رد على تساءلات د. وفاء سلطان ومقاله { هل يصلح الدهر … ماأفسده ألإسلام } ؟ 3

سرسبيندار السندي

ردي على مقال الدكتورة وفاء سلطان ( هل يصلح الدهر … ما أفسده ألإسلام ) الجزء الثالث والأخير ، مع خالص شكري وإمتناني لك ياسيدتي المتألقة دائما ؟

 قلت ( النقطة التي أريد الوصول اليها هي أن الانسان مجهز بقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب ، ومهما اضطربت ملكاته العقلية يفترض أن يتمتع ولو بالحد الادنىمن تلك القدرة هذه القدرة حمته من الاندثار وساعدته على استمرار البقاء ) ؟

 الجواب : السؤال هنا من أين أتى هذا ألإنسان بهذا ألإفتراض ليميز بين الخطأ والصواب ، أليس هذا ألإفتراض الذي تفترضينه يسمى بمفهوم ألعامة ولا أقول الدين الضمير ، فالمجتمعات التي تموت فيها الضمائر يكون قد سبقها فساد ألقيم والأخلاق فيها والعكس صحيح ، وهذا ألأفتراض ( الضمير ) هو ما أودعه الخالق في خلقيته العاقلة منذ ألأزل لإستمرار بقائها من خلال تعاونها مع بضعها طائعة أو مكرهة أحيانا ؟

 قلت (التربية هي التي تساهم في تحديد آفاق الفكر ، عندما تحرر الانسان وخصوصا في مراحل عمره الأولى من بعض القيود التي تفرضها التربية تكون قد ساهمت فيإتساع افقه ؟

 الجواب : كلام سليم وعلمي ، ولكن إذا إستمر تحرر ألإنسان من كل قيوده (الضوابط ) مع إستمرار نموه فقد تقوده تلك الحرية إلى إنزلاقات لاتحمد عقباها { كالجرائم بأنواعها } وهذا مايحدث للكثير من شباب اليوم خاصة في الغرب بسبب سوء إستغلالهم لتلك الحرية ، وهذا مايقره علم الإجتماع والجريمة ؟

 قلت : الدين، أيّ دين ، من أكثر المصادر التربوية قمعا للانسان لأنه ألغى مبدأالاحتمالات وقفل العقل داخل علبة سردين ، أتى بما أطلق عليه “حقائق الهية” ورفض التشكيكبصحتها أو مجرد السؤال عن احتمالات اخرى تبدو اكثر منطقيّة ؟

 الجواب : أستطيع القول أن من يضعون كل ألأديان في سلة واحدة ليسو بمنصفين ، وأستطيع القول وبكل ثقة أن مثل هذا ألأمر لايوجد في المسيحية ، وإن كان بعض ما قلته في اليهودية فتلك كانت فترة رضاعة البشر للإيمان بدليل تعامل ألله معهم مباشرة ، ورغم ذالك ليست الصورة بتلك السوداوية التي تتصورينها حتى فيها ، فالعلة في البشر وليست في الكتب بديل توبيخات أنبياء العهد القديم لشعبهم ومنهم نبي ألله هوشع في 6:4 { هلك شعبي من عدم المعرفة } وهذا القول قد قيل قبل أكثر من 730عام قبل الميلاد كماقال { شعب لايعقل يهلك } أما شريعته العين بالعين والسن بالسن التي كانت سائدة وقتها لم يكن يطبقها الشخص المعتدى عليه نفسه أو ذويه بل كان يتم ذالك من خلال قضاة وحكام ، بدليل أن ألله فرض عليهم 6 مدن سميت بمدن اللجوء 3 في الضفة الغربية الحالية و 3 في الضفة الشرقية ، كان يلتجئ إليها من إرتكب جريمة أو إثما ليتجنب بطش ذوي المعتدى عليه بالخطأ أو بالعمد ؟

 أما في المسيحية ( العهد الجديد ) فخير دليل أقوال السيد المسيح حيث قال { فتشو الكتب التي تضنون أن لكم فيها حياة فهى تخبر عني }و{ إمتحنو كل روح } أي لم يقل لهم أسلم تسلم أو أن تدفعو الجزية وأنتم صاغرون ، حتى شعب العهد القديم لم يكن يؤمن بتلك السهولة التي قد يتصورها البعض فلقد كان كثير الشك والتذمر رغم كل تلك المعجزات والأيات ، حتى نبي ألله موسى إمتحن ألله عندما ظهر له في العليقة المشتعلى فقال له { من أنت حتى أقول لشعبي } وكذالك طلب منه علامة تدعم كلمته وعهده معه عندما طلب ألله منه الذهاب لفرعون ؟

 قلت ( درجة الابداع لدى أي شعب تقيس درجة تحرره من كابوس الأديانفالأديان تحكم إتباعها بالتخويف ، والإسلام يملك من هذا السلاح حصة الاسد ، لا يمكن أن يبدعانسان تحت وطأة الخوف ، وكلّما اشتدت تلك الوطأة كلما قلّ ابداعه ؟

 الجواب : كلامك صحيح جدا ، ولكن هل تعلمين ياسيدتي الفاضلة كم مرة قال السيد المسيح لأتباعه لاتخافو في أناجيل رسله ألأربعة { 366 } مرة قالها بعدد أيام السنة ، فلولا تحرر حواريه وأتباعه من عقدة الخوف لما إستطاعو أن يفتنو المسكونة كلها مبشرين بإسمه وهم عزل من كل شئ عدا من سيف الكلمة ، ولما إستشهدو بالألاف فرحين وخلدو ، فهل بعد ألأن تستطيعين أن تتهمي المسيحية بتخويف أبنائها ، فلو نزع أتباع المسيح الحقيقيين الرحمة والمحبة من قلوبهم ونفوسهم لفتكو بأعدائهم في لحظات كما يفعل اليوم غيورهم ؟

 أما بالنسبة للإسلام فتلك حقيقة مرة كالعقلم ولايستطيع نكرانها المسلم المنصف ، فهو لم يمتلك حصة ألأسد فقط في إرهاب الناس بل إمتلك حصة كل الحيوانات والبشرية كلها ؟

 وفعلا عندما يتحرر ألإنسان من خوفه ومن كوابيسه ينطلق كالشلال الهادر مزيحا من أمامه كل المعوقات ، فالخوف ليس وراثة بقدر ماهو صفة يكتسبها ألإنسان من محيطه من خلا ألأخروين عن طريق الدين أولا ثم التربية ؟

 قلت (معظم الاديان إن لم يكن كلّها، تتوعد أتباعها بالعقاب في الآخرة إن هم تجاوزوا تعاليمها وقيمها في الحياة الدنيا ؟

 الجواب : إذا كانت نواميس البشر الوضعية تفرض العقوبات ياسيدتي ، فما بالك بنواميس ألله ، هل تريدين من نواميس ألله أن تكرم المجرمين واللصوص والقتلة ، وهم يعرفون مسبقا أثمان جرائمهم ؟

 قلت ( ألاسلام يتوعد أتباعه في الآخرة ويعاقبهم في الدنيا بالقتل ، ويبقى الخوف من القتل أشد وابشع اشكال الخوف واكثرها قدرة على قتل موهبة الابداع ؟

 الجواب : ألإسلام في قناعتي ليس مشكلة لأن لكل مشكلة حل ، بل قناعتي أنه لعنة حلت على البشرية مسلميها قبل غيرهم ، فالإله الذي يناقض نفسه في ليلة وضحايا يستحيل أن يكون إله { لو شاء ربك لأمن من في ألأرض كلهم جميعا.أفأنت تكره الناس حتى يكونو مؤمنين } يونس : 99 ؟

 ، ثم يناقض قوله فيقول { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَايَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون } التوبة 29) ؟

 والإله الذي يرضي شهوات نبيه بأيات منزلات كثيرة ، ويحرمها على أتباعه يستحيل أن يكون إله ؟

 نعم الخوف من القتل أشد وأبشع أنواع الخوف وتلك حقيقة ، وهذا الخوف ليس من حق بشر أن يزعه في أخيه مهما كانت التبريرات خاصةضد أشخاص مسالمين أبرياء ، لاناقة لهم بدين محمد أو بعير بدين عيسى وموسى وباقي ألأنبياء ؟

 قلت (عندما يتحرر الانسان من خوفه ستزداد خياراته وسيجد في قاموسه ملايينالمسميات للطخة الدائرية …. ألخ ؟

 الجواب : كلامك هذا في الصميم أيضا ولايختلف عليه عاقلان ، فدوائر بركة الماء الراكدة تتمدد إلى مالانهاية عندما تضربينها بحجر حتى تختفي ؟

 قلت (يمتلك الانسان مطلق الحرية في أن يؤمن بالله أو لا يؤمن ، ولكن عندما يؤمن يجب أن يكون مسؤولا عن تحديد هوية وطبيعة ذلك الـ “الله” ؟

 الجواب : كان ألأجدر بك أن تقولي ( يجب ) أن يمتلك ألإنسان مطلق الحرية في أن يؤمن بألله أو لايؤمن ، لأن في ألإسلام ليس هنالك خيار (من بدل دينه فاقتلوه) وهذا حديث صحيح ، وبشهادة ألأيات أيضا { مَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } أل عمران 58 ، والمائدة : 86 يقول نفس هذا ألإله {…. وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } إذن أي أية نصدق ، وفي غيرها يقول { إلهنا وإلهكم واحد } والسؤال كيف يكون إله محمد وإله ألأخرين واحد وفي نفس الوقت يأمر محمد بقتلهم أو دفع الجزية وهم صاغرون ؟

 نعم فعندما يؤمن إنسان ما بدين عليه ألإيمان بأوصاف إله ذالك الدين ، لأن ذالك الدينمن يحدد ويوصف إلهه ، وهنا ليست المسألة شخصية بقدر ماهى مسألة إيمانية تنبع من جوهر ذالك الدين ؟

 قلت (يؤمن الانسان بالله تسليما ، ولكن يحدد هويته وطبيعته عقليّا ، فالعقللا يستطيع أن ينفي أو ثبت وجود الله ، لكنّه حكما يستطيع أن يقبل أو يرفضمعالم هويته وطبيعته ، ليست الخطورة في أن لا نؤمن ، ولكن الخطورة في طبيعة ما نؤمن به ، أفضل من استطاع شرح تلك الفكرة كان العالم الفيزيائي صاحب جائزة نوبل

 Laureate Steven

 عندما قال ( نستطيع أن نجد اناسا صالحين وآخرين شريرين بين المتدينين وغير المتدينين ، ولكن يحتاج الرجل الصالح الى دين كي يستطيع أن يمارس الشر؟

 الجواب : العالم هذا حر في مايقوله ومايعتقده ، وهذه الحرية أتته من إيمان مجتمعه في حقه في الحياة وفي قول مايعتقده مادام لا يسبب به ضررا لمجتمعه ، وما دام لأخيه عقل يميز بين الصالح والطالح في كلامه ، ولكن هل أنت حرة في قول ماتشائين في مجتمع إسلامي ومنذ 1433 ولليوم ، الجواب بالتأكيد كلا وبدليل واقع اليوم والتاريخ ، كيف ونحن في القرن21 ؟

 أما قوله بأن الرجل الصالح يحتاج إلى دين لكي يستطيع أن يمارس شره ، فهذا ليس صحيحا بالنسبة للمسيحية بدليل { لو أن ألإنسان المسيحي الحقيقي لو تعمق في دينه لصار قديسا } بعكس ألإنسان المسلم { لو تعمق حقا في دينه لصار إرهابيا } بشهادة الواقع والتاريخ أيضا ؟

 قلت ( لماذا يستطيع الدين أن يدفع الناس الطيّبين الى القيام بأعمال شريرة ؟

 الجواب : المفروض أن تقولي كيف يعقل لدين أن يدفع الناس الطيبين للقيام بأعمال شريرة وتحددي الدين المقصود ، لأنه لايعقل أن تلقي تهمة عامة على دين يقول معلمه { إفعلو بالناس … ماتحبون أن يفعلوه بكم ، وأحبو أعدائكم ، وأحسنو لمبغضيكم ، وصلو من أجل الذين يظطهدونكم } وحتى الشرائع اليهودية التي كانت توصي العين بالعين والسن بالسن كانت تقول أيضا { بأنه إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فإسقه } و{ إن تاه ثوره أو حماره فإلى حقله أو بيته أرشده } فهل في ألإسلام مثل هذا الفكر السامي وهو قبل ألإسلام بأكثر من 2300 عام ؟

 قلت 🙁 لأنه وحده يستطيع أن يخبّئ الشيطان تحت عباءة الله ، فهو الذيخلق الله وهو الذي خلق الشيطان وهو وحده الذي يستطيع أن يخلط بينهما، أبشع الشرور التيإرتكبت بحق البشرية كانت تلك التي ارتكبها الدين ؟

 الجواب : هذا أيضا ليس صحيحا بالمطلق ، فهناك المئات من الحروب التي حدثت عبر التاريخ لاعلاقة لها بالدين بقدر علاقتها بالسلب والنهب والغنائم والتوسع لإنشاء إمبراطوريات ، وأقربها إلى واقعنا غزوات المغول والتتار ، والإسلام بالحقيقة لم يأتي بدين ، بل جعل من دين صنعه مطية لتبرير تلك الغزوات والحروب ، فلو كانت غاية محمد الدين حقا لما خير الناس بين الجزية والله ؟

 على ما أعتقده أنك تقصدين الدين في سؤالك ، وهذا ليس صحيحا لافي اليهودية ولا في المسيحية بدليل أن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لم يأمرو أتباعهم بنشر دينهم بالسيف والحروب ، كما عرى أخطاء كل أنبيائه وبالتفصيل ، كما أدان سلوكهم وأخطائهم لأنهم بشر غير معصومين وكما قال الكتاب { الكل قد زاغو وفسدو … وأعوزهم مجد ألله }والدين الوحيد ألذي أخفى الشيطان في طياته هو ألإسلام ، بدليل سورة الجان ، وأيات قرأنه وسلوك نبيه وأتباعه ورغم ذالك قال عنه إلهه { إنك لعلى خلق عظيم } النبي الذي قال عنه المسلمين أنه أشرف خلق ألله وحتى أشرف من الملائكة وسيد المرسلين وخاتم النبيين ، والمصيبة أن هذا النبي الذي كان يوزع الجنة على أصحابه مجانا أيام غزواته لم يكن يعرف نفسه مصيره ، بدليل الحديث عن أبي هريرة (رض) قال : قال رسول ألله (ص) { أنه لنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِهِ ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ، قال: ولا أنا إلا أن يتغمَّدني الله برحمته } 338 رواه مسلم ، وبدليل القرأن { وإن منكم إلا واردها . كان على ربك حتماً مقضيا . ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فبها جثيا ) مريم : 71 ـ 72

 ******

 قلت ( ليست الخطورة في أن لا نؤمن بالله ، فالانسان الذي يملك عقلا لا يحتاج الى الايمان بالله كي يكون مستقيما شريفا مسالما ومنتجا ، ولكن الخطورة تكمن عندمانؤمن بالله ولا نضع هذا الله على طاولة المشرحة أو تحت عدسة المجهر ؟

 الجواب : الخطورة الوحيدة في عدم إيمان شخص ما بألله ، تكمن بمفاجأته بوجود ألله بعد موته ، وفي إعتقادي ألإنسان العاقل من لايقامر

بأبديته ، أما إيمان شخص ما يدعي العقل بإله دون تشريحه فالخطورة أكثر بالتأكيد من عدم إيمانه ، لأنه قد يكون يتبع شيطان وليس إله حنان ، والسؤال هنا كيف سنعرفهم ، بكل بساطة من أقوله وأفعاله وسلوك أتباعه ؟

 قلت (لم اسمع في حياتي بأن مجزرة قد حدثت في تاريخ البشرية على ايدي اناس يدافعون عن ايمانهم بعدم ايمانهم بوجود الله. لكنّ اكثر المجازر في العالموافظعها ارتكبت على ايدي من يؤمن بالله ويدّعي بأنه يدافع عن هذا الله ؟

 الجواب : ألم تسمعي بالذين قتلهم الشيوعيون في ألإتحاد السوفيي من المسيحيين وكم الكنائس التي هدموها وفجروها ، ألم تسمعي بالذين قتلهم الشيوعيين في الصين وفي كمبوديا( الخمير الحمر) وفي فيتنام والكوريتين لالسبب إلا لأنهم كانو يؤمنون بألهتهم ، ولم يشاءو ألإيمان بالشيوعية وبأفكارها، ومنهم من كانو يعبدون ألله ، فهل كانت حرب هتلر دفاعا عن ألله أو الكنيسة ، أم كانت دفاعها عن أفكاره المجنونه ، ألم يجعل من ألمانيا دمية في لباس ماركس ؟

 نعم كانت هناك حروب بشعة إرتكبت باسم ألله ولازالت ترتكب ، ولقد قالها السيد المسيح قبل أكثر من ألفي عام لأتباعه في يوحنا 16 { ستأتي ساعة سيظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم لله قربانا } لذا فمن يدافعون عن ألله بالحروب والغزوات ليسو بأكثر من دجالين ومنافقين فالإله الذي يدافع عنه بشر تبا له ويستحيل أن يكون إله ، بل هو تصنيع عسكري كما يقول العراقيين ؟

 قلت( لقد انتقصت الأديان جميعها من كمالية الله، ولكن وصل انتقاص الاسلاملتلك الكمالية حدا انقلبت عنده المفاهيم وخرجت الحياة عن خط سيرها الطبيعي ، فاختلط الخطأبالصواب وغدا الرجل المسلم عاجزا عن التمييز بينهما ، هذا من جهة ومن جهة اخرى لم يتدخل دين من الأديان في تفاصيل حياة الفرد كما تدخل الاسلام ، ولذلك ترك ذلكالتدخل أثرا سلبيا في حياة المسلم أكبر من الأثر السلبي الذي الذي خلفته الأديان الأخرى في حياة اتباعها؟

 أية محاولة لدراسة الحالة التي وصل اليها المسلمون ، وأية محاولة لإخراجهم من تلكالحالة ستفشل ما لم تؤخذ تلك الحقائق بعين الاعتبار ، لقد جرّد الاسلام الرجل المسلم من بديهته ؟

 الجواب    تساءلات بحاجة للتفاسير ، فالدين الذي يجعل من السفاح والمجرم بطلا ومن الصعاليك واللصوص شطارا ، ومن السلب والنهب وسيلة عيش مسألة بحاجة لإعادة النظر من أتباعه ؟

 ، قلت ( … وهي قدرته في ابسط اشكالها على التمييز بين الخطأ والصواب. عندما يفقد الانسان عقله يصاب بـ “الاعتلال العقلي”. ولكن عندما يفقد قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب يصاب بـ “الاعتلال الانساني”. فالانسان المصاب بالاعتلال العقلي يبقى انسانا، والمصاب بالاعتال الانساني يخسر انسانيته. لقد نزل الاسلام بأتباعه دون مستوى الاعتلال العقلي فجرّدهم من انسانيتهم، بتجريدهم من القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب ؟

 الجواب    كلامك في الصميم وليس بحاجة لسين أو جيم ؟

 قلت ( إنتقص الاسلام من كمالية الله إلى الحدّ الذي خلط عنده بين مفهوم الله ومفهوم الشيطان. خلط بين مفهومين في الاصل متناقضين ؟

 الجواب    بالحقيقة لم ينتقص ألإسلام من كمالية ألله فقط بل شوه صورة ألله وصفاته وهى بالحقيقة غاية الشيطان الذي تجلى في شخص محمد في غار حراء ، بدليل أيات سورة الجن الذين أسلمو على يد محمد ، والكلام طويل في هذا ؟

 قلت ( المرأة التي قتلت اولادها الخمسة ارتكبت خطأ لا لأنها لا تميّز بين الخطأ والصواب، ولكن اضطرابا علقيا دفعها لأن تتركب الخطأ وهي تعرف أنه خطأ ؟

  الحالة عند المسلم الذي يقبل الاسلام دون أن يطرح أي سؤال حول تعاليمه تختلف تماما، فهو سقط دون مستوى المختل عقليا، صار يخلط بين المفاهيم وفقد قدرته على التمييز بين المفاهيم المتناقضة ؟   يرتكب الجريمة ويسميها جهادا في سبيل الله، يقترف الشرّ ويسمّيه خيرا، وهنا تكمن الخطورة لم يسقط من كمالية الله وحسب بل خلط بينه وبين الشيطان ؟  

الجواب   بالحقيقة هو لم يخلط بين ألله والشيطان ، بل هو الشيطان بعينه الذي يحركه بدليل النتائج المرة والمخزية والتي لايعقلها عقل إنسان عاقل ؟  

 قلت ( يقف المرء حائرا امام درجة الانحطاط التي تدحرجت اليها جميع المجتمعات الاسلامية، وأحتار أمام حيرته فأتساءل: كيف يغوص أمرئ في مستنقع التعاليم الاسلامية ولا يعرف السبب الكامن وراء ذلك الانحطاط ؟   كيف نطالب رجلا يؤمن بالحديث النبوي الذي يقول: ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” بأن يبني مجتمعا عادلا يحكمه القانون والاخلاق ، هذا الرجل وبايمانه، بضرورة نصرة اخيه ظالما أومظلوما، فقد قدرته على التمييز بين الحق والباطل . فصلة الدم أو الدين لا تبرر الباطل ولا تلغي الحق والأمثلة على ذالك كثيرة من يغوص في مستنقع التعاليم ألإسلامية ؟   الجواب   سؤالك وسؤالي لكل ذي عقل وضمير ، هل يعقل أن يكون هذا القول وحي موحى لأشرف خلق ألله ، والذي كل يوم المسلمين البسطاء والمساكين يطلبون له الشفاعة والمنزلة والفضيلة ؟  

قلت ( لقد تساءلت مرارا: كيف يقرأ رجل مسلم قصة زواج نبيّه من عائشة ولا يقشعرّ بدنه ، وكيف يستطيع أن يتصوّر طفلة في التاسعة من عمرها تجلس في حضن رجل بعمر جدّها ولا يتقزز ؟  اذا كانت العادات والتقاليد تجيز له في ذلك الزمن فعلته تلك ، ألم يكن الله يدري بأنها لا تصلح لكل زمان ومكان ؟   الجواب   اليوم هنالك ملايين المسلمين بفضل شلالات المعرفه يعيدون حساباتهم من هذا النبي وهذا الدين ، خاصة بعد سقوط هلة وقدسية ألإثنين ؟  

 قلت ( كيف يقرأ امرئ مسلم الآية التي تقول: “فلمّا قضى زيد منها وطرا زوجناكها”، ولا يتساءل: ما هو ذلك الوطر؟ هل يحق للرجل عندما يشبع وطره من زوجته ان يتخلى عنها لرجل آخر ، هل هي فردة حذاء؟ أين حقها في تقرير مصيرها من عملية اللبس والخلع تلك؟ أيّ امرأة على سطح الأرض تقبل بهذا الهراء وليست معتلة انسانيا ؟   كيف تقرأ المرأة المسلمة الآية التي تقول: “نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أنى شئتم”، ولا تصرخ بأعلى صوتها: وأين مشيئتي؟ أنا ارفض أن أكون مجرد أرض يشقّني الرجل بمحراثه متى ومن حيث شاء؟   لماذا لا يرفض الرجل المسلم أن يشبّه بشفرة المحراث، ويجرّد من كل مشاعر انسانية عندما يقترن برفيقة عمره في أكثر اللحظات خصوصيّة؟ عار عليه إن لم يفعل!  هذا الاقتران يسمونه في كلّ لغات العالم “ممارسة الحبّ”، إلاّ في لغة الاسلام فيسمى ” حراثة الارض”!   من يؤمن بهذا الحديث لا تختلط عنده المفاهيم وحسب، بل تتشوه وتنقلب رأسا على عقب ، يصبح الحق في عرفه باطلا والباطل حقّا! من يؤمن بهذا الهراء ويدّعي بأن الاسلام اكرم المرأة، إنّما هو يسمي اغتصاب الحقوق اكراما، ويسرق الحق ثم يدعي أنّه منحه ؟  

 الجواب   نشكر ألله لأننا عشنا ورأينا بأم العين سقوط الصنم ألأكبر الذي أبقاه محمد ليعينه في غزواته وفي تحقيق شهواته ، وهو إنليل إله القمر وأمه الشمس والذلان لازال شعارهما فوق كل مآذن وقباب المسلمين دون أن يدرو ، هل تساءل مسلم عاقل ماعلاقة الهلال والنجمة فوق مآذنهم وقباب جوامعهم بالإسلام ؟  

قلت ( هل يبقى لدى الانسان ذرة عقل واخلاق، عندما يقرأ الحديث الذي يتبجّح بأن الله سيأخذ يوم القيامة الذنوب عن ظهر المسلم ليضعها على ظهر اليهودي والمسيحي، ولا يشكّ بعدالة ذلك “الله”؟ كيف لرجل عاقل ان يقرأ ذلك الحديث ولا يتساءل: أيخلق الله اليهود والمسيحيين ليحمّلهم ذنوب المسلمين ، كيف ستردع تلك التعاليم المسلم عن ارتكاب الذنوب طالما هو يؤمن بأن هناك من يعاقب عنه؟ يقترف المسلم الذنب ويعاقب عليه اليهودي والمسيحي، أليس هذا ظلما ويسمى عدالة، أليس هذا تشويها لمفهوم الظلم والعدالة ، أين هي قدرة المسلم على التمييز بين الخطأ والصواب في أكثر اشكالهما وضوحا؟   هذا الاعتلال الانساني هو السبب المباشر الذي يكمن وراء اعتلال تلك المجتمعات اخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعلى كافة اصعدة الحياة؟   الجواب   لقد تساءلت وأجبتي ، وخير دليل على صدق القول واقعنا ومافي التاريخ ؟  

 قلت (.. والمشكلة تفاقمت في الربع الاخير من القرن الماضي وبداية هذا القرن ، لأنها تجاوزت حدود البلاد الاسلامية وراحت تهدد العالم باسره ، ذلك العالم الذي حولته التكنولوجيا الحديثة الى قرية صغيرة ، ويبقى السؤال: من المعنيّ بعلاج ذلك الاعتلال الانساني الذي ابتلى به الرجل المسلم وراح يهدد العالم بأكمله ؟   الجواب   أنتي وأنا وكل الخيرين الحريصين على إنقاذ مايمكن إنقاذه منهم قبل فوات ألأوان ، وقبل أن يوجد هتلر جديد يمسحهم من وجه ألإرض ويجعل قتلهم عمل شعبي كما يقول العراقيين ، فالعالم لن يصبر على جرائمهم وغوغائهم إلى مالانهاية ، وهم أعجز من أن ينقذو أنفسهم وحتى بعرانهم ؟  

قلت ( هل بقي من المسلمين من يقدر على التمييز بين الخطأ والصواب ، وهل فيهم من يتجرأ على المخاطرة بحياته في سبيل انقاذ قريتنا الكونية الجميلة والجديرة بالتضحية ؟   الجواب   بكل ثقة ويقين نعم ، بدليل وجودك أنت على الساحة وأمثالك كثيرون ، وبدليل المواقع التي تعري حقيقة هؤلاء التجار تجار التقية والدم والدين ، وخير من يكشفهم شيوخهم ؟  

 قلت ( يحلو للبعض منهم أن يطلقوا على أنفسهم ( المعتدلين ) فعندما يلبس الشيطان عباءة الله وعلى مدى اربعة عشر قرنا من الزمن ، يتزامن المرض وتضيع الحقيقة مع مرور الزمن ، لم يعد ( الاعتدال ) ينفع مع هذا الاستفحال الخطير في تشويه المفاهيم ، نحتاج الى من يتقن “فن الكيّ” كي يحرق ما تشوّه، ويساهم في تنشئة عقول جديدة وسليمة ، ويبقى السؤال من يستطيع أن يعيد للرجل المسلم قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب ؟  من يستطيع أن يقنعه بأن اللطخة الدائرية في تعاليمه ليست مجرّد نقطة ، بل هي وصمة عارٍ، فهل الدهر كفيل بحرق ما أفسده الاسلام … ليتني أكون أداة بيد الدهر ؟   الجواب   بكل ثقة أستطيع أن أقول بأن من يطلقون على أنفسهم ( بالمعتدلين ) فهم بالحقيقة ليسو سوى مساكين يائسين مفلسين من الدين ، حتى أنهم لايفرقون بين اليسار واليمين ، أو هم منافقين وخطورتهم لاتقل عن خطورة العقارب والثعابين ؟  

وأخيرا: تقبلي مودتي ومحبتي والسلام مسك الختام ؟   كما أرجو قبول إعتذاري لتأخر الجزء الثالث من ردي على المقال ، لأن أولاد الحرام لم يتركو لأولاد الحلال حاجة ؟ 

  سرسبيندار السندي   مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية  سرسبيندار السندي

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.