حكومة العراق _ حكومة المفارقات المضحكة
كان الشعب العراقي يحلم بتأليف حكومة تخفف من الامه وتنقذه مما هو فيه من مشاكل لا حد لها ، فالأمن مفقود والحياة مهددة بالموت في اي لحظة بكاتم صوت او بانفجار عبوة ناسفة او بأنفجار سيارة مركونة في زاوية الطريق والشارع .
مشاكل نقص الكهرباء وتلوث المياه ، وانحسار الفراتين في الكثير من الاوقات وموت المزارع عطشا ، ناهيك عن افعى سيد دخيل ولدغاتها ، وانتشار الميليشيات المنفلتة في طول البلاد وعرضها .
وقد جر الشعب الويلات من حكومة المالكي ، منتظرا بفارغ الصبر ان يشهد نهايتها ويتنفس الصعداء لعل الشعب يستفيق من غفوته العميقة وسباته في اللاوعي ويرفض انتخاب من اشبعوه الما ومرارة ونهبا للثروات وتسترا على الفاسدين واللصوص من المسؤولين في هرم السلطة .
قلنا ان الشعب قد اخذ درسا بليغا وعرف المنتفعين من كراسي وعروش ومناصب الدولة ولا يعيد انتخاب نفس الوجوه من عصابات اللصوص والفاسدين والفاشلين .
وقد تبن ان الشعب لا زال نائما ومخدرا تابعا بتخدير عميق لسلطة العشيرة والدين والمرجعية والمناطقية والمذهب . وكأنه راضي ان يسير كالنعاج الى المسلخ برجليه وهو منتشي جذلا .
اعاد اولئك المخدرون والمغسولة ادمغتهم بمحلول العشائرية والمذهبية والمناطقية والتبعية للمرجعية من دون علم وفهم و و .. الخ . اعادوا انتخاب نفس الوجوه التي كان ينتقدها الشعب نفسه والمثقفون منهم خصوصا . معظم الوزراء عادوا بعد تبديل الكراسي بغيرها . الوزير اصبح نائبا لرئيس الوزراء والنائب اصبح وزيرا للمالية وهلما جرا .
رفض الكثيرون من السياسيين ومن الشعب اعادة تعيين المالكي رئيسا للوزراء لولاية ثالثة وكأنها ميراث من الاباء والاجداد وقد سجلت طابو في سجلات العقاري بأسمه .
هنا طلع رئيس الجمهورية ذكيا ولم يكلف المالكي برئاسة الوزارة ، ولكنه مجبر لتكليف رجل من كتلة الائتلاف الوطني الشيعي لتأليف الوزارة، فاراد ابعاد المالكي عن رئاسة الوزارة لفشله في ادارة الدولة واختلاقه الكثير من الازمات ، وتسببه بفلتان الامن وغزو داعش واحتلالها لخمس محافضات والعديد من الاقضية والنواحي , وخسران اسلحة اربعة فرق عسكرية بكامل اسلحتها وعتادها لقمة سائغة لداعش والبيشمركة الكردية .
فرشح حيدر العبادي لرئاسة الوزارة بدلا من المالكي ، فاتهمه الاخير بخرق الدستور مرتين واشتكى عليه في المحكمة الاتحادية . مفارقة مضحكة ايضا .
المصيبة في انتخابات مجلس البرلمان العراقي الذي رفض المالكي رئيسا للوزراء انتخبه ثانية بتصويت مشكوك في صحته لكونه من غير حساب للاصوات ، اعاد تعيين المنبوذ والمرفوض سابقا لمنصب نائب اول لرئيس الجمهورية تكريما له . اليس هذا مضحكا ؟
من يستطيع الان ان ينبش ملفات الفساد المدفونة بادراج المالكي والتي طفحت روائحها النته الى السماء بوجود المالكي في قمة السلطة وفي رئاسة الجمهورية ؟ اليس هذا مضحكا ؟
التصويت على الوزراء كان تصويتا شكليا من غير حساب عدد المصوتين ، لمجرد تمشية المسرحية حتى النهاية وتشكيل حكومة مهما كان شكلها ولونها ورائحتها العفنة . وقد بدى واضحا حتى للاعمى نية رئيس البلمان في اتمام المسرحية باسرع طريقة ولفلفة التشكيلة الوزارية بأي صورة ولو بخداع الشعب وعلى الشاشات التلفزيونية .
المفارقة المضحكة ، الدكتور صالح المطلق كان واقفا مع الوزراء الذين يرددون القسم للولاء للعراق والحفاظ على ارضه ومياهه وسماءه ، لكن من يدقق النظر اليه يجده لم يفتح شفتيه ولم يردد القسم ولم يقل كلمة واحدة منه !! اليس هذا مضحكا ؟
رئيس البرلمان سليم الجبوري ، يناشد النواب والضيوف ويترجاهم ان يلتزموا مقاعدهم لأكمال التصويت ، ولكن الجماعة اعطوه اذن الطرشة ، ولم يعيروا لطلبه اي انتباه بل كانوا مشغولين في تقديم التهاني والتبريكات والبوسات التملقية لنواب رئيس الجمهورية الثلاث ، المالكي والنجيفي وعلاوي . اليس هذا مضحكا ؟
المالكي يجلس بجانبه تماما ( احد الاخوة الاعداء ) وهو النجيفي الذي طالما كال احدهما للاخر الاتهامات والتجريح ووصفه بالخيانة والعمالة لأيران والاخر لتركيا والسعودية وقطر، يجلسان وكأنها لا يعرف احدهما الاخر ، كل يدير وجهه بالجهة البعيدة عن صاحبه ولا يتبادلان الحديث مطلقا . والمفارقة المضحكة انها نواب رئيس الجمهورية . كيف سيعملان سوية لتمشية امور العراق ؟ الله يعلم فقط .
المفارقة المضحكة المبكية ان من يقود ميلشيات عسكرية مسلحة تديرها وتوجهها ايران وقاسم سليماني وزبانيته ، يتقاتل للحصول على منصب وزير الدفاع او الداخلية ، ليصبح جيش وشرطة العراق ميليشات نظامية .
من هل المال حمل جمال . لو العب لو اخربط الملعب .
هل توجد حكومة في العالم كله لرئيس الجمهورية ثلاث نواب ولرئيس الوزراء ثلاث نواب ، حتى الصين وروسيا وامريكا اكبر دول العالم لا يوجد بها مثل هكذا نظام ، لكن لابد من ترضية كل الكتل على حساب ميزانية الدولة .
خل ياكلون بالعافية على الحرامية .
خير الكلام … بعد التحية والسلام …؟
١: لماذا تسيء الظن ياعزيزي صباح بالعملية ، الغاية من كثرة المناصب والوزارات هى توفير فرص عمل للشعب المسكين ؟
٢: هل سمعت بحرامي سوق مريدي المحترم ( طبعا كلهم ماشاء ألله محترمين ) نائب في البرلمان الغير محترم الذي عمل وكالة رسمية لثلاثين شخص حماية له يستلم رواتبهم نيابة عنهم قدره مليون ونصف المليون دينار وأحسب كم نائب لدينا في البرلمان العراقي ؟
٣: صدقني كلهم من عصابة علي ماما والأربعمائة حرامي ، سلام ؟