مقدمة بقلم اسرة التحرير
ننشر مقال الكاتب نضال نعيسة وهو بوق للنظام واحد عتاة كهنته ومؤدلجيه الذين يعملون بالخفاء ويرتدون ثوب المعارضة ويدعون بأنهم من المغضوب عليهم من قبل النظام, وهذا المقال يؤكد ما توصل اليه رئيس التحرير بمقاتله:|ما هي حقيقة المصالح الروسية في سوريا؟
نضال نعيسة : موقع عرب تايمز
هل هناك تابوهات سياسية مع وجود تهديدات أمنية ووجوديّـة؟ فما هو المانع في أن تكون سوريا عضواً كامل العضوية في الاتحاد الروسي أو أية منظمة إقليمية ودولية أخرى خارج نطاق الجامعة والمجموعة العربية، وهل هذا سينتقص من السيادة والاستقلال السوري وماهي المحظورات السياسية والقانونية والأخلاقية التي تحول دون ذلك؟ وهل حقائق ومعطيات الجغرافيا والتاريخ تقف حائلاً دون ذلك في ظل تهديدات متعددة الأطراف تستهدف سوريا وجودياً وكيانياً من عدة أطرافٍ عربية وإقليمية، فلا شك سيسمح مثل هذا الانضمام والانضواء تحت مظلة منظومات دولية أمنية وعسكرية واستراتيجية تمنح سوريا مناعة سياسية وحصانة ضد أيّة تهديداتٍ محتملة.
وعلى سبيل المثال، لا الحصر، كانت تركيا العثمانية الطورانية المسلمة تتطلع على الدوام للانضمام للاتحاد الأوروبي ومازال ذلك حلماً أثيراً يدغدغ أحلام العدالة والتنمية الإخوانيّ للاحتماء بمظلة النادي الأمني والعسكري والاقتصادي المسيحي الأوروبي، رغم رزمةً كاملة متباينة وتناقضات ثقافية وإيديولوجيّة واستراتيجية وعرقية وحتى جغرافيّة مع أوروبا. ورأينا كيف كان المسؤولون والجنرالات الأتراك يولولون ويهددون باللجوء إلى تفعيل معاهدة الناتو والاحتماء بمظلته لمجرد الزعم بإلقاء قذيفة هاون مفترضة ومفبركة من الأراضي السورية باتجاه الحدود التركية أو لمجرد اقتراب نسور الجو السوري الأبطال من المجال الجويّ التركي وتطلب تدخل الناتو وفق الفقرة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي الذي يقضي بالدفاع والتدخل العسكري عند تعرض أية دولة أو عضو من أعضاء ودول الحلف المذكور لأي اعتداء خارجي. وبالمقابل، وبعيداً عن التشنج والتعصب الايديولوجي والاطروحات والمواقف المسبقة فقد حدثت اختراقات وانهيارات استراتيجية وأمنية عدة في ما يسمى بالجسد العربي في مراحل عديدة من التاريخ الأمني والعسكري الحديث في المنطقة حين وقفت دول عربية ضد دول عربية في صراعها مع إسرائيل وكان آخرها على سبيل المثال لا الحصر عدوان تموز 2006 وغزة 2009 و 2014 ما يجعل التعويل على المنظومة العربية أمراً لا طائل ولا جدوى منه.
وكذلك أيضاً عند قيام ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي الّذي انفصل بذاته و أنشأ عام 1981 منظومة أمنية واستراتيجية وعسكرية خليجية خاصة بدول الخليج الست وقوات تدخل تسمى بدرع الجزيرة العربية من المرتزقة الآسيويين والعرب وبإشراف أطلسي-اسرائيلي لحماية ما يسمى بأمن الخليج والتدخل في النزاعات الإقليمية وقلب الأنظمة ألخ.. وقد برزت في الآونة الأخيرة وفي ضوء التطورات المستجدة على الساحة السورية من قيام الأشقاء الروس بتلبية الطلب الرسمي السوري للتصدي للإرهاب الدولي “الثورة السورية” المستشري في المنطقة وظهور الروس كأصدقاء فاعلين وشجعان وحلفاء لا يشق لهم غبار وأوفياء في دعم سوريا ومساندتها والوقوف بحزم معها وحفظ سيادتها واستقلالها وأمن شعبها ودرء الأخطار الإرهابية التي تتهدّدها، في الوقت الذي تلكأ فيه معظم “الأشقاء العرب” عن مساعدة سوريا وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك ضد الأخطار الخارجية والاعتداءات التي تشهدها سوريا لا بل كان العرب، وعبر جامعتهم، خير عوناً والسبّـاقين ورأس حربة العدوان والتآمر على سوريا ودعم الإرهاب الدولي والإرهابيين وجلب المرتزقة العرب والأجانب “الثوار” من كل أصقاع الأرض لنشر القتل والخراب والدمار في سوريا.
وحقيقةً، لا تقف عوامل الجغرافيا والديموغرافيا والعرق واللغة والانتماء الوطني حائلاً أو مانعاً، ومن منظوراتٍ براغماتية سياسية وحاجات أمنية، دون الانضواء تحت مظلة منظومات أمنيّة واستراتيجية واقتصادية ودولية وقيام تحالفات مع أصدقاء أوفياء كالاتحاد الروسي ومنظمة شنغهاي والبريكس طالما أنها تحقق شيئاً من الحصانة والمناعة السياسية والعسكرية والاقتصادية للبلدان المنضوية تحتها فهذه المنظومات المستحدثة والتي تشكّلت بفعل الضغوط الاستراتيجية والأمنية كالبريكس وشنغهاي تضم بين جناحيها، ورغم التباعد الجغرافي والفروقات القارية الشاسعة، دولاً في أقصى الجنوب مثل جنوب إفريقيا وأقصى الشرق كالصين والهند وأقصى الغرب اللاتيني الأمريكي كالأرجنتين والبرازيل، وأقصى الشمال الأوروبي “السلافي” الروسي.
وللعلم فالاتحاد الروسي يضم أيضاً بين جنباته مزيجاً قومياً وعرقياً وإثنياً ودينياً مختلفاً وحتّى مسلماً كالشيشان وسواها، فما المانع والحال أن تكون سوريا جزءاً من هذا الاتحاد الروسي وهي في قلب الجغرافيا وقلب العالم وقلب التاريخ؟!