حكاية العم منعم

تعود (العم منعم) منذ ان عرف طريق ما يسمى بالفيس بوك ان يتجول كثيرا في منشورات الأصدقاء و غير الأصدقاء
يستهزئ بهم تارة دون ان يشعرهم اذا وجد كتاباتهم ضعيفة و ركيكة كما كان يقول و تارة كان يتألم حسرة حين يشاهد كتابات راقية و يكاد يتفجر من الغيظ متسائلا :
لماذا لست انا الذي كتب هذا الجمال و تلقى هذا الثناء و الإعجاب من الأصدقاء و الأحباب؟
و استمر العم منعم يقرأ منشوراتهم بكثرة و يحاول ان يكتب مثلهم و لكنه لا يحصل من الثناء و الاعجاب الا ما كان على سبيل المجاملة فغضب العم منعم غضبا ظهر على سلوكه مع احفاده الصغار
العم منعم ليس مجرما و لكنه يحب نفسه و يحب ان ينظر اليه الناس بإعجاب و لم يكتف بإعجاب الناس به كموظف يتقن عمله و يحصل على ثناء مديره بل اراد ان يحصد قدرا كبيرا من الاعجابات و التعليقات على منشوره
و جاءت الوساوس الى العم منعم 🙁 ماذا لو سطوت على منشور من منشورات المبدعين؟ منشور واحد يبيض وجهي امام الاحباب منشور واحد امحو به حزني و ألمي)
و ركض العم منعم الى منشورات المساكين من الذين قرر ان يخطف من بين أيديهم منشوراتهم الثمينة
و بكل خفة حركة نسخ منشورا رائعا…..و قاوم شعورا اتاه يذكره بالله و بتحريم سرقة الناس مسلمين كانوا او غير مسلمين قاوم هذا الشعور بوساوس شيطانية و بحلاوة تمنى ان يجدها و تسمرت يد العم منعم و سأل نفسه: شعوران يتضاربان في نفسي فأي شعور سينتصر
و ألصق العم منعم ذلك المنشور و حين اراد ان يمحو اسم كاتبه و يثبت مكانه اسمه ذرفت عيونه دمعا طاهرا
فقاوم و لم يحذف شيئا بل وضع فوق المنشور: مما راق لي
و ما أن وضع المنشور حتى تساقطت الاعجابات و التعليقات عليه ففرح العم منعم فرحا نقيا لم يتولد من احزان الناس و آلامهم

About زيد الطهراوي

شاعر و كاتب أردني صدر له ديوانان: هتاف أنفاس و سكوت يكتب الشعر العمودي و قصيدة التفعيلة و قصيدة النثر و المقال زيد الطهراوي من مواليد عام 1971م
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.