خرج سميح القاسم من السجن بعد حزيران الشهير عام ١٩٦٧م ليكتب قصيدته البديعة: (تعالي لنرسم معا قوس قزح)
القصيدة ليست بكائية بل جاءت لتذرف دموع الشموع التي تضيء في شموخ لا يعرف الوهن
خاطب الشاعر في قصيدته فتاة من بين مئات الفتيات اللاتي ولدتهن الأم (فلسطين) و هذه الفتاة هي التي كان يرسمها سميح على جدران سجنه فيشتد صراخه في وجه أعداء الحرية و الوطن
و لكن المشردين في كل اعتداءات اليهود الغاصبين كانوا أعدادا لا تحصى و لذلك وصف الشاعر هؤلاء المشردين بقوله:
(كانت ملايين مئه
سجداً في ردهتي ..
كانت عيوناً مطفأه !)
و يصور الشاعر حجم المأساة بقوله: ( مثل طفلين غريبين ، بكينا
الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص ، يبكي ..
والحمام الزاجل العائد في الأقفاص
… يبكي)
قال الشاعر في قصيدته: ( يبست حنجرتي ريح الهزيمة) هنا تدخل الناقد احسان عباس ليفند مقولة الشاعر و يحكم عليها بالاعتراض او القبول فإذا كان المقصود بيباس الحنجرة عدم صراخه في وجه أعدائه فإن هذا لا يليق بشاعر مقاومة
أما اذا كان يقصد عدم مقدرته على الإبداع الفني بسبب حزنه مما حدث فإن هذا مقبول و يحق له أن يقول: (يبست حنجرتي ريح الهزيمة)
القصيدة فيها من الإبداع و الفن ما يبهر الأبصار و ككل القصائد التي ترفض أن تستسلم لليأس ينهي الشاعر قصيدته ببناء المجد الذي لا ينكسر و هو التفاؤل و الاستبشار بالسعادة التي لا بد أن تنهي مأساة شعب صامد في وجه المحن :
(نحن يا غاليتي من واديين
كل واد يتبناه شبح
فتعالي . . لنحيل الشبحين
غيمه يشربها قوس قزح !
وسآتيك بطفلة
ونسميها ” طلل “
وسآتيك بدوريّ وفلـّه
وبديوان غزل)