كان يحبها كما هى أحبته رغم معرفتهما بإستحالة إستمرار هذا الحب بينهما فهو مسيحي وهى مسلمة ، وشاءت ألأقدار أن يسافرا معا كل صباح من مدينتهما إلى مدينة أخرى صغيرة حيث يعملا ، وكثيرا ما كان يبكر إلى الكراج كل صباح ليحجز له ولها المقعد ألأمامي من السيارة ؟
وإبتدأت الحكاية عندما سألته وهى في محطة لنقل الركاب ( كراج ) هل المقعد الذي بجوارك محجوز ، فأجابها بالحقيقة هو محجوز لصديق ولكن يبدو أنه قد تأخرا كثيرا وبما أنك مستعجلة فليذهب من حجزت له المقعد إلى الجحيم ؟
فإبتسمت وأدركت في قرارة نفسها أنه يكذب بشأن الصديق وإنها المقصود بدليل نظراته التي لم تنقطع عن مطاردتها والتي تصرخ وتقول ، تفضلي يا أجمل معلمة رأتها عيناي ، صدقيني المقعد محجوز لك وليس لغيرك ، فلما جلست بجواره لأول مرة أحس أنه نه قد ملك الكون وليس فقط جيرتها ؟
ومرت ألأيام ولهيب حبهما يزاد سخونة ولكن ماالعمل وحبهما شاءا أم أبيا محكوم عليه مسبقا بالإعدام ، فمجتمعهما لايعترف بهكذا حب فهو كفر وحرام رغم أن العكس حلال ؟
وبعد إنتهاء الموسم الدراسي وحلول العطلة الصيفية إنتهت لقاءتهما إذا كانت هى معلمة وهو موظف حكومي ، بعدها كثيرا ما كان يغيب عن عمله لأنه لم يشاء الذهاب وحيدا كل تلك المسافة دون عيون المها ، ولكنها كانت كل إسبوعين أو ثلاث تعود لتلتقيه في تلك الناحية بحجج تخترعها ، عندها أدرك أنها فعلا تحبه وأن حبهما قد غدى حقيقة خاصة بعد أن فاتحته ، فقال لها كيف وأنت تدركين أن ألأمر مستحيل بيننا فأنت مسلمة وأنا مسيحي ، فأجابته بسرعة وكأنها قد أدركت الخطورة من إستمرار حبهما ، لنهرب للخارج حيث لك أقارب هناك ، فقال إن ألأمر يحتاج إلى إلى مال ووقت وجوازات ، لم تجبه حتى كان لقاءهما الثاني فكانت أن أحضرت له مبلغا قدره 3500 دينار يوم كان الدينار العراقي = 3,2 دولار ، وكان من يسافر بمبلغ كهذا يومها يعد شيخا ؟
وأخيرا لما إبتدأ الموسم الدراسي من جديد كان هو قد تركها وسافر وحيدا حتى من دون أن يودعها ، لا لأنه لم يكن يحبها بل لأن حبه لها كان جنونا ، بدليل الرسائل التي كان يرسلها لها عبر صديقتها ، وهذا ما قاله لها في أخر رسالة لها ؟
لشخصك تمثال في غرفتي يامنى … أقبله حتى ينام هو وأبقى أنا