ملف كتبه لأورينت نت: صخر حاج حسين*
“ما نراه اليوم هو أن المثقفين والمتعلمين هم أكثر الفئات جهلاً وأشدهم غباءً. إذ يخضع هؤلاء إلى كتلة الدعاية المهولة ويشكلون المدراء الأيديولوجيين، ويستبطنون الدعاية ويصدقونها. كما يشكل الجانب الأكبر الذي طوروه من هذه الدعاية اعتقادهم أنهم القادة الطبيعيون للجماهير”
نعوم تشومسكي
ما فتئ السوريون يسمعون منذ انطلاقة ثورة الخامس عشر من آذار صيحات تنادي بالعلمنة والحرية الفردية والانعتاق الجسدي تفترق تماماً عما حققته الثورة وتحققه من إنجازات على الأرض. فمنذ الأيام الأولى للثورة عبّر كبار الشعراء والأدباء والمثقفين عن خشيتهم بل وهلعهم من أن تجردهم انتفاضة الشعب السوري من امتيازاتهم التي مكنّهم منها العهد البائد، وتُزعزع تحتهم عروشَ المجد التي جلسوا عليها طويلاً بوصفهم مصانع أفكار ومشاغل ثقافة ورايات تغيير وشهريارات لايمكن أن تَصْمتَ شهرزادات العصر عن البوح لهم، وما أكثرهم. فمن أدونيس الذي نفى صفة الثورة عما يحدث في سوريا لخروجها من المساجد ودور العبادة وليس من الجامعات، منطلقاً من علمانية أقلوية مصابة برهاب الأكثرية، في الوقت الذي أباح لنفسه أن يتغزل بحجاب خديجة بن قنة مذيعة الجزيرة ويجهر بإعجابه بها، منطلقاً من علمانية أقلوية مصابة في هذه المرة بانجذاب مهول لحُسْنِ الأكثرية وجمالها، إلى نزيه أبو عفش وكمال أبو ديب الحريصين على أن يبقى الريف الذي ينتميان إليه نقياً هادئاً لا تشوبه لوثات التخلف ومنتجعاً هادئاً لا تلجه سوى النخب، مروراً بسعدي يوسف صاحب أكثر من مركب نقص أورثه إياها وطنه والمنافي والذي جهر غير مرة بعدائه الشخصي للثورة على خلفية أحقاد إثنية وطائفية واجتماعية، وليس انتهاء بزياد الرحباني الستاليني الذي آثر الركون إلى الضاحية الجنوبية ليمضي أيام حياته وصنوه مارسيل خليفة الذي اعتبر مايحدث في البحرين ثورة حقيقية نافياً الصفة ذاتها عما يحدث في سوريا. وصولاً إلى أغرار الشعراء والكتاب وهم كثر والذين اعتبروا ما أسلفنا من أسماء وغيرها آلهة لهم وقِبلاً، رافضين أي منجز للثورة من دون وسْمه بعبارة “صنع في مصانع اليسار والعلمانية”.
لا للحجاب.. لا للمساجد.. لا للمظاهر الإسلامية!
أراد هؤلاء الكبير منهم قبل الغرِّ أن يتغير حال سوريا بثورة وردية تخرج فيها الصبايا والحسان يطالبن بحقوق في الصباح، ويرجعن في المساءات إلى مطاعم وحانات يتجرَّعنَ فيها زجاجات النبيذ، ومن ثم إلى أحضان معلميهم الثوريين الذين يكتبون لهنَّ تعليمات جديدة لليوم التالي. تلك هي النظرة الحلم التي أرادها علمانيو ثورتنا، لا عنف، لا حجاب، لاتخلف، لا مساجد، لا مظاهر إسلامية، وكأني بهم الآن يتحسرون على اللحظة التي لم ينتصر فيها رفعت الأسد في بداية عقد الثمانينات عندما نشر شبيحاته في شوارع دمشق اللواتي بدأنَ نزع أغطية الرأس عن صبايا ونساء دمشق في فعل همجي لم يشهد التاريخ له مثيلاً. وبالمقابل أخذوا يرددون نعم للانفتاح، نعم للمساكنة، نعم لكل شيء يلبي رغباتهم حتى من دون امتلاك الحوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لذلك، وماقضية الفتاة الدمشقية دانا بقدونس التي أرادت أن تقدم شهادة حسن سلوك لهم عندما خلعت حجابها وأظهرت يديها عاريتين في صورة نشرتها على الفيسبوك سوى دليل على ما أسلفنا. ولابد في هذا السياق من ذكر حادثة أعرف تفاصيلها جيداً جرت في حلب منذ عدة أعوام عندما منع أحد أصحاب المطاعم “الحداثوية” في حلب وهو ابن أحد المسؤولين، إحدى النساء من دخول مطعمه بحجة حجابها، ما ثبَّت يقيناً من أن الحامل الأيديولوجي “العلماني” لنظام البعث الأسدي هو رديف بل وعون للعقيدة اليسارية الشيوعية منها على وجه الخصوص.
لقد فات اليسار والعلمانيين، أو أنهم فوتوا على أنفسهم نظرة متمعنة إلى سوريا الأربعينيات والخمسينيات حين كان المجتمع فيها علمانياً على نحو تلقائي ومن دون تكلف سيما في المدن الرئيسة دمشق وحلب التي شهدت ازدهاراً اقتصادياً واجتماعياً وحراكات سياسية، قبل أن يتم الهجوم المضاد انطلاقاً من حقد وانتقام واعيين أو ضمنيين على الطبقات المدينية المتسيدة آنذاك، مصرّين على أن تدخل البلاد نفق العسكرتاريا الذي امتد لخمسين عاماً، غاب فيه كل أثر لماضٍ جميل كان آيلاً للنهوض بالبلاد، ومُسخ مفهوم العلمانية الحقة لتصبح سيدة الموقف ممارسات همجية تبنتها أيديولوجيات شمولية. وجاء عقد الستينيات لتقبع الحسناء”سوريا” تنتظر أن تُقبِّل الضفدع كي تحوّله إلى أمير، لكن الضفدع كان جرذاً، رغم ذلك قبَّلته علّها تمضي بنا إلى عصر يليق وإذ بالجرذ يتحول إلى وحش مسخ بدأ ينثر سلالاته شرقاً وغرباً ويقيم الأحلاف ويعقد الصفقات مع أبناء جنسه، أو مع من يشاركونه بعض الجينات.
انتقام ريفي مؤجل!
لقد جعل اليسار صاحب نظرية صراع الطبقات والوافد إلى عاصمة الأمويين المتوازنة طبقياً والمتجانسة اجتماعياً، من مناطق سورية شتى (بطبيعة الحال تبنى جلُّ اليسار العقيدة الشيوعية في دمشق والمدن الأخرى انطلاقاً من انتقام ريفي مؤجل حيال المدينة، ولأن بيئاتهم الحاضنة كانت نابذة لهم) من دمشق مسرحاً للعبة جَسدت فيها ثنائية النازح/المستقر، الذكر/الأنثى، الموت/الحب، الثيمات الرئيسة. وباتت دمشق ميداناً لدعوات صعلكة واستهتار أطلقها شعراء وفنانون ومثقفون وافدون حديثاً تحضُّ على الانفلات الجنسي وتحرير”الجسد” من “مركبات النقص” بحسب تعبيرهم، والتي خلفها ماضٍ مديني”محافظ اجتماعياً”. وحتى الوافدون الذين لا ينتمون إلى اليسار فعلاً، لبسوا رداءه وتزيوا بأفكاره وحملوا لواءه، وبات الجميع يؤمن باللون الأحمر، لون الثورة الشيوعية ظاهراً، ودماء العذارى ضمناً. وتحولت دمشق القديمة إلى ملتقيات “للنخب الثقافية” برعاية متنفذين في النظام وحماية مسؤولين أمنيين. فباتوا في ليلة وضحاها مشاهيرَ وشخصيات عامة بعد أن كانوا غُفلاً حتى من الأسماء في بيئاتهم السابقة ومناطقهم المتروكة. فمن الروائي الذي تحول إلى سيناريست ذائع الصيت بعد أن تمرس في فن اصطياد الفراشات البرية ووضعها في شبكة كبير المخرجين، إلى الشاعر الفَلْتة الذي عمل قوّاداً رسمياً لنحات فلسطيني في خريف العمر، وليس انتهاء ببعض خريجي قبلة الشيوعية العالمية الذين أتقنوا فن تصوير بيئاتهم وعلى أساسها بات لدينا ماعرف بسينما البيئة، إلى الشاعر المتصابي الذي يصر على إبراز فحولةٍ منحه إياها البحر والجبل. ذلك كله شكل توليفة لم تستطع دمشق وأهلها مقاومتها، فالبعض انساق إلى الوافد الجديد طواعية راغباً بكل ماهو مختلف، وانزوى البعض الآخر في زوايا منازلهم أو أنهم فضل الهجرة إلى الضواحي أو حتى إلى خارج البلاد.
ولم يكن من بد ساعتئذ إلا أن تستسلم دمشق وتسلم سيفها وكنوزها بمؤامرة من غرفة تجارتها وسماسرتها وشرائح بورجوزاية محدثة النعمة، لا تمت لبرجوازيتها الأصيلة بصلة جوهرية، إلى ثلة ضمّت السلطة والأمن والفن والأدب في خليط لا يدري كنهه سوى الله. وأما المثقف الحقيقي فترك لمصيره في منطقته التي رفض أن يغادرها بحثاً عن الشهرة، فاكتوى بنار العزلة، وآثر أن يدفع أثماناً رافقته حتى اللحد. إنها محاولة لتأمل ما جرى في مسار الثقافة والمجتمع والحياة.. هي أشبه بمنمنمات بالغة الصغر أحاول أن أحيط من خلالها بمشهد الثقافة السىورية الذي اكتنف ويكتنف الثورة السورية. والأمر كذلك، كان لزاماً علينا ألا نلجأ إلى العديد من الأمثلة نظراً لضيق المساحة، فاقتصرنا على ثلاثة منها، وهي لقاص وكاتب سيناريو وصحفي من جيل السبعينيات. وصاحب موقع إلكتروني وصحفي من جيل الثمانينيات. وشاعر وصحفي برز في العقد الأول من الألفية الثالثة.
تسبيع الكارات في الثقافة- حسن م يوسف نموذجاً!
يقال “إن لم تستح فاصنع ماشئت”، ونضيف إن لم يكن هناك من يردعك وكان هناك من يشجعك فاكتب ماشئت، وهذا ماطبقه حرفياً الأديب متعدد المواهب
multi-talened man of letters
حسن م يوسف. ففي مقالة له نشرها في صحيفة الوطن “المخلوفية” بعد مقتل القذافي بأيام قليلة، يرثي م يوسف هذا الأخير “بدمعة طفرت من عينه عندما رأى ما يسمى بمقاتلي المجلس الانتقالي الليبي وهم يجرّون العجوز القذافي بقسوة فظيعة وقد سقطت عنه الباروكة التي اعتاد أن يرتديها، على حين هو يصيح فيهم:” يا أولادي هل تقتلونني؟ ياأبنائي أنا القذافي…….ماذا تفعلون؟ حرام عليكم!”. من نافل القول، وبغض النظر عن التوجه السياسي الواضح للكاتب والذي يشي بميوله إلى الأنظمة الاستبدادية والتي كرستها عبوديته للنظام الحاكم في سوريا، فإن هذا المقطع يشي بسذاجة لا يمكن القبول بها من مراهق صغير. فقلب حسن م يوسف الشفاف والمشبع إنسانية والصديق السابق والحميم للراحل سعد الله ونوس، يرقّ لمشهد مقتل القذافي وما أدراك ماالقذافي، وكأننا به يهرب إلى الأمام من مصير مماثل لولي نعمته رأس النظام السوري. ويتابع ليقول بأن:” أقبح ممارسة شهدتها ليبيا منذ إعدام شيخ المجاهدين عمر المختار هي قيام الليبي أحمد الشيباني ابن الثامنة عشرة بإعدام معمر القذافي البالغ من العمر تسعة وستين عاماً”…… لقد نسي الكاتب المبدع وتناسى مجزرة سجن أبو سليم التي راح ضحيتها مايربو على الألف معتقل سياسي في يوم واحد.. ونسي حتى في زمن الثورة الليبية المشهد النازي لمعقتلين سجنوا في خزان في قلب الصحراء، بأمر من القذافي الذين دمعت عينه عليه!
ولو اكتفى السيد م يوسف بذلك لقلنا بأن هذا رأيه وتلك قناعاته وهو حرّ بها، لكن أن يتجرأ على مقاربة موضوعات لايقربها سوى أهل الاختصاص فهذا مالا يخطر على بال. يتابع في المقال ذاته:”بعض الخبراء يرون أن سبب هجوم الغرب على نظام القذافي يكمن في استقلاليته الاقتصادية ورفضه أخذ قروض بفوائد مرتفعة من البنك الدولي، فليبيا من البلدان القليلة في العالم التي لاتدين بقرش واحد لأحد.” لن أعلق بل سأترك لكم قرائي الأعزاء ماترونه مناسباً من كلمات. ثم “صحيح أن ليبيا كانت تعاني الفساد الذي هو تحصيل حاصل في الأنظمة الفردية المنفلتة من رقابة مجتمعاتها، إلا أن النزاهة تقتضي أن نعترف بما تحقق على أرض الواقع، فربع الليبيين تقريباً باتوا من حملة الشهادات الجامعية، وصار متوسط دخل الفرد الليبي هو الأعلى في أفريقيا”. شأن جميع المصلحين يعترف م يوسف بأن ثمة فساد، لكنه تحصيل حاصل. حسناً، أما ماتحقق في عهد القذافي من مآثر هو أن ربع الليبيين باتوا يحملون شهادات جامعية، وكأني بالسيد م يوسف يردد علينا المأثرة البعثية التي تجسدت في سياسة الاستيعاب الجامعي المنفلتة من عقالها والتي جاءت بالقاصي والداني من جهات سوريا الأربع إلى مراكز المدن والجامعات، ليحصلوا على شهادات “محو الأمية” من جامعاتنا الميمونة التي لم تُخَرِّج سوى أشباه جهلة وساهمت في مرحلة انحدار في مستويات عدة ندفع ثمناً عزيزاً لها الآن…أما مسألة معدل دخل الفرد الليبي وقياسها على المواطن الأفريقي فلا يمكن أن تستقيم بأي حال، فليبيا من أغنى البلدان المنتجة للنفط، ونفطها هو الأكثر جودة وطلباً في الأسواق العالمية، وعدد سكانها قليل جداً بالنسبة لمواردها الهائلة ومساحة أراضيها. ومايثير الدهشة والحيرة في آن أنه نسب ليبيا إلى أفريقيا ولم ينسبها إلى الوطن العربي، ولا إلى نمور آسيا مثلاً… وكأننا به يخجل ضمناً من أن ليبيا بلد عربي.
نبيل صالح أو اليسار الطائفي الباطني!
طرح نبيل صالح نفسه معارضاً عقلانياً معتمداً على “إرثه” في مجلة (ألف) التي أرادت لنفسها أن تكون ابنة شرعية لمجلة شعر التي ظهرت في الخمسينيات، مع التأكيد على الفروق الهائلة بين الاثنتين، مؤكداً على حضوره كيساري معتدل لا يجهر إلا بلسان الحق، مشدداً حرصه على مصلحة الوطن، محاولاً في موقعه الإلكتروني “الجمل بما حمل” أن يؤسس لكتابة صحفية جديدة بطلها هو، لاشريك له. ففي مقالة له بعنوان “السلالات القاتلة” بتاريخ 22-8-2012 يستهل صالح إبداعه: ” أظن…رقم خانة إبليس في دائرة نفوس دمشق كانت 3 وحواء 2 وآدم 1 هذا إن وافقنا على الروايات التي تقول إن الرب بعد ماغضب عليهم جميعا أنزلهم إلى أرض حرستا، وأظن لعنة الرب عليهم مازالت مستمرة في سلالاتهم” إلى هنا ينتهي المقطع الأول من مقال صالح. اكتفيت بالمقطع وسأمتنع عن التعليق، لسبب بسيط هو أنني لست أدري من أين استقى معلوماته الربانية. يتابع في مقطع ثانٍ” إذا تقدمنا في زمن الهبوط إلى أيام أبينا إبراهيم وصدقنا قول الرواة من أنه (إبراهيم) ولد في قرية يقال لها “برزة” بالقرب من جبل قاسيون، بتأكيد وجود مقامه فيها إلى يومنا هذا وبداخله المغارة التي اختبأ فيها هرباً من مواطنيه البرزاويين الذي قبضوا عليه وجروه إلى نارهم المقدسة، فكان ماء الرحمن في مواجهة نيران إبليس…ولو تمكن وثنيو برزة البلد منه لكنا فقدنا كل سلالته من الأنبياء والقديسين كما نفتقد اليوم إلى نخبة السوريين الذين يغتالهم مسلحو المعارضة المنتشرين في غوطة الشام من ريف برزة إلى بساتين داريا…تكبير… ” لا شك في أن الإحالة هنا إلى الأب الرمزي لنبيل صالح ربما كان الأسد الأب أو شيخ طائفته الذي أراد مواطنوه (السوريون) أن يحرقوه ويضحوا به، لولا تدخل العناية الإلهية. ولو تمكن وثنيو برزة (الكفار) من ذلك لما شهدنا نزول الأنبياء والقديسين. لكن أحفاد أولئك الوثنيين أي كفرة البلاد (المعارضة المسلحة) التي تقطن الريف الدمشقي أفلحوا فيما عجزوا عنه في السابق، فقد اغتالوا النخبة السورية المثقفة التي بنت أمجاد دمشق وبالطبع النخبة المثقفة هي الوافدون الذين لولاهم لما كانت دمشقُ دمشقَ. يقول صالح “نحن محكومون بشيفرتنا الوراثية، فسلالة إبليس (يقصد ريفيي دمشق) لن تتصالح مع سلالة آدم (أي النخب الريفية الوافدة إلى دمشق ومن تصالح معها من البورجوازية المدينية التجارية الدمشقية وغير الدمشقية). والحرب بمفهومه أزلية أي أنها حرب مقدسة بين الخير والشر بين آدم وإبليس. وربما كانت حرباً بين الحسين وقتلته كما يشيع حزب الله ووليه الفقيه الآن. يمضي صالح ليقول بأنه لن يتسامح ولن يقيم عهوداً مع مصاصي الدماء وضباع السلفيين وأولاد الشياطين ( يذكرنا هذا بعبارة “عصابة الإخوان المسلمين العميلة” أو “الإخوان الشياطين” كما كان يحلو للبعض أن يرددها، والتي لازمت نبيل صالح في المدارس عندما كان فتياً). فبحسبه، كل مسلم سلفي متدين جاء من ريف دمشق آيل إلى القتل.
يختتم صالح مقالته بدعوته إلى النفير العام والجهاد المقدس لحرب طويلة الأمد حينما يقول:” فأعدوا العدة لحرب طويلة مع أبالسة سيشاركوننا حياتنا ومؤسساتنا وبيوت عبادتنا وأسرّتنا، كما شاركوا المسيح صحنه ثم سلموه للقتلة”. ألا يشي هذا المقطع بدعوة للقتل والإبادة؟ ثم ألا يماهي مابين المعارضة السورية واليهود؟
وفي مقال آخر بعنوان الانتقام نشر بتاريخ 3-10-2011 يكتب صالح:
خطأ متمردي حماة (لاحظوا كلمة متمردي) أنهم قاموا انتقاماً لماضٍ جريح وهولوكست قبيح آباؤهم تسببوا بإشعاله. (يقر بالماضي الجريح والهولوكست الذي أنزله حافظ الأسد بالحمويين، لكن في النهاية آباؤهم هم من تسبب بذلك. ولاندري من هم آباء الحمويين؟ الجواب يبقى دائماً برسم تقية نبيل صالح) قاموا انتقاماً وكراهية أكثر منه رغبة بالتحديث وعصرنة المجتمع، فتكرر الفشل الثاني لنفس أسباب الفشل الأول، ذلك أن أصوليي حماة لم يفكروا بطريقة ثوريي باريس (غريب أمر هذه العقلية الريفية الرومانسية الغبية التي تصر على أن تكون باريس مربط خيلها بكل شيء بدءا من الحذاء انتهاء بالثورات) الذين قفزوا نحو المستقبل بفصل الدين عن الدولة، ولهذا أطلقت غدي فرنسيس المتعاطفة مع (الثورة السورية) -الأقواس لصالح فهو لايعترف حتى بمسمى ثورة سورية- على حماة اسم : قندهار سوريا.
وفي المقال ذاته يقول تحت عنوان نسبية:” ومازال المسالمون يستكثرون أعداد الشهداء وأنا أقول أنه صغير مقارنة بما قتل من إخوتنا العراقيين والليبيين”. برأينا المتواضع لايقدم على كتابة هكذا عبارة إلا شخص أغرقه التخلف والسذاجة، ومن الغباء بمكان أن نلجأ إلى الرد عليه.
أما استغاثة نبيل صالح التي أطلقها في مقال له بعد ثمانية أشهر من انطلاق الثورة السورية بعنوان: (يا حافظ الأسد) فكانت عنواناً لفاشية طائفية فيها استحضار لمآثر حافظ الأسد التي يدعونا لأن نفهمها كما نشاء: “وللحق أقول لكم: إنه بدءا من الآن وحتى نهاية الأزمة، أو نهايتي قبل انتهائها، أعتبر أن رئيسي حافظ الأسد، وافهموها كما تشاءون”.
لا يحمل هذيان نبيل صالح الهيستري أي قيمة معرفية أو تحليلية، خارج كونه تعبيراً عن الصوت الداخلي للطائفة التي تصنع من ديكتاتور جزار حطم السوريون تماثيله وداسوا صوره (المقدسة) بأحذيتهم، رمزاً مخلصاً سبق أن خاض مجازره في حماه وحلب وجسر الشغور بنجاح، ومنع الأكثرية السنية من أن تمارس حقها في المشاركة الوطنية، خارج كون وزرائها ورؤساء وزرائها واجهات شكلية يستطيع أي ضابط علوي أن يهينهم ويسخر منهم بفضل ما هندسه المخلص حافظ الأسد من استبداد مطلق بالسلطة. فحافظ الأسد الذي حكم سورية من دمشق، أباح المدينة العريقة لحثالة عسكرتاريا ريفية، شوهت معالمها، وعبثت بنسجيها، ومكنت الكاتب المغمور الذي كان يقطن في مساكن عدرا العمالية من أن يحتل بيتاً في أرقى أحيائها!
رائد وحش والثورة الجنسية!
إذا كان الجيل الأكبر سناً من الوافدين انغمس بالأدب والشعر والفن ونأى بنفسه عن البحوث والدراسات كما رأينا أعلاه، فقد تجرأ أغرار من بعدهم ليطرقوا آفاقاً جديدة بالإضافة إلى مواهبهم في الأدب، يطبقون فيها عملياً ما عجز أسلافهم عن الخوض فيه من حيث التنظير وكان أن طالعنا رائد وحش الصحفي في جريدة قاسيون الشيوعية وأحد شعراء جيل الشباب بمقال له في موقع المدن الإلكتروني تناول فيه الثورة الجنسية التي بشرت بها ثورة الخامس عشر من آذار، وأطلقت تباشيرها، بحثا ودراسة، فيستهل مقاله الذي عنونه “الثورة والجنس” بجملة: “أعلنت الألفية الثالثة العصر الذهبي للجسد” وبارك “الألفيون” المعولمون “الأنا” في عمادة الجسد.” ماالذي يريد قوله وحش في هذه المقدمة والتي أشك بأنها أفلتت من شعره ودخلت في سياق أراده بحثياً، لكنه لم يفلح. الألفية الثالثة يا صديقي لم تعلن العصر الذهبي للجسد، فالجسد محتفى به منذ آلاف السنوات. هل كلّفت نفسك عناء العودة لتقرأ تاريخ الحضارتين الرومانية والإغريقية وترى الطقوس التي كانت تمارس هناك احتفاء بالجسد واحتفالاً به. هل قرأت يوماً (الكاماسوترا) ملحمة الجنس والجسد الهندية. ويتابع فيقول ” وباتت تتوالى إشارات شتى حول تجسد الهوية في الجسد إلى درجة اختصار العلاقة بعبارة “أنا جسدي”. لست أعرف عن أي جسد وأية هوية يتحدث الشاعر، وأما ربطه مباركة الألفيين المعولمين بأنا الجسد واختصاره الإنسان بعبارة “أنا جسدي” فهذا محض هراء ولا أعرف من أين استقى المعلومات وماهي المراجع التي أُحيل إليها. يبقى هذا ضمن الكلام العام الذي يمكن أن نثرثر به على كأس أمام فتيات ضحيات لما سيأتي بعد كأس النبيذ العاشرة. يتابع فيقول:”الفتاة التي تدخل المقهى شتاءً وسرعانَ ما تخلع معطفها السميك لتعانق أركيلتها بالكتفين المكشوفين، تريد أن تقول: “أنا جسدي”. تقولها كذلك تسريحات الشَعر والبناطيل والقمصان. كل شيء بات يشير إلى الجسد، إلى درجة الوصول إلى أحيان لا نبالي فيها بسواه. فـ “أنا” لا تقال وحدها ولا تجد سبيلاً لتقال. انتزع الجسد حضوره على حساب غيابات كثيرة، وترك للوعي والمعنى الهوامش.”
كم من الفتيات والنساء والرجال والشباب يخلعون معاطفهم سواء بان الكتفان أم لا؟ وما هي الإشارات التي يمكن للمرء أن يلتقطها من هذا الفعل اليومي الروتيني. بالطبع في المقاهي لا يمكن للمرء أن يجلس مرتدياً معطفاً، أما ما تحته من لباس فهو حرية، بالطبع هو يشير إلى الجسد لكن هذا ليس اكتشافا ألفيا جديداً. اقرأ تاريخ الملابس وستدرك أن الملابس وعبر العصور كانت واحدة من أهم تجليات نظرة المرء إلى جسده. ثم هناك الكثير من أنماط اللباس التي يرتديها المرء لا علاقة لها مباشرة بالجسد، شأن مقاتلي طالبان وجبهة النصرة وجماعة حسن نصر الله وغيرهم…. فلهذه دلالات دينية واجتماعية وحتى اقتصادية ليست ضمن مجال بحثنا، ناهيك عن اللباس الذي يرتديه البشر في المناطق الباردة جداً أو شديدة الحرارة حيث يفرض المناخ ضروراته على البشر، وبالطبع هناك العديد من الأمثلة، وهذا لايمكّننا بأي شكل من الأشكال أن نتحدث عن علاقة الجسد بالهوية، إلا إن كنت تقصد مدناً بعينها “دمشق” مثلاً، أو شريحة بشرية بعينها “المثقفين”، أو أماكن بذاتها مقهى الروضة! وأما عبارتك “كل شيء بات يشير إلى الجسد”، فهذا غير صحيح بالمطلق ذلك أن الجسد معطى اجتماعي واقتصادي وسياسي وهو يخضع لمنظومات تسيرها حياة كاملة. أما عبارة “صرنا لانبالي بسواه” فلا معنى لها في هذا السياق سيما إن ربطناها بالعبارة الثانية “فـ أنا” لاتقال وحدها ولاتجد سبيلاً لأن تقال”. صدقوني لم أفهم ما رمى إليه الشاعر. كما أن ما قاله عن أن ” الجسد انتزع حضوره على حسابات غيابات كثيرة وترك للوعي والمعنى الهوامش” فهذا باطل ذلك أن الجسد لايكون جسداً إلا من خلال معنى وسياق محددين وإلا بات مجرد لحم، وهنا يكمن الفارق بين جسد الإنسان وجسد أي حيوان آخر.
يتابع وحش هذياناته في المقطع سالف الذكر ويقول ” حدث الأمر حين لم يحدث شيء آخر ثقافياً أو اجتماعياً” عن أي أمر تتحدث؟ عن الجسد وحضوره؟ قلنا مراراً وتكراراً لا يمكن للجسد أن يكون إلا ضمن معطى ثقافي وفكري وسياسي واقتصادي واجتماعي بعينه. ثم يتابع” حدث الأمر حين انتصرت الميديا والتلفزة وشقيقاتها على الثقافة.” معلوم أن الميديا وشقيقاتها أسهمت إلى درجة كبيرة في نشر الثقافة، إذ لم يكن لك أو لغيرك أن تصبح معروفاً أو مقروءاً لولا تقانات الإعلام الحديثة التي فعلت المعجزات على حد تعبيرك؟ هل كان لك أن تعرف عن العالم وثوراته لولا الميديا وشقيقاتها؟ هل كانت الثورة السورية العظيمة لتُعرف إلا من خلال التلفزة ووسائل الإعلام والهاتف الجوال وكاميرات التصوير البسيطة؟ هل كان سيتوفر لصالح علماني أو غيره وأنا من ضمنهم كتباً نترجمها لولا أننا استقينا عنها معلومات من وسائل الإعلام؟ هل يعقل أن ما فعلته الميديا والتلفزة وشقيقاتها بلا أساس واقعي؟ لست أفهم هل تريد تأصيل الثقافة والمجتمع؟ لابأس لك ذلك إن أنت سعيت إليه، ولكن ماعلاقة هذا كله بالإيروس؟ كيف خطر لك أن تقحم هذه المفردة من دون أن تدري معناها؟ وهل هناك إيروس خاص بنا على حد تعبيرك. وهل الإيروس حكر على بلد أو مجتمع دون غيره؟ كان الأجدى أن تستبدل كلمة إيروس بعبارة القيم الجسدية والجنسانية الخاصة بكل مجتمع. كلامك صحيح بأنكم– مثقفو البلاد- فتحتم ذراعيكم لرياح الرغبات العاتية وبقيتم في سياق غريزي فطري غير محمول على قيم، وبالطبع أُكْبر فيك اعترافك بالآثام التي ارتكبتموها عندما ولجتم الثقافة عبر أجساد النساء وإليها و روائح الأدلة تزكم الأنوف. وللأسف الشديد تم هذا في مدينة دمشق التي استبيحت مراراً وتكراراً ليس من شبيحة العسكر وأمنه، بل أيضاً من المثقفين الذين عاثوا فيها فساداً. وها أنت ترى بأم العين ما آلت إليه سيدة المدن التي تطالبونها بأن تقوم بثورة جنسية لمجرد أنها تلبي رغباتكم التي أتيتم بها من مجاهلكم البعيدة عن المدنية والعصية على الحضارة!
يتابع وحش في مقطع كامل: ” في هذا الخضمّ بدأ المجتمع السوري، لا سيما في دمشق، يقطع أشواطاً في مضمار العلاقات الجنسية والعاطفية، وباتت المساكنة تشكّل ملفّاً يستحق الدراسة. كما بدأ هذا المجتمع يعطي مؤشّرات واضحة عن التمرّد على العذرية، حيث بدت الفتاة جاهزة لخوض تجربة الحياة، دون وجل. ومع مجيء مواقع التواصل الاجتماعي بدأت ملامح ثورة جنسية حقيقية تلوح في أفق المجتمع السوري. لا سيما مع “فيس بوك” الذي قدّم فكرة جديدة لعنونة العلاقات: “زواج، خطوبة، علاقة مفتوحة، الأمر معقد”. ميزته أنّه استطاع تسمية اللامسمّى. بمعنى آخر بدأ يعطي المفهوم، ولا يخفى دور المفهوم في حركة الفكر. إلى جانب هذا برز دور العيادة الجنسية، وما تقوم به من عمليات رتق للبكارة والإجهاض، فبدت حامية من مخاطر الفضيحة وجرائم الشرف. وهنا يمكن تبرير التناقض العربي العام لكون الوقت والتجربة يتكفّلان بحلّه. ولعلنا هنا، نفترض، أنّ الثورة السورية نفسها ستكون راعية لهذا التناقض. مثلاً بروز مسألة الاغتصاب التي قامت بها قطعان الشبيحة كان لها أثر في تشكيل نظرة إنسانية مهمّة للمرأة المغتصبة. الأمر الذي يعني أن وعياً جديداً طرق جدران العقل السوري بخصوص هذا الأمر.
أمام هذه الحالة ستكون نظرة الغد السورية أكثر حرية وتسامحاً مع الجسد، فالثمن الغالي يعيد الاعتبار إلى القيم المغيّبة، فيتم التركيز على الشخصية والحياة والدم أكثر مما يتم على الشرف والكرامة اللذين يُختصران جنسياً.” هنا ينتهي مقطع وحش.
عن أي خضم يتحدث الشاعر؟ لست أفهم. ثم هل العلاقات الجنسية والعاطفية والمساكنة والتمرد على العذرية وجهوزية الفتاة لخوض تجربة الحياة دون وجل والفيسبوك تشكل ثورة جنسية حقيقية في أفق المجتمع السوري. منذ قليل كنت تنتقد العولمة و”أنا الجسد” ووسائل الإعلام وغياب الثقافة والوعي، والآن ترى دمشق تقطع أشواطاً في الجنس والمساكنة والتمرد على العذرية وتكبر فيها استعداد الفتيات لرفع سيقانهن ثقافياً ومعرفياً. وما هذا الجديد الذي جاء به الفيس بوك من تعريفات للعلاقات”زواج-خطوبة-علاقة مفتوحة-الأمر معقد” يالهذه الأمثلة. يقول وحش أن الفيسبوك استطاع تسمية اللامسمى، أي ضحالة هذه!!! ويستعين بكلمة “مفهوم” concept ليطلقها على الفيسبوك ويضفي عليها أهمية في حركة الفكر. و أما عن أي فكر يتحدث فهذا علمه عند الله. وأما العيادة الجنسية التي يباركها ويهلل لها وبما تقوم به من عمليات رتق للبكارة والإجهاض فتحمي من الفضيحة وجرائم الشرف. يا سلام، إذا أين هي ملامح الثورة الجنسية في المجتمع السوري؟ لكي يهرب الشاعر إلى الأمام، يقول إن الثورة السورية كفيلة بحل هذا التناقض معرجاً في آن على اغتصاب الشبيحة للنساء السوريات من حيث أن نظرة إنسانية هامة في طور التشكيل بالنسبة للمرأة المغتصبة، نافياً أن القتل والذبح والإعدامات الميدانية واغتصاب الرجال والنساء تتساوى جميعها في هذا الإطار، ولو أن لاغتصاب النساء رمزية مختلفة. لكن أن نستثمر اغتصاب نسائنا من أجل تشكيل وعي جديد فهذا في غاية الانحطاط والسخف. ويتابع قائلاً بأن نظرة الغد ستكون أكثر تسامحاً مع الجسد، فما انتهك واغتصب مرة، يمكن أن ينتهك ويغتصب مرات ومرات، أليس هذا لسان حالك؟ ألا يخطر ببالك أن تحدث ردات فعل سلبية على تلك الاغتصابات بحيث تجعل من الضحايا وذويهم يتشبثون بأجسادهم كقيمة مطلقة مقابل الآخر الذي اغتصبهم. ألم يدر بخلدك أن ثمة انتقامات يمكن أن تحدث جراء هذا بما أنهم خسروا كل شيء حتى أجسادهم؟ وأما العبارة الممجوجة التي يرددها المثقفون منذ السبعينيات والتي وتقول إن الشرف والكرامة لا يختصران جنسياً، فهذا صحيح جزئياً، لكنه ليس مفهوماً مجتمعياً عاماً بالتأكيد. ففي كثير من بلدان العالم المتحضرة والتي قطعت أشواطاً في سيرورة التطور المجتمعية، ثمة بشر يرفضون العلاقات المفتوحة رغم أن تطور مجتمعاتهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي يتيح لهم ذلك، وهذه مسألة لا يمكنك أن تفرضها بأي حال على المجتمع السوري.
يخِلص الشاعر إلى القول بأن تباشير الثورة الجنسية السورية شبه منجزة لا تنقصها إلا المقدمات التي تلزم أي ثورة” (افرح ياقلبي) ويتابع “علينا أن نبحث عن التغيير الحقيقي في عقل المجتمع وفي عقول أفراده”. ينسى الشاعر أن ثورة كالثورة السورية ستصبح في عامها الثاني وهي ليست بحاجة لأن تبحبش في عقلها المجتمعي أو الفردي لتطوره، فالثورة فعل كامل وجذري وستغير المجتمع بنفسها وليس من خلال تنظيرات مثقفين آثمين عن المرأة والجنس، ساهموا إلى درجة كبيرة في تخريب المجتمع.
على أي حال لم يبتعد المثقف السوري عن المقولة التي طرحها هربرت ماركوز بأن المجتمع التقني حوّل أفراده إلى أفراد ببعد واحد وباتوا ضحايا لحاجات وهمية مصطنعة خلقتها الدعاية والإعلان. هذا الفرد ذو البعد الواحد الذي استغنى عن الحرية بوهم الحرية لمجرد أنه يستطيع أن يختار بين شيئين أحلاهما مر.
إن صورة دمشق كما بدت بين سعار (مثقفين) غاضبين من بيئتها ومجمتعها، تاركين قراهم ومتمسحين بأعتابها، وبين ثورة يأمل السوريون أن تعيد دمشق إليهم… هي صورة الوجدان السوري الذي يتطلع إلى مستقبل معافى من الأمراض والأقنعة والهمجية، وأمين لفكرة التنوع الاجتماعي الراقي مع انتماء حقيقي للصورة الأصل التي شوهت ودمرت ربما… لكن لن تتطحم، ولن تتسع حتى لقبر لحافظ الأسد كما اتضح في وصية (القائد الخالد) نفسه!
* هامش:
Noam Chomsky ” at UniversidedCentroamericano in Managua” Nicaragua 1986
* باحث ومترجم سوري من مصياف.