ثورتنا السورية ليست برنامجا موسميا على طريقة الاتجاه المعاكس

faisalثورتنا السورية ليست برنامجا إعلاميا موسميا على طريقة برنامج (الاتجاه المعاكس ) ..!!
د.عبد الرزاق عيد
لسنا ضد برنامج (الاتجاه المعاكس ) مادام موسمه اليوم مؤيدا –حتى الآن- للثورة السورية ، قبل أن تأتي توجيهات جديدة لدولة (قطر العظمى) أن تتحول إلى الجهة المضادة، اي أن تصبح مؤيدة للنظام الأسدي …سيما بعد رضى قطر العظمى عن (مصر والسعودية)، وقبولها لهما وعفوها “الثوري” عنهما كدولتين رجعيتين في مؤتمر القمة الخليجية في (الدوحة ) ؟؟ !!!
وذلك بعد التوجه الدولي لحصول (المعارضة السورية )، على (العفو الأسدي) بوساطة روسية داعمة للشيخ معاذ وأترابه من عصبته الأسدية بالأصل … وقبول روسيا وإيران بمؤتمر مصالحة المعارضة، مع الأسد أو ممن يقبله الأسد ونظامه العسكري والأمني الطائفي من ممثلين لقيادة سوريا (علويا ) وفق الشرط الروسي (العلماني) عن ضرورة ان يكون الرئيس لسوريا “علويا”… وذلك بالتوافق مع شروط الراعيين: الروسي والإيراني، وبعد موافقة أمريكا والغرب، الذي اكتشف مؤخرا أن العالم الملياري الإسلامي السني هو عالم (داعشي )، يجب محاربته شيعيا طائفيا (ايرانيا ) كعالم ارهابي !! وفق تعبير وتفويض بعض قادة (الإئتلاف المعارض ) لاعتبار (داعش ) هي ممثل السنة .!!…..
وذلك بعد قبول طلب الأخوان منذ ما قبل الثورة بالمشاركة في الحكومة (الأسدية )، سيما أنهم لا يقبلون أن يكونوا أقل (شهامة وشرفا قوميا) من البعث الأسدي في مواجهة إسرائيل على حد تعبير أحد قادتهم الشبابية في وقتها .. وذلك (إبان إعلانهم عن تعليق معارضتهم ) للنظام الأسدي الممانع، ومقاومته عبر الحزب اللاتي الإيراني اللبناني بعد حرب 2006 التي دمرت لبنان وانتصر فيها حزب الله الإيراني فقط حسب زعمه .!!..
لا نريد أن نكون ضد الموسمية الثورية للجزيرة و (الاتجاه المعاكس) البرنامج الذي غادرناه منذ خمس سنوات، بعد أن وصفنا بأننا عملاء للصهيونية، لأننا تحدثنا ضد حزب الله المقاوم !!! وضد بشار أسد لأنا قلنا –حينها- أنه على استعداد إلى تقبيل (حذاء أمريكا وإسرائيل) إذا وافقوا على تجديد العقد له بإدارة سوريا ولبنان … فكان الموسم الثوري القطري وبرنامج جزيرتها (الاتجاه المعاكس) أن يصف معارضي الطغمة الأسدية –حينها- بأنها عميلة الصهيونية !!!
لكن ما أثار اهتمامنا اليوم هو هذا الدور ( الشعبوي الثوري الموسمي)، الذي تكرسه قطر عبر قناتها “الجزيرة” .. وذلك من خلال هذا الاعتراض الشديد على زاويتنا الأخيرة، المرحبة باستعادة (مصر) إلى المنظومة العربية كجزء من كيان قومي عربي فيما هو عليه ككيان جغرافي وليس سياسيا، اي (مصر والسعودية) ليس ككيانات سياسية يمينية أم يسارية /علمانية أم إسلامية ..وذلك بوصف “مصر والسعودية ” دولتين ” هما الركنان الأساسيان لأي معني لوجود كيان عربي …هذا إذا كان قد بقي موجودا !!!!
وأن تركيا (المدنية والديموقراطية الأردوغانية ) المؤيدة للثورة السورية، تغدو ركنا ثالثا في مواجهة المد الطائفي (التشيعي الفارسي غير العربي) الثأري الانتقامي لإيران الفارسية المهزومة تاريخيا، وتطلعاتها في الهيمنة الاقليمة على العالم العربي والشرق الأوسطي كرد انتقامي وثاري ضد العرب .. حيث اعتبرنا أن المصالحة الخليجية مع مصر هي ضرورية للمصالحة مع تركيا ايضا، ونحن نتحدث في هذا الاطار عن دول،أي عن ( مؤتمر دول وليس مؤتمر شعوب وثورات )، بغض النظر عن أنظمتها السياسية وتوجهاتها (العلمانية أو المحافظة )، وبغض النظر عن موقفها من الربيع العربي ومدى صدقها أو كذبها في تأييد الثورة السورية..!!!
فإذا بنا نواجه بوعي ( شعبوي دهماوي (قومجي ثورجي أخونجي ) من انتاج قناة (الجزيرة واتجاهها المعاكس )، ينعى علينا موقفنا (المحافظ المحابي لمصر والسعودية !!!)، وفق منظورالثورية ( القطرية الاعلامية ) وقيادتها للربيع العربي (الأخواني )، ووفق اعتقاد الأخوان العرب ومثقفيهم على قناة الجزيرة، بأنهم هم قادة الربيع العربي الموؤود في مصر والسعودية، وذلك فق المنظور (الثوري القطري !!) كدولة عظمى قائدة للربيع العربي، لكن -حقيقة الأمر- وفق المنظور الأمريكي راعي كل الفصول والمواسم الخليجية وقممها العربية القومية ( سعوديا معلنا أو قطريا مضمرا، أومصريا (مرسيا أو سيسيا) !!!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.