جميل صدقي الزهاوي؛ نُظِمت في تشرين الأول- أكتوبر 1929
مراجعة: رياض الحبيّب؛ تموز- يوليو 2012
https://mufakerhur.org/?author=6
خاص: المُفكِّر الحُرّ
– – –
الثاني عشر: لقاء مع شعراء وفلاسفة
ولقد أبصَرتُ الفرزدق نِضوًا * يَتلوّى ووجهُهُ معصورُ
وإلى جنبهِ يقاسي اللظى الأخطلُ مستعبرًا ويشكو جَريرُ
قلتُ ما شأنكُمْ فقالوا دَهانا * من وراء الهجاء ضَرٌّ كثيرُ
ولقد كان آخرون حواليهِمْ جثومًا وكلُّهُمْ موتورُ
مِنهُمُ العالِمُ الكبيرُ ورَبُّ الفنّ والفيلسوفُ والنِّحريرُ
لم أشاهد بعد التلفّت فيها * جاهلًـا ليس عنده تفكيرُ
إنّما مثوى الجاهلين جِنانٌ * شاهقاتُ القصور فيها الحُورُ
غيرَ قِسْمٍ هُوَ الأقلُّ سعى يُصْلِحُ حتى اٌهتدى به الجمهورُ
ثم حَيّاني أحمدُ المتنبّي * والمَعَريُّ الشيخ وهو ضَريرُ
وكلا الشاعِرَين بَحْرٌ خِضَمٌّ * وكلا الشاعرين فحْلٌ كبيرُ
ولقد كاد يخنق الغيظُ بشارًا وفي وجهه الدميم بُثورُ
ويَليهِمْ أبو نؤاسَ كئيبًا * وَهْوَ ذاك المِمْراحةُ السِّكِّيرُ
مِثْلُهُ الخيّامُ العظيمُ ودانتي * وإمامُ القريض شَيْكِسبيرُ
ولقد كان لاٌمرىء القيس بين القوم صَدْرٌ وللمُلوكِ صُدورُ
قلتُ ماذا بكُمْ فقالوا لقِيْنا * مِن جزاء ما لا يُطيق ثَبيرُ
إنّنا كُنّا نستخِفّ بأمر الدِّين في شِعْرِنا فساءَ المَصيرُ
– – –
بعض المعاني من موقع الباحث العربي الذي فيه خمسة قواميس منها لسان العرب
http://baheth.info
نِضوًا؛ النِّضْوُ: المهزول من الحيوان، سَهم نِضْوٌ إذا فَسَدَ من كثرة ما رُمِيَ به، نِضوُ السَّهم: قِدْحُه¤ ثَبِير: جبل بمكة؛ ورد ذكره في بيت للمتنبي انتقل به انتقالًـا ذكيًّا وجميلًـا من التغزل بمحبوته إلى مدح علي بن إبراهيم التنوخي، هو التّالي
أحِبُّكِ أو يقولوا جَرَّ نملٌ * ثبيرَ أوِ اٌبنُ إبراهيمَ رِيعا
فنقرأ في شرح أبي العلاء المعرّي: (يقول لها إني أحبك إلى أن يقولوا: جرّ نملٌ ثبير وهو الجبل وهذا لا يكون أبدًا! أو إلى أن يقال أنّ ابن إبراهيم خُوِّف وأفزع. وهذا أيضًا غير جائز! فلا يزول حُبّك أبدًا عني، لأن هذين أبدًا لا يكونان) انتهى
* * *
الثالث عشر: عمر الخيام والخمر
وسَمِعْتُ الخيّامَ في وَسَط الجَمْع يُغنّي فيَطرَبُ الجمهورُ
مُنشِدًا بينهُمْ بصوتٍ شَجيٍّ * قِطعةً مِن شِعْر غِذاهُ الشّعورُ
حبّذا خمرةٌ تُعِينُ على النيران حتّى إذا ذَكَتْ لا تَضِيرُ
وتُسَلِّي من اللهيب فلا يبقى متى شبَّ منهُ إلّـا النورُ
تُشْبِهُ الخَنْدَريس ياقوتة ذابتْ ففيها للناظرِينَ سُرورُ
هِيَ مِثل النار التي تتلظّى * ولها مِثلما لهذي زفيرُ
ثمّ أنّي بالخندريس لصَبٌّ * ومن النار والجحيم نَفورُ
إسْقِني خمرة لعلِّي بها أرجعُ شيئًا ممّا سبَتْني السَّعيرُ
وصِلِيني بالله أيّتها الخمرة إنّي اٌمرؤٌ إليكِ فقيرُ
أنتِ لو كنتِ في الجحيم بجَنبي * لمْ تَرُعْني نارٌ ولا زمهريرُ
* * *
الخَنْدَريس: الخَمْر، سُمِّيَت بذلك لقِدَمِهَا¤ أمّا المفردات الأخرى فقد تمّ إيضاحها في حلقات سابقة ما ليس من البلاغة تكراره¤ وامّا أسماء الشعراء العرب والأجانب الواردة في المقطع الأوّل فغنيّة عن التعريف
¤ ¤ ¤ ¤ ¤