رشف الرضاب وفاكهة الأحباب وسر اللذة في كل باب

الصورة من صفحة كيم كارديشان نشرتها اليوم تظهر حملها

الصورة من صفحة كيم كارديشان نشرتها اليوم تظهر حملها

الصورة مأخوذة من صفحة كيم كارديشيان اليوم تظهر حملها بصبي

العرب اللندنية عمّار المأمون [نشر في 2014\10\14]

كثيرة هي المحاولات التي تسعى إلى توثيق الحياة الجنسية لدى المجتمع العربي قديما، والغوص في النصوص المختلفة له، في محاولة تحديد معالم الثقافة الجنسية والانقلابات والتحولات التي شهدتها حتى وصلت إلى شكلها الحالي. الباحث السوري جورج كدر أخذ على عاتقه هذه المهمة، حيث قام بجمع وتحقيق ومقارنة وتقديم المخطوطات العربية المرتبطة بـ”الباه وفنونه” في محاولة لتوثيق وتفنيد الظاهرة الجنسية.

صدرت حتى الآن سبعة كتب عن “مكتبة الجنس في حياة العرب” عن دار “أطلس للنشر”، و دار “الفرات للتوزيع” ببيروت، بدأت السلسلة بالصدور منذ عام 2011 ومازالت مستمرة حتى الآن، وهي فرصة نيّرة سواء للعامة أو المختصين في دراسة هذه الظاهرة والاطلاع عليها حيث توفّر كمّ كبير من المعلومات والنصوص المرتبطة بالفعل الجنسي.

إشكالية اللفظ

في الكتاب المعنون بـ”نون الصريح المدفون”، يبدأ جورج كدر بمناقشة اللفظة الأشهر لفعل النكاح والمؤلفة من ثلاثة أحرف تبدأ بنون -يتعذر ذكرها لفحش معناها-، حيث يناقش تاريخ هذه اللفظة والنصوص التي وردت ضمنها منذ نقوش ثمود مرورا بالآرامية ثم المعاجم العربية ويناقش تحول هذه اللفظة إلى كلمة “نكاح”، ثم يشرح ارتباطها بالخصب ثم الحوادث التي ارتبطت بهذه الكلمة مثل “مسيلمة وسجاح” ودور هذا اللفظ/ الفعل في توطيد عناصر النبوة الكاذبة.

يشير المؤلف، في منهجية بحثه، إلى أنه يسعى إلى تفكيك الخشية المحيطة باللفظ ثم الانتقال إلى المعنى، لكن الاطلاع على الكتاب يبرز تصورين رئيسيين، فالقسم الأول من الكتاب يحوي تحليلات الباحث والوثائق التي جمعها والمدعومة بالآراء، ثم ينتقل إلى توثيق لفظ الكلمة في الأدب الإسلامي، وفي ديوان العرب ثم لفظها في بعض المؤلفات العربية والأمثال الشعبية.

كدر لم يلجأ إلى التفكيكية كمنهج بحثي/ نقدي لدراسة “أثر” اللفظة، ولعل اللبس نشأ من اختيار المؤلف لكلمة تفكيك دون استخدام أدوات جاك دريدا البحثية أو منهجه، لكن هذا لا ينفي الجهود المبذولة في جمع الأبيات الشعرية والاطلاع على المخطوطات والكتب وتدقيق ما ورد فيها.

رائد الأيروتيكية العربية

يعتبر العلامة جلال الدين السيوطي من أكثر من اهتموا بالحياة الجنسية لدى العرب وله العديد من المؤلفات في هذا المجال إلى جانب عمله في الفقه والتفسير، جورج كدر يفرد ثلاثة مؤلفات بعنوان “فن النكاح في تراث شيخ الإسلام جلال الدين السيوطي” للحديث عن نتاج السيوطي وجمعه وتدقيقه، حيث يتحدث في المجلد الأول عن حياة السيوطي وأثره في الظاهرة الجنسانية العربية ويثير بعض نقاط الجدل حوله، كما يبيّن دوره في الدفاع عن المرأة وخلق التوازن بين الدين والشهوة والوقوف في وجه الفحش الذي انتشر في المجتمع وبالأخص المتعلق باختلاط الشبان بالشابات ومظاهر الشذوذ التي انتشرت في تلك الحقبة. وعن أسلوب جمع البيانات فقد عمد كدر إلى البحث في المكتبات الرقميّة ومقارنتها بالأصول الورقية في المخطوطات مستفيدا من إنجازات التكنولوجيا الحديثة للتبحر في تراث السيوطي ضمن ثلاثة مجلدات تشمل أغلب ما ألفه السيوطي في هذا المجال، حيث جمعها وبوبها وسهّل على الباحث فيها.

ويفرد كدر كتابا تتشابه نصوصه بين كتاب ألّفه السيوطي وكتاب ألّفه محمد قطب الدين الأزنيقي، فاختار جمع المؤلَفين في كتاب بعنوان “نزهة المتأمل ومرشد المتأهل”، حيث يشير إلى أماكن التشابه والاختلاف بين الكتابين وما تفرّد به كل منهما.السيوطي من أكثر من اهتموا بالحياة الجنسية لدى العرب

الكتاب يستعرض أحاديث عن نصائح للمقبلين على الزواج وأساليب استجداء اللذة وخلقها وما يفيد أثناء الجماع وما يضرّ، وبالرغم من التشويه الذي تعرضت له نسختا الكتاب إلا أن كدر تمكن من جمعهما في توليفة متقنة مليئة بأساليب فنية يقدم فيها الكاتبان الأصليان مقاربة بين علم الفقه والحديث وبين علم الباه في سبيل إيجاد دليل إلى علم الأسرار الزوجية وأصولها.

سقيفة الشهوات

يفرد كدر أيضا كتابا لمخطوط موجود في المكتبة الظاهرية في دمشق بعنوان “رشف الرضاب وفاكهة الأحباب” لمؤلفه محمد راجي الحلبي الساعاتي، وهو كتاب طُلب من الساعاتي تأليفه لتسلية الخلان في المجالس، فنلاحظ فيه اللغة العامية وابتذال الألفاظ، بالرغم من الغموض الذي يدور عن زمن تأليف الكتاب وضرورة مقارنته بالمراجع التي اعتمدها لمحاولة تحديد زمن تأليفه، يلاحظ أن الكتاب لا يرتقي إلى مستوى كتب السيوطي، كما أنه يحتوي على اقتباسات وتناصات مع كتب الباه الأخرى المشهورة في التراث العربي والتي أشار إليها كدر أثناء تحقيق المخطوط.

أكثر الكتب إمتاعا وذو صبغة مشوّقة هو “سقيفة حُبَّى”، فحُبَّى أو حواء أم البشر هي الشخصية التي ذكرت في كتب التراث بوصفها معلّمة وناصحة في شؤون الجماع والباه، يعمل كدر على جمع المرويات التي دارت حولها وما نقلته من تعاليم، ورغم الغموض المحيط بحياتها وميلادها وعصرها، يمكن الجزم بأنها عاشت في مرحلة ما بين الجاهلية والإسلام في يثرب/ المدينة المنورة.

وقد زار سقيفتها العديد من الشخصيات العامة والصحابة وغيرهم، إذ ذاع صيتها في كتب التراث وقد عمل كدر على جمع أخبارها وتصنيفها وذكر الأمثال التي ترافقت مع اسمها بالإضافة إلى عوائدها و طرائفها وبعض العادات التي تحدثت عنها.

This entry was posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.