“سؤال آخر يا إيفان: هل هناك شيء بعد الموت؟ هل هناك حياة أخرى، أية حياة اخرى؟ ولو شبح حياة أخرى؟ شبح صغير، صغير جداً؟
– لا شيء بعد الموت!
-لاشيء البتة؟
– البتة.
– أهو العدم المطلق إذن؟ أم يوجد شيء ما رغم كل شيء؟ ربما وجد قليل من حياة مع ذلك لقليل من لاشيء.
– لا شيء إلاّ العدم الكامل.. صفر، لاشيء أكثر من ذلك”.
في جنازته مشى ملايين الناس.. كانوا يسيرون وراء الذاهب
إلى الصفر.. وراء العدم المطلق.. وراء دستيوفسكي، وهانحن نمشي وراءه اللحظة، وراء صفره لنكون أصفاراً بفارق أننا لن ناخذ أحداً معنا في رحلة الصفر إياها.
سنصعد وحيدين.. بلا رايات خفّاقة، ولا صولجانات.. بلا ضجيج، نمشي على رؤوس أصابعنا كراقصات الهند الطيبات اللواتي لا ييقظن الفراشات بأقدامهن.
– نخاف على جناح الفراشة أن يرافقنا إلى العدم.