إبراهيم درويش
كيف غيرت القاعدة ‘معالم الحرب في سورية’ مقال كتبته سارة بيرك، المراسلة الصحافية لمجلة الإيكونوميست والعاملة في مشروع الشرق الأوسط للبحث والمعلومات قالت فيه ‘تحدث إلى أي سوري على الحدود السورية- التركية هذه الأيام وفي أقل من دقائق يتحول الحديث إلى ‘داعش’ وهو الإسم المختصر بالعربية للمنظمة المعروفة باسم ‘الدولة الإسلامية فيالعراق والشام’، والمرتبطة بالقاعدة، والجماعة المثيرة للخوف التي اجتاحت شمال سوريا – وقامت بفرض قوانين الشريعة، واعتقلت بل وقطعت رؤوس سوريين رفضوا تطبيق نسختها الطهرانية عن الإسلام، وقامت بشن حرب على منافسيها في الفصائل الأخرى. وفي بداية كانون الأول / ديسمبر قامت الجماعة بقتل صحافي أجنبي، ومصور عراقي هو فيصل الجبوري الذي كان يعمل من شمال سوريا. ويعتبر أفراد التنظيم استخدام كلمة ‘داعش’ إهانة لهم ويعاقب من يتفوه بها بثماني جلدات كما قال لي أحد المقاتلين الجرحى وعمره 23 عاما من جماعة منافسة والذي تحدث إلي من سريره في مستشفى ميداني سوري فيتركيا’.
إعادة التفكير
وتضيف الكاتبة في مقالها الذي نشره موقع ‘نيويورك ريفيو أوف بوكس′ ‘غيرت داعش منذ ظهورها في نيسان / أبريل الماضي مسار الحرب في سوريا، وأجبرت الفصائل السورية الرئيسية المقاتلة للقتال على جبهتين، وقامت بتعويق المساعدات الإغاثية ومنعت دخولها إلى سوريا، ومنعت نقل الأخبار للخارج. وبصعودها للسلطة فقد أجبرت الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين على إعادة التفكير باستراتيجية الدعم المتقطع التي تقدمه للمقاتلين المعتدلين في سوريا، وكذا إعادة التفكير في خطابها الداعي للإطاحة بالرئيس الأسد. وبعد أشهر من تجنب الجماعات الإسلامية في سوريا، تقول الإدارة الآن إنها تريد التحدث مع الجبهة الإسلامية، التحالف الجديد من جماعات المقاتلين المتشددين، لأن الجبهة قد تثبت قدرة على العمل كحاجز ضد داعش’. وأشارت الكاتبة إلى تصريحات رايان كروكر التي نقلتها عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز′ والتي دعا فيها لإعادة النظر في الموقف من النظام السوري لبشار الأسد. وأدى صعود داعش بالحكومة الأمريكية والبريطانية لتعليق المساعدات ‘غير الفتاكة’ للجيش الحر في شمال سوريا. ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله ‘ ينظر لسوريا الآن باعتبارها مشكلة أمنية، وليست حول التخلص من الأسد ومساعدة السوريين على تحقيق ما يريدون تحقيقه’.
الرقة
وتقول الكاتبة إن تأثير الدولة الإسلامية في العراق والشام مثير للدهشة، إذا أخذنا بعين الإعتبار وصولها المتأخر ومشاركتها في الصراع، ‘خذ مثلا المدينة الواقعة في شرق سوريا، والتي سيطر عليها في البداية مقاتلون ينتمون إلى جماعات مختلفة في بداية آذار / مارس 2013. وعندما زرتها في ذلك الشهر كان يحكم المدينة تحالف من الفصائل وكان من السهل التحرك حيث التقيت امرأة علوية بدون حجاب على رأسها، والتقيت ممرضة علوية تعمل مع زميلات سنيات لها، وتحدثت إلى عبدالله الخليل، وهو محام كان معروفا في المدينة قبل الحرب، واستمر كرئيس للمجلس المحلي بدفع رواتب عمال النظافة، وكان يحاول تأمين تمويل لاستمرار عملهم’.
كل هذا تغير في غضون شهرين ‘فقد أصبحت داعش تحكم بشكل مطلق، وقامت الجماعة بإعدام ثلاثة من العلويين في الساحة العامة للمدينة، وأعلنت عن إنشاء محاكم للشريعة وقوات شرطة، وتم اختطاف عبدالله الخليل، رئيس المجلس المحلي من داعش أو من بعض حلفائها. وأمرت النساء بتغطية الرأس، وحظرت التدخين، وأعلنت عن الفصل بين الطلاب والطالبات في المدارس، وتمت ملاحقة أبناء الأقليات وإجبارهم على الخروج من المدينة، ولم يعد الصحافيون وعمال الإغاثة مرحبا بهم، وهناك عشرات منهم في قبضة داعش’.
أكبر القوى المقاتلة
وترى الكاتبة أن الشهور التي تبعت سيطرة داعش على مدينة الرقة، أصبحت فيها ‘الدولة’ من أقوى الجماعات العاملة على الأرض في سوريا على الرغم من عدد مقاتليها المتواضع والذي لا يزيد عن 7 آلاف مقاتل. وبدأ التنظيم يتوسع شمالا على طول الحدود التركية، وفي آب / أغسطس قاد مقاتلو التنظيم الفصائل الأخرى وداهمو قاعدة منغ القريبة من مدينة حلب. وبعد ذلك هاجمت الدولة فصائل أخرى وسيطرت على بلدات استراتيجية في الباب، أعزاز وجرابلس وأطمة وهي مدن حدودية تعتبر معبرا للخروج إلى تركيا والتي ‘أصبحت إمارات صغيرة’.
وتقول الكاتبة ‘بحسب المقاتلين السوريين وعمال الإغاثة والمدنيين الذين تحدثت إليهم، فهم (داعش) يستخدمون هذه المدن الإستراتيجية للسيطرة على من يخرج أو يتحرك لخارج سوريا. وعندما زرت الجانب التركي من الحدود كانت الشاحنات مصطفة في طوابير تمتد لأميال، وكان السائقون ينتظرون نقل المواد للسيارات السورية على الجانب الآخر، فلم يكن السائقون راغبين بدخول البلد. ومن جانبهم، تحدث المدنيون السوريون والمقاتلون الذين عبروا الحدود من سوريا لتركيا برعب عن نقاط التفتيش التي أقامتها داعش ‘لا أحد يستطيع منا الذهاب لأي مكان’ قال عامل إغاثة لقيته في أنطاكية’.
نذير شؤم
وتقول الكاتبة إن توسع سيطرة الدولة الإسلامية كان نذير شؤم للجيش السوري الحر ‘الذي اعتمد منذ فترة على المعابر من تركيا لشمال سوريا، فقبل عام كانت الجماعات المقاتلة التي تقاتل تحت لوائه غير منظمة وتتصرف بطريقة سيئة، لكن معظمهم كانوا معروفين، على الأقل في هدفهم الرئيسي وهو الإطاحة بالرئيس الأسد وبناء دولة وطنية لكل السوريين مع حركة التظاهرات التي بدأت عام 2011. وفي الوقت الذي كانت فيه الجماعات السلفية تلعب دورا مهما في النزاع عام 2012 كان معظم مقاتليها من السوريين ويعتبرون جزءا من المجتمعات التي ظهرت فيها فصائلهم’
بالمقارنة ‘فداعش جماعة ذات بعد دولي وموقف متشدد حول الحكم الإسلامي وأظهرت استعدادا لمواجهة السوريين الذين لم تعجب بهم، سواء كانوا من مؤيدي المعارضة أم النظام، ففي أيلول / سبتمبر قامت داعش بالإطاحة بالجماعة المعتدلة، أحفاد الرسول في الرقة، واعتمدت في هذا على التفجيرات الإنتحارية. وقامت بإخراج مقاتلي ‘عاصفة الشمال’ من بلدة أعزاز الحدودية، وخاضت معارك مع الجناح العسكري في حزب الإتحاد الكردستاني في شمال شرق البلاد، مما لم يعط أي مجال للشك حول قوتها والضرر الذي تركته على حركة التمرد’.
وتشير الكاتبة إلى الوضع الصعب الذي وجدت الفصائل المعتدلة نفسها فيه واضطرت في 19 كانون الأول / ديسمبر إلى اصدار بيان اتهمت فيه داعش ‘باختطاف الناس بسبب عدم انصياعهم لأوامرها’ وأشار البيان إلى ان التحالف لا يعتبر داعش جزءا من المعارضة لان ما تقوم به من أفعال لا يخدم إلا مصالح النظام.
ولاحظت الكاتبة أن ‘تبرؤ’ التحالف من داعش يتناقض مع ترددها مع جماعات أخرى تحمل مواقف متشددة مما يظلل الطبيعة القائمة في العلاقات والتحالفات على الأرض، فالتحالف تنصل من جبهة النصرة التي اعتبرتها الإدارة الأمريكية جماعة إرهابية واليوم يقيم التحالف علاقة غير واضحة.
الجذور العراقية
وتتحدث الكاتبة أيضا عن جذور داعش العراقية، حيث تعتبر امتدادا للدولة الإسلامية في العراق والتي يتزعمها أبو بكر البغدادي، ‘المتشدد العراقي الطامح والذي أشرف على سلسلة من الهجمات في العراق والتي أدت لمقتل الكثير من المدنيين، واسمه على قائمة الإرهاب الدولي الصادرة عن الخارجية الأمريكية عام 2011 بجائزة على رأسه قيمتها 10 ملايين دولار، ومع تقدم الحرب في سوريا وجد البغدادي فرصة للقاعدة فيها، وفي كانون الثاني / يناير 2012 أرسل بعضا من جنود المشاة لإنشاء جبهة النصرة وبهدف إنشاء دولة عابرة للقوميات تتحقق عبر العنف وتحكم بالشريعة’.
ومع تقدم جبهة النصرة وبناء قواعد لها في سوريا قرر البغدادي في نيسان (أبريل) أن الوقت قد حان لدمج التنظيم السوري بالقاعدة في العراق، وتوسيع المجال الجغرافي للتنظيم الذي لا يعترف بالحدود وهدفه توحيد الأمة. وفي إعلان الدمج ‘قرر ضم الفرعين تحت اسم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام، أي سوريا الكبرى، وتحظى الشام في فكر الجهاديين بموقع خاص لأنها قلب المنطقة وقريبة من القدس، لكن قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، نفسه سوري، ورفض الدمج، ربما لأنه لم يتم بموافقة من زعيم القاعدة أيمن الظواهري والذي أكد على بقاء التنظيمين منفصلين مما قاد البعض لاعتبار داعش جماعة خارج القاعدة’.
خلاف في الرؤية
وفي الوقت الذي يشترك فيه الفصيلان بالكثير من الملامح من ناحية التمويل والتدريب إلا أن هناك خلافا جوهريا بينهما، من ناحية تأكيد النصرة على العدو وهو الأسد، فيما تقوم داعش بإنشاء إدارات وحكم في المناطق التي تم غزوها وتحريرها. وفي الوقت الذي تعتمد النصرة على مدخل تدريجي لتحشيد الدعم لدولتها الإسلامية كانت داعش شرسة في هذا، واستخدمت القتل الطائفي وفرض الشريعة. وفي النهاية تظل النصرة تنظيما سوريا مقارنة مع داعش التي تقاتل فيها كتيبة قوية من الأجانب.
ومع ذلك ترى داعش لنفسها، وعبر إعلام التواصل الإجتماعي لنفسها كحركة إجتماعية ‘فهم هناك لتحقيق أهداف سياسية، لوضع أسس الخلافة’ كما يقول تشارلس ليستر الذي يتابع تطورات الفصائل السورية. وتقول بيرك ‘زادت في الأسابيع القليلة الماضية هجمات داعش في العراق مما يجعل هذا العام الأكثر دموية منذ عام 2008، وقد ركزت معظم هجماتها على المحافظات الغربية القريبة من سورية، حيث تتمتع الجماعة بقوة فيها’.
شعبية
وتقول الكاتبة إن رؤية داعش تحظى بشعبية تدعو للدهشة بين الجهاديين المتشددين أكثر من رؤية جبهة النصرة، وهذا يفسر تدفق المقاتلين الأجانب لصفوفها، وحملات جمع التبرعات لها عبر التويتر، مشيرة إلى أن بعض المتبرعين الكويتيين ألمحوا لوصول بعض أموال التبرعات إلى داعش. و ‘في كل رحلة قمت بها للبلدات التركية القريبة من الحدود السورية في العامين الماضيين صادفت العديد من المقاتلين الذين كانوا في طريقهم للقتال، والكثير منهم جاؤوا في الأشهر الأخيرة كي ينضموا لداعش’.
وتقول إن ‘بعض المحللين ناقشوا تعلم داعش دروسا من العراق، حيث قامت القبائل السنية والمقاتلون بتشكيل جماعات الصحوة لمواجهة القاعدة …. وفي المناطق السورية حيث حققت داعش سيطرة بدأت بمحاولات للوصول للسكان المحليين، وأعلنت عن إنشاء صحيفة قبل فترة، وتظهر أشرطة الفيديو التي وضعتها الجماعة على الإنترنت احتفالات في ساحات القرى وبعد صلاة الجمعة حيث يحتشد فيها الشباب. وفي مدينة الرقة سلم المقاتلون سائقي الحافلات ملصقات تعلم النساء ما هو اللباس المحتشم. وهناك اهتمام خاص بالأطفال الذي يوزع على البنات حقائب زهرية، ولوحظ هذا في مناطق حول دمشق حيث بدأت الجماعة تبني تأثيرا لها بشكل تدريجي، وتأكدت من وصول المواد الغذائية للمدن الواقعة تحت سيطرتها وعادة ما تمنع أي جهة أخرى حتى يظل السكان معتمدين عليها’.
الخوف
لكن سلطة داعش لا تكمن في الهدايا والدعم الإنساني والتواصل مع السكان بل من الخوف الذي تزرعه في قلوب الناس. فلم تتسامح الدولة مع أي معارضة سياسية لها ‘فالكثير من السوريين الذين قابلتهم عل الحدود ذكروا برعب إعدامات داعش لصبيين في حلب بسبب ما أسمته اتهامهما بالتجديف او الهرطقة، كما منعت الإختطافات للناشطين المحليين والصحافيين التعبير عن أي معارضة سياسية.. كما قامت الجماعة بتفجير مزارات شيعية، ولم يظهروا أي تأنيب للضمير لقتل سنيين أٌثناء هذه التفجيرات. ويعتبر قطع الرؤوس أمرا عاديا. فلا يزال الأب باولو دالوجيو، الإيطالي من طائفة الجزويت والذي عاش في سوريا لثلاثين عاما، ومن قاد حملات للتفاهم الديني مختف منذ اختطفه مقاتلون من داعش عندما زار الرقة في تموز / يوليو الماضي، وهناك العشرات لا يزالون معتقلين، ولم تطلب داعش أي فدية ولم تقم بتنفيذ إعدامات، ويبدو أنها تحتفظ بهم كحماية لها من الهجمات’.
الكراهية
وقد أدى هذا الوضع بالسوريين لكراهية داعش فقد شهدت الرقة سلسلة من التظاهرات المعادية لداعش، ‘وهي تظاهرات تحتاج لشجاعة إن أخذنا بعين الإعتبار شراسة داعش. وفي الفترة الأخيرة انتقدها الناشط الإسلامي السوري هادي عبدالله، من حمص والذي وصف داعش بـ ‘دولة البغدادي’ في مقاربة مع ‘سورية الأسد’. وعلى الرغم من كل هذا لا تزال داعش تجند مقاتلين سوريين. والبعض يقول إن التجنيد مرتبط بالمال الذي تدفعه والتدريب المتوفر لديها’.
واشارت إلى الكاتبة مع صدام الجمال، وهو قيادي سابق في أحفاد الرسول حيث تحدث عن سبب انضمامه لداعش ‘لأن المقاتلين المعتدلين يتعرضون للتدخلات الخارجية ويضغط عليهم لقتال النظام والإسلاميين’.
وتبرز تعليقاته ‘الموقف العدائي لدى الكثير من السوريين للتدخلات الخارجية، والتي حسب عدد من داعمي المعارضة سببت ضررا أكثر من كونها دعما للمعارضة كي تواصل القتال بدون أن تتمكن من تحقيق النصر’.
وتقول ‘عندما نناقش داعش مع السوريين على الحدود، عادة ما ينقسم النقاش بين من يراها أحسن من الجماعات الأقل تدينا لأنها أقل فسادا (على الرغم من وجود أدلة عن هذا) في الوقت الذي يقوم فيه المجرمون المحليون بسرقة الأسلحة والسيارات ويحتلون البيوت، ولكنني لم أجد أي شخص يدعم رؤية داعش المتطرفة’.
وهذا يعني أن الكثير من المقاتلين السوريين يحضرون ‘لحرب ثانية ضد داعش، مع أنهم يختلفون إن كان عليها الأن، مع افتراض أنها ستحدث ‘عندما يرحل الأسد’.
ويرى الكثير من السوريين في صعود داعش مدعاة للشك ‘والرأي العام الشائع الذي سمعته هو أن داعش صناعة النظام في دمشق أو حليف لإيران تهدف لتمزيق المعارضة وتدمير الثورة. وكما يقول كمال الشيخ من اللاذقية والمقيم في انطاكية ‘ببساطة، نتعامل معها كامتداد للنظام’.
صحوات سورية
وفي الوقت الذي لا يوجد ما يدعم هذه الرؤية لكن الأسد عمل كل ما بوسعه لتصوير المعارضة على أنها جماعات ‘إرهابية’ مدعومة من الخارج. وأسهم في نشر هذه الرؤية حيث يقول محامون سوريون يوثقون للثورة إن النظام أطلق سراح مئات المعتقلين الإسلاميين من سجن صيديانا من أجل تعزيز الراديكالية الإسلامية. ومع أن داعش تخوض معارك مع النظام في دير الزور وحلب والقلمون لكن هزيمة النظام تظل ثانوية لهدف إقامة الدولة الإسلامية.
وفي نهاية مقالها تشير لتركيا العدو اللدود للنظام في سوريا والتي فتحت حدودها للمقاتلين الأجانب، وفي المدن الحدودية خاصة إلى مناطق لاستقبال المقاتلين، ويعتبر فندق أليس في نفس المدينة مكانا يلتقي فيه الجهاديون. وفي بعض الأحيان شارك المقاتلون الأجانب بحراسة معبر باب الهوى الحدودي ‘وفي زياراتي الأخيرة لاحظت عددا قليلا من الشرطة التركية، وعلى بعد خمسة دقائق من بلدة كلس كانت كافية للتعرف على المقاتلين الأجانب الذين كانوا يلوحون للسيارات قرب الحدود مع سورية’، مع أن تركيا أعلنت الشهر الماضي عن ترحيلها 1100 مقاتل أجنبي.
وتختم الكاتبة مقالها فيما يتعلق بداعش بالحديث عن التحول المهم في أحاديث المسؤولين الغربيين عن الوضع السوري. مشيرة إلى قرار إدارة أوباما وقف العمل العسكري ضد سوريا بعد فشل البيت الأبيض بالحصول على موافقة الكونغرس، والتصريحات الأخيرة للتحادث مع الجبهة الإسلامية. وفي الوقت نفسه تقول الكاتبة إن المؤسسات الأمنية بمن فيها الألمانية فتحت صلاتها مع الحكومة السورية ‘وهناك إمكانية لتخيل عمليات أخرى لإعادة تأهيل نظام الأسد مع استمرار تهديد القاعدة. واقترح بعض المحللين على الغرب تبني سياسة صحوات سنية في سوريا مثل ما حدث في العراق، مع أنه لا توجد إشارة لحدوث هذا حتى الآن’.
وما لا جدال فيه هو ‘ان التمرد الجهادي- السلفي وبروز واحدة من فروع القاعدة المثيرة للرعب داخله، أدت لتغيير طبيعة الحرب في سوريا وبشكل أساسي. وفي صراع يسقط فيه كل شهر حوالي 6 ألاف شخص، وأجبر ثلث السكان على ترك بيوتهم، فقد تغلبت الحاجيات الأمنية البسيطة على طموحات وآمال حركة سلمية كانت تحاول مواجهة النظام’.
القدس العربي 29/12/2013