خريط مصفط

rodenyكان احد اولاد الملحة يردد دائما :لو كانت لي صلاحية ما لألغيت كل دوائر العلاقات العامة في الوزارات والمرجعيات الدينية وطلبت من موظفيها بكل ادب ان يذهبوا الى بيوتهم ويعتنوا بعوائلهم ويتابعوا اخبار اسعار الخضروات وخصوصا الباميا التي يحبها معظمهم.
ولامجاملة في القول في انهم موظفون اميون في كل شيء لايعرفون من حياتهم سوى لبس “البدلات” الفاخرة و”الباينباقات” الملونة.
انهم مجموعة ببغاوات يحفظون كلاما يرددونه في كل مناسبة.
بالامس زار وفد ثقافي واعلامي فرنسي مدينة كربلاء والغرض كما اسماه علاء التميمي (مسؤول الوفد): تأتي هذه الزيارة للاطلاع على حالة التكاتف والوحدة بين اطياف الشعب العراقي.
اتحدى هذا التميمي ان يشرح لنا مامعنى كلمة “اطياف”.
ولانعرف كيف وضع التميمي كلاما للكاتبة والناشطة الفرنسية ماريه بوميا بينت التي قالت: كنت اتوقع بان مكونات الشعب العراقي تتصارع فيما بينها ولكن ما رأيته ما هو العكس وجدت التالف والوحدة بينهم , ووجدت حياة طبيعية ,مندهشة من واقع الحياة العراقية الجميلة شاهدت القوات الامنية توفر الامن لمواطنين وهذا ما كنا نتوقعه قبل مجيئنا للعراق.
ياحرام…
عمي التميم عيب هذا الكلام فليس من المعقول ان يكتشف الزائر الاجنبي (التآلف والوحدة) بين اطياف الشعب العراقي خلال ايام معدودة ثم كيف تأكدت هذه الفرنسية من ذلك، هل التقت بالناس؟وهل التقت باحد رجال الدين او المسؤولين في المحافظة؟هل رافقها مترجم في جولتها؟.
وتضيف هذه الفرنسية المسكينة التي ربما كانت صامتة طوال زيارتها الى الفن المعماري للاضرحة وهذا الطراز الرائع يدل على الحضارة العريقة بهذا البلد.
ياسلام يا تميمي، يعني كل بناء معماري فني يدل على حضارة البلد، اذن مدينة دبي لها حضارة عريقة وتاريخ رائد مو؟.
انها والله كذبة لاتغتفر.
ماعلينا فالكذب مامشمول بالضريبة…
طلع علينا امس الشيخ (لقب مجاني) جلال الدين الصغير ، بعد النستلة اياها، ببدعة جديدة نعتقد انها ستقوده الى اقرب عيادة طبيب نفساني.
يقول: ان الخروج على سلطة الحاكم أياً كان شكله ولونه خطيئة كبرى وان
الأمة تحتاج الى حاكم أياً كانت نوعيته ، وان الذين يثيرون الاحتجاجات ضده، معظمهم من الذين لايريدون الخير والاستقرار لهذه البلاد.
حسب فهمك شيخنا العزيز ان تظاهرة اهالي القادسية امس ضد البعض ممن رفعوا الاعلام الايرانية لايريدون الخير لبلادهم؟.
شيخنا كم دفعوا لك لقاء هذه الكلمات؟.
يعني الاحتجاج على جور وظلم واغتيال الحاكم لمواطنيه خطيئة كبرى؟ ليسامحك الله على ما تفوهت به.
نعتقد انك سعودي الهوى.
كما نعتقد انك رأيت بعض المتظاهرين يرفعون اعلاما ايرانية في بلد اسمه العراق فما رأيك ادام الله ظلك؟.
فاصل اردني: تخيلوا ايتها السيدات والسادة ان عددا من البرلمانيين العراقيين ،اكرر برلمانيين عراقيين، يجتمعون في العاصمة الاردنية لتغيير رئيس البرلمان سليم الجبوري،وحضر الاجتماع عدد من التجّار الذين يدعمون هؤلاء النواب ماليا.
مبروك لشعبنا العراقي المغوار.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.