سيعود المسيح,محملا بالبشائر الطيبة والأخبار السارة, سيعود المسيح محملا بالكلمات الهادئة ليريحنا من بصمات الثوار التي أثقلت كاهلنا, سيعود المسيح وسيخلصني أنا شخصيا من هذا العذاب ومن هذه الحياة المقرفة مع الجهال والسحرة والدجالين, سيعود المسيح ومعه بطاقة العودة إلى الجنة, حيث هنالك كل شيء يسير على قدمٍ وساق, سيعود المسيح لينسينا أحزاننا وآلامنا وأوجاعنا ويشفينا من هذا المرض القاتل, سيعود المسيح ليرفع عنا أحمالنا الثقيلة وليخلع عنا الألبسة التي أجبرنا على ارتدائها, سيعود المسيح لينهي لنا هذه المأساة الحزينة, سيعود المسيح ومعه الصليب ليرفعه عاليا, سيعود المسيح ليقرر من منا الذي على خطأ ومن منا الذي على صواب, سيعود المسيح وسنشبع من هذه الحياة وسيلم لنا شملنا بعد أن فرقتنا الأيام والمذاهب والأفكار, سيعود المسيح ليخلصنا من حكم الطغاة وإلى الأبد, سيني لكل واحد منا بيتا صغيرا يضمه مع عائلته, سيؤسس لنا دولة الحب والمستقبل, وسيبني لنا مدنا طويلة وعريضة من الإخاء والمساواة, سيخلص العالم من شروره, وسيخلص الحاقدين من حقدهم, سيزف كل واحد منا إلى عروسه التي يلتصق فيها وإلى الأبد, سيعود المسيح ونحن سنعود معه إلى حياتنا التي بدأها أجدادنا معه, سيعود المسيح ولن يثنيه أحد عن عودته, سيقدم لكل واحد منا كسرة خبز وملعقة أرز, ستشبع بطوننا, وسيروي لنا ظمأنا, سيلتئم شملنا من جديد, وسنجلس أمامه في بيوتنا وسنرتاح جدا وأنا شخصيا سآخذ راحتي في الجلوس وسأجلس وأنا أمد بقدمايا على الأرض وسأجلس على الكرسي مريحا رجلي اليسرى على رجلي اليمنى, سيعود المسيح وسنأخذ راحتنا في كل شيء, وأنا شخصيا سأحكي كل شيء عن كل شيء, سآخذ راحتي في الكلام سأروي له الحكايات الطويلة والأمجاد المجيدة عن الذين صلبوا من بعده على الصليب, سأقول له كل شيء ولن أخاف أحدا, سأذكر له الذين نزفوا من عيونهم ومن قلوبهم, وسأقول له كيف آكل يوميا الخبز المغمس بالدم, سأجعله يشتم في وجهي رائحة الدم والعرق, وسأجعل وجهي وتقاسيمه تحكي عن نعمة المسيحية والبشارة في حياتي, سأتحدث معه عن الجرحى والقتلى والمعذبين في الأرض والسماء.
سيعود المسيح ولن ينتظر بعدها أحد عودته بفارغ الصبر, سيمتلئ هذا المكان بالحكماء وبالرومانسيين, سيعود المسيح من جديد وسيأخذ كل إنسان مكانه الحقيقي, سينتهي زمن الخوف والرعب والفساد الديني, سيبذل المسيح قصارى جهوده ليخلص الإنسان من العبودية لأخيه الإنسان, وسنأكل أنا وإخوتي على صحنٍ واحد, سأمد يدي أمام المسيح دون أن أخجل من أحد لأني سآكل حقي الطبيعي, سنمارس الحياة بشكل طبيعي جدا, سيعود المسيح وسنفرح جدا بعودته, سوف نبني له بيتا صغيرا وسنشتري له حذاء جديدا ولن ندعه يمشي حافي القدمين, سيعود المسيح وستزول دولة الظلام , سيخبر الحاضر منا الغائب وسيأتي الجيران ليشاهدوه في بيتنا , وستأتي الناس من الأماكن البعيدة والقريبة ليشاهدوا لحظة عودته إلينا, سنعمل في ذاك اليوم عرسا شعبيا أو عالميا وسنرقص فيه وسيغمى علينا من شدة الفرح, سيعود المسيح وسنفرح جميعنا بعودته وأنا شخصيا ستدمع عيناي وسأجد في وقتها من يكفكف لي دموعي, سيعود المسيح حتما وفي يده الصليب وسنحمل شارته إلى الكنيسة, سندخل جميعنا في مملكة الرب, وسيجد كل إنسان ما أضاعه من حياته, ولن يندم أحد على معاناته الكثيرة, ستفرح قلوبنا بعودته ولن يحزن أحد, سيعود المسيح ونحن سنعود معه, سنركب خلفه وسيجر الحصان العربة, لن يفلح الأشرار بعد اليوم, سيقدم لنا المسيح بعد عودته قطعة من جسده, سنراه كما نرى أنفسنا ملئ العين وحقيقة شاهدة وسنراه جسدا وروحا وقلبا رقيقا, سيعود المسيح وسيخلصني أنا شخصيا من البكاء الطويل, سيمسك بيدي وسأمسك بيده وسنعبر سويا عالم النور وإلى الأبد, سيعود المسيح وسيفرح الأطفال كثيرا بعودته, وستفرح الأرامل والثكلى والحزانى, سيفجر المسيح ينبوع الحب الذي نبحث عنه في كل مكان, ستنتصر شريعته السماوية, سيقدم نفسه مرة اخرى قربانا للرب, سيخلصنا من طبول الحرب التي تدق على أبوابنا, سينتزع من الشيطان سطوته وسيخرجه من أجساد وقلوب الدجالين, سينتهي الزمن الذي تعذبنا فيه كثيرا, سنتخلص أخيرا من كثرة التعب.
سيعود المسيح وسترتوي الأرض بالماء كما امتلأت بالدماء, وسنصحو على وقع أقدامه بينما تكون أمي مشغولة بإعداد كعكة العيد, ستعود البشارة إلى بيتنا وحارتنا ومدينتنا ودولتنا, سينعم الناس بالأمن والسلام, سيعود المسيح ولن يشرب بعده أحد من دمائنا ولن يأكل بعد عودته أحد من لحومنا, سنحتفظ بلحومنا لأمنا الأرض التي أرضعتنا والتي شهدت على قوة صبرنا وتحملنا,ولن يركب السياسيون على ظهورنا, سيعود المسيح وسنطمئن من بعد عودته على حياتنا ولن نخاف على أطفالنا من أن يأكلهم الذئب وستعود ليلى إلى منزلها وستكون جدتها بانتظارها وسيتزوج قيس من ليلى وجميل من بثينة وسينتشر الحب في البيوت وفي الشوارع وفي الأندية, ستفتح خزائن السماء أبوابها وسيأتي الفرج قريبا , سنفرح كثيرا وسنضحك كثيرا ونكون سعداء جدا في عودته وسنجد من يدغدغ لنا مشاعرنا وسنجد مكانا نصلي فيه ولن نخاف بعدها من أحد, سيعود المسيح وسيفصل بين الدين والسياسة والحماقة, وسيفصل بين الخير والشر…ثقوا بي سيعود المسيح.