تل أبيب: «الشرق الأوسط»
كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، عن دراسة جديدة لعالم الذرة الأميركي، أنطوني كوردسمان، يقول فيها إنه في الوقت الذي تصرخ فيه إسرائيل من خطر ضربها بالسلاح النووي الإيراني، فإن إيران في الواقع هي الدولة التي تواجه خطر إبادة وليس فقط بالأسلحة النووية، بل بالقنابل الهيدروجينية، التي تحمل كل واحدة منها خطر تدمير يفوق آثار 100 قنبلة نووية.
وقالت الصحيفة، في نبأ نشر على عرض صفحتها الأولى وتقرير أفردت له صفحتين كاملتين في ملحق السبت، إن الدراسة المذكورة نشرت قبل عدة أيام تحت عنوان «لعبة الخطوط الحمراء»، وتشير إلى أن «إسرائيل عملت في السنوات الأخيرة على إطالة مدى صواريخها لتشكل تهديدا حقيقيا على كافة التجمعات السكانية الكبيرة في إيران»، وذلك في إطار الاستعدادات لـ«عصر النووي الإيراني». وذكرت أن معد الدراسة هو البروفسور أنطوني كوردسمان من «مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية» في الولايات المتحدة، والذي يعتبر أحد كبار المختصين المعروفين بمسألة «البرنامج النووي الإيراني».
ويقول الباحث، حسب الصحيفة الإسرائيلية، إن الحديث ليس عن «مجرد تهديد نووي»، وإنما تهديد يضع إيران تحت طائلة صواريخ إسرائيلية تحمل قنابل هيدروجينية، وليس قنابل نووية عادية. وبحسبه فإن بحوزة إسرائيل هذه القنابل التي تزيد شدة انفجارها بعشرات المرات عن القنبلة النووية العادية. وقالت «معاريف» إنه «في حال تبينت صحة الدراسة، فإن عملية إطلاق الصواريخ البعيدة المدى، حسبما نشر في وسائل إعلام أجنبية، من الممكن أن تتم بواسطة طائرة سلاح الجو، أو يتم إطلاقها من غواصات، مع الإشارة إلى أن إسرائيل ستتسلح خلال العام الحالي بغواصة رابعة من طراز (دولفين) الألمانية، ليرتفع عدد الغواصات النووية لديها إلى 6 غواصات خلال أربع سنوات».
أما بشأن زيادة مدى الصواريخ، فقد أشارت «معاريف» إلى أنه يمكن الربط بين نتائج دراسة كوردسمان وما نشر خلال العام الأخير في وسائل الإعلام العالمية، حيث بموجبها أجرت إسرائيل تجارب على نوع جديد من صواريخ «يريحو»، وهو صاروخ أرض – أرض بعيد المدى. أما بشأن القنابل الهيدروجينية فإن إسرائيل لم تعترف قط بأنها تمتلك مثل هذه القنابل، مع الإشارة إلى أنها تحافظ على الضبابية في كل ما يتصل بقضية السلاح النووي.
ونقل عن الفيزيائي د. رفائيل أوفك، الذي كان قد عمل سابقا في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قوله إن الدول العظمى تمتلك قنابل هيدروجينية منذ عشرات السنوات، وإن شدة القنبلة الهيدروجينية تفوق القنبلة النووية العادية بعشرات المرات. وإن قنبلة كهذه تستهدف مدنا رئيسة في إيران، مثل طهران، قد توقع مئات آلاف القتلى، وقد يتجاوز الملايين من القتلى.
وبحسب كوردسمان فإن إيران هي التي تواجه خطرا وجوديا وليس إسرائيل. وأضاف أن إيران ليست مهددة بواسطة القنابل الهيدروجينية الفتاكة الموجهة إلى التجمعات السكانية الإيرانية، فحسب، بل إن إطلاق صواريخ من البحر سيؤدي إلى تداعيات نووية في كافة أنحاء إيران من غربها إلى شرقها. ويتابع أن إيران تستطيع تهديد إسرائيل بقنابل أصغر، أو بواسطة صواريخ بعيدة المدى، (لن يكون لديها القدرة على إطلاق قنبلة نووية بصاروخ في السنوات القريبة)، ولكن يتوجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أن التداعيات النووية ستصيب التجمعات السكانية العربية أيضا.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن حكومات إسرائيل سبق أن دمرت مشروعين نوويين لدولتين عربيتين في الماضي، هما العراق (التي تم تدمير مفاعلها النووي سنة 1981) وسوريا (التي تم تدمير مفاعلها النووي في سنة 2007 في دير الزور)، وكانت قد نجحت في تجنيد دول الغرب للضغط على ليبيا في سنة 2004 كي تتراجع عن مشروعها النووي. وأنها تعمل منذ اكتشف النشاط النووي الإيراني في سنة 1991 على إقناع العالم بضرورة وقفه. ولكن إيران تنجح في تضليل العالم وجرجرة أقدامه حتى تكسب الوقت وتنهي مشروع التسلح النووي وتفرض نفسها كدولة نووية في العالم. وعندما رأت أن العالم لا يتحرك كما يجب، راحت تعد نفسها لإنتاج أسلحة مناسبة تكون أقوى من النووي الإيراني والحصول على خبرات تساعدها على قطع المسافة الطويلة من إسرائيل إلى إيران من دون عراقيل وكذلك إعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل لتلقي ضربات إيرانية قبل أن تتمكن إسرائيل من تدمير قدراتها الصاروخية.