دلوني على راس الشليلة الله يخليكم

السؤال الملح الان هو ماذا فعل القائد العام للقوات المسلحة في مواجهة الاختراقات الامنية بين قواته؟ وهل اظهر لقومه حزمه في معاقبة الداعمين للارهاب من المسؤولين عبر تقديمهم الى المحاكمة بعد ان يعرف هذا الشعب المسكين التفاصيل؟.
نقول مسكين لأنه فعلا كذلك،فهو يرى الضيم امامه ويسكت،ويرى الظلم ويبلع مرارته،ويعيش حر الصيف وقسوة الشتاء،يعيش قسوة الحرمان وفيضان الامطار التي تنفض مياه المجاري،اذا وجدت مجار، الى الشوارع ولولا نعمة الحواجز الكونكريتية لكانت الامور اسوأ من ذلك ومع هذا فهم صامتون صمت ابو الهول.
لماذا لا أحد يدري؟.
دعونا من هذا الان فقد اصبح الان في خانة الروتين اليومي الذي لاغنى عنه فقد استطاعوا وبامتياز تدجين هذا الشعب وهي سابقة لم تحدث في التاريخ ابدا.
هل تتذكرون اللواء ناصر الغنام الذي هرب الى عمان ومن هناك الى مصر.
الغنام يعيش الان في القاهرة بعد ان تم اهداؤه شقة تمليك هناك لقاء دوره في تهريب سجناء ابو غريب والتاجي بعد ان اجرى تنقلات بين الضباط الكفوئين وتم نقل الضباط المشكوك في ولائهم وصعوبة اغرائهم وتمت عملية التهريب بنجاح لانظير له.
تم تعيين مكانه الفريق عبد الامير الشمري الذي كان احد المسؤولين عن ضرب مدينة النجف بصواريخ ارض-ارض في انتفاضة 1991 الشعبانية، وكان مساعده بذلك عميد (قيس شهاب احمد) من سكنة الكوفة وهو الان يرأس الاكاديمية العسكرية بالنجف.
عدنان الاسدي وكيل الداخلية ابعد العديد من الضباط من مواقع حساسة خوفا على منصبه خصوصا وانه يعرف ماضيه حيث كان نائب ضابط مضمد في العهد السابق.
سعدون الدليمي وكيل وزارة الدفاع له أخ يدعى مثنى ،يحتمي الان باخيه وله الان سطوة على القوات الامنية ولم يعرف بعد ماضيه العسكري.
أبعد هذا تريد الاجهزة الامنية ان تقضي على الارهاب وهي بهذا الوضع المزري؟ لا أحد يعتقد ذلك.
حاولت الحكومة ان تلجأ الى العشائر لمساندتها ولم تنجح،كما حاولت الاستنجاد بالصحوات ولم تفلح.
لماذا؟ لأن الامر ببساطة واضح جدا فليس هناك نية جادة للقضاء على هذا الموت الجماعي للشعب وكأن حالهم يقول لنتركهم الى مصيرهم وامامنا فرصة الاثراء ثم العودة الى بلد اللجوء حيث نعيش بامان وسلام.
اعود الى عنوان هذا المقال لأسأل مرة اخرى هل من يدّل هذا الشعب الى رأس الشليلة؟.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.