سعد الله ونوس ومكرم خوري وحكاية التبرع للانتفاضة
في عام 1995 دعاني المخرج المبدع الصديق ميشيل خليفي لحضور عرض خاص لفيلم حكاية الجواهر الثلاث في مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الاردنية، وكان يرافق المخرج بطل الفيلم الممثل الفلسطيني الكبير مكرم خوري، وحملني الاستاذ مكرم رسالة إلى الأستاذ سعد الله ونوس بأن حقوقه كمؤلف والتي تبلغ بضعة آلاف من الدولارات عن مسرحية الملك هو الملك التي أخرجها مكرم خوري في حيفا جاهزة، وأنها تنتظر أن يستلمها الاستاذ ونوس بأي طريقة يريد.
قلت للأستاذ مكرم خوري لا أظن أن الاستاذ سعد الله يوافق على أخذ المبلغ، فقال لي: أنت انقل له الرسالة وحسب.
حين عدت إلى دمشق جلبت معي للأستاذ سعدالله صور العرض المسرحي “الملك هو الملك” في حيفا، والذي كان يمثل فيه كما أذكر الاستاذ محمد بكري. ونقلت له الرسالة، فضحك ساخراً وقال:
– تريدني أقبض بالشيكل يا تيسير.
قلت له: ناقل الكفر ليس بكافر، ولكنهم يريدون جوابك حول مصير المبلغ؟
فقال من دون تردد: أتبرع به لأسر شهداء الانتفاضة.
تحية لروح الاستاذ سعد الله ونوس الذي تمر اليوم الذكرى 21 لوفاته.