حينما قهقه رئيس القوم

تسربت اخبار عن اجتماع مهم جدا وعلى مستوى عال لأعضاء مجلس الامن القومي المعني بمراقبة المواقع التي تسمي نفسها بالعلمانية لدراسة مايمكن من اتخاذ اجراءات قاسية حيالها.
وقد جرى في بداية الاجتماع تقديم تقرير سريع عن بعض المواقع”الهدامة” التي تبث السموم العلمانية والتي تعني نشر الكفر والالحاد بين صفوف شعبنا المتدين مما ينعكس على عقولهم وتخريب توجهاتهم الدينية التي هي دعامة مجتمعنا.
واشار التقرير الاول الى تحديد عدد من المواقع ونماذج مما تنشره من مفاهيم مخربة.
ثم توالت التقاريرالمفصلة والتي قرأت باهتمام بالغ خصوصا وان هذا الاجتماع كما ذكر احد المشاركين استمر لاكثر من 24 ساعة تسببت في ترك صلاتهم وتأجيل مسؤولياتهم الاسرية وملل رجال الحماية في الجلوس في مقهى القبة بدون شغل ولا عمل.
كما تسربت اشاعات غير مؤكدة عن الاجراءات القاسية التي ستتخذ بحق المشاركين في هذه المواقع الهدامة.
ولكن لم يتأكد بعد نوع الاجراءات القاسية المتخذة الا ان مراقبين لم يستبعدوا غلق هذه المواقع ومنع دخولها الى البلد المسلم وتوجيه انذارات سرية للكتاب المشاركين.
ومن الغريب ان هذا الاجتماع عقد بغياب رئيس المجلس التي تعتبر سابقة مخالفة للدستور،ولكن اتضح انها احدى الشائعات التي تروجها بعض المواقع الهدامة.
وبعد قراءة كل التقارير ووضعها في اضابير خضراء خاصة انتظر القوم الاستماع الى كلمة الرئيس كما هو متبع في مثل الاجتماعات.
تنحنح الرئيس ووضع يده اليمنى على خده لدقائق شعر بها القوم وكأنها سنة و6 أشهر ثم رفع رأسه ونادى على مجموعة من الفراشين ليأمرهم باستدعاء الصحفيين.
خاطب القوم صائحا:
ولكم انتم مجانين،زمن العلم نوووووور راح وانقضى وماعدنا نخاف من العلماء او الادباء او الاكاديميين،بعدين شغلوا عقولكم اذا عدكم عقول واحسبوها بالارقام ولاتصيرون مثل القرود تقلد في كل شيء.
لدينا 6 ملايين أمي وذولة لا بالعير ولا بالنفير،تعرفون هذا المصطلح لو هم اشرحه الكم ياقرود؟.
عدنا مليون طفل مايعرفون ولا حتى سامعين لا باللابتوب او الآيباد.
عدنا مليون ارملة مالها خلك حتى تباوع بوجهها بالمراية.
عدنا حوالي ربع مليون ماتوا بالتفجيرات العام الماضي والحبل على الجرار.
حسبوا وراي خلي نشوف اشكد صار العدد.
عدنا ياشباب ربع مليون عاطل عن العمل مايتحمل تكاليف شراء الحاسوب ولا اقساط الانترنت.
عدنا حوالي ربع مليون يتعاطون حبوب الهلوسة والمخدرات الاخرى.
عدنا نصف مليون بالسجون وذولة اكيد مايستعملون الحاسوب.
بقي من المجموع الكلي كم شاب يريد يتباهى بانه مثقف..خليهم ،لأن مثل ماتعرفون المثقف ماعنده غير الحجي واللغوة الفارغة..سمعتوا في حياتكم مثقفين استلموا السلطة؟.
ليش تخرجون الواحد عن طوره؟عمي بدل من هاي الاجتماعات الفارغة روحوا ابحثوا عن دورات تأهيلية متخصصة في كيفية الحفاظ على السلطة.
يالله كل واحد يشوف شغله،مع السلامة.
فاصل غنائي:شعار الدكتورة آمال كاشف الغطاء الانتخابي الذي علقته في الاماكن العامة (وهي من ائتلاف المواطن وتحمل الرقم 273تسلسل 72) يقول:
لا للاجهاض
نعم للرضاعة الطبيعية
سفرة سياحية شهرية الى السيد محمد لكل عائلة عراقية.
شفتوا اخوان شلون صارت زيارة مقابر رجال الدين سفرة سياحية.
مايشور بيج السيد محمد؟

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.