رسالة الى شعب العراق الابي

ايها الشعب العراقي البطل ، غدا تتقدم للامتحان ، وفي الامتحان يكرم المرء او يهان . لقد اقتربت الانتخابات البرلمانية الجديدة ، فالحذر ان تعيد انتخاب الفاسدين واللصوص والسراق من جديد ، بعد سبات طويل وتخدير عميق باسم الدين .
لا تجدد انتخاب من انتخبتهم انت بنفسك سابقا و اذاقوك المر والحروب والمجاعة ، بعد ان خدّرك اصحاب العمائم بالافيون القوي الذي لا تستفيق منه الا بعد سنوات من النوم الطويل والجوع والحرمان ، بعد ان شردوك وهجروك من بيوتك الامنة واسكنوك الخيام والكرفانات في مواسم الشتاء االبارد والصيف اللاهب الذي لا يرحم ، وشربت من مياه السواقي النتنة ، حتى سرى الجرب والقمل والبعوض والذباب بين الشعر والجلد . وجعلوك تأكل من مزابل القمامة .
هذا يومك ايها العراقي الذي عُرفَت سابقا بأنك من اباة الضيم والذي يردد هيهات منا الذلة ، ولكنك ايها الشعب طيلة السنين الماضية خضعت للذلة تحت حكم الاحزاب الدينية والاسلام السياسي . لقد وضعت بيضك كله في سلتنهم املا انهم سيرفعون عنك المظلومية والذل والجوع والفقر وسيعالجون المرض والامية ، وستلغى البطاقة التموينية التي اصبحتَ اسيرا لها في طعامك وغذائك .
وعدك اصحاب العمائم السوداء والبيضاء والعلمانيون الافندية والسياسيون الجدد برفع مستوى المعيشة ، وسيجعلون بغداد انظف من باريس وستوكهولم . وستأكل زبدا وعسلا كل صباح . وسيلتهم اطفالك النستلة في فترة الاستراحة بين الدروس .
لقد تولى حكم العراق الجهلة والاميون في فن السياسة ، جلس على عرش العراق من كان يبيع السبح والمحابس ذات الاحجار الزرقاء والحمراء التي تدفع الحسد وتجلب الحظ والسعادة في بسطيات على ارض السيدة زينب بسوريا. من كان يحلم ان يصبح مدير مدرسة لا غير ، اصبح رئيس وزراء لمجموعة من اللصوص والمنتفعين والعملاء .
صبرت واستكنت ايها الشعب المسكين ، سنوات عجاف مرت عليك وانت تعيد انتخاب اللصوص والسراق باصرار وبدفع وتشجيع بعض المرجعيات الدينية واصحاب الفتاوى المؤتمرين بحكم وتعليمات اصحاب ولاية الفقيه من خلف الحدود
الى متى تبقى في سبات اهل الكهف ايها الشعب ، وتصرخ يوميا هيهات منا الذلة !!
وانت غارق في بحار الذلة والمهانة . تطوعت دفاعا من اجل الوطن بمئات الالآف ، ودفعت دماء شبابك رخيصة في ساحات الوغى ضد داعش وفي المعتقلات وسجون المالكي، ولكنك تخشى مواجهة الحكام واللصوص الذين يسرقون خيراتك وثرواتك ويقتلون ابناءك وبناتك . حتى افقروك وهجروك وقتلوا من ابناءك الالاف بمفخخات واحزمة ناسفة في الشوارع والاسواق ومجالس العزاء ، وانت ساكت . الى متى تبقى صامتا راضخا صابرا ؟
جاء السياسيون الذين حكموا باسمك من خارج الحدود وهم حفاة عراة لا يملكون تسديد ايجار شقة صغيرة في بلد المهجر . واصبحوا يملكون ملايين ومليارات الدولارات في بنوك العالم وانت راض وساكت . متى تثور على الظلم والسرقات لاموالك وثروات بلادك وتطالب بكرامتك ؟
ان غدا لناضره قريب ، اخرجوا للشوارع ايها الشعب شيبا وشبانا ، نساء ورجالا ،
عمالا وموظفين ، طلابا واساتذة ، طالبوا الحكومة بعزل ومحاكمة الفاسدين واحالتهم للقضاء ، طالبوا بفضح السراق واللصوص وطردهم من مناصبهم ، طالبوا بتخفيض رواتب المسؤولين اصحاب الكروش المنتفخة والعروش العالية ، ومساواتهم برواتب الموظفين بجدول رواتب يساوي بين العراقيين كما اقر ذلك الدستور . طالبوا بتنظيف القضاء من المرتشين والمنتفعين والمتخاذلين . طالبوا باستغلال ثروات البلاد، بتقديم الخدمات للشعب وتقنين المصروفات والايفادات والحفلات تحت رقابة مالية صارمة ، ووضع قوانين تقطع يد السراق واللصوص ليكونوا عبرة لغيرهم .
ارفعوا صور الفاسدين عاليا لفضحهم امام الشعب ، انشدوا الاهازيج الشعبية التي تفضح الفاسدين وتطالب بحقوقكم .
اثبتوا للعالم اجمع انكم شعب حي لبلد الحضارات في وادي الرافدين ، وليس مجرد اغنام معدة للذبح تربى في حضيرة اصحاب الكروش والعروش .
لقد اقتربت الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافضات من جديد ، والطامعون بالمناصب والمكاسب يتكتلون و يتحزبون للوصول الى اموال الشعب ليعيدوا تاريخ السرقات والفساد وبنفس الوجوه الكالحة . فاحذر يا شعب العراق من انتخاب اللصوص و القتلة و سراق المال العام و الفاسدين من جديد وتعيد لك الذلة والمهانة بنفسك وبرغبتك باعادة انتخاب الفاسدين .
صباح ابراهيم

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.