفس الاجرامي لكاترين بلاتيي (2010)
Fethi BenSlama
Djihaisme :au-delà du terrorisme, le « Daechisme » , L’Obs (2015) in L’Obs (Paris) , 2625 (26/02/2015)
M.Bénézech , P.Le Bihan , ML.Burgeois
Criminologie et psychiatrie .Encyclopédie Médico-Chirurgicale (37-906-A-10) , 2012