لحظة الوداع.. يقصر الحوار..
الألسن تتكلم قليلا.. و العيون تكثر الدموع..
و يزداد الدوار..
هو… ينظر اليها.. يحدق في عينيها..
يتخيل قلقها.. و يتحسس نبضات قلبها..
………
قال…
حزين أنا..
حزين بك.. و من أجلك..
لكني سعيد لحزني..
منتعش بآلامي ..
ممتهن بأحلامي..
تلك هي نبع قيامي…
……..
هي تستدرك حالها…
قالت …
و تلك هي أيضاً مسيرة أيامي ..
أما انت..
يا أيها الثائر من اجل كرامتي..
أيها المخضوب في دماء أحلامي ..
أيها المنقوش أبدا في دفتر ذاكرتي..
أيها المنحوت في صخرة أيامي..
أيها المذبوح في درب راحلتي..
انت … أيها الغريب.. في صحراء القلوب..
أيها الراحل من دنيا الذنوب..
رغم بعد المسافات.. و بؤس الأغلال..
ستظل رفيق دربي..
و مشعل نور.. في ظلام الدروب…
و مبعث الحب في قلبي و وجداني..
…………
الى هنا.. ينتهي الحوار..
و تزلزل الارض..
و تمطر دماء.. السماء..
و يغيب هو … في وهج عنانها..
و تغادر هي..الى الأدغال..